النهضة يبحث عن الأفضلية في مواجهة الرفاع البحريني .. غدا
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
سيكون نادي النهضة على موعد جديد ضمن منافسات مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي في نسختها التاسعة عشر والأخيرة في نظامها الحالي، وذلك عندما يواجه نادي الرفاع البحريني في مباراتي الدور قبل النهائي والمؤهلة إلى نهائي منطقة الغرب مساء غدا ، حيث يسعى نادي النهضة ممثل سلطنة عمان آسيويًا نحو الذهاب بعيدا في المسابقة والتتويج باللقب القاري، والمحافظة على اللقب الذي تُوج به نادي السيب في النسخة الماضية.
وكان نادي النهضة قد تجاوز مرحلة المجموعات متصدرًا مجموعته الأولى التي ضمت إلى جواره أنديه العهد اللبناني والفتوة السوري وجبل المكبر الفلسطيني، بعد أن حقق الفريق 9 نقاط كاملة، حيث شهدت المجموعة انسحاب نادي جبل المكبر الفلسطيني لعدم قدرة الفريق على السفر نتيجة الأوضاع الأمنية الدائرة هناك في فلسطين، وتمكن النهضة العماني من تحقيق عدد 3 انتصارات وخسارة وحيدة فقط، واستطاع الفريق أن يسجل عدد 6 أهداف في مجموع المباريات بينما استقبلت شباكه عدد 4 أهداف، ليكتب نادي النهضة موعدًا له في الدور النصف النهائي للمسابقة الآسيوية، وهو التأهل الثاني للفريق إلى الأدوار الإقصائية بعد نسخة 2008 التي شهدت خروجه من الدور النصف النهائي للمسابقة الآسيوية بفارق الأهداف أمام المحرق البحريني.
على الجانب الآخر ظفر نادي الرفاع البحريني بالمركز الأول في المجموعة الثالثة التي ضمت أندية الزوراء العراقي والعربي الكويتي والنجمة اللبناني، وتصدر الفريق البحريني مجموعته برصيد 13 نقطة من ست مباريات، حيث تمكن الفريق من الفوز في 4 مباريات وتعادل في مباراة واحدة وخسر مثلها، وأحرز الفريق 15 هدفا واستقبلت شباكه 5 أهداف، ويسعى الرفاع البحريني لكتابة إنجاز آسيوي جديد وتخطي عقبة المشاركات السابقة، خصوصًا نسخة الموسم الأخير2022 عندما خسر نهائي منطقة الغرب من أمام نادي السيب العماني بنتيجة 4 أهداف نظيفة، ليُتوج بعد ذلك السيب بلقب المسابقة الآسيوية من أمام نادي كوالامبور سيتي الماليزي،
وكان نادي النهضة العماني قد شارك في ثلاث نسخ سابقة من مسابقة كاس الاتحاد الآسيوي (2008/2010/2015) حيث لعب 22 مباراة رسمية، تمكن من الفوز في 6 مباريات، وتعادل في 4 مواجهات في مشوار مشاركاته، بينما خسر 6 مباريات واستطاع الفريق أن يسجل في مشاركاته بالبطولة الآسيوية 24 هدفا، بينما استقبلت شباكه 34 هدفا، ومن خلال المشاركات المُتعددة للأندية العمانية في جميع النسخ الـ19 السابقة للمسابقة الآسيوية لم تظفر الكرة العمانية إلا بلقب وحيد حققه نادي السيب في النسخة الماضية 2022 .
