حذرت دول ومنظمات عربية، من تداعيات اجتياح إسرائيل، رفح جنوبي قطاع غزة المتاخمة لحدود مصر، وسط مطالبات باجتماع مجلس الأمن الدولي لبحث وقف فوري لإطلاق النار بالقطاع.

 

جاء ذلك في بيانات رسمية منفصلة صادرة عن فلسطين والسعودية والإمارات وقطر، والكويت، ومصر والأردن، والعراق واليمن ومنظمة التعاون الإسلامي، مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية، وسط ترقب لعملية عسكرية إسرائيلية في مدينة رفح، التي تؤوي نحو مليون 300 ألف نازح تم تهجيرهم من محافظات شمال ووسط القطاع.

 

وفي وقت سابق السبت، قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن العملية العسكرية في رفح ستبدأ بعد الانتهاء من "إجلاء واسع النطاق" للمدنيين من المدينة وضواحيها، وبناء على ذلك حذر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، من "كارثة ومجزرة عالمية" في حال اجتاحت إسرائيل محافظة رفح.

 

وطالب المتحدث الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة واشنطن بـ"تحرك جدي لوقف الجنون" الإسرائيلي، مع استعداد تل أبيب لاجتياح محافظة رفح، آخر ملاذ للنازحين بقطاع غزة، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية.

 

وأضاف: "المطلوب من الإدارة الأمريكية هو إجبار الاحتلال على وقف مجازر الإبادة التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني، وآخرها ما حصل اليوم في مدينة رفح، وذهب ضحيتها 25 شهيدا وعشرات الجرحى، والتي ستدفع الأمور إلى حافة الهاوية".

 

** رفض عربي متصاعد

 

وأكدت السعودية، في بيان للخارجية، أن رفح "الملاذ الأخير لمئات الألوف من المدنيين الذين أجبرهم العدوان الإسرائيلي الوحشي على النزوح"، مشددة على "رفضها القاطع وإدانتها الشديدة لترحيلهم قسرياً".

 

وجددت السعودية، في البيان ذاته، "مطالبتها بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار".

 

وقالت إن "هذا الإمعان في انتهاك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي يؤكد ضرورة انعقاد مجلس الأمن الدولي عاجلاً لمنع إسرائيل من التسبب بكارثة إنسانية وشيكة يتحمل مسؤوليتها كل من يدعم العدوان".

 

وأعربت الإمارات، في بيان للخارجية، عن "قلقها الشديد من مخططات واستعدادات الجيش الإسرائيلي لشنّ عملية عسكرية في منطقة رفح، جنوبي قطاع غزة، المكتظة بالنازحين الفلسطينيين".

 

وحذرت من "الانعكاسات الإنسانية الخطيرة التي قد تتسبب بها العمليات العسكرية"، لافتة إلى أن ذلك "يهدد بوقوع المزيد من الضحايا الأبرياء، ويؤدي إلى استفحال الكارثة الإنسانية التي يشهدها القطاع"

 

وجدّدت، "تأكيد إدانتها الشديدة لأي ترحيل قسري للشعب الفلسطيني الشقيق، وأية ممارسات مخالفة لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي والإنساني".

 

ودعت الإمارات "المجتمع الدولي إلى بذل كافة الجهود بدون إبطاء للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار لتجنّب المزيد من تأجيج الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة".

 

وأدانت قطر، في بيان للخارجية، "بأشد العبارات التهديدات الإسرائيلية باقتحام مدينة رفح بجنوب قطاع غزة"، محذرة من "وقوع كارثة إنسانية في المدينة التي أصبحت ملاذا أخيرا لمئات الآلاف من النازحين داخل القطاع المحاصر"

 

ودعت "مجلس الأمن الدولي إلى تحرك عاجل يحول دون اجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلي لرفح وارتكاب إبادة جماعية في المدينة"، مؤكدة "الرفض القاطع لمحاولات التهجير القسري للشعب الفلسطيني من غزة".

