سودانايل:
2024-11-15@18:41:35 GMT

هيا بنا نعرف رسول الله ﷺ (1 – 3)

تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT

بقلم عبدالعليم شداد
ربما لا يعلم الكثيرون أن مكة قبل الإسلام كانت مركزا من مراكز التجارة العالمية تأتيها البضائع من كل مكان برا وبحرا، تأتي برا من اليمن ومن الشام ومن العراق في قوافل ضخمة قد يزيد عددها عن الألفي بعير، وكان ميناء الشعيبة هو ميناء مكة الرئيسي قبل الإسلام (قبل ان يحوله عثمان بن عفان الى جدة)، كان ميناءا عامرا نشطا بالحركة التجارية تأتيه السفن التجارية من بلاد الروم ومن الحبشة ومن مصر ومن غيرها، وكانت الحركة التجارية قد بلغت حدا من الضخامة ان زاد عدد الأسواق في مكة وما حولها عن العشرة أسواق اشهرها سوق عكاظ ، مجنة، دومة الجندل ، ذي المجاز، المشقر، هجر، وهي اسواق كبيرة شبيهة بمهرجانات التسوق في هذه الأيام حيث يفد اليها التجار من جميع انحاء العالم، من فارس والهند والصين والروم والحبشة ومن مصر، وحتى الملوك كانوا يهتمون بهذه الاسواق و يرسلون بضائعهم لبيعها فيها، مثال لذلك النعمان بن المنذر ملك الحيرة الذي كان يبعث في كل عام قافلة كبيرة الى سوق عكاظ فتباع ويشترى له بثمنها العصب والبرود والأدم وسواها، وكانت جميعها اسواقا عامرة بالأنشطة الترفيهية والثقافية مثل السباقات وانشاد الاشعار وغيرها.


