تحقيقات الوثائق السرية.. لماذا تختلف النهايات لبايدن وترامب؟
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
احتفظ الرئيس الأميركي، جو بايدن، بوثائق سرية في مرآب منزله بولاية ديلاوير، كما احتفظ أيضًا سلفه دونالد ترامب بوثائق سرية في مقر إقامته بمنتجع مارلاغو بولاية فلوريدا، وأصبحت المسألتان محور جدل كبير في ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية، والاحتمالية الكبيرة لتكرار المنافسة بينهما التي جرت عام 2020 وانتهت بانتصار بايدن.
فيما يتعلق بقضية بايدن، خلص المستشار الخاص لوزارة العدل، روبرت هور، في تقريره الصادر الخميس، إلى أن الرئيس لا يجب أن يواجه اتهامات جنائية على الرغم من وجود أدلة تشير إلى احتفاظه بوثائق سرية عمدا.
أما ترامب فسيمثل أمام المحكمة بتهم الاحتفاظ بوثائق سرية في منزله بفلوريدا، وعرقلة جهود الحكومة للحصول عليها، مما جعله ينتقد القرار الخاص ببايدن ويصف نظام العدالة بأنه "ذو وجهين".
"مدفوع سياسيا".. هاريس تنتقد تقرير وزارة العدل عن بايدن انتقدت نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، الجمعة، تقرير المستشار الخاص لوزارة العدل بشأن سوء تعامل جو بايدن مع وثائق سرية، ما أثار تساؤلات حول ذاكرة الرئيس. ووصفت هاريس التقرير بأنه "مدفوع سياسيا" و"غير مبرر".أما بايدن فانتقد تطرق هور في تقريره إلى فكرة ذاكرته الضعيفة وعمره، وقال إنه لم يشارك معلومات سرية أبدًا.
وسلط تقرير لوكالة أسوشيتد برس الضوء على أوجه التشابه والاختلاف بين التحقيقات التي جرت بشأن الرئيسين السابق والحالي.
تفاصيل الوثائق السريةقال عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي في تقرير، إن الوثائق التي عثر عليها في مرآب بايدن بولاية ديلاوير عام 2022، سرية وتتعلق بأفغانستان، وتشمل مذكرة مكتوبة بخط يد بايدن (عندما كان نائبا للرئيس) إلى الرئيس الأسبق باراك أوباما، يقنعه فيها بعدم إرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان.
أشار التقرير أيضًا إلى العثور على دفاتر مدون بها ملاحظات تشمل معلومات سرية كتبها بايدن خلال جلسات شارك فيها أوباما، وفي اجتماعات غرفة عمليات البيت الأبيض.
وأوضح المحققون أن تلك الملاحظات "شملت معلومات تتعلق بالأمن القومي والسياسة الخارجية، وتتطرق إلى مصادر وأساليب استخباراتية حساسة". ووجد هور في تقريره أنه "خلال 3 مناسبات على الأقل في المقابلات مع كاتب مذكراته، قرأ بايدن بصوت مرتفع أجزاء سرية من الملاحظات".
ترامب يواجه 37 تهمة جنائية في قضية الوثائق السرية أظهرت وثائق كشفت عنها محكمة فدرالية، الجمعة، أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، يواجه 37 تهمة جنائية من بينها اتهامات بالاحتفاظ دون وجه حق، بوثائق سرية والتآمر لعرقلة العدالة بعد مغادرة البيت الأبيض في 2021.أما فيما يتعلق باحتفاظ ترامب بوثائق سرية، فقد قال المدعون إن الرئيس السابق احتفظ بمئات الوثائق المصنفة سرية في صناديق بينما كان يستعد لمغادرة البيت البيت عام 2021.
وبعدما أبلغ محامي ترامب مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه لم تعد هناك أي وثائق سرية في مارالاغو، أجرى المكتب تفتيشا في أغسطس 2022، وعثر عل أكثر من 100 وثيقة مصنفة سرية.
ويواجه ترامب أكثر من 30 تهمة متعلقة بالاحتفاظ المتعمد بمعلومات حول الدفاع الأمني، في ديلاوير. وتشمل تلك الوثائق تفاصيل حول "الأسلحة النووية الأميركية والقدرات النووية الخاصة بدولة أجنبية".
لماذا لم توجه اتهامات لبايدن؟قالت أسوشيتد برس، إن هور خلص إلى "عدم وجود أدلة كافية لإدانة بايدن بالاحتفاظ المتعمد بالوثائق أو الملاحظات المرتبطة بأفغانستان".
وذكر تقرير المستشار الخاص أنه حينما تم العثور على الوثائق عام 2022، "سُمح لبايدن بالحصول عليها لأنه كان رئيسا في ذلك الوقت".
ولكي يتم توجيه اتهامات، قال هور إنه سيتعين على المدعين الاعتماد على تصريح أدلى به بايدن لكاتب مذكراته عام 2017، عندما كان مواطنا دون منصب رسمي يعيش في فيرجينيا، وقال فيه إنه عثر على وثائق سرية داخل منزله.
لكن هور أشار إلى أن "محدودية ذاكرة بايدن وتعاونه مع المحققين، أمر يمكن أن يقنع هيئة المحلفين بأنه ارتكب خطأ بريئا".
"واشنطن بوست": لا ملاحقة لبايدن في قضية تعامله مع الوثائق السرية ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن تقريراً أعده مدع عام أميركي ومن المفترض أن يُنشر قريباً، يتضمن انتقادات للطريقة التي تعامل بها الرئيس الديمقراطي، جو بايدن، ومعاونوه مع وثائق رسمية سرية للغاية، بيد أنه لن يوصي بأي ملاحقات في هذه القضية.ووصف التقرير ذاكرة الرئيس الديمقراطي (81 عاما) بأنها "ضبابية" و"غامضة و"ضعيفة". كما أشار إلى أن بايدن لا يستطيع أن يتذكر تواريخ تخص معالم بارزة في حياته، كتوقيت وفاة ابنه بو، أو عندما شغل منصب نائب الرئيس.
