معرض «توت عنخ آمون» بباريس.. تجربة غامرة تجذب الأنظار إلى مصر
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
شهد معرض "توت عنخ آمون، التجربة الفرعونية الغامرة"، في أسبوعه الأول بالمركز الثقافي "جاليري مونبارناس" بباريس، إقبالا كبيرا وخاصة من الأطفال الذين جاؤوا خصيصا لقضاء وقت ممتع لاكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون، وهو ما عزز شغفهم لزيارة مصر ورؤية هذه الكنوز الرائعة.
مغامرة ثقافية شيقة وزاخرة بالألغاز
يعد المعرض فرصة رائعة لعشاق الحضارة الفرعونية لكي يخوضوا مغامرة ثقافية شيقة وزاخرة بالألغاز والقصص التي تسرد حياة الفرعون الذهبي، وهذه المرة بشكل مختلف من خلال مقبرته الشهيرة والتي تم اكتشافها على يد عالم الآثار والمصريات البريطاني هوارد كارتر فى عام 1922 والذي يعد أهم اكتشاف أثرى فى القرن العشرين، فقد تم اكتشاف هذه المقبرة فى وادي الملوك كاملة بكل كنوزها ومقتنياتها والتي تقارب 3500 قطعة، ما أثار اهتمام وانبهار العالم بأسره.
بمجرد الدخول إلى قاعة تم تصميمها على مساحة 3 آلاف متر مربع لتكون مماثلة لمقبرة "الفرعون الذهبي" والتي تتكون من أربعة حجرات: الحجرة الأمامية والإضافية وحجرة التابوت وحجرة الكنز، يمكن للزوار رؤية مقتنيات المعرض وفي نفس الوقت المشاركة في لعبة وحل عدد من الألغاز حتى الوصول إلى نهاية الرحلة وهي اكتشاف الغرفة الأخيرة: حجرة الكنز، وبذلك، يُسمح لهم بدخولها ورؤية الأقنعة والكنوز الرائعة.
وقد حاولت "روز" الفتاة الفرنسية ذات السبع سنوات، حل الألغاز للوصول إلى حجرة الكنز، وقالت "في النهاية، اكتشفت حجرة الكنز! سعيدة أني استطعت دخولها ورؤية كل تلك الكنوز المذهلة".
أما "جوليان" فقد حرص على الحضور بصحبة أطفاله وقضاء وقت عائلي ممتع، وقال لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط بباريس: "المعرض شيق للغاية خاصة للأطفال، فقد شاركنا في اللعب معهم وحل الألغاز لنصل إلى حجرة الكنز وكان ذلك ممتعا جدا"، مضيفا أنه بعد حضوره المعرض زادت رغبته في زيارة مصر لرؤية هذه القطع الثمينة على حقيقتها".
أفضل معرض تم إقامته عن مصر
وترى "صوفيا" أن هذا هو أفضل معرض تم إقامته عن مصر، فقد قامت من قبل بزيارة "رمسيس وذهب الفراعنة" العام الماضي لكن هذه المرة هي تجربة أكثر جذبا للاهتمام، قائلة: "غالبا ما نقرأ حول تاريخ مصر ولكن وجودنا اليوم كعائلة كان مفيدا لنا جميعا، فقد تمكنا من حل الألغاز، وبحثنا عن جميع الإجابات، وكل هذه المعلومات ستظل في ذاكرة الأطفال وعندما نذهب إلى مصر سيتذكرون ذلك".
وتم تشييد مقبرة بكل أحجارها لتكون طبق الأصل من المقبرة التي تم اكتشافها عام 1922، وتتضمن مقتنيات من ألف قطعة ثمينة وهي نسخ غير أصلية تم تصنيعها بأياد مصرية مبدعة بكل دقة لتكون مماثلة للمقتنيات التي تم اكتشافها والموجودة حاليا بالمتحف المصري، الأمر الذي نقل الزوار عبر الزمن إلى تاريخ اكتشاف المقبرة بأكملها ورؤية التراث والثراء الثقافي لمصر القديمة، وبعد العثور على حجرة الكنز، يتجه الزوار إلى حجرة أخرى، على مساحة 140 مترا مربعا، لمشاهدة مقطع فيديو يوضح فكرة "الفرعون الذهبي" عن رحلته إلى العالم الآخر.
