أميركا لا تقصف مواقع حزب الله: معطيات ودلالات
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
قصفت الولايات المتّحدة الأميركيّة مواقع للفصائل المسلّحة المُواليّة لإيران، في كلّ من سوريا والعراق، ردّاً على استهداف هذه المجموعات لقواعد واشنطن العسكريّة، في منطقة الشرق الأوسط، وخصوصاً في الأردن. ولا تزال إدارة الرئيس الأميركيّ جو بايدن، تُنفّذ مع المملكة المتّحدة ضربات مشتركة ضد معاقل الحوثيين، للتخفيف من قدرة "أنصار الله" على استهداف السفن التجاريّة، في البحر الأحمر.
ورغم أنّ "حزب الله" من أبرز المُشاركين في الحرب مع حركة "حماس" ضدّ إسرائيل، إلّا أنّ القصف الأميركيّ لم يشمل بعد أهدفاً لـ"المقاومة الإسلاميّة" في لبنان، أو في الدول المُجاورة، مثل سوريا والعراق، لأسباب يقول عنها خبراء عسكريّون إنّها عديدة.
وفي هذا السياق، يوضح الخبراء أنّ "حزب الله" على الرغم من أنّه موجود بعناصره وعتاده في سوريا، ويُقدّم المشورة والأهداف والخبرات والأسلحة للحوثيين في اليمن، لا تعتبره واشنطن هدفاً مشروعاً لضرباتها. وصحيحٌ أنّ "الحزب" من أكثر المنخرطين في المعارك ضدّ جيش العدوّ الإسرائيليّ، لكن أوّل نقطة بارزة، هي أنّه لم يدخل في مواجهة مباشرة مع القوّات الأميركيّة في المنطقة، فهو يصبّ تركيزه على جبهة الجنوب، للتخفيف من وطأة القصف على قطاع غزة، ومُمارسة الضغط على تل أبيب، للإشارة إلى أنّ إتّساع رقعة الإشتباكات وارد في أيّ لحظة، إنّ لم تُوقف إسرائيل عدوانها على الفلسطينيين.
وهناك نقطة أساسيّة أخرى بحسب الخبراء العسكريين، فأميركا ترى أنّ المعارك بين "حزب الله" وإسرائيل لا ترقى إلى حربٍ حتّى اللحظة، على الرغم من كلّ مساعي الموفد الأميركيّ آموس هوكشتاين، وغيره من قادة الدول الأوروبيّة، لمنع توسّع الصراع إلى لبنان، والبلدان المُجاورة.
وفي الإطار عينه، يقول الخبراء العسكريّون إنّ أيّ قصف قد يطال "حزب الله" في لبنان، يعني حكماً أنّ السفن الأميركيّة ومواقع الجيش الأميركيّ العسكريّة أصبحت أهدافاً لـ"الحزب"، وأنّ الحرب في غزة ستخرج عن السيطرة، وستمتدّ إلى دول الجوار. من هذا المُنطلق، يلفت الخبراء إلى أنّ إدارة الرئيس بايدن وجّهت ضربات محدودة ضدّ "حزب الله – العراقي" و"الحشد الشعبيّ"، وغيرها من الفصائل المُواليّة لإيران، وهي لا ترقى أيضاً إلى توسيع الصراع ليصل إلى سوريا والعراق واليمن.
ويُشير الخبراء إلى أنّ أميركا تركت لإسرائيل مهمّة إستهداف مواقع "حزب الله" والحرس الثوريّ الإيرانيّ في كلّ من سوريا والعراق، كيّ لا تكون طرفاً أساسيّاً في الصراع، وكيّ تظهر فقط أنّها تُدافع عن جنودها وعن مصالحها في المنطقة، والأهمّ أنّ تستمرّ في لعب دور الوسيط بين "حماس" والحكومة الإسرائيليّة للتوصّل إلى هدن إنسانيّة، وتبادل جميع الرهائن والأسرى.
ويُضيف الخبراء أنّ أميركا أبدت لإسرائيل مراراً مُعارضتها بتوسيع رقعة القصف في لبنان، لذا، فإنّ الضربات تتركّز على المناطق الجنوبيّة، وعلى مراكز "حزب الله" في الجنوب فقط. كذلك، فإنّ عناصر "الحزب" يستشهدون في سوريا بغارات إسرائيليّة، إلى جانب شخصيّات إيرانيّة بارزة.