ونتيجة لهذا النشاط التجاري العالمي الكبير نشأت في مكة العديد من مراكز الصرافة التي تجتمع فيها معظم عملات العالم المتداولة في ذلك الوقت، وازدهرت الصناعات في مكة نتيجة لهذه الحركة التجارية الكبيرة فقد نشطت صناعات الغزل والنسيج بعدما نمت حاجات الناس اليها وتزايد الطلب على منتوجاتها، مثل الاثاث المنزلي والأرائك والفرش وسواها. وتطورت صناعة الملابس فأدخلت عليها التقنيات المستحدثة والأصبغة النباتية لتلوين الاقمشة حيث كانت خامات الصباغ مثل (الورس والعصفر وقرف الأرطى والعصب) تأتي من اليمن، كما نشطت صناعات مثل صناعة الأسلحة والاواني الفخارية وصياغة الحلي والمجوهرات وصقل السيوف والنجارة، وصناعة الأدوات الزراعية، وكان من العرب من يعمل في صناعة التعدين كالوليد بن المغيرة والعاص بن هشام أخي أبي جهل، وخباب بن الأرت الذي كان من صانعي السيوف. ونتيجة لهذه الأنشطة المتعددة كانت بمكة جالية كبيرة من مختلف الجنسيات من تجار وعمال من الروم والفرس والهند والحبشة وغيرهم، كما استلزم هذا النشاط الكبير وجود عدد كبير من الرقيق كان منهم الابيض والاسود واشتهر منهم الأحباش، الذين كان يتم استخدامهم في مختلف الاعمال وفي خدمة اسيادهم في البيوت، فقد كانت مكة مدينة عامرة تقول التقديرات ان عدد سكانها كان ما بين (الخمسة الاف والعشرين الفا) وهو عدد كبير قياسا الى سكان العالم في ذلك الوقت، وكانت بيوت مكة بيوتا ثابتة مبنية من الطين والحجارة، وكانت مكة مخصصة لسكن القرشيين بعد أن اخرج منها قصي بن كلاب قبيلة خزاعة وبني بكر، ومن قريش من كان يسكن ببطن مكة حول البيت ويسمون قريش البواطن ومنهم من كان يسكن حول مكة ويسمون قريش الظواهر وكانوا بادية لمكة.
ما كان لهذا النشاط التجاري العالمي في مكة ان ينجح لو لم تكن تسنده اتفاقيات سياسية وعهود ومواثيق دولية، فقد كان لقادة مكة وسادتها علاقات ممتازة مع ملوك وقياصرة ذلك الزمان، ويرجع الفضل في ذلك الى أبناء (عبد مناف – الجد الثالث لرسول الله) الذي قام أولاده الأربعة (هاشم ، عبد شمس، المطلب و نوفل) بالسفر ولقاء الملوك والزعماء وعقد الاتفاقيات التجارية معهم وقد كان ذلك بزعامة هاشم (الجد الثاني لرسول الله ﷺ) الذي سافر الى الشام والتقى بقيصر الروم، وسافر اخوه (عبد شمس) الى نجاشي الحبشة وذهب (المطلب) الى ملك اليمن وسافر (نوفل) الى ملك الفرس والتقى به. وكان ل - هاشم فضل كبير على اهل مكة وزوار البيت الحرام حيث كان يقوم بسقاية الحجاج واطعامهم وكان ينفق من ماله على ذلك إضافة الى ما يتبرع به اغنياء مكة وهو تقليد وضعه جده قصي بن كلاب زعيم مكة وسيدها من قبل، وكان هاشم يستخدم احواضا من الجلد يضع فيها الماء والزبيب للحجاج ويضع فيها طعاما يكفيهم طوال موسم الحج، وكان يشرف على اعداد الطعام للحجاج والفقراء بنفسه ويهشم الخبز بيديه فلقب ب (هاشم) ليشتهر به واسمه الحقيقي هو عمرو بن عبد مناف، وبعد وفاة هاشم تولى السقاية والرفادة بعده أخيه المطلب لتعود منه مرة أخرى الى ابنه وجد رسول الله (عبدالمطلب) وهو الذي حفر بئر زمزم التي لا نزال نشرب من ماءها حتى اليوم وكان قد نذر بانه اذا رزق بعشر من البنين ليذبحن احدهم قربانا، فلما رزق بهم وجمعهم واخبرهم بنذره وافقوا على ان يذبح احدهم وفاءا لنذره، واقرع بينهم ووقعت القرعة على ابنه (عبدالله- والد رسول الله ﷺ)، ولما أراد ان يذبحه وأتى به عند اساف ونائلة (صنمان عند الكعبة)، احتج وجهاء قريش وأشاروا عليه بالذهاب الى عرافة مشهورة بالحجاز التي أمرته بان يضرب بالقداح بين ابنه وبين عشرة من الابل (مقدار الدية)، ففعل وكان يزيد في كل مرة عشرة من الابل حتى وقعت القرعة على الابل ، فكان فداءه مائة من الابل، وتوفي (عبدالله) وعمره خمسة وعشرون عاما ورسول الله في بطن امه لم يولد بعد.