وقالت كلارا "هذه فكرة مبتكرة للغاية، هذا الحدث يجمع بين فكرة اللعبة والشكل التقليدي للمعرض وأيضا مقطع فيديو ممتع وشيق يدخلنا في عالم آخر، هذا المزيج بين هذه العناصر الثلاثة يجعل المعرض فريدا من نوعه".
وتصطحب كلارا طفلها بول (7 سنوات) والذي كان سعيدا جدا لدخوله في مغامرة شيقة مع اكتشاف حجرة الكنز، وقال "أمضيت وقتا ممتعا وتعلمت أشياء جديدة.. أود أن أذهب إلى مصر لرؤية كل ذلك".
من الواضح أن المعرض ومنذ أسبوعه الأول حقق هدفه وهو جعل الصغار والشباب يهتمون بالثقافة، من خلال هذا النوع الممتع من الفعاليات الثقافية، مثلما أكد منتج المعرض "ميشيل إيلي".
وقال إيلي، إنه بعد تنظيم "رمسيس وذهب الفراعنة" أدرك أن الأطفال والشباب يحبون التعلم أثناء اللعب وأدرك أيضا رغبة العائلات في إحضار أطفالهم إلى أماكن بها ألغاز ثقافية أو داخل المعارض التي يوجد فيها هذا النوع من الألعاب، لذلك كان الهدف هو جعل الصغار والشباب يهتمون بالثقافة، ثم يمكنهم قراءة كتب عن علم المصريات ويهتموا بالتاريخ العالمي".
للبحث عن الكنز.. تفاصيل رحلة صينية إلى باريس
لم يجذب المعرض الأطفال فحسب، ولكن الأجانب أيضا مثل "إيهونج" من الصين وتعمل في باريس، جاءت خصيصا إلى المعرض بسبب شغفها بالحضارة المصرية القديمة وقالت: "إنها تجربة رائعة لفهم المزيد عن الثقافة المصرية القديمة، وهي تجربة تفاعلية أيضا حيث إن الجميع حاول معرفة الإجابات للبحث عن الكنز، وبعد رؤية كل هذا أريد أن أزور مصر فهذا أحد أحلامي!".
مثل تلك المعارض تعد من أهم العوامل الأساسية لجذب السياحة إلى مصر خاصة وأنه معروف أن السائح الفرنسي عاشق للحضارة المصرية القديمة.
وجاءت مصر ضمن أفضل 10 وجهات لقضاء العطلات خلال هذا الشتاء، وفقا للنقابة الفرنسية لشركات تنظيم الرحلات السياحية التي تضم أكبر 70 منظم رحلات في السوق الفرنسية، نجد مصر في أعلى الترتيب، حيث تزايدت الحجوزات (192.8% على مدار عام) وهي طفرة تسمح لمصر أن تحتل المركز الثاني في القائمة.
وفي ديسمبر الماضي، (وبعد معرض رمسيس وذهب الفراعنة الذي جذب 850 ألف زائر) قام منظم الرحلات الفرنسي Travel Evasion بتنظيم رحلته التعريفية السنوية لوكلاء السياحة والسفر إلى المقصد السياحي المصري، وذلك لعدد 200 شركة سياحة فرنسية لتعريفهم بالمقومات السياحية والأثرية والأنماط السياحية المتنوعة التي تتمتع بها مصر، والتي استطاعت أن تحقق في عام 2023 أرقاما قياسية في السياحة، حيث سجل عدد السائحين 14 مليونا و906 آلاف سائح، وفقا لوزير السياحة والآثار أحمد عيسى.