ويُتابع الخبراء العسكريّون أنّ إسرائيل تستطيع الإستمرار بقصف مواقع الفصائل المُواليّة لإيران، واغتيال شخصيّات من "حزب الله" في دمشق، طالما أنّ الصراع بينها وبين هذه المجموعات المسلّحة لا يزال مستمرّاً.
ويقول الخبراء إنّ واشنطن تُراعي الوضع السياسيّ والإقتصايّ الخاصّ في لبنان، كما أنّها تعلم أنّ أيّ حرب بين "الحزب" وإسرائيل، ستكون مُدمّرة لكلا الطرفين، من هنا، فإنّها تعمل بكافة الوسائل الدبلوماسيّة على تحذير اللبنانيين والإسرائيليين من خطر وتداعيات الحرب، وتنسق مع الدول الصديقة لها في المنطقة للاسراع في التوصّل لهدنة بين "حماس" والحكومة الإسرائيليّة، والمُحافظة بعض الشيء على وجه تل أبيب، كيّ تظهر الأخيرة أنّها منتصرة.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: سوریا والعراق فی لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
تعديلات لبنانية للمقترح الأميركي وحديث إسرائيلي عن تسوية وشيكة
قال مسؤول لبناني كبير اليوم الخميس إن لبنان يسعى إلى إدخال تعديلات على المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار، في حين قال مصدر إسرائيلي إن التقديرات تشير إلى إمكانية التوصل إلى تسوية في غضون أسبوعين.
وذكر المسؤول اللبناني لرويترز أن "الطرف اللبناني يشدد على ضرورة الانسحاب فور إعلان وقف إطلاق النار لكي يتسنى للجيش اللبناني الانتشار في كل المناطق، ولكي يسمح للنازحين بالعودة فورا، وإدخال صياغة في الاقتراح من شأنها أن تحافظ على حق الجانبين "في الدفاع عن النفس".
وأضاف أن موقف إسرائيل هو الانسحاب في غضون 60 يوما من إعلان الهدنة، في حين يعمل الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين على إبرام اتفاق خلال الشهرين الأخيرين لإدارة الرئيس جو بايدن.
وقال المسؤول اللبناني إن مسودة الاتفاق الحالية تشير إلى الانسحاب من "حدود لبنانية" في حين يريد لبنان الإشارة إلى "الحدود اللبنانية" على وجه التحديد لضمان انسحاب القوات الإسرائيلية من الحدود بالكامل وليس بصورة جزئية.
وأوردت رويترز أن مسؤولين لبنانيين طلبوا التعديلات خلال اجتماعات مع الوسيط هوكشتاين في بيروت هذا الأسبوع.
وتشير التعديلات التي يسعى لبنان لإدخالها إلى أن هوكستين لا يزال يتعين عليه بذل جهود من أجل إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار الذي قال إنه "في متناول أيدينا" خلال زيارة إلى بيروت الثلاثاء الماضي.
أسابيع قليلة
وقد نقلت صحيفة معاريف عن مصدر سياسي إسرائيلي أن هناك تقدما كبيرا آخر أحرز بعد زيارة هوكشتاين وأن الفجوات ضاقت لإحراز تسوية على جبهة لبنان، وسط تقديرات بحدوث ذلك في غضون أسابيع وربما أسبوعين.
وأضاف أن "هناك رغبة واضحة" لدى الأطراف في التوصل إلى اتفاق وأن هناك آلية تنفيذ قوية، لكنه أشار إلى أن ذلك يأتي في إطار تسوية "ستحتفظ" معها إسرائيل بحرية العمل في لبنان.
وكانت السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون قدمت الخميس الماضي إلى رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري خطة من 13 نقطة تنص على هدنة لمدة 60 يوما ونشر الجيش في جنوب لبنان.
وفي خطاب مسجل تم بثه الأربعاء قال الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم: "لا يمكن أن تهزمنا إسرائيل وتفرض شروطها علينا"، مضيفا أن الحزب يفاوض من أجل "وقف العدوان بشكل كامل وشامل" في لبنان.
ووفقا لوسائل إعلام إسرائيلية، وصل هوكستين إلى إسرائيل مساء الأربعاء والتقى وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وكان نتنياهو قد شدد الاثنين الماضي على أن إسرائيل ستنفذ ما سماه عمليات عسكرية ضد حزب الله حتى في حال التوصل إلى هدنة، وذلك في ظل الغارات الإسرائيلية على مناطق لبنانية عدة، في حين يرد حزب الله بقصف مواقع للاحتلال ومستوطنات.