 

وأعربت الكويت، السبت، عن قلقها إزاء "مخططات إسرائيل لمهاجمة مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، بعد ترحيل السكان المدنيين قسرا منها".

 

كما أكدت موقفها "الداعي إلى ضرورة تحمل المجتمع الدولي ومجلس الأمن مسؤولياتهم في حماية المدنيين الفلسطينيين العزل.

 

كما حذر وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في تصريحات صحفية من تطورات الأوضاع في محافظة رفح جنوبي قطاع غزة المتاخمة للحدود المصرية، قائلا إنها "تنذر بتدهور في القطاع، وتداعيات وخيمة".

 

وحذر الأردن، في بيان للخارجية، من اجتياح إسرائيل مدينة رفح (جنوب) آخر ملاذ للنازحين في قطاع غزة، مجددا رفضه "المطلق" لتهجير الفلسطينيين.

 

وأكد "ضرورة اضطلاع مجلس الأمن الدولي بمسؤولياته ودون إبطاء لمنع التدهور الخطير وفرض وقف فوري لإطلاق النار".

 

في سياق متصل، دعا العراق، في بيان للخارجية، إلى "ضرورة التدخل الدولي لمنع خطط التهجير القسري الجماعي في غزة وضرورة وقف العمليات العسكرية ضد الفلسطينيين وضرورة

 

وأكد أنه "يتابع بقلق بالغ الأنباء التي تؤكد أن سلطة الاحتلال الاسرائيلي تخطط لارتكاب كارثة ومجزرة إنسانية جديدة من خلال قيام قواتها بعملية عسكرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة".

 

وحذرت اليمن، في بيان للخارجية، من "استعدادات جيش الاحتلال الإسرائيلي لاقتحام مدينة رفح"، مؤكدة أن "هذا الإجرام الهمجي ستكون له تداعيات أمنية خطيرة على الأمن والسلم".

 

ودعت، الخارجية اليمنية "المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى القيام بواجبه لوقف هذا العدوان البربري".

 

** منظمات تحذر

 

وأدانت منظمة التعاون الإسلامي، في بيان، تصريحات بخصوص مواصلة العدوان العسكري ومخطط توسيعه على مدينة رفح جنوب القطاع، محذرة من أن "ذلك يأتي في إطار الإبادة الجماعية وسيؤدي إلى كارثة إنسانية ومجازر جماعية".

 

وجددت المنظمة "دعوتها المجتمع الدولي، وخصوصا مجلس الأمن الدولي، إلى تحمل مسؤولياته تجاه وقف العدوان الإسرائيلي بشكل فوري وشامل".

 

كما رفض مجلس التعاون الخليجي، في بيان، "النيات المعلنة من قبل إسرائيل بشأن اقتحام مدينة رفح بعد ترحيل السكان المدنيين قسرا منها".

 

وأكد المجلس أن هذا "يهدد بتصعيد مستويات زعزعة الاستقرار والأمن في المنطقة، ويؤدي إلى المزيد من التدهور والمعاناة للشعب الفلسطيني".

 

كما حذرت الجامعة العربية في بيان، من "التبعات الخطيرة لقيام الاحتلال الإسرائيلي باستهداف مدينة رفح بقطاع غزة".

 

وطالبت بتحرك دولي للحيلولة دون وقوع كارثة تزيد من تصعيد الأوضاع في المنطقة واشتعالها على مستوى الإقليم.

 

ورفح هي آخر ملاذ للنازحين في القطاع المنكوب، وتضم أكثر من مليون و400 ألف فلسطيني بينهم مليون و300 ألف نازح من محافظات أخرى.

 

ومنذ بداية العملية البرية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وهي تطلب من السكان التوجه من شمال ووسط القطاع إلى الجنوب بادعاء أنها "مناطق آمنة" لكنها لم تسلم من قصف المنازل والسيارات والمشافي.