أما نادي الرفاع البحريني فقد كان الأفضل من حيث عدد المشاركات في المسابقة الآسيوية برصيد 6 مشاركات سابقة، ولعب الفريق خلال رحلته في كافة مواسم كأس الاتحاد الآسيوي عدد 35 مباراة فاز في 17 وتعادل 6 وخسر عدد 12 مواجهة، وتمكن الفريق من تسجيل 49 هدف واستقبلت شباكه 47، ويسعى الرفاع البحريني في هذه النسخة إلى تحقيق إنجاز جديد يضاف لمشاركات وألقاب الأندية البحرينية بعد تتويج نادي المحرق البحريني بلقبين سابقين من مسابقات كأس الاتحاد الآسيوي في نسخة 2008 بعد تفوقه في النهائي على نادي الصفاء اللبناني ونسخة 2021 عندما تغلب على نادي ناساف كارشي الاوزبكي.
الفريقين محليا
يسعى نادي النهضة إلى المحافظة على ثنائية الموسم الماضي بعد أن توج بلقبي دوري عمانتل وكأس جلالة السلطان كإنجاز جديد يُكتب في تاريخ النادي، الأمر الذي يُعوّل عليه كثيرا من قبل جماهير النهضة إلى جانب الفوز بلقب كأس الاتحاد الآسيوي، وما زال نادي النهضة في مركز وصافة الدوري خلف نادي السيب المتصدر بفارق 4 نقاط، كما أنه أحد أضلاع المربع الذهبي لمسابقة كأس جلالة السلطان حيث سيلتقي مع نادي النصر في مواجهتي ذهاب وإياب للإعلان عن الفريق الذي سيكون حاضرا في نهائي الكأس الغالية.
نادي الرفاع البحريني هو الآخر يقدم مستوى مميز محليًا ويبحث عن مواصلة تحقيقه الألقاب المحلية خصوصا وأنه يعتبر أحد أبرز المتسيدين لها، ويخوض الفريق منافسات دوري ناصر بن حمد الممتاز وهو في قمة جدول الترتيب بعد الجولة التاسعة، وخرج الفريق خالي الوفاض من منافسات كأس الملك بعد خروجه من الدور الثمن النهائي من أمام نادي المحرق، بينما يتصدر الفريق مجموعته في مسابقة كأس الاتحاد البحريني.
عناصر القوة للفريقين
من المؤكد أن الفريقين يضمان مجموعة كبيرة من العناصر المجيدة والمميزة على أرضية الملعب ولعل أبرز الأسماء في الجانبين تمثل المنتخبات الوطنية واكتسبت مزيدا من الخبرات في التعامل مع المباريات الجماهيرية والحاسمة، حيث يبرز في صفوف نادي النهضة ممثل سلطنة عمان كتيبة من النجوم التي تقدم الإضافة والقوة في كثير من المباريات، وكانت لها كلمة الفصل في تحقيق النتائج الإيجابية في مشوار الراقي في مختلف المسابقات، ويأتي في مقدمة اللاعبين صلاح اليحيائي وحارب السعدي وعبدالله فواز وعصام الصبحي وإبراهيم المخيني وأحمد الكعبي الذين يشاركون أساسيا في صفوف المنتخب الوطني إلى جانب عمر المالكي وعبدالعزيز الغيلاني وغانم الحبشي، بالإضافة إلى المتميزين في الفريق المنذر العلوي والمحترف الجزائري بلال بن ساحة، كما دعّم الفريق صفوفه في فترة التوقف الأخيرة بالمحترفيّن والتر بوليا من كونغوليا و انترس جي من كوت ديفوار وبلا شك سيكون المحترفين إضافة كبيرة للفريق في مشوار مباريات الأدوار الإقصائية لمسابقة كأس الاتحاد الآسيوي.
