نتنياهو يكشف عن خطة لتهجير سكان رفح والتحذيرات تتصاعد
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه أصدر توجيهات للجيش الإسرائيلي بالتخطيط لإجلاء مئات الآلاف من سكان رفح قبل الاجتياح البري المرتقب للمدينة التي باتت الملاذ الأخير لمئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين الذين هجرهم الاحتلال من مناطق عديدة بقطاع غزة.
وأشار نتنياهو، في مقابلة أجرتها معه قناة "إيه بي سي نيوز" تُبثّ اليوم الأحد ونُشرت مقتطفات منها مساء أمس السبت، إلى أن جيش الاحتلال سيضمن "ممرا آمنا" للمدنيين قبل الهجوم المرتقب، وقال إن هناك مناطق في شمال رفح "تم تطهيرها ويمكن استخدامها كمناطق آمنة للمدنيين"، وفق تعبيره.
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بالسيطرة على رفح التي وصفها بـ"المعقل الأخير لكتائب حماس" في إشارة إلى كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وردّ نتنياهو على الانتقادات والتحذيرات القلقة بشأن مصير مئات النازحين المدنيين إذا شنّ الاحتلال هجوما بريا على رفح، قائلا "أولئك الذين يقولون إنّنا يجب ألّا ندخل رفح مُطلقا، يقولون لنا في الواقع إننا يجب أن نخسر الحرب، ونترك حماس هناك".
حماس تحذر
وتأتي هذه التصريحات، في حين تتصاعد التحذيرات من التداعيات الإنسانية الخطيرة لأي هجوم على رفح المكتظة بمئات الآلاف من النازحين الذين لجؤوا إليها من شمال غزة وجنوبها بسبب القصف المستمر وأوامر الإخلاء الإسرائيلية.
وحذّرت حركة حماس أمس السبت من وقوع "مجزرة" في رفح التي تؤوي أكثر من مليون نازح فلسطيني في جنوب قطاع غزة، وقالت في بيان "نحذّر من كارثة ومجزرة عالمية قد تُخلِّف عشرات آلاف الشهداء والجرحى إذا تم اجتياح محافظة رفح".
وقالت حماس إنها تحمل الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي والاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن سلامة سكان المدينة.
من جهته، حذّر مسؤول السياسة الخارجيّة بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أمس السبت من الهجوم الإسرائيلي المرتقب على رفح، وقال إنّه سيخلف "كارثة إنسانيّة لا توصف".
تحذيرات دولية وإقليمية
وحذرت سلطنة عمان اليوم الأحد من التداعيات الخطيرة لاستمرار الاحتلال في عدوانه على قطاع غزة وتوجهه نحو اقتحام رفح. وقالت الخارجية العمانية في بيان "نناشد المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات ملموسة لدفع إسرائيل لوقف إطلاق النار وفتح المعابر في قطاع غزة".
كما حذرت الخارجية السعودية في بيان أمس السبت "من التداعيات البالغة الخطورة لاقتحام واستهداف مدينة رفح". واعتبرت أن "هذا الإمعان في انتهاك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي يؤكد ضرورة انعقاد مجلس الأمن الدولي عاجلا لمنع إسرائيل من التسبب بكارثة إنسانية وشيكة يتحمل مسؤوليتها كل من يدعم العدوان".
من جهتها، حذرت الخارجيّة الأميركية هذا الأسبوع من أن "تنفيذ عملية مماثلة الآن (في رفح)، بلا تخطيط وبقليل من التفكير، في منطقة يسكنها مليون شخص سيكون كارثة". وفي انتقاد ضمني نادر لإسرائيل، قال الرئيس الأميركي جو بايدن هذا الأسبوع إن "الرد في غزة مُفرط"، مؤكدا أنه بذل جهودا منذ بدء الحرب لتخفيف وطأتها على المدنيين.
بدوره، شدد وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه على أنه "وإن كانت صدمة الإسرائيليين حقيقية" بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فإن "الوضع في غزة غير مبرر".
أما وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، فقال عبر منصة إكس "نشعر بالقلق العميق إزاء احتمال شن هجوم عسكري على رفح".
كما قالت وزيرة الخارجية الهولندية إن "الوضع في منطقة رفح مقلق للغاية، ولا نرى أي نتيجة للعمليات فيها من دون كارثة إنسانية أكبر".
تهديد مصري
وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن زيادة رقعة العملية العسكرية الإسرائيلية ستكون لها نتائج وخيمة، محذرا من أي تصعيد إضافي. وأضاف، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته البلغارية ماريا غابرييل بالعاصمة المصرية، أن الوضع الإنساني في غزة لا يحتمل مزيدا من التدمير والضحايا.