لذلك، من المتوقع أن يرتفع أعداد السياح الفرنسيين إلى مصر بعد هذا المعرض الذي يعد مغامرة يخوضها الزائر ويصبح طرفا فاعلا فيها ويتمكن من استكشاف حضارة مصر القديمة بطريقة ممتعة وغنية بالمعلومات، بل والسفر إليها في رحلة عبر الزمن.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: توت عنخ آمون السياح الفرنسيين رحلة عبر الزمن حضارة مصر القديمة تم اکتشاف إلى مصر
إقرأ أيضاً:
ألوان الطبيعة تزين المتحف الزراعي في معرض زهور الربيع.. صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تتواصل فعاليات معرض زهور الربيع 2025 داخل المتحف الزراعي بالدقي، تحت رعاية علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، في أجواء مبهجة تزدهر فيها ألوان الزهور والنباتات، ويأتي ذلك في إطار جهود الوزارة لنشر ثقافة التشجير والتجميل البيئي، وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية المساحات الخضراء ودورها في تحسين جودة الحياة.
استمرار فعاليات معرض زهور الربيع 2025ويُعد المعرض، الذي تنظمه الوزارة سنويًا، أحد أقدم وأكبر التظاهرات الزراعية والفنية في الوطن العربي، ويُقام هذا العام بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، بما يعكس الشراكة الفاعلة بين المؤسسات الوطنية والدولية في دعم قضايا التنمية الزراعية والبيئية. ويشهد المعرض مشاركة واسعة من العارضين والمشاتل وشركات تنسيق الحدائق، فضلًا عن المؤسسات البحثية والتعليمية، وسط إقبال جماهيري كبير من مختلف الفئات، خلال اليومين الماضيين، حيث شهد المعرض إقبالًا منقطع النظير من الزائرين من مختلف المحافظات، للاستمتاع بتنوع المعروضات والأجواء الربيعية المميزة.
وتدعو وزارة الزراعة جميع المواطنين إلى زيارة المعرض، الذي يأتي تنظيمه هذا العام متزامنًا مع احتفالات أعياد الربيع وشم النسيم، للاستمتاع بجمال الطبيعة وقضاء أوقات مميزة وسط الزهور، والمشاركة في فعاليات تعليمية وثقافية تناسب جميع الأعمار، وتسهم في تعزيز الوعي البيئي والزراعي في المجتمع.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور علاء عزوز، رئيس قطاع الإرشاد الزراعي، أن المعرض يمثل منصة تفاعلية تجمع بين العرض الجمالي والوظيفة التوعوية والتعليمية، مشيرًا إلى أن الوزارة حرصت هذا العام على تنويع الفعاليات المصاحبة للمعرض، لتشمل ورش عمل وندوات متخصصة في عدة مجالات.
وأوضح عزوز أن البرنامج العلمي للمعرض يتضمن ورش عمل تدريبية حول زراعة نباتات الزينة والنباتات الطبية والعطرية، وأساليب العناية بالنباتات الداخلية والخارجية، وتصميم الحدائق الصغيرة، وتحسين التربة، إضافة إلى ندوات علمية مفتوحة يُشارك فيها نخبة من الخبراء والباحثين.
كما أشار إلى تخصيص جانب من ورش العمل لمناقشة التحديات التي تواجه صادرات الزهور ونباتات الزينة المصرية، والفرص التصديرية الواعدة في الأسواق العالمية، بالإضافة إلى عرض أحدث أساليب التطوير في الإنتاج والتعبئة والتسويق، بما يعزز من القدرة التنافسية لهذا القطاع الواعد.
ويضم جناح الوزارة داخل المعرض نماذج من الأصناف النباتية المطورة محليًا، ومطبوعات إرشادية، وركنًا للاستشارات المجانية يقدم من خلاله المتخصصون النصائح والإرشادات الفنية للزوار، بما يعزز من ثقافة الزراعة المنزلية لدى المواطنين.
والجدير بالذكر ان الوزير علاء فاروق وزيرالزراعة واستصلاح الأراضي، والدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة والدكتور اشرف صبحى وزير الشباب والرياضة والدكتور ابراهيم صابر محافظ القاهرة والمهندس عادل النجار محافظ الجيزة والدكتور عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والرزاعة للأمم المتحدة "فاو" كانوا افتتحوا معرض زهور الربيع في نسخته ال92، والمقام في المتحف الزراعي بالدقي اول أمس السبت
بحضور عدد من السفراء العرب والأجانب، ومفوضية الاتحاد الأوروبي بمشاركة أكثر من 160 عارضا من منتجى الزهور ونباتات الزينة ومستلزمات الإنتاج والحدائق والاند سكيب.