من جانبه لا يقل نادي الرفاع البحريني عن النهضة العماني من حيث العناصر والأسماء المميزة التي تخدم الفريق، خاصة وأن الفريق يملك طموحات عالية وأهداف محددة للمنافسة في المسابقة الآسيوية والبحث عن اللقب القاري الذي كان قريبا منه في الموسم الماضي عندما خسر من أمام نادي السيب العماني في نهائي غرب القارة بنتيجة أربعة أهداف نظيفة، ويضم نادي الرفاع عدد من اللاعبين المميزين الذين يمثلون المنتخب الوطني البحريني وهم سيد مهدي وعبدالكريم فردان وهزاع علي وعلي حسن وجاسم الشيخ وكميل الأسود ومحمد عبدالقيوم، إلى جانب المحترف الصربي لازار دوكوفيتش، وعمل الفريق البحريني في فترة التوقف الآسيوي إلى التعاقد مع المحترف التونسي اللاعب أيمن الحرزي وكذلك المحترف البرازيلي البرتو جاكو من أجل تدعيم صفوف الفريق لمنافسات كأس الاتحاد الآسيوي في نسخته الجارية.
مباراة غدا الاثنين التي سيلعبها نادي النهضة في ضيافة نادي الرفاع البحريني ستكون شوط أول للفريقين هناك في مملكة البحرين الشقيقة، حيث سيلتقي الناديان في العاصمة مسقط يوم 19 فبراير الجاري في شوط ثانِ من جديد (مباراة الإياب) على أرضية مجمع السلطان قابوس الرياضي في بوشر من أجل معرفة الفريق المنتصر بنتيجة المباراتين والمتأهل لنهائي منطقة الغرب، والذي سيكون على موعد مع مواجهة جديدة في النهائي مع الفائز من المباراة التي تجمع ناديّي الكهرباء العراقي مع العهد اللبناني.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: کأس الاتحاد الآسیوی النهضة العمانی من أمام نادی نادی النهضة نادی السیب النهضة ا
إقرأ أيضاً:
المحتوى المحلي.. محور النهضة الاقتصادية
د. طارق عشيري
نجاح الدول الصناعية الكبرى يعتمد على كيفية الاستفادة من المحتوى المحلي للدولة؛ حيث تتبنى الرؤية الاستراتيجية للدولة على إمكانياتها بالنهوض المحلي أولًا ثم الانتقال إلى العالمية، وبما أن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة بحلول عام 2030، تتواءم مع رؤية "عُمان 2040"، التي من خلالها تم تعزيز التنمية المستدامة بكل جوانبها الاقتصادية والعمرانية والاجتماعية التي تسعى لتحقق الاكتفاء الذاتي والذي بدوره يعزز الأمن الغذائي والدوائي والتقليل من المخاطر الناتجة على الاعتماد على الآخرين، ومن هذا المنطلق يمثل المحتوى المحلي في رؤية السلطنة نقطة تحول في اقتصادها.
ورؤية "عُمان 2040" هي خطة استراتيجية تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط والغاز، مع التركيز على تعزيز المحتوى المحلي في مختلف القطاعات الاقتصادية؛ حيث تشمل أهداف الرؤية دعم الصناعات المحلية، تنمية القطاع الخاص، تعزيز الابتكار، والاستثمار في رأس المال البشري.
وقد حققت الرؤية نجاحات ملموسة، منها زيادة الاعتماد على المنتجات المحلية، والعمل على نمو الصناعات التحويلية، دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص. كما شملت النجاحات تطوير الصناعات الزراعية والسمكية ودعم الابتكار التكنولوجي.
ومع ذلك، تواجه الرؤية تحديات مثل: ندرة بعض الموارد، الحاجة إلى مزيد من الاستثمار في التحول الرقمي، والتأثر بالأزمات الاقتصادية العالمية، ولتحقيق أهداف الرؤية يتطلب الأمر تعاونًا مستمرًا بين القطاعين العام والخاص.
المحتوى المحلي في سلطنة عُمان يهدف إلى تعزيز استخدام الموارد الوطنية، توفير فرص العمل للمواطنين، وتقليل الاعتماد على الواردات. يتم تحقيق ذلك من خلال سياسات حكومية داعمة، مثل برنامج القيمة المحلية المضافة (ICV)، الذي يُركز على الاستثمار المحلي، تطوير الصناعات الوطنية، ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة.
