في أنفاق خان يونس.. لوموند: ليس لدى الجيش الإسرائيلي أمل كبير في تحرير الأسرى بالقوة
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
قالت صحيفة لوموند، التي رافقت الجنود الإسرائيليين لبضع ساعات في بلدة خان يونس جنوبي قطاع غزة، إن الجيش الإسرائيلي يغوص ببطء، ولأول مرة، في شبكة كثيفة من أنفاق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تحت مدينة تحولت إلى أنقاض.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم لوي إمبير- أن الجيش الإسرائيلي الذي يحتفظ بعدد كبير من الجرافات والحفارات المدرعة إلى جانب دباباته، يحفر تحت الأرض بحثا عن أنفاق حماس، دون أي اعتبار للمباني الفلسطينية، ولا يترك وراءه سوى كومة من الأنقاض.
وعبر مراسل الصحيفة يوم الأحد الماضي في سيارة مدرعة إلى بلدة خان يونس جنوبي قطاع غزة من خلال إحدى الثغرات التي أحدثتها حماس يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 في السياج الذي لم يكن يسمح بدخوله إلا لعدد قليل من المزارعين الفلسطينيين قبل الحرب، وقد دمرت إسرائيل مباني هناك على نية إقامة "منطقة عازلة" بعمق كيلومتر واحد في القطاع.
الرقابة العسكرية
تمر السيارة بين سدود من الأنقاض التي تمت إزالتها على جانبي المسار بارتفاع عدة أمتار، فلا يرى الركاب إلا من خلال الفتحات الضيقة وشاشات المراقبة في المركبة المدرعة، وبالتالي -يقول الكاتب- "لن نرى المستشفيات التي يحاصرها الجيش في مكان قريب، ولن نرى المئات من سكان المدينة الذين اعتقلهم الجيش والذين لا أخبار عنهم، ولن نرى محيط مخيم اللاجئين الذي يتجمع فيه آلاف الفلسطينيين اليائسين غربي المدينة".
في ذلك اليوم، يرشد الجنرال دان غولدفوس من 6 وسائل إعلام أوروبية وأميركية، بينها صحفي من قناة تلفزيونية مسيحية إنجيلية ملتزمة بالقضية الإسرائيلية، يكرر بحماس كل كلمة من كلمات الضابط أمام كاميرته.
وقد طالب الرقيب العسكري بقراءة مقالنا، ولم يطلب إجراء تغييرات، علما أن الجيش يمنع الصحافة من الذهاب إلى قطاع غزة دون مرافقة، حيث قتل العشرات من الزملاء في القطاع.
وفي وسط مدينة خان يونس، يشير دان غولدفوس إلى منحدر ترابي يمر تحت مجموعة من المنازل المدمرة إلى مدخل نفق، حيث يعتقد الجنرال أنه وصل إلى قلب المنشآت العسكرية السرية التابعة لحماس، بحجمها الهائل الذي يجعل تدميرها أمرا وهميا، لكن الجيش يلاحق المسؤولين هناك، ويدعي أن جزءًا من هذه المنشآت لن يكون صالحا للاستخدام لفترة معينة.
ويقول الضابط "لست مضطرا إلى تدمير كل الأنفاق. المهم الوصول إلى قلب الشبكة، ونحن اليوم في أهمها. نحن نعمل الآن حيث كان السنوار وأصدقاؤه"، مشيرا إلى أن هذا النفق كان مخصصا لإيواء الضباط، ثم أعيد تشكيله ليصبح سجنا، وقد تم التعرف على الحمض النووي لما لا يقل عن 12 محتجزا فيه، حسب زعمه.
مخاوف أهالي الأسرى
وبعد وصفه جزءا من النفق أقل من كيلومتر بقليل، يقول الكاتب إن غولدفوس يرفض تحديد المدة التي استغرقها رجاله للسيطرة على مثل هذا النفق، وقال ضابط لم يذكر اسمه إن معظم المقاومة التي واجهوها في خان يونس كانت عبارة عن مجموعات صغيرة مكونة من رجلين إلى 5 رجال، يخرجون من نفق أو يمرون بملابس مدنية، من مخبأ أسلحة إلى آخر، ويعيشون في شقق.
