هل الوضوء بعد أكل لحم الجمل واجب؟.. اختلاف بين الأزهر والإفتاء
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
آراء فقهية متعددة حول حكم الوضوء بعد أكل لحم الجمل، إذ انقسمت دار الإفتاء والأزهر الشريف بين تلك الآراء، إذ أن عدد من العلماء يرون بضرورة ووجوب الوضوء بعد تناول لحم الجمل، بينما يذهب آخرون إلى أنّه لا يجب الوضوء بعد أكل لحم الجمل لا ينقض الوضوء، وبالتالي فإن صلاة الفرد صحيحة.
حكم الوضوء بعد أكل لحم الجملوحول حكم الوضوء بعد أكل لحم الجمل، فإنه فيما يتعلق بالأزهر الشريف، فقال الدكتور عطية لاشين، عضو لجنة الفتوى، في حديثه لـ«الوطن»، إنّ أكل لحم الإبل من الأشياء التي تنقض الضوء لحديث جابر بن سمرة رضي الله عنه أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنتوضأ من لحم الغنم؟ قال: إن شئت فتوضأ، وإن شئت لا تتوضأ، قال: أنتوضأ من لحوم الإبل؟ قال: نعم توضأ من لحوم الإبل».
بينما ذهبت دار الإفتاء المصرية إلى أنّ أكل لحم الإبل لا ينقض الوضوء عند جمهور الفقهاء، وهذا ما عليه الفتوى؛ وذلك لحديث جابرٍ رضي الله عنه قال: «كان آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تَرْكُ الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ».
حكم الأكل من رقبة الإبلولفتت إلى أنّه فيما يتعلق بحكم أكل رقبة الإبل فإنه حلال، وليس وضع النبي صلى الله عليه وآله وسلم رِجلَه الشريفة عليها -إن ثبت ذلك- دليلًا على تحريم أكلها؛ فقد وضع صلى الله عليه وآله وسلم يده الشريفة على حيوانات أخرى، وركب صلى الله عليه وآله وسلم حيوانات متعددة، وكل هذا لم يحرم أكله، وإنما تأتي الحرمة هنا من النهي عن أكل شيء معين.
الحكمة من الوضوء بعد أكل لحم الجملوحول الحكمة من الوضوء بعد أكل لحم الجمل، فقال شيخ الإسلام ابن تيمية، إن الحكمة في كون أكل لحم الإبل ينقض الوضوء، وغيره من اللحوم لا ينقض، «إن الإمام أحمد وغيره من علماء الحديث قد أقروا بأن لحم الإبل حلال بالكتاب، والسنة، والإجماع».
إلاّ أنّ لحم الإبل فيها من القوة الشيطانية وقسوة القلب ما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «إنها جن خلقت من جن»، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو داود: «الغضب من الشيطان، وإن الشيطان من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ»، ولذلك وجب الوضوء.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الجمال الإبل الوضوء لحم الإبل صلى الله علیه وآله وسلم
إقرأ أيضاً:
ما حكم إلقاء السلام على قارئ القرآن؟.. الإفتاء تجيب
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (حَدَثَ نِقَاشٌ عندنا بين رُوَّاد المسجد حول مدى جواز إلقاء السلام على مَن يقرأ القرآن، فنرجو بيان الحكم الشرعي في هذه المسألة.
وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال إن إلقاء السلام على قارئ القرآن مشروعٌ، والخلاف فيه دائرٌ بين الكراهة والاستحباب، فيَسَعُ المكلَّفَ أنْ يُلْقِيَ السلامَ عليه أو لا يَفعَل، مِن غير إثمٍ عليه في ذلك ولا حرج.
وأوضحت جدار الإفتاء أنه لا يُشرع لغيره الإنكارُ عليه، مع الأخذ في الاعتبار أنَّ الأَوْلَى مراعاةُ حال القارئ فإن كان مستغرِقًا في التدبر والترتيل، ولا يحزنه عدمُ السلام عليه، تُرِكَ السلامُ عليه، أما إذا لَم يكن مستغرِقًا في التدبر والترتيل، أو كان يحزنه عدم إلقاء السلام عليه، فالأَوْلَى في هذه الحالة والمستحبُّ إلقاءُ السلام.
وذكرت دار الإفتاء أن السلام تحيةٌ مِن عند الله، أهداها أهلَ الإسلام، وأَمَرَهُم بإفشائها؛ فقال تعالى: ﴿فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً﴾ [النور: 61].
وعن عبد الله بن عمرٍو رضي الله عنهما أنَّ رجلًا سأل النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم: أيُّ الإسلام خيرٌ؟ قال: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ» متفق عليه.
وتابعت: وللسلام أثرٌ عظيمٌ في توثيق أواصر الأُلفة والمحبة في المجتمع؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".