لبنان ٢٤:
2025-02-18@23:42:57 GMT
مجازر صحية تُرتكب بقطاع التجميل في لبنان.. دكاكين فلتانة وشهادات مُرعبة
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
"لقد أحسست لوهلة أنّ قطعة لحمٍ من وجهي قد سقطت منه.. لم أكن أعلم ماذا يحصل بسبب البنج.. إلا أنّني تأكّدت انني سأكون على موعدٍ مع سماع خبر لم أستعدّ له أبدًا.. وجهي تشوّه وإعادته إلى ما كان عليه بات من المستحيلات..."! بهذه الكلمات تشكي ريم اللبنانية التي تعيش في ألمانيا بحرقة، وتعضّ أصابعها ندمًا، لا وبل تلعن الساعة التي قرّرت فيها أن تأخذ إجازةً مطوّلة من عملها في هامبورغ، لتقصد إحدى عيادات لبنان طمعًا بالسمعة المهنية للأطباء اللبنانيين خاصةً في قطاع التجميل، لتنصدم بالنتيجة.
قصة ريم هي واحدة من عشرات القصص التي تم من خلالها استغلال سمعة السياحة التجميلية في لبنان، من قبل بعض الأشخاص الذين هم غير مؤهلين لإجراء عمليات تجميل من شأنها أن تؤدي إلى نتائج وخيمة لا تحمد عقباها، إذ علم "لبنان 24" من مصادر صحية متابعة لقضية دكاكين التجميل في لبنان أن هناك فتيات لا يتعدى مستوى تحصيلهن العلمي الشهادة الثانوية، يأخذن دورات عن كيفية حقن الفيلر والبوتوكس من قبل أصحاب صالونات العناية بالأظافر أو المكياج، لينتحلن صفة خبيرات لاحقا، ويعرضن خدماتهن على النساء اللواتي يقصدن هذه الصالونات، بعد أن تعمل صاحبة الصالون على إقناعهن.
منذ أشهر، قادت مجموعات قانونية على رأسها الأستاذ الجامعي المحامي هيثم عزو حملة ضدّ شبكة من مراكز التجميل في لبنان تدّعي أنها مؤهلة لإجراء هكذا عمليات.. تم توقيف الشبكة بقرارٍ قضائي، مثلها مثل بقية الدكاكين التجميلية.. لكن التوقيفات لم تنفع بشيء، إذ إنّ أشخاصًا كهؤلاء، حسب عزو،مستعدون لدفع الغرامة بغية إخلاء السبيل، وإعادة فتح صالوناتهم مرة أخرى، وهذا ما يشكّل نقطة ضعف كبيرة تضرب القطاع التجميلي في لبنان، وتسمح لهم بإعادة استغلال سمعة القطاع لمصالح مشبوهة. "لبنان 24" تواصل مع المحامي هيثم عزو، الذي أكّد أن أزمة كبيرة تشوب القطاع، بدءًا من عمليات الاستغلال، وصولاً إلى عملية الملاحقة، وسط محاولات من قبل مجموعة "رواد العدالة" تسليط الضوء ومتابعة مختلف القضايا التي تصل إليهم. يؤكّد عزو على أن المشهد حاليًا مأسوي ، إذ إن من يقوم بهكذا أعمال هو شخص غير مؤهل، ولا يخضع للدورات التدريبية اللازمة وغير حاصل على الشهادة المطلوبة، فالأمور "فلتانة"، وسط ورش عمل تتم إقامتها عشوائيًا وبشكل مخالفٍ للقانون تمامًا، إذ إن مركز التجميل يجب أن يكون مرخصًا، والترخيص لمزاولة العمل لا يُعطى إلا إلى طبيب طب تجميلي، أو طبيب اختصاصي بالامراض الجلدية، الجراحة التجميلية، جراحة الانف والاذن والحنجرة، أو جراحة ترميم الفك، حسب القانون الناظم لمراكز التجميل، حيث يستوجب الحصول على إذن مسبق من قبل وزير الصحة العامة بناء على اقتراح المدير العام للوزارة. أما عن العقوبة فقد قال عزّو بأنّه يعاقب بالحبس من سنة إلى ثلاث سنوات وبالغرامة من عشرة ملايين إلى خمسين مليون ليرة أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من يفتح أو يدير مركزًا تجميليًا دون ترخيص، كما وشدّد قانون العقوبات الغرامة حيث تراوحت بين 50 و400 مليون ليرة في حال ممارسة مهنة منظمة دون وجه حق.