لقد ولد رسول الله ﷺ في بيت زعامة وعز وشرف، فهو خير اهل الأرض نسبا على الاطلاق، ونسبه المتفق عليه بالأسماء حتى عدنان وما بعد عدنان اختلفوا في الآباء التي بين إسماعيل وبين عدنان هل هم خمسة، أو ستة، أو سبعة آباء، أو أكثر؟ واختلفوا في أسمائهم ولكن الذي لا خلاف فيه ان عدنان من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام وقال البغويُّ في شرح السُّنَّة بعد ان ذكر نسب رسول الله إلى عدنان (ولا يصحُّ حفظ النَّسب فوق عدنان). والعرب على قسمان عاربة ومستعربة، العرب العاربة وهم القحطانية والعرب المستعربة وهم الذين لم يكونوا أصلا من العرب ولكنهم صاروا عربا بانفتاق لسانهم بالعربية، وذلك مثل العرب العدنانية من ذرية إسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام، سموا بالمستعربة لأنهم تعلموا العربية من العرب العاربة لما جاءت جرهم وهي من العرب العاربة، ونزلوا في مكة عند هاجر أم إسماعيل، فقريش هم من العرب العاربة ومنهم رسول الله عليه أفضل الصلاة واتم التسليم. وقريش هو (النضر بن كنانة) وهو الجد الثاني عشر لرسول الله ﷺ وفي الحديث قال رسول الله (نَحن بَنو النَّضرِ بنِ كِنانةَ. الخ).
ان افضل الناس نسبا (النسب الاهل والقرابة) من كان اباءه واجداده اكثر فائدة ونفعا للناس، وقد كان رسول الله ﷺ افضل الناس نسبا فإباؤه وأجداده كانوا هم الأكثر نفعا على الاطلاق وقد اختصهم الله تعالى بالشرف ورفعة الذكر، فهو في نفسه كما هو معلوم كان افضل الناس حتى من قبل ان تأتيه الرسالة ونذكر قول أم المؤمنين خديجة (والله ما يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق)، وجده (عبدالمطلب بن هاشم ) كان عظيم مكة وكان المسؤول عن اطعام الحجاج وسقايتهم (السقاية والرفادة), بل حتى ابيه (عبدالله بن عبدالمطلب) الذي توفي في شبابه اختصه الله تعالى برفع الذكر في حادثة الذبح المشهورة بان نجاه الله تعالى من الذبح وكان قد قبل ان يذبح وفاء لنذر ابيه وكان فداءه مائة من الابل، أما (هاشم بن عبد مناف- الجد الثاني لرسول الله ﷺ) فهو صانع مجد مكة ويعود له الفضل في نجاح مكة التجاري والاقتصادي وهو الذي اتصل بالروم ووضع الاتفاقيات التجارية معهم وهو صاحب السقاية والرفادة والكرم الذي لا ينافس، وجد رسول الله ﷺ الثالث (عبد مناف بن قصى) هو صاحب الايلاف الذي ذكره القران، ثم يليه جده الرابع (قصي بن كلاب بن مرة) وهو من أشهر زعماء مكة وهو الذي انتصر لقريش واخرج قبيلة خزاعة وبني بكر من مكة وجعل سكنى مكة خاصة لقريش كما تقدم ذكره وكان صاحب السدانة والسقاية والرفادة والندوة ولواء الحرب، ويستمر هذا التسلسل البديع الى ان نصل الى الجد الثاني عشر لرسول الله (النضر بن كنانة) وهو الملقب بقريش وهو الذي سميت باسمه قبيلة قريش كما تقدم ذكره وكان أحد اولاد كنانة واشهرهم واكثرهم منعة، ويستمر هذا التسلسل المذهل الذي لا نظير له من أب عظيم الى اخر حتى يصل نسب رسول الله ﷺ الى إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام، نسب رفيع عظيم تنتقل فيه المكانة من اب لابن لينتهي عند رسول الله الذي لم يعش له ولد ذكر، وصدق رسول الله ﷺ حين قال (إنَّ اللهَ اصْطَفى كِنانةَ مِن ولَدِ إسماعيلَ، واصطَفى قُريشًا مِن كِنانةَ واصطَفى مِن قريشٍ بَني هاشِمٍ، واصطَفاني مِن بَني هاشِم).
والدة رسول الله ﷺ هي (آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة) حيث تلتقي مع والد رسول الله ﷺ في جده (كلاب بن مرة) ووالدها (وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة) – (جد رسول الله ﷺ لأمه) كان (سيد بني زهرة نسباً، وشرفا) ، اما علاقة رسول الله ﷺ بالمدينة فمن (جده عبدالمطلب) فأمه (سلمى بنت عمرو) كانت من المدينة من بني النجار وهم من الخزرج، وقد اكرمهم رسول الله حين قدم المدينة حيث ورد عن ابي بكر الصديق، في حديث الهجرة ، (فقدمنا ليلا فتنازعه القوم أيهم ينزل عليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنزل على بني النجار ، أخوال عبد المطلب أكرمهم بذلك). أما زوجة رسول الله حين الرسالة فهي أم المؤمنين (خديجة بنت خويلد) وهي أول من امن به وصدقه، وابوها (خويلد بن أسد)، كان سيدًا من سادات قريش، وهو من واجه آخر التبابعة ملوك اليمن، وحال بينه وبين أخذه للحجر الأسود، كما كان ضمن الوفد الذي أرسلته قريش إلى اليمن بزعامة (عبدالمطلب بن هاشم) لتهنئة سيف بن ذي يزن عندما انتصر على الأحباش وطردهم من اليمن.

