مجازر صحية تُرتكب بقطاع التجميل في لبنان.. دكاكين فلتانة وشهادات مُرعبة
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
"لقد أحسست لوهلة أنّ قطعة لحمٍ من وجهي قد سقطت منه.. لم أكن أعلم ماذا يحصل بسبب البنج.. إلا أنّني تأكّدت انني سأكون على موعدٍ مع سماع خبر لم أستعدّ له أبدًا.. وجهي تشوّه وإعادته إلى ما كان عليه بات من المستحيلات..."! بهذه الكلمات تشكي ريم اللبنانية التي تعيش في ألمانيا بحرقة، وتعضّ أصابعها ندمًا، لا وبل تلعن الساعة التي قرّرت فيها أن تأخذ إجازةً مطوّلة من عملها في هامبورغ، لتقصد إحدى عيادات لبنان طمعًا بالسمعة المهنية للأطباء اللبنانيين خاصةً في قطاع التجميل، لتنصدم بالنتيجة.
قصة ريم هي واحدة من عشرات القصص التي تم من خلالها استغلال سمعة السياحة التجميلية في لبنان، من قبل بعض الأشخاص الذين هم غير مؤهلين لإجراء عمليات تجميل من شأنها أن تؤدي إلى نتائج وخيمة لا تحمد عقباها، إذ علم "لبنان 24" من مصادر صحية متابعة لقضية دكاكين التجميل في لبنان أن هناك فتيات لا يتعدى مستوى تحصيلهن العلمي الشهادة الثانوية، يأخذن دورات عن كيفية حقن الفيلر والبوتوكس من قبل أصحاب صالونات العناية بالأظافر أو المكياج، لينتحلن صفة خبيرات لاحقا، ويعرضن خدماتهن على النساء اللواتي يقصدن هذه الصالونات، بعد أن تعمل صاحبة الصالون على إقناعهن.
منذ أشهر، قادت مجموعات قانونية على رأسها الأستاذ الجامعي المحامي هيثم عزو حملة ضدّ شبكة من مراكز التجميل في لبنان تدّعي أنها مؤهلة لإجراء هكذا عمليات.. تم توقيف الشبكة بقرارٍ قضائي، مثلها مثل بقية الدكاكين التجميلية.. لكن التوقيفات لم تنفع بشيء، إذ إنّ أشخاصًا كهؤلاء، حسب عزو،مستعدون لدفع الغرامة بغية إخلاء السبيل، وإعادة فتح صالوناتهم مرة أخرى، وهذا ما يشكّل نقطة ضعف كبيرة تضرب القطاع التجميلي في لبنان، وتسمح لهم بإعادة استغلال سمعة القطاع لمصالح مشبوهة. "لبنان 24" تواصل مع المحامي هيثم عزو، الذي أكّد أن أزمة كبيرة تشوب القطاع، بدءًا من عمليات الاستغلال، وصولاً إلى عملية الملاحقة، وسط محاولات من قبل مجموعة "رواد العدالة" تسليط الضوء ومتابعة مختلف القضايا التي تصل إليهم. يؤكّد عزو على أن المشهد حاليًا مأسوي ، إذ إن من يقوم بهكذا أعمال هو شخص غير مؤهل، ولا يخضع للدورات التدريبية اللازمة وغير حاصل على الشهادة المطلوبة، فالأمور "فلتانة"، وسط ورش عمل تتم إقامتها عشوائيًا وبشكل مخالفٍ للقانون تمامًا، إذ إن مركز التجميل يجب أن يكون مرخصًا، والترخيص لمزاولة العمل لا يُعطى إلا إلى طبيب طب تجميلي، أو طبيب اختصاصي بالامراض الجلدية، الجراحة التجميلية، جراحة الانف والاذن والحنجرة، أو جراحة ترميم الفك، حسب القانون الناظم لمراكز التجميل، حيث يستوجب الحصول على إذن مسبق من قبل وزير الصحة العامة بناء على اقتراح المدير العام للوزارة. أما عن العقوبة فقد قال عزّو بأنّه يعاقب بالحبس من سنة إلى ثلاث سنوات وبالغرامة من عشرة ملايين إلى خمسين مليون ليرة أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من يفتح أو يدير مركزًا تجميليًا دون ترخيص، كما وشدّد قانون العقوبات الغرامة حيث تراوحت بين 50 و400 مليون ليرة في حال ممارسة مهنة منظمة دون وجه حق.