عدم التشدّد في العقاب يحذّر منه مستشار نقيب الأطباء في لبنان للأمور التجميلية رائد رطيل، الذي أبدى استغرابه خلال حديث مع "لبنان 24" من عمليات الملاحقة، التي تنتهي بإخلاء سبيلٍ سريع مجرد دفع الغرامة، ليعاود هؤلاء فتح مراكزهم. رطيل أشار لـ"لبنان 24" إلى أن السياحة التجميلية في لبنان تلقت ضربة موجعة من قبل هؤلاء الأشخاص الذين نقلوا صورة مشوّهة عن مهنية الأطباء القانونيين، خاصةً لناحية الكوارث التي تحلّ بالمرضى، إن كان بسبب التشويه أو لناحية الإلتهابات التي تتسبب بها المواد المحقونة بوجه المتضررين. علمًا أن المتهمين تم حبسهم لخمسة أيام فقط، ومن ثم عاودوا فتح مراكزهم، لا وبل ازدادت أعدادهم، حيث يجاهرون بعروضهم عبر مواقع التواصل الإجتماعي من دون أي حسيب ورقيب.
بالتوازي يشرح رطيل لـ"لبنان 24" المشهدية المأسوية التي تم رصدها على أرض الواقع.. فضائح بالجملة داخل مراكز غير مؤهلة أبدًا.. تتعلم الفتيات خطوات الحقن داخل معاهد عشوائية تعنى بالتزيين والعناية بالأظافر، لتنصّب هذه المعاهد نفسها من دون وجه حق جهة صالحة لتلقين الطلاب كيفية حقن الوجوه بالفيلر والبوتوكس. ويشير رطيل إلى أن الأمر لامس الخطوط الحمراء لمهنة الطب، إذ بات العديد من الأطباء يعمدون إلى تأجير شهاداتهم من خلال فتح مراكز على أسمائهم على الأوراق، إلا أن على أرض الواقع، يدير المراكز أشخاص لا ينتمون للمهنة بصلة، يمارسون عمليات الحقن بالفيلر والبوتوكس، وهذا مؤشر خطير إلى ما سنقبل عليه.
مخاطر بالجملة
حسب ما تشير المصادر الأمنية لـ"لبنان 24" فانه خلال الشهر الأول من العام 2024، تم توقيف حوالى 25 شخصًا يديرون هكذا مراكز، بشكل مخالف للقانون، وهذا رقم كبير خلال شهر واحد فقط. كما تؤكّد هذه المصادر، أن السبب الثاني لعمليات التسمم التي يتعرض لها الشخص، وبعيدًا عن عدم الإختصاص أو المهنية، تتجلى بالمواد المهرّبة، التي يحصل عليها أصحاب المراكز غير الشرعية، ويوهمون بها زبائنهم بأنّها بضاعة ذات نوعية جيّدة، وهذا ما يفسّر حالات الإلتهاب التي تظهر تحت جلد المرضى. على مقلب آخر، أكّدت مصادر صحية مطّلعة لـ"لبنان 24" موت شقيقتين بعد أن تم حقنهما بطريقة خاطئة وبمواد مهرّبة. وفي التفاصيل التي حصل عليها "لبنان 24"، بعد أن توجهت الشقيقتان إلى أحد صالونات التجميل، قرّرتا أن تحقنا مناطق معينة في الرقبة بالبوتكس.. وبعد فترة أُصيبتا بضيق تنفس، ما أدى إلى وفاتهما، إلا أن المستشفى لم تكن على علم بأنّ سبب ضيق التنفس هي عملية الحقن، الى أن أفصحت الأم عن الأمر، وتبيّن لاحقًا بأنّ المواد المستخدمة هي مُسمّمة لانها مهرّبة.