وتشمل الجهود أيضًا تعزيز التصنيع المحلي في قطاعات مثل التعدين والزراعة، والاستثمار في التعليم والتدريب لتأهيل الشباب العُماني، بالإضافة إلى دعم ريادة الأعمال وتشجيع الابتكار. كل ذلك يسهم في تنويع الاقتصاد وتعزيز استدامته.
المحتوى المحلي في سلطنة عُمان يمثل جزءًا أساسيًا من الجهود المبذولة لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة وتعزيز التنوع الاقتصادي. يركز على استخدام الموارد الوطنية من مواد خام، وخدمات، وكوادر بشرية، لتحفيز النمو الاقتصادي وتقليل الاعتماد على الواردات.
ويتمثل المحتوى المحلي في تشجيع الشركات على توظيف الكفاءات الوطنية، واستخدام المواد المحلية في الإنتاج، وتطوير الصناعات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
الحكومة العُمانية وضعت سياسات تهدف إلى زيادة المحتوى المحلي عبر القوانين والمبادرات. تشمل هذه السياسات اشتراط استخدام مواد وخدمات محلية في المشاريع الكبرى، خاصة في قطاع النفط والغاز.
ويُعد المحتوى المحلي أحد الركائز الأساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة في سلطنة عُمان. من خلال تعظيم الاستفادة من الموارد الوطنية، ودعم الصناعات المحلية، وتمكين الكفاءات العُمانية، تسعى السلطنة إلى بناء اقتصاد متنوع ومستدام يعزز من تنافسيتها العالمية. ورغم التحديات التي تواجه تحقيق هذه الأهداف، فإن الالتزام بالتعاون بين القطاعين العام والخاص، والاستثمار في الابتكار والتعليم، سيضمن تحقيق رؤية عُمان 2040 وجعل المحتوى المحلي محورًا رئيسيًا في نهضتها الاقتصادية.
ويعد تطوير المحتوى المحلي في سلطنة عُمان هدفًا استراتيجيًا لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاقتصاد الوطني، ومع التوجه نحو التنويع الاقتصادي ضمن رؤية "عُمان 2040"، يبرز المحتوى المحلي كعنصر رئيسي لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الواردات.
وهناك ركائز مستقبلية لتطوير المحتوى المحلي؛ منها: تشجيع إنشاء المصانع والشركات المحلية، مع تقديم الحوافز للمستثمرين ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة لزيادة الإنتاج الوطني.
ولا شك أن توسيع برامج التدريب والتأهيل لرفع كفاءة الكوادر المحلية وتزويدها بالمهارات اللازمة للمساهمة في الإنتاجية، مما يضمن تقليل الاعتماد على العمالة الأجنبية، إلى جانب تبني تقنيات حديثة لتعزيز الإنتاج المحلي، مثل الذكاء الاصطناعي والطباعة ثلاثية الأبعاد، والاستثمار في البحث والتطوير لدفع عجلة الابتكار، وكذلك بناء شراكات بين القطاعين العام والخاص لدعم سلسلة التوريد المحلية وتعزيز القيمة المضافة للاقتصاد الوطني، علاوة على تشجيع المنتجات المحلية على دخول الأسواق الإقليمية والعالمية من خلال تحسين الجودة ودعم العلامات التجارية العُمانية.
في المقابل، هناك تحديات مُحتملة، مثل تحدي التمويل بتوفير قروض ميسرة وحوافز ضريبية لدعم المشاريع المحلية، ووضع سياسات تحمي الصناعات المحلية دون الإضرار بالتجارة الحرة، وإطلاق حملات توعوية لتحفيز المواطنين والمقيمين على دعم المنتجات المحلية.
وأخيرًا.. إنَّ تطوير المحتوى المحلي في سلطنة عُمان ليس مجرد خيار؛ بل ضرورة لتحقيق التنمية المستدامة، ويمثل ذلك خطوة نحو تحقيق رؤية مستقبلية قوية ومستقرة نحو "عُمان 2040".