عدم التشدّد في العقاب يحذّر منه مستشار نقيب الأطباء في لبنان للأمور التجميلية رائد رطيل، الذي أبدى استغرابه خلال حديث مع "لبنان 24" من عمليات الملاحقة، التي تنتهي بإخلاء سبيلٍ سريع مجرد دفع الغرامة، ليعاود هؤلاء فتح مراكزهم. رطيل أشار لـ"لبنان 24" إلى أن السياحة التجميلية في لبنان تلقت ضربة موجعة من قبل هؤلاء الأشخاص الذين نقلوا صورة مشوّهة عن مهنية الأطباء القانونيين، خاصةً لناحية الكوارث التي تحلّ بالمرضى، إن كان بسبب التشويه أو لناحية الإلتهابات التي تتسبب بها المواد المحقونة بوجه المتضررين. علمًا أن المتهمين تم حبسهم لخمسة أيام فقط، ومن ثم عاودوا فتح مراكزهم، لا وبل ازدادت أعدادهم، حيث يجاهرون بعروضهم عبر مواقع التواصل الإجتماعي من دون أي حسيب ورقيب.
بالتوازي يشرح رطيل لـ"لبنان 24" المشهدية المأسوية التي تم رصدها على أرض الواقع.. فضائح بالجملة داخل مراكز غير مؤهلة أبدًا.. تتعلم الفتيات خطوات الحقن داخل معاهد عشوائية تعنى بالتزيين والعناية بالأظافر، لتنصّب هذه المعاهد نفسها من دون وجه حق جهة صالحة لتلقين الطلاب كيفية حقن الوجوه بالفيلر والبوتوكس. ويشير رطيل إلى أن الأمر لامس الخطوط الحمراء لمهنة الطب، إذ بات العديد من الأطباء يعمدون إلى تأجير شهاداتهم من خلال فتح مراكز على أسمائهم على الأوراق، إلا أن على أرض الواقع، يدير المراكز أشخاص لا ينتمون للمهنة بصلة، يمارسون عمليات الحقن بالفيلر والبوتوكس، وهذا مؤشر خطير إلى ما سنقبل عليه.
مخاطر بالجملة
حسب ما تشير المصادر الأمنية لـ"لبنان 24" فانه خلال الشهر الأول من العام 2024، تم توقيف حوالى 25 شخصًا يديرون هكذا مراكز، بشكل مخالف للقانون، وهذا رقم كبير خلال شهر واحد فقط. كما تؤكّد هذه المصادر، أن السبب الثاني لعمليات التسمم التي يتعرض لها الشخص، وبعيدًا عن عدم الإختصاص أو المهنية، تتجلى بالمواد المهرّبة، التي يحصل عليها أصحاب المراكز غير الشرعية، ويوهمون بها زبائنهم بأنّها بضاعة ذات نوعية جيّدة، وهذا ما يفسّر حالات الإلتهاب التي تظهر تحت جلد المرضى. على مقلب آخر، أكّدت مصادر صحية مطّلعة لـ"لبنان 24" موت شقيقتين بعد أن تم حقنهما بطريقة خاطئة وبمواد مهرّبة. وفي التفاصيل التي حصل عليها "لبنان 24"، بعد أن توجهت الشقيقتان إلى أحد صالونات التجميل، قرّرتا أن تحقنا مناطق معينة في الرقبة بالبوتكس.. وبعد فترة أُصيبتا بضيق تنفس، ما أدى إلى وفاتهما، إلا أن المستشفى لم تكن على علم بأنّ سبب ضيق التنفس هي عملية الحقن، الى أن أفصحت الأم عن الأمر، وتبيّن لاحقًا بأنّ المواد المستخدمة هي مُسمّمة لانها مهرّبة.
بالتوازي، أيضا تم الكشف عن حالة أخرى، حيث أُصيبت فتاة شابة بالعمى في لبنان بعد أن حَقنت إبرة بوتوكس فوق عينها بطريقة خاطئة عند أحد الاشخاص غير المؤهلين، إذ تسرّبت المادة إلى شبكة العين وتضررت، ما أدى إلى إصابتها بالعمى.
