غزة بعد أوكرانيا.. الحروب الدائمة مأزق لبايدن وأمريكا وهذا هو واجب الساعة
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
لم تكن الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة جو بايدن تتصور أن تتورط في نزاعات عالمية كبيرة، فضلا عن "حروب دائمة"، بعد أن بدأت انسحابا عسكريا من أفغانستان، إيذانا بعهد تقلص فيه واشنطن مشاركتها العسكرية المباشرة في الخارج لصالح التركيز على استراتيجية مكافحة الصين بشكل استراتيجي.
لكن الناظر للإدارة الآن، يجد أنها لا تزال متورطة في الحرب الروسية الأوكرانية، ومؤخرا في الحرب بين الاحتلال الإسرائيلي و"حماس" في غزة، وفي النزاع الأخير تورطت واشنطن بشكل مباشر، عندما تدخلت عسكريا ضد الحوثيين في اليمن.
وترى الأكاديمية والباحثة السياسية الهندية أريبا عبدالمعظم، في مقال نشره موقع "مودرن دبلوماسي"، أن "الحروب الدائمة" التي انخرطت بها واشنطن بشكل غير مباشر في أوكرانيا، وبشكل مباشر الآن في الشرق الأوسط تدق ناقوس خطر لبايدن وتقلق دول الشمال العالمي، بقيادة الولايات المتحدة.
حرب أوكرانيا
وتعد حرب أوكرانيا قضية رئيسية في الحملات الرئاسية الأمريكية المستمرة. وبينما يؤيد معظم المرشحين الجمهوريين استمرار الدعم، فإن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يعارض الدعم "المبالغ فيه"، وبدوره يرى المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية الأمريكية والسياسي رون دي سانتس أن الحرب الأوكرانية الروسية ليست أولوية للأمن القومي الأمريكي.
ومن ناحية أخرى، يدعم كريس كريستي وتيم سكوت ومايك بنس ونيكي هالي وويل هيرد وآسا هاتشينسون استمرار دعم الذخيرة والمعدات لأوكرانيا.
ويعتقد هؤلاء أن الحرب الأوكرانية الروسية يمكن أن يكون لها آثار جيوسياسية محتملة إذا فازت روسيا بالحرب. وفي حال خسرت أوكرانيا الحرب، فمن المحتمل أن تهاجم روسيا حلفاء الولايات المتحدة وأعضاء الناتو في أوروبا.
صراع آخر
ووسط التوترات مع روسيا في أعقاب الحرب الأوكرانية واتساع أفق المنافسة مع الصين، والمشكلات الاقتصادية المحلية، انجذبت الولايات المتحدة إلى صراع جيوسياسي آخر في غرب آسيا، وهو الحرب بين "حماس" وإسرائيل المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وتواصل الولايات المتحدة، التي قدمت الدعم لإسرائيل منذ إنشائها عام 1948، إمدادها بالذخيرة والمساعدات والموارد العسكرية الأخرى.
وقد أدى ذلك إلى معضلة بالنسبة للولايات المتحدة حيث أدى دعمها إلى رد فعل عنيف من المجتمع الدولي.
وأدت المخاوف بشأن الوفيات بين المدنيين، وخاصة الأطفال والنساء الأبرياء، إلى احتجاجات ليس فقط في جميع أنحاء العالم ولكن حتى داخل الولايات المتحدة. هناك أيضًا عواقب جيوسياسية ودبلوماسية بالنسبة للولايات المتحدة، حيث يراقب الشركاء الإقليميون تصرفاتها عن كثب ويشككون في دورها في بدء وقف إطلاق النار من خلال الوساطة، تقول الكاتبة.
ووجدت واشنطن نفسها في قلب الصراع عندما بدأت في الهجوم المباشر على الحوثثيين في اليمن، بسبب هجماتهم على السفن في البحر الأحمر، والتي قالوا إنها تأتي تضامنا مع الفلسطينين.
وتحذر الكاتبة من أن انضمام الولايات المتحدة للحرب في الشرق الأوسط بهذا الشكل ستجعل عملية خفض التصعيد، التي تمثل أولوية ملحة، أكثر صعوبة.
حاجة الساعة
وتقول أريبا إن حاجة الساعة الآن هي تدخل استراتيجي ودبلوماسي من قبل التحالف الذي تقوده أمريكا لوقف الحرب في غزة.
وبصرف النظر عن الضغوط المتزايدة على خزانة الولايات المتحدة والتي ستؤثر في نهاية المطاف على اقتصادها ومواردها العسكرية والاستخباراتية، فإن هذا التصعيد سوف يزعزع استقرار منطقة غرب آسيا.
وبناء على هذا، ترى الكاتبة أن الأولوية القصوى لدول الشمال العالمي بقيادة الولايات المتحدة يجب أن تكون إعادة تقييم سياساتها وممارسة الحذر من أجل الحفاظ على الاستقرار في المنطقة.