بالتوازي، أيضا تم الكشف عن حالة أخرى، حيث أُصيبت فتاة شابة بالعمى في لبنان بعد أن حَقنت إبرة بوتوكس فوق عينها بطريقة خاطئة عند أحد الاشخاص غير المؤهلين، إذ تسرّبت المادة إلى شبكة العين وتضررت، ما أدى إلى إصابتها بالعمى.
وانطلاقًا من خطورة هذه الصالونات، التي تفتتح مراكز غير مستوفية لأدنى الشروط، يناشد رطيل الجهات المعنية، خاصةً الأحزاب، إلى كف اليد، والسماح بملاحقة أي طبيب، أو صاحب صالون أو مركز، والمساهمة بفتح الملفات على مصرعيها، لإيقاف هذه الشبكات، والتشديد بعملية المحاسبة، ومراقبة الشهادات التي يتم الحصول عليها من بلادٍ قريبة مقابل بدل ماديّ! المصدر: خاص لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی لبنان لبنان 24 بعد أن من قبل
إقرأ أيضاً:
التلال الـ5 التي تحتلها إسرائيل.. هذا ما يجب أن تعرفه عنها
كتب موقع "الجزيرة نت": استكمل الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، انسحابه الجزئي من جنوب لبنان، وأبقى على وجود عسكري دائم لقواته في 5 مواقع إستراتيجية داخل الأراضي اللبنانية، وذلك بالتزامن مع انتهاء المهلة الثانية لتنفيذ وقف إطلاق النار مع حزب الله.وأتى الإبقاء على قوات عسكرية إسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية، تحت ذريعة "منع عودة حزب الله للمناطق الحدودية"، وذلك بالتنسيق مع إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، رغم رفض واعتراض دولة لبنان على ذلك، وإصرارها على تنفيذ كافة بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني 2024.
وامتنعت إسرائيل عن سحب كامل قواتها من لبنان بحلول اليوم الثلاثاء 18 شباط الحالي، حيث كان من المفروض أن يستكمل الجيش الإسرائيلي سحب قواته في 26 كانون الثاني، وفقا للمهلة المحددة في الاتفاق بين إسرائيل ولبنان، قبل أن يتم الإعلان عن تمديدها بضوء أخضر من البيت الأبيض.
واستمر انتشار قوات الاحتلال في 5 مواقع رئيسة على طول الحدود، والتي حددتها قيادات عسكرية في رئاسة هيئة أركان الجيش، ووصفتها بـ"الإستراتيجية" و"الحيوية من ناحية أمنية".
تجربة الحزام الأمني
وأوضح المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوآف زيتون، أن الإبقاء على قوات إسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية تم بالتنسيق مع الولايات المتحدة وبموافقتها، مشيرا إلى أن جيش الدفاع الإسرائيلي يعتزم العودة إلى صيغة جزئية من الوجود الدائم للقوات على الجانب اللبناني من الحدود، بعد 25 عاما من الانسحاب من المنطقة الأمنية.
وهذه المرة، يقول المراسل العسكري: "هناك 5 مواقع عسكرية فقط، وهو ما يعكس إمكانية تكرار تجربة الحزام الأمني، فالمواقع ستكون على بعد مئات الأمتار فقط من السياج الحدودي، ولكنها ستكون مأهولة بمئات الجنود حتى يتم اتخاذ قرار آخر من قبل المستوى السياسي بإسرائيل".
وأضاف المراسل العسكري أن المواقع الإستراتيجية التي سيبقى بها الجيش الإسرائيلي، ستكون خارج القرى الشيعية القريبة من الحدود، لكنها ستسيطر على مناطق مهمة في الخط الطبوغرافي الذي كان يشكل تحديات ومشكلة بالنسبة للجيش الإسرائيلي حتى الحرب، من الغرب إلى الشرق، ومن البحر إلى الجبل، خاصة في المهام الدفاعية".
