موقع النيلين:
2025-02-21@11:00:06 GMT

استعادة الثقة في الاقتصاد أولا

تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT


أهم قضية ينبغى أن نعمل عليها جميعا فى هذه الأيام هى استعادة الثقة فى الاقتصاد المصرى وخصوصا النظام المصرفى الرسمى بعد الضربات الشديدة التى تعرض لها هذا الاقتصاد فى الشهور الأخيرة.
قد يسأل سائل وما هو المقصود باستعادة الثقة وكيف يتم ذلك؟!

المسألة ببساطة أنه ومع اشتداد الأزمة الاقتصادية خصوصا منذ اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية، ونتيجة للتضخم العالمى الناجم عن كورونا أيضا فقد اضطرت الولايات المتحدة والدول الغربية لطباعة حوالى ١٥ تريليون دولار من دون إنتاج حقيقى، وبالتالى رفعت أسعار الفائدة حتى وصلت الآن إلى ٥٫٥٪، الأمر الذى دفع ٢٢ مليار دولار من الأموال الساخنة للخروج من السوق المصرية والتوجه للبنوك الغربية وتلك كانت أحد أهم أسباب الأزمة لكن ليس كل الأسباب، فالمؤكد أن هناك أسبابا داخلية ينبغى الاعتراف بها بشجاعة حتى نعالج المشكلة بصورة صحيحة وكاملة.

نعرف أن أحد أهم تجليات الأزمة الاقتصادية التى نعانى منها يتمثل فى انفلات سعر الدولار بحيث إنه وصل فى بعض الأحيان إلى أكثر من ٧٠ جنيها فى حين ظل سعره ثابتا فى السوق الرسمية عند حاجز أقل من ٣١ جنيها.السؤال: هل نلوم المواطن البسيط أو العادى أو المصرى العامل فى الخارج حينما لا يضع ما يملكه من عملات أجنبية فى البنوك أو لا يغيرها بالسعر الرسمى ويلجأ إلى السوق الموازية، خصوصا أن فرق السعر يفوق الـ١٠٠٪؟.
ظنى أن الإجابة هى لا، وبالتالى فالحل الصحيح قبل أن نلوم المصريين العاديين وليس تجار العملة أن نضمن لهم السعر العادل والحقيقى الموحد.

حينما يكون سعر الدولار داخل البنك مثل خارجه أو على الأقل أقل منه بقليل، وحينما يذهب التاجر للبنك ويطلب دولارات لتلبية حاجاته الأساسية الاستيرادية وبالسعر المعلن، فتلك هى أول وأهم خطوة فى استعادة ثقة السوق والمواطنين.
حينما يعرف المصرى المقيم فى الخارج أن السعر الذى سيحول به قيمة العملات الصعبة هو نفس السعر الموجود خارج البنك، فسوف يقبل راضيا على العودة للتحويلات الرسمية التى تراجعت بأكثر من الثلث. ووصلت إلى أكثر من ٣٢ مليار دولار تقريبا قبل الأزمة، وتراجعت الآن إلى حوالى ٢٠ مليار دولار فقط.

حينما تختفى السوق السوداء فلن يضطر المواطن العادى سواء كان يملك مائة دولار أو مائة مليون إلى وضعها تحت البلاطة أو فى بنك أجنبى أو فى أى مكان بخلاف البنوك المصرية أو تلك العاملة فى مصر بصورة شرعية.
أخطر ما حصل فى الفترة الماضية أن عددا كبيرا من المواطنين فقد الثقة فى النظام المصرفى، واضطر مجبرا فى أحيان كثيرة إلى اللجوء إلى قنوات وطرق غير شرعية وغير رسمية.
طبعا هناك جهات وقوى كثيرة تسعى إلى إغراق مصر فى أكبر قدر ممكن من المشكلات والأزمات، وتسعى بكل الطرق لتكفير المصريين بوطنهم واقتصادهم، حتى تتعثر مصر.
هؤلاء معروفون، لكن وقبل أن نلوم هؤلاء ــ وهم يستحقون كل اللوم ــ علينا أن نؤدى واجبنا ونحل المشكلة من جذورها وعبر سياسات صحيحة ومستدامة وحينما يحدث ذلك، فسوف تعود الثقة تدريجيا للاقتصاد المصرى وللبنوك الوطنية، ووقتها سيعود الدولار لحجمه الطبيعى بعيدا عن المضاربات.

