موقع النيلين:
2024-12-17@08:26:23 GMT

استعادة الثقة في الاقتصاد أولا

تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT


أهم قضية ينبغى أن نعمل عليها جميعا فى هذه الأيام هى استعادة الثقة فى الاقتصاد المصرى وخصوصا النظام المصرفى الرسمى بعد الضربات الشديدة التى تعرض لها هذا الاقتصاد فى الشهور الأخيرة.
قد يسأل سائل وما هو المقصود باستعادة الثقة وكيف يتم ذلك؟!

المسألة ببساطة أنه ومع اشتداد الأزمة الاقتصادية خصوصا منذ اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية، ونتيجة للتضخم العالمى الناجم عن كورونا أيضا فقد اضطرت الولايات المتحدة والدول الغربية لطباعة حوالى ١٥ تريليون دولار من دون إنتاج حقيقى، وبالتالى رفعت أسعار الفائدة حتى وصلت الآن إلى ٥٫٥٪، الأمر الذى دفع ٢٢ مليار دولار من الأموال الساخنة للخروج من السوق المصرية والتوجه للبنوك الغربية وتلك كانت أحد أهم أسباب الأزمة لكن ليس كل الأسباب، فالمؤكد أن هناك أسبابا داخلية ينبغى الاعتراف بها بشجاعة حتى نعالج المشكلة بصورة صحيحة وكاملة.

نعرف أن أحد أهم تجليات الأزمة الاقتصادية التى نعانى منها يتمثل فى انفلات سعر الدولار بحيث إنه وصل فى بعض الأحيان إلى أكثر من ٧٠ جنيها فى حين ظل سعره ثابتا فى السوق الرسمية عند حاجز أقل من ٣١ جنيها.السؤال: هل نلوم المواطن البسيط أو العادى أو المصرى العامل فى الخارج حينما لا يضع ما يملكه من عملات أجنبية فى البنوك أو لا يغيرها بالسعر الرسمى ويلجأ إلى السوق الموازية، خصوصا أن فرق السعر يفوق الـ١٠٠٪؟.
ظنى أن الإجابة هى لا، وبالتالى فالحل الصحيح قبل أن نلوم المصريين العاديين وليس تجار العملة أن نضمن لهم السعر العادل والحقيقى الموحد.

حينما يكون سعر الدولار داخل البنك مثل خارجه أو على الأقل أقل منه بقليل، وحينما يذهب التاجر للبنك ويطلب دولارات لتلبية حاجاته الأساسية الاستيرادية وبالسعر المعلن، فتلك هى أول وأهم خطوة فى استعادة ثقة السوق والمواطنين.
حينما يعرف المصرى المقيم فى الخارج أن السعر الذى سيحول به قيمة العملات الصعبة هو نفس السعر الموجود خارج البنك، فسوف يقبل راضيا على العودة للتحويلات الرسمية التى تراجعت بأكثر من الثلث. ووصلت إلى أكثر من ٣٢ مليار دولار تقريبا قبل الأزمة، وتراجعت الآن إلى حوالى ٢٠ مليار دولار فقط.

حينما تختفى السوق السوداء فلن يضطر المواطن العادى سواء كان يملك مائة دولار أو مائة مليون إلى وضعها تحت البلاطة أو فى بنك أجنبى أو فى أى مكان بخلاف البنوك المصرية أو تلك العاملة فى مصر بصورة شرعية.
أخطر ما حصل فى الفترة الماضية أن عددا كبيرا من المواطنين فقد الثقة فى النظام المصرفى، واضطر مجبرا فى أحيان كثيرة إلى اللجوء إلى قنوات وطرق غير شرعية وغير رسمية.
طبعا هناك جهات وقوى كثيرة تسعى إلى إغراق مصر فى أكبر قدر ممكن من المشكلات والأزمات، وتسعى بكل الطرق لتكفير المصريين بوطنهم واقتصادهم، حتى تتعثر مصر.
هؤلاء معروفون، لكن وقبل أن نلوم هؤلاء ــ وهم يستحقون كل اللوم ــ علينا أن نؤدى واجبنا ونحل المشكلة من جذورها وعبر سياسات صحيحة ومستدامة وحينما يحدث ذلك، فسوف تعود الثقة تدريجيا للاقتصاد المصرى وللبنوك الوطنية، ووقتها سيعود الدولار لحجمه الطبيعى بعيدا عن المضاربات.