مواقع إستراتيجية بالجنوب
وبحسب ما كشف عنه الجيش الإسرائيلي فإن المواقع الخمسة التي سيبقي على قواته بها داخل الأراضي اللبنانية، هي تلال اللبونة وهي منطقة مرتفعة في قضاء صور عند راس الناقورة، وبلدة البرج الشمالية قبالة مستوطنة شلومي الإسرائيلية، وتم السيطرة عليها بهدف تمكين قوات حرس الحدود الإسرائيلي من مراقبة الممرات والطرقات المؤدية إلى وادي حامول وخراج الناقورة والجبين. تلال اللبونة قبالة مستوطنة شلومي
يرى الجيش الإسرائيلي أن تلال اللبونة، التي كانت توجد فيها مواقع للجيش اللبناني وكذلك لحزب الله، من أهم المواقع الإستراتيجية داخل الأراضي اللبنانية، وذلك بسبب إشرافها على مناطق واسعة في جنوب لبنان، وكذلك كونها تطل على الكثير من المستوطنات في الجليل الغربي راس الناقورة مرورا إلى شلومي وصولا إلى نهاريا.
جبل بلاط قبالة مستوطنة "زرعيت".
يدور الحديث عن موقع "كركوم" سابقا في منطقة الحزام الأمني التي أقامها الجيش الإسرائيلي بالسابق في جنوب لبنان، ويهدف الجيش من تحديث هذا الموقع الموجود على قمة جبل بلاط الذي يعتبر من المرتفعات الإستراتيجية جنوب لبنان، السيطرة على طول المنطقة الحدودية بين مستوطنة شتولا بالوسط حتى مستوطنة زرعيت باتجاه الشمال.
ويقع جبل بلاط الذي يبعد مسافة 800 متر عن منطقة "الخط الأزرق"، بين بلدتي مروحين ورامية، في القطاع الغربي من الجنوب اللبناني، ويطل على مساحات واسعة من القطاع الأوسط للحدود اللبنانية حيث يطل ويكشف على العديد من المستوطنات في الجليل الأعلى.
جبل الدير المحاذي لمستوطنتي "أفيفيم" و"مالكيا"
يعتبر جبل الدير أو ما يعرف أيضا بجبل الباط أحد المرتفعات الإستراتيجية في جنوب لبنان كونه يطل ويكشف مناطق واسعة في عمق الجليل الأعلى، كما أنه يوجد خارج بلدة عيترون بالقطاع الأوسط من الجنوب لبنان.
وهو أحد المواقع الإستراتيجية في المنطقة الجنوبية من لبنان، حيث يوفر مدى رؤية واسع يشمل وادي السلوقي وبنت جبيل وعيتا الشعب، كما أنه يطل على مساحات واسعة ومناطق كبيرة من شمال إسرائيل، ويطل بالأساس على مستوطنات "أفيفيم" و"يفتاح" و"مالكيا".
تلة الدواوير قبالة كيبوتس مرغليوت
ويدور الحديث عما يعرف بمنطقة "نقطة الدواوير" وهي المرتفعات المطلة على كيبوتس مرغليوت، حيث يهدف الجيش الإسرائيلي -من خلال التمركز فوق هذه المنطقة- إلى التحكم والسيطرة على جبل المنارة والتلال المقابلة ومنع الاطلاع ورصد المستوطنات بالجانب الشرقي وتقييد البلدات الجنوبية في المنطقة. وتعتبر "الدواوير" التي تموضع الاحتلال الإسرائيلي فوقها، منطقة إستراتيجية وعالية في القطاع الشرقي من جنوب لبنان، وتقع على الطريق بين بلدتي مركبا وحولا، وتكشف أجزاء واسعة من الجليل الأعلى، وتطل تحديدا على مستوطنة "مرغليوت" منطقة وداي هونين باتجاه مدينة صفد.
تلة الحماميص- قرب مستوطنة المطلة
يعتبر تل الحماميص الذي توجد فيه قرية صغيرة جدا تعرف باسم سردا، وترتفع 500 متر عن سطح البحر، منطقة إستراتيجية تطل على جنوب منطقة سهل الخيام قضاء مرجعيون، ويهدف الجيش الإسرائيلي من التموضع بالمكان للسيطرة على مناطق سهل الخيام وكفركلا.
وتبقى الأهمية الإستراتيجية للتل من وجهة نظر جيش الاحتلال الإسرائيلي أن "الحماميص" تطل وتكشف مستوطنة المطلة، ومعسكرات الجيش الإسرائيلي في المنطقة. (الجزيرة نت)