 

وإثر الفظائع المرتكبة بالقطاع تواجه إسرائيل اتهامات بارتكاب "إبادة جماعية" أمام محكمة العدل الدولية، للمرة الأولى بتاريخها، ما قوبل بترحيب إقليمي وعالمي لوضع حد لإفلات


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: فوری لإطلاق النار مجلس الأمن الدولی فی بیان للخارجیة المجتمع الدولی جنوبی قطاع غزة مدینة رفح

إقرأ أيضاً:

ابن سلمان يوجه دعوة لقادة دول عربية لاجتماع غير رسمي في الرياض

وجه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الخميس، دعوة إلى قادة وزعماء العديد من الدول العربية بما في ذلك مصر والأردن للاجتماع في العاصمة الرياض غدا الجمعة.

وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية "واس" عن مصدر وصفته بـ"المسؤول"، فإن الدعوة السعودية وجهت إلى قادة دول مجلس دول التعاون الخليجي، بالإضافة إلى رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي وعاهل الأردن الملك عبد الله الثاني.

وفي وقت سابق الخميس، كشف التلفزيون المصري الرسمي عن عزم السيسي التوجه إلى السعودية وسط توقعات بمناقشة تطورات ملف قطاع غزة خلال الزيارة المزمعة.


وأشارت وكالة "واس"، إلى أن اللقاء الذي دعا إليه ولي العهد السعودي يأتي في سياق "اللقاءات الودية الخاصة التي جرت العادة على عقدها بشكل دوري منذ سنوات عديدة بين قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية، وذلك في إطار العلاقات الأخوية الوثيقة التي تجمع القادة والتي تسهم في تعزيز التعاون والتنسيق بين دول المجلس والأردن ومصر".

وأضافت أنه "وفيما يتعلق بالعمل العربي المشترك وما يصدر من قرارات بشأنه، فسيكون ضمن جدول أعمال القمة العربية الطارئة القادمة التي ستنعقد في جمهورية مصر العربية الشقيقة".

والثلاثاء، أعلنت وزارة الخارجية المصرية إرجاء موعد انعقاد القمة العربية الطارئة بشأن قطاع غزة التي كانت مقررة الأسبوع المقبل، إلى الرابع من آذار/ مارس المقبل، مشيرة إلى أن ذلك يعود إلى "استكمال التحضير الموضوعي".


وتعتزم الدول العربية مناقشة خطة ما بعد الحرب لإعادة إعمار غزة، في مسعى على ما يبدو لطرح بديل لخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير سكان القطاع وبسط السيطرة الأمريكية عليه، وفقا لـ"رويترز".

ومنذ نهاية الشهر الماضي، يروج ترامب بشكل مستمر لمخطط تهجير الفلسطينيين في قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وأثار موجة من الرفض على الصعيدين الدولي والإقليمي.

والأحد الماضي، أوضح وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في لقاء مع وفد من مجلس النواب الأمريكي، أن تصور إعمار قطاع غزة الذي تعده القاهرة يتم بتنسيق فلسطيني عربي وبدعم دولي، ويضمن الإعمار دون خروج الفلسطينيين من أراضيهم.

مقالات مشابهة

  • «آدم» لبنان و«جلمود» الأردن… دوامة قطبية تضرب دولاً عربية وسط تحذيرات
  • تحذيرات من ثلوج وأمطار وبرد شديد في دول عربية
  • «قمة» عربية مصغرة في السعودية.. إسرائيل تقول: «اللعبة» انتهت!
  • تداعيات حرب السودان خلال العام 2024 …. عدم وجود الاستجابة من المجتمع الدولي
  • بقوة 3.6 درجة.. زلزال عنيف يضرب مدينة عربية
  • صحة غزة تحذر من تداعيات نقص الأكسجين في مستشفيات قطاع غزة
  • المقاومة الفلسطينية تُسلم جثامين 4 أسرى صهاينة للصليب الأحمر في خان يونس جنوبي قطاع غزة
  • ابن سلمان يوجه دعوة لقادة دول عربية لاجتماع غير رسمي في الرياض
  • عربية وعبرية وإسرائيلية.. رسالة فلسطينية إلى إسرائيل بـ«ثلاث لغات» (صور)
  • خبير عسكري لبناني يوضح أهداف إسرائيل من البقاء في 5 نقاط “مهمة” جنوبي لبنان