وأعرب غولدفوس عن أمل ضئيل في تحرير المحتجزين، وقال "سوف نستعيدهم بشكل مباشر أو غير مباشر. ولكننا أعطينا قادتنا مجالا للمناورة من أجل إعادة المحتجزين".
وبالفعل، كما يقول المراسل، كان الجنرال غادي آيزنكوت، عضو مجلس الوزراء الحربي الذي يدير العمليات، قد قال منذ فترة إنه من "الوهم" أن نأمل في تحرير المحتجزين قبل أن يقتلهم خاطفوهم بالرصاص.
وتقول الحكومة الإسرائيلية إن الضغط العسكري على قادة حماس سيقنعهم بالإفراج عن المحتجزين، ولكن الأهالي يخشون أن تؤدي هذه العمليات إلى إعدامهم، وقد اعترف الجيش بأنه أبلغ أقارب 31 محتجزا بوفاتهم، دون أن يحدد هل قتلوا في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي أو بعده أو في قصف ومداهمات للجيش.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: خان یونس
إقرأ أيضاً:
رئيس حركة تحرير الجزيرة: نحن تحت قيادة الجيش ونعمل بتوجيهاته
الخرطوم- كشف رئيس حركة تحرير الجزيرة (وسط السودان)، التي تم الإعلان عنها مؤخرا، الصادق آدم عمر أن الحركة قامت في رد فعل لانتقام "المليشيا" من مواطني الجزيرة، وأضاف أنه بعد الانتھاكات المستمرة كان لا بد لهم من إيجاد جسم آخر ينشط مع المقاومة الشعبية ويساند الجيش ويعمل تحت إمرته.
وأكد، في أول حوار صحفي أجرته معه الجزيرة نت في موقع إقامته بأحد محاور القتال بالسودان، أنهم يعملون بتوجيهات الجيش في الميدان لتحقيق ھدفهم المنشود بطرد "الجنجويد ومليشيا الدعم السريع".
وأفاد الصادق بأن الھدف الأسمى لحركة تحرير الجزيرة ھو دعم القوات المسلحة ومساندتھا في كل المحاور، خاصة محاور الجزيرة بهدف تحريرها، ودعم المتضررين من الحرب الذين ھجِروا من ديارھم وتركوا كل شيء من ورائھم، وقال إنه إذا رأت الدولة أن قيام الحركة سيكون له أثر سلبي، فإنهم سينصاعون لتوجيھاتھا دون تردد، لأن ھدفهم هو وحدة بلدهم والحفاظ على السلم المجتمعي.
وفي رده على المخاوف بشأن احتمال انضمام متطرفين لحركة تحرير الجزيرة، أوضح أن الوسطية ستكون منهجهم للتعامل مع كل الملفات والقضايا، وقال "نحن أصحاب بناء وليس ھدم، ونعمل في وضح النھار وليس لدينا ما نخفيه، وليس لدينا أي أجندة داخلية أو خارجية، فقط نعمل من أجل سوداننا".
وأشار إلى أنه عند تأسيسهم حركة تحرير الجزيرة كانت توجيهاتهم لأبناء الولاية الذين يصطفون مع القوات المسلحة بجميع محاور القتال "أن الزموا أماكنكم، فكل أجزائه لنا وطن"، كما أقر بأن للحركة عملا سياسيا بجانب عملها العسكري، وقال إن علاقتهم بالإسلاميين فطرية ويتحدون معھم في الھدف والغاية والوسيلة.
وفي ما يلي نص الحوار الذي أجرته معه الجزيرة نت:
ما الهدف المباشر من إعلان حركة تحرير الجزيرة في هذا التوقيت رغم أن أجزاء واسعة من الولاية تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ نحو عام تقريبا؟الھدف الأسمى لھذه الحركة ھو دعم القوات المسلحة ومساندتھا في كل المحاور، وخاصة محاور الجزيرة، وتحرير الولاية من المليشيا المتمردة التي دمرت كل شيء لإنسان الجزيرة.
