العطاء حثت الأديان السماوية والثقافات السامية على ( العطاء).. وهو رمز لتحضر الدول التي تنتشر بها ثقافه التطوع، ويعني أنك اخترت بإرادتك الحرة أن تكون معطي دون إلزام أو إجبار.
وقديما اقتصر مفهوم المعطي على الغني فقط، وتصدر المال مادة العطاء، ومع زياده الوعي الجمعي اتسع المفهوم ليشمل العطاء الثقافي، والجسدي، و المعنوي.
فالعطاء يا سادة يشعرنا بالرضا العام عن أنفسنا، وأننا لدينا قدر من المحاولات تجاه الآخرين (وعلى الأقل في هذه الفترة العصيبة من الأحداث الدامية التي تحدث في غزة)
العطاء يجعلنا نخرج بعيدآ عن دائرة أنفسنا، والتركيز الشديد فيما نملك من أزمات.
وللأسف أغلقنا عقولنا، وأبصرنا عليها، ولم نعد نري الدنيا بحقيقتها إلا من خلالها فتضخمت وأصبحت كالوحش تلتهمنا.
وبالعطاء نخرج بعيدا عن ذواتنا، وندرك أن في الحياة قضايا مصيرية أخري تستحق اهتمامنا، وأننا نعمل تحت مظله (وسارعوا).
ويحمل العطاء في طياته معنيين هما العطاء العادي، والعطاء الواعي.. والأول عبر عنه في كتاب الله بالصدقه في قوله { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ } [ التوبة: 103]..
ويعني العطاء العادي أى الانفاق من نفس جنس ما تملك.. فإن كان رزقك المال اجعل مسار إنفاقك المال.. وإن كان رزقك الجاه والسلطة، فاجعل مسار إنفاقك قضاء حوائج الناس، والسعي عليها.. وإن كنت تملك العلم والحكمة والمشورة فاجعلها من مسارات إنفاقك لتحقق التطهير في قوله تعالي (ليطهركم).
ويأتي هنا العطاء الواعي، أو الصدقة الواعية، وتعني أن يكون مسار انفاقك من نفس جنس الوجع، أو الألم (ما فقدت) وهذا ماعبر عنه الله عز وجل فى كتابه الكريم (وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) [المائدة:٦]
وهو ما يطلق عليه تمام النعمة، ويعني الجزء المتمم لما فقدت من هذه النعمة، فتعمل علي إكمال الناقص بالإنفاق في نفس جنس مسارات مافقدت، حتي يتم الله عليك نعمته بعد التطهير، فإن كان رزقي أن زواجي قد تأخر فيكون مسار إنفاقي هنا للمتعسرين في الزواج (إعداد متطلبات الزواج)، وإن كان ابتلائي أني لم أرزق بالأولاد فتكون مسارات إنفاقي على تقديم المساعدات للعمليات الطبية كالحقن المجهري وزراعه الأجنة، ولو تعسرت في دراستي يكون مسار إنفاقي علي المتعسرين في دراستهم، ليكون إنفاقي من نفس جنس وجعي.
أحداث كثيرة في حياتنا تحتاج منا إلي تفهم ووعي حتي يكون عطاءنا في المكان الصحيح، لذلك تذكر أنه قد يحدث التطهير جزاء الصدقة، ولكن تمام النعمة قد يتاخر إذا لم تكن تمتلك الوعي لإلتقاط ماتفقد وكيف تنفق؟، فقد تملك الأموال ولكنها بلا أرباح، وتملك العلاقات ولكنها بلا جدوي، وتملك العلم ولكنه بلا فائدة.. اجعل عطائك واعي، وفي مكانه الصحيح.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأديان السماوية الحقن المجهري
إقرأ أيضاً:
2.5 تريليون درهم قيمة سوق العقارات في الإمارات
يوسف العربي (أبوظبي)
أخبار ذات صلة «أدب الطفل في الإمارات».. كتاب جديد محمد الشرقي يشهد بطولة الفجيرة للترويضبلغت قيمة سوق العقارات في دولة الإمارات، نحو 2.5 تريليون درهم (680 مليار دولار) حلال العام 2024، بحسب تقرير صادر عن منصة «ستاتيستا» المتخصصة في بيانات السوق والمستهلكين.