وفي الشأن ذاته، قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن مصر هددت إسرائيل بتعليق العمل بمعاهدة السلام بين الجانبين، إذا تحرك جيشها بريا في رفح.
وفي 26 مارس/آذار 1979 وقعت مصر وإسرائيل في واشنطن معاهدة سلام في أعقاب اتفاقية كامب ديفيد بين الجانبين عام 1978.
وأبرز بنود المعاهدة وقف حالة الحرب، وتطبيع العلاقات، وسحب إسرائيل الكامل لقواتها المسلحة والمدنيين من شبه جزيرة سيناء، وإبقاء المنطقة منزوعة السلاح.
ونقلت الهيئة الإسرائيلية عن صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية قولها إن القاهرة وجهت كذلك تحذيرا إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مفاده أن عليها التوصل إلى صفقة تبادل أسرى في غضون أسبوعين، وإلا فإن إسرائيل مستمرة في عمليتها البرية في القطاع.
وأشارت إلى أن مصر كثفت منظومتها الدفاعية على الحدود بسياجات وكاميرات وأبراج مراقبة وأجهزة استشعار.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال حربا مدمرة على غزة أدت حتى الحين لسقوط أكثر من 28 ألف شهيد، معظمهم من النساء والأطفال، ونحو 70 ألف جريح، إلى جانب تدمير مدن القطاع وتهجير وتجويع سكانه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أمس السبت على رفح
إقرأ أيضاً:
صاندي تايمز: فشل نتنياهو في تحديد أهداف واضحة أعطى حماس فرصة للنجاة
نشرت صحيفة "صاندي تايمز" البريطانية، تقريرا، أعدّه أستاذ دراسات الحرب في كلية "كينغز كوليج" في لندن، مايكل كلارك، تساءل فيه عن: قدرات حماس في غزة وكيف أن دولة الاحتلال الإسرائيلي فشلت في تدمير الحركة.
وقال كلارك، في التقرير الذي ترجمته "عربي21" إنّ: "حكومة حماس في القطاع لم تُهزم، وهذا بسبب تحضيراتها الذكية واعتماد إسرائيل على القصف الجوي"، مضيفا أنّ: الاحتلال الإسرائيلي أعلن رسميا في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الحرب على حماس، وأعلن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أن "تدميرها" هو هدفه الرئيسي في الحرب، ثم تحدّث لاحقا عن "إبادتها".
وفي الأسبوع الماضي، وجه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لحماس "تحذيرا أخيرا"، على موقع التواصل الاجتماعي الخاص به "تروث سوشيال"؛ بالقول: "أطلقوا سراح جميع الأسرى الآن، وليس لاحقا وإلا انتهى الأمر بالنسبة لكم".
وتابع التقرير: "كان رد حماس على خطاب ترامب قويا، مدروسا تقريبا. وقالت فيه إن أفضل طريقة للإفراج عن الأسرى هي المضي قدما في المرحلة الثانية المحددة من اتفاق وقف إطلاق النار كانون الثاني/ يناير".
وأوضح كلارك أنّ: "العروض التي نظمتها حماس في الأسابيع الماضية لتسليم الأسرى، كانت تهدف لتمرير رسالة تحدّي، وهي أنّ الجماعة لا تزال تسيطر على غزة ولم يتم محوها. كما تُرسل أيضا رسالة إلى العالم، بأنها بعيدة كل البعد عن النهاية، وتهين إسرائيل في طريقة تسليم الأسرى أو جثثهم".
واسترسل بكون: حماس تضرّرت بشدة من عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة. فقد استشهد ثلاثة من كبار قادتها. وفكّكت كتائبها الـ24 واستشهد 18,000 مقاتلا من بين 48,200 شخصا استشهدو في الحرب، وذلك وفق أرقام وزارة الصحة في غزة.
واستدرك الكاتب بأنّ: "حماس نجت، مع ذلك، وهذا ما يجب على أي جماعة تمرّد فعله"، مبيّنا أن جيش الاحتلال الإسرائيلي بحاجة لعدة سنوات قبل أن يتمكن من إعادة حماس للوضع الذي كانت عليه قبل عام 2006، عندما سيطرت على القطاع بعد صراع مع السلطة الوطنية، وربّما لن تحقق هذا الهدف أبدا.