كما يھدف قيام الحركة لدعم المتضررين من الحرب الذين ھجِروا من ديارھم وخرجوا وتركوا كل شيء من ورائھم، ومعالجة بعض الآثار النفسية التي خلفتھا الحرب عبر مختصين اجتماعيين ونفسييين.
لقد قامت الحركة في ھذا التوقيت في رد فعل بدأ عنيفا من قبل المليشيا، بالانتقام من إنسان الجزيرة في ود النورة وشرق الجزيرة وشمالھا وغربھا، وعندما توسعت المليشيا في أرض الجزيرة وبدأت الانتھاكات المستمرة، كان لا بد لنا من إيجاد جسم آخر ينشط مع المقاومة الشعبية مساندا للجيش، ويعمل تحت إمرته.
وللعلم فإن أبناء الجزيرة الآن ھم في جميع المحاور، يقاتلون صفا واحدا مع القوات المسلحة، وعند تأسيسنا الحركة كانت توجيھاتنا لأبناء الجزيرة المقاتلين "أن الزموا أماكنكم؛ فكل أجزائه لنا وطن".
على ماذا تستند حركة تحرير الجزيرة؟الرصيد الذي تستند إليه الحركة ھو الشعب السوداني، فنحن خرجنا من رحم ھذا الشعب الأبي الطيب الكريم، فكان لا بد لنا أن نتدافع، نحن أبناء السودان عامة وشباب الجزيرة خاصة، لنصرة الوطن وقواتنا المسلحة.
البعض استغرب خطوتكم بإعلان حركة تحرير الجزيرة، في ظل وجود مقاومة شعبية تعمل تحت قيادة الجيش السوداني، ألا يوجد تعارض بين الحركة والمقاومة؟نحن امتداد وسند للجيش والمقاومة الشعبية كذلك، وأھدافنا موحدة، لكن حركتنا لھا جانب سياسي إلى جانب العمل العسكري في الميدان، وھي من ضمن مجموعة تنسيقية القوى الوطنية ومن المؤسسين لھذا الكيان المدني العريض.
تحت أي قيادة ستعملون؟ ومن أين ستتلقون الأموال والسلاح؟نحن نعمل تحت قيادة الحركة التي تعمل بتوجيهات الجيش في الميدان، فنحن -كما ذكرت- مساندون لقواتنا المسلحة ونعمل تحت إمرتھا.
يرى مراقبون أن كلمة "تحرير" لها ظلال ودلالات سلبية، وقد يربطونها بحركة تحرير السودان برئاسة جون قرنق، لماذا اخترتم هذا الاسم؟
يحق للناس أن يتخوفوا من أسماء الحركات، خاصة أن كل الأجسام التي تكونت باسم الحركات كانت لھا حروب مع الجيش السوداني، وقد كانت ھذه الحروب في بدايتھا في الجنوب وأدت لاحقا لانفصاله، ثم تتابعت الحركات في دارفور بأعداد كبيرة أيضا، وخاضت حروبا تحت مبرر التھميش من المركز.
ولكن نحن في حركة تحرير الجزيرة لدينا بعد آخر من مسمى الحركة، التي تعمل لإيجاد واقع أفضل لإنسان الجزيرة في جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية والتربوية، وكل ذلك يتم بتضامن أبنائها، كما ھي حال الجزيرة التي قامت على التعاون والتكافل بين أبنائها في جميع المرافق، فأسسوا المدارس والجامعات والمراكز الصحية وخدمات المياه، ولم تزل مساھمات أبنائھا مستمرة في وقت الحرب والسلم.
أما كلمة "تحرير" فنحن نقصد معناھا الحقيقي الذي يقوم على العمل العسكري في دفع ھذه المليشيا وھزيمتھا، الأمر الذي أصبح واقعا ملموسا للجميع بفضل الله تعالى، وبعد طرد المليشيا من ولاية الجزيرة ستأخذ كلمة "تحرير" سياقا آخر بعدة معان، كتحرير الجزيرة من الجھل والفقر بقيام المشاريع التكافلية المنتجة، ولدينا تجارب في الولاية في ھذا الجانب.