وكشفت بيانات المنصة التي اطلعت عليها «الاتحاد»، أن العقارات السكنية تستحوذ على ما نسبته 57.35% من حجم السوق بقيمة بلغت 1.43 تريليون درهم «390 مليار دولار».
وفي المقابل، تبلغ حصة العقارات التجارية 42.65% من إجمالي قيمة السوق لتصل إلى 1.064 تريليون درهم «290 مليار دولار».
وتوقع التقرير أن يبلغ معدل النمو السنوي الثابت لسوق العقارات في الإمارات 2.25% بين عامي 2024 و2029، مما يرفع حجم السوق إلى 2.79 تريليون درهم «760 مليار دولار» بنهاية الفترة المشار إليها.
زيادة الطلب
وقال التقرير، إن سوق العقارات في الإمارات تشهد زيادة في الطلب على العقارات الفاخرة بسبب العدد المتزايد من الأفراد ذوي الثروات العالية الذين يبحثون عن فرص استثمارية.
وشهد سوق العقارات في دولة الإمارات نمواً وتطوراً ملحوظين في السنوات الأخيرة حيث ساهمت تفضيلات العملاء واتجاهات السوق والظروف المحلية الخاصة والعوامل الاقتصادية الكلية الأساسية في هذا المسار الإيجابي.
وأفاد التقرير بأن تفضيلات العملاء في سوق العقارات في دولة الإمارات تحولت نحو العقارات الفاخرة والمشاريع الراقية مع وجود اقتصاد قوي وعدد سكان متزايد، وهناك طلب على مساحات المعيشة الراقية ووسائل الراحة وينجذب المغتربون والأفراد الأثرياء من جميع أنحاء العالم إلى أسلوب الحياة الفاخر الذي تقدمه الدولة.
وأضاف: «أدى هذا إلى زيادة بناء الأبراج السكنية الشاهقة والفيلات الفاخرة والمجتمعات المسورة الحصرية وتعكس الاتجاهات في السوق الطلب المتزايد على العقارات الفاخرة ويركز المطورون على إنشاء مشاريع فريدة وباهظة الثمن لتلبية تفضيلات العملاء الأثرياء وغالباً ما تشمل هذه المشاريع مرافق حديثة مثل الشواطئ الخاصة وملاعب الجولف والمراسي».
كفاءة الطاقة
ولفت التقرير إلى وجود اهتمام متزايد بالتطورات المستدامة والصديقة للبيئة، مع التركيز على كفاءة الطاقة والمساحات الخضراء كما تساهم الظروف المحلية الخاصة في تطوير سوق العقارات في دولة الإمارات فموقع الدولة الاستراتيجي بين أوروبا وآسيا وأفريقيا يجعلها مركزاً للأعمال والسياحة الدولية.
وقال: «نفذت حكومة الإمارات سياسات لجذب الاستثمار الأجنبي، بما في ذلك تقديم الحوافز والإعفاءات الضريبية للمطورين، كما شجع تقديم تأشيرات طويلة الأجل للمستثمرين والمتقاعدين الأفراد على الاستثمار في سوق العقارات وساهمت العوامل الاقتصادية الكلية الأساسية بدور مهم في نمو سوق العقارات في الدولة التي تتمتع باقتصاد قوي ومستقر، مدفوعاً بقطاعات مثل النفط والغاز والسياحة والتمويل».
وأوضح التقرير أن السياسات الحكومية أدت إلى خلق بيئة مواتية للاستثمار العقاري، سواء على المستوى المحلي أو الدولي بالإضافة إلى ذلك، فإن انخفاض أسعار الفائدة وسهولة الوصول إلى التمويل جعلا من السهل على الأفراد شراء العقارات.
نمو سوق العقارات
يشهد سوق العقارات في دولة الإمارات نمواً وتطوراً بسبب تفضيلات العملاء للعقارات الفاخرة، والاتجاهات في السوق نحو التطورات الراقية، والظروف المحلية الخاصة مثل الحوافز الحكومية والموقع الاستراتيجي، والعوامل الاقتصادية الكلية الأساسية مثل الاقتصاد القوي وأسعار الفائدة المنخفضة، وساهمت كل هذه العوامل في المسار الإيجابي الذي يسير عليه سوق العقارات في الدولة.