ضربة البداية أن نضمن وجود حلول حقيقية لطبيعة الأزمة التى نواجهها، وأن نضمن تدفقا مستداما للعملات الأجنبية ووسائل تحقيق ذلك معروفة للجميع وأهمها أن نشجع الصناعة والزراعة وكل ما له صلة بالإنتاج الوطنى وكل المبادرات الخاصة بزيادة الدخل وتوفير فرص العمل عبر كل المجالات خصوصا التكنولوجيا الحديثة.أيضا من المهم أن نركز فى الفترة المقبلة على تقليل الاستيراد خصوصا لكل ما يمكن الاستغناء عنه، ولا أقصد بالطبع مستلزمات الإنتاج الأساسية. وأن نزيد الإنتاج المحلى بأكبر قدر ممكن.إذا حدث ذلك أو على الأقل بدأنا الطريق، فسوف نستغنى عن الدولارات إلا ما نذر، وإذا لم نفعل فقد نحل الأزمة مؤقتا ثم تنفجر مرة أخرى فى وجوهنا كما حدث أكثر من مرة.

عماد الدين حسين – الشروق نيوز

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

المالية النيابية:الأوضاع في سوريا لا تؤثر على الاقتصاد العراقي

آخر تحديث: 16 دجنبر 2024 - 3:13 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- أكد عضو اللجنة المالية في البرلمان العراقي معين الكاظمي، اليوم الاثنين، أن الحكومة والبنك المركزي اتخذا عدة إجراءات مهمة لمواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية في البلاد، خصوصاً في ظل الأوضاع المتدهورة في سوريا.وأوضح الكاظمي، في حديث صحفي: أن الأوضاع في سوريا لا تؤثر على الاقتصاد العراقي أو على سعر صرف الدولار في السوق المحلية.وأضاف أن سعر صرف الدولار في السوق الموازي مستقر حالياً، مشيراً إلى أن الحكومة تعمل على تقليص الفجوة بين سعر الصرف الموازي والسعر الرسمي لتحقيق استقرار اقتصادي أكبر.وتشهد أسواق العملة لا سيما في إقليم كوردستان تغييرات لافتة مع الارتفاع “المفاجئ” لقيمة الليرة السورية مقابل الدينار العراقي.وبعد سقوط نظام بشار الأسد، تواصل الليرة السورية صحوتها مقابل العملات الأخرى، لا سيما الدولار الأمريكي الذي تراجع بنسبة تراوحت بين 18 الى 20% خلال تعاملات الأيام الماضية.

مقالات مشابهة

  • أرخص سيارة من رينو في السوق السعودي .. بهذا السعر
  • برلمان ألمانيا يصوت لصالح سحب الثقة من الحكومة
  • المالية النيابية:الأوضاع في سوريا لا تؤثر على الاقتصاد العراقي
  • مهمة صعبة أمام السوريين في استعادة المليارات من عائلة الأسد
  • مهمة صعبة أمام في السوريين في استعادة المليارات من عائلة الأسد
  • المصرية للاقتصاد: 2024 عام استعادة التوازن المالي والاقتصادي لمصر
  • محمد أنيس: 2024 هو عام استعادة التوازن المالي والاقتصادي لمصر
  • عودة السوريين قد تؤدي إلى مشاكل اقتصادية في تركيا
  • إعادة تقييم قوانين الاستثمار ضمان لتعظيم الميزة التنافسية
  • YouTube TV يستكمل تحوله نحو الأسوأ بزيادة جديدة في الأسعار