أيضا يكون تحريرھا من الأيديولوجيات الھدامة، خاصة باستحداث برامج للشباب لرفع قدراتھم وكل ما يحتاجونه، ليتحرروا من الاتكال على الغير وعلى الدولة إلى اعتمادھم على أنفسهم، خاصة أن الجزيرة غنية بمواردھا.
يتحدث البعض عن علاقة لحركتكم مع الإسلاميين وأنصار نظام البشير، ما حدود هذه العلاقة؟ وهل لديكم تواصل مع كيانات سياسية؟التواصل مع جميع الكيانات السياسية شيء لا بد منه، لأننا نرى أن نھضة السودان ھي في اتحاد أبنائه ووحدتھم، لتحقيق ھدف سام ينھض ببلادنا.
أما علاقتنا مع الإسلاميين فھي علاقة فطرية؛ الإسلاميون ھم أكثر الشباب انضباطا وتطبيقا لتعاليم الإسلام، ولديھم غيرة على الأوطان، فكلما ھبت رياح الغدر بالوطن نجدھم أول من يتصدون لذلك بإيمان وعزيمة ونضال وجھاد، وقدموا بطولات ينبغي أن يعتز بھا كل إنسان له غيرة على الأرض والعِرض، ھذا ما نراه في الإسلاميين، وكل ذلك ھي تعاليم الإسلام فلا بد أن نقوم بھا كما أُمِرنا.
بل إن الإسلاميين لھم فكر جذاب، وأثبتت تجربتھم نجاحات عظيمة في كل مجالات التعليم والصحة والاقتصاد والاجتماع، فكان لھم دور عظيم في إذكاء جذوة الجھاد في سبيل الله، فنحن نتحد معھم في الھدف والغاية والوسيلة.
هل تخشون من انضمام متطرفين إلى حركتكم؟ستكون الوسطية منھجنا في التعامل مع كل الملفات والقضايا التي يمكن لنا أن ندفع بها مع الجھاز التنفيذي في الدولة، بما يحقق الأهداف والرؤية والرسالة لدولة السودان.
ولدينا نظام يضبط أي تفلت من أعضاء الحركة ومحاسبتھم إن استدعى الأمر، فنحن أصحاب بناء وليس ھدم، ونعمل في وضح النھار وليس لدينا ما نخفيه، وليس لدينا أي أجندة، لا داخلية ولا خارجية، فقط نعمل من أجل سوداننا.
ما مدى علم قيادة الدولة بحركة تحرير الجزيرة، وقبولها بالأمر؟نحن في الميدان ونعمل مع القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى ضد مليشيا الدعم السريع، وكل تحرك لا شك أن للدولة علما به، فلھا أجهزة استخباراتھا، ونحن نعمل تحت إمرتھم لتحقيق الھدف وھو طرد الجنجويد.
واذا رأت الدولة أن قيام الحركة سيحدث أثرا سلبيا فلا شك أننا سننصاع لتوجيھاتھا دون تردد أو مراجعة الأمر، لأن ھدفنا وحدة بلادنا والحفاظ على السلم المجتمعي، إذ أعدت الحركة برنامجا لمحاربة خطاب الكراھية، وكذلك هناك برنامج للتسامح سننفذه في حينه، إن شاء الله.
ونحمد الله تعالى على الانتصارات على المليشيا المتمردة، فالتھنئة للشعب السوداني، وللسيد القائد العام لقواتنا المسلحة، وكل الضباط وضباط الصف والجنود وكل القوات النظامية الأخرى، وجھاز الأمن والمخابرات العامة والشرطة السودانية، والمجاھدين وقيادة المقاومة الشعبية في أنحاء السودان عامة، وبصفة خاصة بولاية الجزيرة، والمجد والخلود للشھداء الذين رووا ھذه الأرض بدمائھم الطاھرة، وعاجل الشفاء للجرحى.