ذروة النشاط الشمسي العنيف الوشيكة قد تحل أحد أكبر ألغاز نجمنا
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
يتوقع العلماء أن تصل الشمس إلى ذروة نشاطها خلال العام الجاري، وهو ما قد يمنحهم فرصة لتفسير بعض أسرار نجمنا.
وتمر الشمس بدورة كل 11 عاما تقريبا، حيث يصل عدد البقع الشمسية وكثافة النشاط الشمسي إلى الذروة، في ما يعرف بالحد الأقصى للطاقة الشمسية.
إقرأ المزيدوكانت المناطق القطبية للشمس هي الأكثر نشاطا في إصدار أشعة غاما، وهي أقوى أنواع الأشعة الكهرومغناطيسية على الإطلاق، خلال الذروة الشمسية السابقة، بشكل أكبر بكثير مما توقعه العلماء، وهو خلل لم يتم تفسيره بعد.
وفي الدراسة الجديدة قام العلماء بإنتاج فيلم مضغوط لـ14 عاما من بيانات الشمس التي شوهدت في أشعة غاما باستخدام أداة تصوير لتلسكوب فيرمي الفضائي التابع لناسا.
وكان العلماء يتوقعون أن تظهر أداة التصوير هذه أن الفوتونات (أشعة كهرومغناطيسية) عالية الطاقة منتشرة بالتساوي عبر الشمس، لكنها بدلا من ذلك أوضحت أن قرص الشمس كان أكثر نشاطا في مناطقه القطبية. وكان هذا الاتجاه غير المتوقع أكثر وضوحا عندما كانت الشمس في ذروة نشاطها وتزامنا مع انقلاب المجال المغناطيسي الشمسي، كما أوضحت البيانات الصادرة في يونيو 2014.
وسيعود الحد الأقصى للطاقة الشمسية مرة أخرى قريبا، ما يمنح العلماء الأمل في أن الملاحظات التي سيتم إجراؤها هذه المرة يمكن أن توفر المزيد من المعلومات حول التوزيع الغير المنتظم لأشعة غاما المنبعثة من قطبي الشمس، حيث يصدر القطب الجنوبي فوتونات ذات طاقة أعلى مقارنة بالقطب الشمالي، إلى جانب التركيز غير المتوقع لأشعة غاما عند خطوط العرض العليا.
إقرأ المزيدوقالت إيلينا أورلاندو، من جامعة تريست والمعهد الوطني للفيزياء النووية (INFN) وجامعة ستانفورد، والمؤلفة المشاركة في هذه الدراسة، في بيان: "لقد وجدنا نتائج تتحدى فهمنا الحالي للشمس وبيئتها. لقد أظهرنا وجود علاقة قوية بين عدم التماثل في انبعاثات أشعة غاما الشمسية بالتزامن مع انقلاب المجال المغناطيسي الشمسي، ما كشف عن وجود صلة محتملة بين علم الفلك الشمسي، وفيزياء الجسيمات، وفيزياء البلازما".
ويعتقد العلماء أن أشعة غاما الشمسية يمكن أن تكون مرتبطة بتفاعل معقد بين التوهجات الشمسية وانبعاثات الكتلة الإكليلية، بالإضافة إلى التغيرات في التكوين المغناطيسي للشمس. مشيرين إلى أن هذا قد يساعد على تحسين النماذج الفيزيائية التي تتنبأ بالنشاط الشمسي والطقس الفضائي. وهذا ضروري لحماية الأجهزة الموجودة على الأقمار الصناعية في الفضاء والاتصالات السلكية واللاسلكية وغيرها من البنى التحتية الإلكترونية على الأرض.
المصدر: إندبندنت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الشمس الطاقة الشمسية الفضاء النظام الشمسي ظواهر فلكية فيزياء معلومات علمية نجوم أشعة غاما
إقرأ أيضاً:
باهظة الثمن وشحيحة.. نُدوب الحرب تُشوّه ألواح الطاقة الشمسية بغزة
غزة – يعلم فادي العبسي جيدا أن وصل لوح الطاقة الشمسية ببطاريته الصغيرة بشكل مباشر، دون جهاز "إنفيرتر" وسيط، سيؤدي إلى تلفها السريع، لكنه لم يأبه لذلك.
وترجع الطمأنينة التي يتحلى بها العبسي رغم حاجته الماسة لبطارية باهظة الثمن، إلى رداءة لوح الطاقة وضعف قدرته الشديدة على توليد التيار الكهربائي من أشعة الشمس، بعد أن هشمته شظايا القنابل الإسرائيلية التي أُلقيت على قطاع غزة خلال الحرب.
ويعتمد الغالبية العظمى من السكان المحرومين من الكهرباء في إنارة منازلهم ليلا على هواتفهم المحمولة، أو مصابيح "ليد" الموفرة للطاقة التي تُشغل بواسطة بطاريات صغيرة، يتم شحنها في أكشاك مقابل أُجرة مالية.
ويؤدي غياب الكهرباء إلى تعطيل شبه كامل لأوجه الحياة في قطاع غزة، وزيادة معاناة السكان.
ويمتلك العبسي لوحي طاقة شمسية، يستند الأول واقفا على عامود كهرباء، فيما يتكئ الثاني الذي اخترقته شظية، وخلفت به فوهة يزيد طولها عن 30 سنتيمترا، على حامل معدني، وفي ظلّ كل منهما وصل بطارية لشحنها.
إعلانولم يستطع الشاب الغزي شراء جهاز "أنفيرتر" اللازم لشحن البطاريات بطريقة آمنة، وإعادة تحويل تيارها الثابت إلى متردد لتشغيل الأجهزة الكهربائية، لارتفاع سعره الكبير، وشحّه من الأسواق.