وتضيف: يجب البدء بوقف فوري لإطلاق النار وحل الدولتين الذي يعالج مخاوف إسرائيل وفلسطين بشأن سلامة الأراضي والأمن.
وتردف: يمكن للولايات المتحدة أيضًا أن تثق باللاعبين الإقليميين الرئيسيين، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر ومصر.
وتختم الكاتبة مقالها بالقول: وما لم تدرك الولايات المتحدة هذه الحقيقة، فإنها قد تستمر في التورط في حروب في أوروبا وغرب آسيا مع عدم وجود مجال كبير للمناورة لانتشال نفسها من الحروب التي لا تشارك فيها بشكل مباشر، وهذا لن يؤدي إلا إلى تجربة الولايات المتحدة بشكل مباشر لحالة حرب "دائمة".
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الولایات المتحدة بشکل مباشر
إقرأ أيضاً:
تراجع أسعار النفط مع تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين
تراجعت أسعار النفط الخميس مع تصعيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب للحرب التجارية مع الصين، رغم إعلانه عن تعليق الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا على بعض الدول الأخرى.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 39 سنتًا، أو بنسبة 0.6%، لتصل إلى 65.09 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 06:30 بتوقيت غرينتش، في حين تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 29 سنتًا، أو بنسبة 0.5%، لتصل إلى 62.06 دولارًا.
وكانت عقود الخام القياسية قد أنهت تداولات يوم الأربعاء على ارتفاع بنسبة 4% بعد أن تراجعت خلال الجلسة بنسبة وصلت إلى 7%.
ترامب يوقع أوامر لتعزيز صناعة الفحم الأميركية مع تزايد الطلب على الطاقة.
ورغم ذلك، رفع ترامب التعرفة الجمركية على الصين إلى 125% بشكل فوري، بدلاً من التعرفة المعلنة سابقًا والتي بلغت 104%، والتي بدأت فعليًا في وقت سابق من يوم الأربعاء.
وقال محللو السلع في بنك « ING » في مذكرة بحثية يوم الخميس إن الرسوم الأميركية المرتفعة على الصين تضيف حالة من عدم اليقين إلى الأسواق.
وأضافوا: « لا يزال من المرجح أن تؤثر هذه الحالة من عدم اليقين على النمو العالمي، وهو ما يشكل مصدر قلق واضح على طلب النفط ».
كما أشار المحللون إلى أن « منحنى عقود خام برنت المستقبلية في بورصة ICE يشير إلى سوق نفطية أكثر وفرة في المعروض »، موضحين أن منحنى برنت تحول إلى نمط الكونتانغو بدءًا من عقد يناير 2026، ما يعني أن الأسعار المستقبلية باتت أعلى من الأسعار الفورية.
وردت الصين بالإعلان عن فرض رسوم جمركية إضافية على الواردات الأميركية، حيث فرضت تعرفة بنسبة 84% بدءًا من يوم الخميس.
وقال « ييب جون رونغ »، استراتيجي الأسواق في منصة التداول عبر الإنترنت IG: « قد نرى أسعار النفط تستأنف اتجاهها النزولي الأوسع بمجرد أن يتلاشى التفاؤل الناتج عن وقف الرسوم الأخير ».
وأضاف: « الضغوط على جانب الطلب لا تزال قائمة، مع تعرض التوقعات الاقتصادية للصين للمخاطر جراء تبادل الإجراءات الجمركية المتواصل ».
كما يراقب المستثمرون عوامل العرض المختلطة.
وذكر محللو « ANZ Research » يوم الخميس: « وجدت الأسعار بعض الدعم بعد إعلان خط أنابيب كيبستون حالة القوة القاهرة على شحنات النفط المجدولة »، إلا أنهم أشاروا إلى وجود مخاطر هبوطية في ظل مؤشرات على ارتفاع الإمدادات من أعضاء أوبك.
وبقي خط أنابيب كيبستون، الذي ينقل النفط من كندا إلى الولايات المتحدة، مغلقًا يوم الأربعاء بعد تسرب نفطي بالقرب من « فورت رانسوم » في ولاية داكوتا الشمالية، بينما يتم تقييم خطط إعادته إلى الخدمة، بحسب ما أعلنت شركة « ساوث باو » المشغلة له.
وفي تطور آخر، أعلن اتحاد خط أنابيب بحر قزوين استئناف تحميل النفط في إحدى نقطتي الإرساء التي كانت مغلقة سابقًا على البحر الأسود، بعد أن ألغت محكمة روسية القيود التي فرضها منظم روسي على المنشأة المدعومة من الغرب.
وفي الولايات المتحدة، قالت إدارة معلومات الطاقة إن مخزونات النفط الخام ارتفعت بمقدار 2.6 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 4 أبريل، أي نحو ضعف التوقعات التي أظهرها استطلاع رويترز والتي بلغت 1.4 مليون برميل.
عن (رويترز)
كلمات دلالية أسعار أسواق نفط