ضربة البداية أن نضمن وجود حلول حقيقية لطبيعة الأزمة التى نواجهها، وأن نضمن تدفقا مستداما للعملات الأجنبية ووسائل تحقيق ذلك معروفة للجميع وأهمها أن نشجع الصناعة والزراعة وكل ما له صلة بالإنتاج الوطنى وكل المبادرات الخاصة بزيادة الدخل وتوفير فرص العمل عبر كل المجالات خصوصا التكنولوجيا الحديثة.أيضا من المهم أن نركز فى الفترة المقبلة على تقليل الاستيراد خصوصا لكل ما يمكن الاستغناء عنه، ولا أقصد بالطبع مستلزمات الإنتاج الأساسية. وأن نزيد الإنتاج المحلى بأكبر قدر ممكن.إذا حدث ذلك أو على الأقل بدأنا الطريق، فسوف نستغنى عن الدولارات إلا ما نذر، وإذا لم نفعل فقد نحل الأزمة مؤقتا ثم تنفجر مرة أخرى فى وجوهنا كما حدث أكثر من مرة.

عماد الدين حسين – الشروق نيوز

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

خبير مصرفي: 40 مليار دولار صادرات مصر.. وتحفيز المشاريع الصغيرة ضروري لتعزيز الاقتصاد

قال الدكتور محمد عبد الفضيل، الخبير المصرفي، إن قرارات البنك المركزي بشأن رفع أو خفض سعر الفائدة تعتمد بشكل رئيسي على معدل التضخم واستقرار العملة والأحداث الاقتصادية الدولية. كما توقع أن يعمل البنك المركزي على تثبيت سعر الفائدة في الفترة المقبلة أو زيادته بشكل طفيف في حال ارتفع التضخم.

وأضاف عبد الفضيل في حواره مع الإعلامية الدكتورة رحاب فارس ببرنامج «نقطة ومن أول السطر»، المذاع على فضائية «الحدث اليوم»، أن زيادة الصادرات المصرية، التي تقدر بحوالي 40 مليار دولار، تعد أمرًا بالغ الأهمية لموازنة الميزان التجاري في ظل استيراد مصر بما يقارب 80 مليار دولار سنويًا.

كما أكد على ضرورة تشديد العقوبات ضد الجرائم الاقتصادية المتعلقة بالأموال العامة في ظل الظروف الحالية.

وفي سياق الحديث عن الاقتصاد المصري، أشار عبد الفضيل إلى أهمية الشمول المالي، الذي يتطلب دمج الاقتصاد غير الرسمي في الاقتصاد الرسمي، مشيرًا إلى وجود قرى ومناطق في مصر تعمل مصانع غير مرخصة تساهم في تصدير بضائع بمليارات الدولارات.

وفيما يتعلق بمصادر الدخل القومي لمصر، أضاف عبد الفضيل أن تلك المصادر تشمل إيرادات قناة السويس، الجمارك، الصادرات، السياحة، بالإضافة إلى تحويلات المصريين من الخارج.

وأوضح أن تعزيز التصنيع في مصر لا يتم إلا من خلال تحفيز المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تساهم في تنشيط الطلب المحلي وخلق فرص العمل.

وفيما يخص الحزمة الاجتماعية التي تشمل زيادة المرتبات، أشار عبد الفضيل إلى أن هذه الزيادة ضرورية في ظل ارتفاع الأسعار، لكن تمويل هذه الزيادة قد يؤدي إلى زيادة الأسعار في الاقتصاد، مشيرًا إلى أن «الذي سيُضاف باليمين قد يُأخذ بالشمال».

اقرأ أيضاًخبير مصرفي يكشف توقعات أسعار الفائدة في اجتماع البنك المركزي غدًا

خبير مصرفي: قرار خفض رسوم قروض صندوق النقد يوفر لمصر 400 مليون دولار

مقالات مشابهة

  • محمد مغربي يكتب: تداعيات «DeepSeek».. انقلاب في عالم الذكاء الاصطناعي
  • تريليون دولار خسائر أوكرانيا من الحرب فما تداعياتها على الاقتصاد؟
  • الكفرة | دعم إنساني عاجل: مفوضية اللاجئين تطالب بـ106 مليون دولار لاستجابة الأزمة اللاجئين السودانيين
  • كيف عززت مصر استقرار الاقتصاد الكلي والمالي رغم التحديات الإقليمية؟
  • خبير مصرفي: 40 مليار دولار صادرات مصر.. وتحفيز المشاريع الصغيرة ضروري لتعزيز الاقتصاد
  • الناعم: عدم وجود قوائم تسعير رسمية يؤثر على أسعار السلع في السوق
  • شركة نداء للجميع الأردنية TeleTel تعلن عن تنظيم “Innovest Arab Forum” في الأردن
  • هافال تطلق طرازها الجديد سيارة H7 2025 في السعودية.. السعر والمواصفات
  • استعادة الثقة بالمصارف العراقية.. حلول خارج الصندوق لإنقاذ الاقتصاد
  • النصف الآخر.. حينما نرى العالم بعينٍ أخرى