كان رسول الله ﷺ مباركا منذ ولادته، والبركة هي ثبوت الخير الإلهي في الشيء؛ فالبركة إذا حلت في قليل كثرته، وإذا حلت في كثير نفع والشيء المبارك هو الذي تحصل منه الفائدة الكبيرة والخير الكثير، ومن الأمثلة على البركة في حياتنا اليومية انك تجد شخصا براتب صغير ومال قليل يعول اسرة كبيرة تعيش في نعيم وسعادة وتجد اخر براتب كبير ولكنه يعيش في ضيق وتعاسة وراتبه لا يكفيه حتى نهاية الشهر، فالبركة أمر حقيقي موجود وملاحظ في حياتنا اليومية وهي هبة ربانية لا يستطيع الانسان ان يتحصل عليها بجهده دون عون الله مهما فعل، والبركة حتى فيما بين يديك من طعام وشراب فتجد أن نفس المقدار من الطعام الذي يكفي لشخص واحد يمكن ان يكفي ل عشرة او عشرين او حتى مائة شخص بمقدار ما تنزل فيه من بركة ، والبركة يمكن ان تكون في سيارتك وبيتك وتجارتك وفي عمرك ووقتك، ورسول الله ﷺ كان مباركا وما دعا لشيء بالبركة الا حلت عليه ، فالطعام الذي يأكله خمسة او ستة اشخاص بدعاء الرسول كان يكفي السبعين والثمانين من الرجال، مثال ذلك ما حدث حين استضاف أبو طلحة رسول الله ﷺ في بيته وجاء عليه الصلاة والسلام ومعه سبعون أو ثمانون من أصحابه، فدعا في الطعام، ثم طلب منهم أن يدخل منهم في كل مرة عشرة يأكلوا ثم يخرجوا ثم يأتي غيرهم ، حتى أكل الجميع وشبعوا من ذلك الطعام القليل، وفي غزوة تبوك أخذ الجوع من الصحابة كل مأخذ ، فاستأذنوا الرسول صلى الله عليه وسلم في نحر رواحلهم ، فطلب منهم أن يأتوه ببواقي أطعمتهم ، فدعا فيه بالبركة، ثم قال: ( خذوا في أوعيتكم ) ، فأخذوا في أوعيتهم ، حتى ما تركوا في العسكر وعاءً إلا ملؤه، فأكلوا حتى شبعوا وحملوا ما بقي، وفي يوم الخندق أطعم رسول الله (ألف نفر) من شاة صغيرة وصاع من شعير، حينما دعاه جابر بن عبد الله رضي الله للطعام في بيته، والامثلة الواردة في بركة رسول الله ﷺ كثيرة فقد ولد مباركا عليه افضل الصلاة واتم التسليم فمنذ ان كان صغيرا في كفالة عمه أبوطالب كان أبو طالب يرى منه الخير والبركة، ولذلك كان يحبه حبا شديدا، فلا ينام إلا جنبه، ويخرج به متى خرج. وكان قد أخذه معه في رحلة التجارة إلى الشام وكان عمره نحو اثنتي عشرة سنة في الرحلة المشهورة حينما قابل الراهب الذي تنبا بنبوءته، أما بركته عندما كان رضيعا فترويها حليمة السعدية التي أصبحت دابتها اسرع وانشط من غيرها بعد ان صار معها, فقد كانت تركب على اتان (انثى الحمار-حمارة) وكانت حمارة ضعيفة بطيئة تسببت في تأخير القافلة التي أتت معها من بني سعد، وما ان اخذت رسول الله ﷺحتى نشطت الحمارة ودبت فيها العافية وصارت الأسرع، ودبت العافية في حليمة نفسها فجاد صدرها باللبن، وامتلاء ضرع ناقتها المسنة باللبن، وصارت غنمها سمينة تحلب اللبن الوفير وكثر عندها الخير وصدق زوجها حين قال لها لقد اخذت (نسمة مباركة). .