ودفعت الحاجة إلى الكهرباء العبسي إلى شراء اللوحين، رغم ما لحق بهما من خراب، بسعر باهظ، بعد أن حرمت إسرائيل قطاع غزة من إمدادات الطاقة بشكل كامل منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
كما ألحقت إسرائيل دمارا هائلا بشبكات الكهرباء والبنى التحتية المتعلقة بها، وهو ما يجعل إصلاحها -في حال سمحت بذلك عقب انتهاء الحرب- أمرا يحتاج الكثير من الوقت والمال.
ولم تكتفِ إسرائيل بذلك، بل منعت الغزيين من تشغيل البدائل كالمولدات وأجهزة الطاقة الشمسية من خلال قطع إمدادات الوقود وحظر الاستيراد من الخارج.
واشترى العبسي اللوح الواحد بقرابة 3500 شيكل (الدولار: 3.6 شواكل) رغم رداءته الشديدة، علما أن سعر الجديد منه كان لا يتجاوز الألف شيكل قبل الحرب، حسب قوله.
وارتفعت أسعار الألواح والبطاريات وأجهزة الإنفيرتر، بشكل كبير نظرا لندرتها، وتختلف الأثمان حسب قدرتها وجودتها، لكن العثور على ألواح لم تسلم من ندوب الحرب يعد أمرا نادرا.
وبحسب العديد من المواطنين، فإن أسعار اللوح الواحد (غالبا يكون مستعملا وبه آثار القصف) يبدأ من 3 آلاف شيكل، وقد يصل إلى 10 آلاف حسب جودته وقدرته على توليد الطاقة الشمسية.
ويقول الكثير من مالكي ألواح الطاقة التي تتناثر على الأرصفة، والجدران، وأسطح المنازل، إن بعضها لا يعطي سوى 20 أو 30 بالمائة من قدرتها على توليد الكهرباء، بسبب ما تعرضت له من خراب خلال الحرب.
ويستخدم العبسي الكهرباء التي يخزنها في البطاريات لإنارة منزله بواسطة مصابيح "ليد"، دون القدرة على تشغيل أي أجهزة كهربائية أخرى.
إعلانكما أن استفادته من اللوح، خلال فصل الشتاء الحالي، متوسطة، نظرا لقلة ساعات شروق الشمس، وتوالي المنخفضات الجوية.
وتتوقف الاستفادة من ألواح الطاقة الشمسية على توفر البطاريات التي ارتفعت أسعارها ليصل في بعض الأحيان إلى أكثر من 15 ضعف ثمنها الأصلي.
استغل محمود أبو الكاس شروق الشمس بعد يوم من احتجابها خلف السحاب، لتوليد الكهرباء بواسطة لوحين يمتلكهما، فأسندهما إلى بعض الأثاث المستعمل الذي يعرضه للبيع وسط شارع عمر المختار بغزة.
ولم يسلم اللوحان أيضا من آثار القصف الإسرائيلي، حيث تهشم سطحاهما بشكل بالغ، وهو ما يقلل من قدرتهما على توليد الطاقة.
وحسب أبو الكاس، فإن سعر اللوح الواحد "الجديد" من هذا النوع كان لا يتعدى قبل الحرب 350 شيكلا، لكنه قد يصل حاليا إلى 5 آلاف شيكل رغم الخراب الذي لحق به.
ويعاني الشاب الفلسطيني كذلك من ارتفاع سعر البطاريات الكبير، وهو ما يُقلل قدرته على الاستفادة من الألواح، حيث يشير إلى أن سعر البطارية ذات سعة المائة أمبير قد يصل إلى 10 آلاف شيكل.
وتختلف أسعار البطاريات أيضا، بحسب جودتها وسعتها التخزينية من الكهرباء.
ومنذ التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، يأمل الغزيون أن تسمح إسرائيل بإدخال الوقود وألواح الطاقة الشمسية والبطاريات لتوفير بدائل للكهرباء المفقودة للتقليل معاناتهم الكبيرة.
أدى حرمان إسرائيل للسكان من الكهرباء وحاجتهم الماسة لها إلى نشوء ظاهرة مشاريع "نقاط الشحن"، لتمكين المواطنين من استخدام هواتفهم المحمولة وبطاريتهم، معتمدة على الطاقة الشمسية.
إعلانوتنتشر هذه المشاريع، في كافة مناطق قطاع غزة، عبر خيام أو أكشاك، أو "منازل" تعلوها لافتة "نقطة شحن"، حيث يحضر السكان هواتفهم وبطاريتهم لشحنها مقابل أجرة مالية.
وفي يومه الأول لتشغيل نقطة الشحن الخاصة به، يقول محمد زين الدين إن المشروع كلّفه نحو 6 آلاف شيكل، ذهب منهم 5 آلاف شيكل لشراء لوحي طاقة شمسية رغم رداءتها وإصابتها بخدوش وتهشم جراء القصف الإسرائيلي، وتمكّن من تدبّر باقي المتطلبات بمعاونة عائلته.
ويتقاضى زين الدين شيكلا واحدا مقابل شحن الهاتف، و3 شواكل مقابل البطارية.
ورغم المبلغ الكبير الذي اضطر لدفعه، تكلفة لمشروع بسيط، بدا الشاب الفلسطيني متحمسا، آملا أن يعود عليه ببعض المال للإنفاق على أسرته.
استمر زين الدين الذي اضطر لتأجيل افتتاح مشروعه مؤخرا، بسبب منخفضات جوية سريعة، في استقبال زبائنه بترحاب كبير، لكنّ عينيه كانتا تراقبان بقلق قرص الشمس الذي يختفي بين فينة وأخرى، خلف سُحب "آذار".