وأشار كلارك لما قاله وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن، في الأسابيع الأخيرة من منصبه، بأنّ حماس "جنّدت مقاتلين بنفس العدد أو أكثر من الذين خسرتهم"، وربما كان الأمر أسوأ بالنسبة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح: "من بين سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، والذين يعيشون وسط الدمار، فإن أكثر من نصفهم دون سن الـ 18 عاما ونحو 300,000 شابا في الفئة العمرية داعمين لحماس"، مردفا بأنّ: "قادة الظل للحركة يشعرون أنّ لدى الحركة الكثير لأن تعيش من أجله، ومن غير المرجح أن يعيشوا ليروا الكثير منه".
ويعتقد الكاتب أنّ: "نجاة حماس يمكن نسبته إلى وجهين لعملة واحدة استراتيجية. الوجه الأول هو الاستعدادات التي قام بها قادة حماس ليوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر. ولعلّ قادتها لم يتوقعوا فجوة مدتها عشرون يوما قبل أن يتقدم الجيش الإسرائيلي إلى غزة".
وأضاف: "لكن عندما حدث ذلك، لجأت حماس لمخزونها من الأسلحة بأنفاقها التي تمتد لأميال تحت الأرض. ومع إجبارهم على الخروج من كل منطقة، كانوا يفرون عبر هذه الأنفاق أو انضموا لحشود اللاجئين المدنيين، الذين كانوا أكثر عددا من أن يتمكن الجيش الإسرائيلي من فحصهم. وكانوا يعيشون على مخزونهم من الطعام عندما قيدت إسرائيل إمدادات الغذاء في محاولة فاشلة لتحويل السكان ضد حماس".
"وجد مقاتلو الحركة سهولة في إعادة تموضعهم، مع تركيز هجوم الجيش الإسرائيلي. فعندما ركزت إسرائيل على الشمال، اتّجهوا جنوبا، وعندما تحركت القوات الإسرائيلية أخيرا نحو الجنوب، عادت حماس إلى الشمال ومراكز مثل جباليا والشجاعية" بحسب التقرير نفسه.
وأردف بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي قد: "أعاد الهجوم على مخيم جباليا ثلاث مرات بالفعل. وتمكّنت حماس من إدارة دولة صغيرة بحرية في وسط غزة، والتي تجاوزها الجيش الإسرائيلي، بل وحتى سيطرت على المواصي، وفوق كل شيء، قامت حماس بالاستعدادات اللازمة للحفاظ على بنيتها سليمة من خلال عملياتها الاستخباراتية الخاصة".
"إلى جانب الأسلحة التي تخزنها حماس، فإن إنتاجها المحلي من الصواريخ قصيرة المدى عيار 107 ملم زاد الآن أكثر من أي وقت مضى" استرسل التقرير، مردفا أنّ إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون من عيار 60 ملم، استمرّ، كما حافظت على تدفق بعض الأسلحة الروسية والصينية التي زودتها بها إيران".
وتابع: "من الواضح أن بنادق إي كي- 47 الروسية كانت منتشرة في كل مكان، فضلا عن بندقية القنص الإيرانية الصنع من طراز صياد. وعلاوة على ذلك، تم استخدام قاذفات، أر بي جي-7 الروسية المضادة للدروع ومشتقاتها العديدة على نطاق واسع ضد القوات الإسرائيلية، إلى جانب نوع آخر صيني من أر بي جي وهو نوع 69".
وقال كلارك إنّ: "الواقع أنه بحلول ربيع العام الماضي، بدا أن الصراع تحوّل إلى معركة بين ذراع الاستخبارات الإسرائيلية -الشاباك- والعملية الاستخباراتية الصارمة لحماس في كتائب القسام، التي صمدت حتى الآن وتمكنت من الحفاظ على دعم السكان. والجانب الآخر من العملة إذن هو العجز الاستراتيجي للجيش الإسرائيلي، نظرا لأن نتنياهو لم يحدد له قط هدفا قابلا للتحقيق في الحرب".
ونقل كلارك عن المحللين في مركز القدس للأمن والشؤون الخارجية، وصفهم بأن عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي أديرت بشكل "عشوائي". فيما تم تكليف مهندسي الفرقة 143 في جيش الاحتلال الإسرائيلي بالعثور على تلك الأنفاق الأساسية التي تربط جنوب غزة بطرق إمداد حماس عبر الحدود في سيناء.
وختم بالقول: "لكنها مهمة طويلة، وحتّى هنا، يعتقد أن جميعها لم يتم تحديدها على الخرائط بعد. وربما بدت مزاعم إسرائيل أن حماس تحتجز شعب غزة أسيرا، إلا أنْ حماس وحتى نهاية أيلول/ سبتمبر كانت تحظى بأعلى دعم بين الفلسطينيين".