لقد كان رسول الله ﷺ قمة في كل الصفات النبيلة، فقد كان أشجع الناس اذ يقول عنه أصحابه كنا نحتمي به إذا حمي الوطيس، وكان أكرم الناس، وقصة الاعرابي الذي اعجبته غنم رسول الله التي ملأت وادياً بأكمله، فسأله أن يعطيه كلّ ما في الوادي، فأعطاه إياه، ومن ذلك ايضا انه كان قد اتاه مالا كثيرا من البحرين، فقال (انثروه في المسجد)، وخرج إلى الصلاة ولم يلتفت إليه، فلما قضى الصلاة جاء فجلس إليه، فما كان يرى أحدا إلا أعطاه، وما أخذ منه درهما، وبلغ من كرمه ان اهل بيته تعلموا منه واخذوا عنه الكرم وفي الحديث المشهور انهم ذبحوا شاة في البيت فتصدقت بلحمها ام المؤمنين عائشة ولم يتبقى منها الا الكتف فلما جاء رسول الله وسأل عن اللحم واخبروه الخبر قال (بقيت كلها الا الكتف)، والحقيقة ان رسول الله ﷺ لم يكن فقيرا بل كان جوادا كريما. وكان رسول الله ﷺ حليما غاية الحلم مثال ذلك عندما جذبه ذلك الاعرابي بشدة من ملابسه بدون أي احترام ولا تقدير وقال له (مر لي من مال الله الذي عندك) فالتفت اليه بلطف وأمر بإعطائه المال، وأيضا لما أراد زيد بن سعنة اليهودي ان يختبره قبل اسلامه وكان له مال عند رسول الله ﷺ وجاء لرسول الله وهو بين أصحابه فشده من ثوبه وامسكه من ثيابه، وشتمه وشتم اهله قائلا (إنكم يا بني عبدالمطلب قوم مطل), فانتهره عمر واسمعه كلاما قاسيا فابتسم رسول الله ﷺ له وقال لعمر (أنا وهو كنا إلى غير هذا أحوج منك يا عمر، تأمرني بحسن القضاء وتأمره بحسن التقاضي) وأمر عمر أن يقضيه ماله، ويزيده عشرين صاعًا لِمَا روَّعه فكان ذلك سببا في اسلامه، وقال زيد بن سعنة بعد اسلامه (ما بقي من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفتها في محمد إلا اثنتين لم أخبرهما يسبق حلمه جهله، ولا تزيده شدة الجهل إلا حَلمًا. فاختبرته بهذا، فوجدته كما وُصِف)، وقد كان رسول الله ﷺ رحيما بأصحابه سليم القلب تجاههم وهو القائل (لا يبلغني أحد من أصحابي عن أحد شيئًا، فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر)، وكان رسول الله ﷺ وفيا يعرف الفضل لأهل الفضل ويحفظ المعروف ولا ينساه ابدا، ومن ذلك وفاءه (لأبي البختري) وذلك انه كان (أكفَّ القوم عن رسول الله وهو بمكة وكان لا يؤذيه، ولا يبلغه عنه شيء يكرهه، وكان ممن قام في نقض صحيفة المقاطعة), فكان الرسول يقول للمسلمين يوم بدر (وَمَنْ لَقِيَ أَبَا الْبَخْتَرِيِّ بْنَ هِشام فلا يَقْتُلْه), وأيضا وفاءه للمطعم بن عدي الذي حماه واجاره يوم ان عاد من الطائف وعزم القرشيون على منعه من دخول مكة فقال في أسارى بدر من المشركين (لو كان المطعم بن عدي حيا ثم كلمني في هؤلاء النتنى لتركتهم له), وكان مكرما لمرضعته حليمة السعدية ومما يذكر انها اتته فقام لها وبسط لها رداءه فقعدت عليه. والحقيقة اننا لو أردنا ان نحكي عن اخلاقه صلوات الله وسلامه عليه لاحتاج الامر ان نحصي جميع الاخلاق الكريمة التي يعرفها البشر ونتحدث عنها الواحدة تلو الأخرى ولوجدنا ان الله تعالى قد اختص رسوله بمنتهاها، وقد لخصت لنا ام المؤمنين عائشة كل ذلك في قولها (كان خلقه القران), وقد مدحه الله عز وجل في قوله تعالى {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}(القلم:4) – ونواصل .
Shedad77@gmal.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: کان رسول الله ﷺ ان رسول الله ﷺ الله تعالى لرسول الله من العرب من الابل وهو الذی فقد کان هو الذی فی مکة کان قد ما کان ن قریش