وانطلاقًا من خطورة هذه الصالونات، التي تفتتح مراكز غير مستوفية لأدنى الشروط، يناشد رطيل الجهات المعنية، خاصةً الأحزاب، إلى كف اليد، والسماح بملاحقة أي طبيب، أو صاحب صالون أو مركز، والمساهمة بفتح الملفات على مصرعيها، لإيقاف هذه الشبكات، والتشديد بعملية المحاسبة، ومراقبة الشهادات التي يتم الحصول عليها من بلادٍ قريبة مقابل بدل ماديّ! المصدر: خاص لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی لبنان لبنان 24 بعد أن من قبل
إقرأ أيضاً:
مجازر متواصلة في غزة.. وحصيلة الشهداء تتجاوز الـ45 ألفا (شاهد)
تواصلت مجازر الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، وسط غارات عدة في مناطق مختلفة بقطاع غزة، ما رفع الحصيلة الإجمالية للشهداء منذ بداية حرب الإبادة في السابع من أكتوبر 2023، إلى أكثر من 45 ألفا.
واستشهد أربعة فلسطينيين على الأقل وأصيب 15 آخرون، بقصف إسرائيلي استهدف تجمعا للمواطنين في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة.
وأفاد مصدر طبي بوصول 4 شهداء فلسطينيين و15 جريحاً إلى مجمع الشفاء الطبي بغزة، جراء قصف طائرة مسيرة إسرائيلية تجمعا للمواطنين في شارع عايدية بمخيم الشاطئ غرب المدينة.
وذكر شهود عيان أن طائرات الاحتلال الحربية شنت غارة عنيفة على شارع المخابرات شمال غرب مدينة غزة.
في غضون ذلك، أصيب فلسطينيون جراء قصف مدفعي إسرائيلي على منزل لعائلة الهندي غرب مخيم النصيرات، وفق مسعفين فلسطينيين.
وقال شهود عيان، إن قذيفة مدفعية إسرائيلية استهدفت برج الرائد عند مدخل مخيم البريج (وسط).
وفي شمالي القطاع، قال شهود عيان إن عدة فلسطينيين أصيبوا بنيران طائرة مسيرة إسرائيلية في محيط مستشفى "كمال عدوان".
بدورها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية تقريرها الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى، جراء العدوان الإسرائيلي المستمر لليوم الـ437 على التوالي.
وأشارت الوزارة إلى أن الاحتلال ارتكب 7 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 52 شهيدا و203 إصابات خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، منوهة إلى أنه "لا زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
وأفادت بارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي إلى 45 ألفا و28 شهيدا، و106 آلاف و962 إصابة منذ السابع من أكتوبر لعام 2023.
ويرتكب جيش الاحتلال بدعم أمريكي حرب إبادة جماعية في غزة منذ أكثر من 14 شهرا، خلّفت نحو 151 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
اللهم كما أفرحتَ أهلنا في الشام وفرّجتَ عنهم .. أفرِح أهلنا في غزة، وفرّج عنهم.. pic.twitter.com/oYgyx8NHu5
— عبدالعزيز بن عبدالله الفالح ???????? (@ALfalehaaa) December 16, 2024روح الروح يلتحق بحفيدته الشهيدة
استشهاد الحاج خالد نبهان "أبو ضياء" المعروف بـ "روح الروح" إثر قصف اسرائيلي استهدف مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. pic.twitter.com/1wtIzvsHl9
اللهم تقبله في الشهداء، وعظّم أجر أهله وأهل غزة جميعا بفقده وفقد الألوف من أمثاله من المقتولين على أيدي المجرمين الظالمين.
وحسبنا الله ونعم الوكيل pic.twitter.com/doBXg4mCYw
المشهد مخيف
هناك أطفال بلا رؤوس الآن في خان يونس جنوب غزة.
يا ناس تحدثوا عن غزة ، الوضع كارثي للغاية pic.twitter.com/CS4IIMDB3i
اللحظات الأولى لقصف الاحتلال شارع عايدية في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، ما أدى لاســـتشهاد 4 فلسطينيين وإصابة 15 pic.twitter.com/9hh5QJ60PG
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) December 16, 2024