إقرأ أيضاً:

إصابة 5 مستوطنين إسرائيليين بالقصف الأخير الذي استهدف "تل أبيب"

أفادت صحيفة إسرائيل اليوم، العبرية، مساء اليوم الأربعاء، بإصابة 5 مستوطنين إسرائيليين بجراح مختلفة خلال هروبهم إلى الملاجئ بالقصف الأخير لحزب الله اللبناني الذي استهدف "تل أبيب".

وأعلن حزب الله اللبناني، مساء اليوم الأربعاء، إن قواته هاجمت بمسيرات انقضاضية نوعيّة للمرة الأولى قاعدة الكرياه بمقر وزارة الحرب وهيئة الأركان الإسرائيلية في تل أبيب.

وفي وقت سابق، استهدف عناصر حزب الله اللبناني عند ‏الساعة 12:15 من ظهر اليوم، الأربعاء، مستوطنة كفار فراديم بصليةٍ صاروخية، وذلك دعماً للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة ‌‏‌‏‌والشريفة، ودفاعًا عن لبنان ‏وشعبه.

وأعلن حزب الله اللبناني تصديه لطائرة مسيرة إسرائيلية ثانية من نوع "هرمز 450" في أجواء القطاع الأوسط، وأجبرها على مغادرة ‌‏الأجواء ‏اللبنانية.

وفي وقت سابق؛ ذكر حزب الله أنه أوقع أكثر من 100 قتيل و1000 جريح من جنود الاحتلال منذ بداية العملية العسكرية جنوبي لبنان، حسبما أفادت قناة “القاهرة الإخبارية”.

وذكر حزب الله أنه نفذ هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة راميم في ثكنة هونين شمال مدينة صفد.

كان حزب الله اللبناني استهدف للمرّة الأولى، قاعدة هحوتريم (قاعدة جوية رئيسية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي وتحتوي على تشكيل التجهيز والنقل، كما يوجد فيها مصنع محركات).

مقالات مشابهة

  • 40 عاما في السجن.. من هو جورج عبد الله الذي أفرجت عنه فرنسا رغما عن أمريكا؟
  • هيئة دولية للإشراف على تطبيق القرار 1701.. ماذا نعرف عن مسودة التسوية الجديدة بين إسرائيل وحزب الله؟
  • بشأن جورج عبدالله.. ما الذي قرّرته محكمة فرنسيّة؟
  • أحمد عمر هاشم: مصر أصبحت بلد مئات الآلاف من المآذن.. فيديو
  • بيان البرهان الذي تتوقعه الجماهير
  • متى نعرف ساعة الاستجابة في يوم الجمعة؟
  • عدد ركعات سنة الجمعة وكيفية أدائها
  • تحدَّثَ عن نصرالله.. ما الذي يخشاه جنبلاط؟
  • إصابة 5 مستوطنين إسرائيليين بالقصف الأخير الذي استهدف "تل أبيب"
  • أحمد محمود الذي عركته الصحافة