وانتقدت نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، الجمعة، تقرير المستشار الخاص لوزارة العدل، لتطرقه لذاكرة الرئيس، ووصفته بأنه "مدفوع سياسيا" و"غير مبرر".
كما أعلن البيت الأبيض أن الرئيس سيشكل قوة عمل لحماية المواد السرية بين الفترات الرئاسية.
ماذا قال المحققون في قضية ترامب؟لا يواجه ترامب اتهاما بالاحتفاظ بوثائق سرية في مارلاغو فقط، بل بمحاولة إخفاء تلك الوثائق عن المحققين وعرقلة عمل الحكومة ومحاولة استعادتها.
وقال ممثلو الادعاء إن "ترامب عرض الوثائق على أشخاص لا يمتلكون تصاريح أمنية لمراجعتها، وعمل بمساعدة أشخاص آخرين على إخفاء السجلات التي طلبتها السلطات".
قضيتان قد تحددان مصير ترامب للترشح للرئاسة من المتوقع أن تنظر المحكمة العليا في الولايات المتحدة في قضيتان رئيسيتان من شأنهما حسم مصير ترشيح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب للانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل.وأوضح تقرير هور أن الاختلافات بين الحالتين "واضحة"، مشيرا إلى أن "بايدن تعاون مع المحققين ووافق على تفتيش منزلة بشكل طوعي"، مضيفًا أن الادعاءات في قضية ترامب تمثل "وقائع خطيرة"، وأن الرئيس السابق لم يعد الوثائق رغم إتاحة الفرصة أمام لفعل ذلك.
يذكر أن هور تم تعيينه مدعيا عاما لمقاطعة مريلاند عام 2017 في عهد ترامب، قبل أن يعهد إليه وزير العدل ميريك غارلاند، بحكومة بايدن، التحقيق في قضية الوثائق.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الرئیس الأمیرکی الوثائق السریة المستشار الخاص وثائق سریة فی أن الرئیس فی تقریر فی قضیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
ضرورة وضع ضوابط لحماية الديمقراطية.. ميركل تحذر من هيمنة ماسك وترامب على السياسة الأمريكية
في تصريحات جديدة تكشف عن عمق قلقها من التوجهات السياسية الحالية في الولايات المتحدة، أعربت المستشارة الألمانية السابقة، أنجيلا ميركل، عن مخاوفها العميقة من تأثير التحالفات السياسية والتجارية التي يشكلها الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، مع الملياردير إيلون ماسك على استقرار النظام الديمقراطي الأمريكي، هذه المخاوف جاءت على لسان ميركل في حديث مطول مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية، وذلك في إطار نشر مقتطفات من مذكراتها التي ستصدر الأسبوع المقبل.
فميركل التي قضت 16 عامًا في السلطة، تشير إلى أن تحولات القوة الاقتصادية في الولايات المتحدة، وعلى رأسها تأثير شركات التكنولوجيا الكبرى وأفراد مثل ماسك، قد تهدد التوازن الديمقراطي الذي بنيت عليه السياسات الأمريكية.
تصريحات ميركل
في أحدث تصريحات لها، كشفت ميركل عن قلقها العميق حيال العلاقات المتزايدة بين ترامب والشركات الكبرى في وادي السيليكون، لا سيما مع إيلون ماسك، مالك شركتي "تسلا" و"سبيس إكس".
وأكدت ميركل أن هذه العلاقة قد تؤدي إلى تركيز السلطة الاقتصادية والسياسية في يد قلة من الأفراد، وهو ما قد يكون له تأثيرات خطيرة على استقرار الأنظمة الديمقراطية الغربية.
وقالت ميركل: "هناك تحالف واضح الآن بين ترامب وبعض الشركات الكبرى التي تتمتع بقوة هائلة من خلال رأس مالها الضخم"، مشيرة إلى أن هذه الشركات أصبحت تلعب دورًا متزايدًا في shaping السياسات الأمريكية.
وأضافت: كيف يمكن لشخص واحد أن يملك 60% من الأقمار الصناعية التي تدور في الفضاء؟، في إشارة إلى سيطرة ماسك المتزايدة على قطاع الفضاء، وهو ما يعكس قلقها من التأثير الكبير الذي قد يمارسه الأفراد ذوو القوة الاقتصادية الهائلة.
نفوذ ماسك
تشير ميركل إلى أن إيلون ماسك، الذي أصبح مؤخرًا أحد أقرب المقربين لترامب، قد يلعب دورًا رئيسيًا في إدارة ترامب المقبلة. فقد كلف ترامب ماسك بمهمة حساسة تتمثل في قيادة إدارة كفاءة الحكومة، وهي إدارة جديدة تهدف إلى تقليص النفقات الحكومية، وهو الدور الذي يثير تساؤلات حول تضارب المصالح بين مهام ماسك التجارية وأدواره الحكومية.
هذا التحالف الوثيق بين ترامب وأحد أثرياء التكنولوجيا قد يعزز المخاوف من تأثير الشركات الكبرى على صنع السياسات العامة، خصوصًا مع وجود إمبراطورية تجارية ضخمة تحت يد ماسك.
في هذا السياق، أكدت ميركل أنه لا بد من وجود ضوابط مشددة من الحكومات لحماية التوازن بين القوى الاقتصادية والسياسية وضمان عدم استغلال الثروات الفردية لتوجيه السياسات لمصلحة فئة محدودة.
كما توضح ميركل أن هذه المسائل لا تقتصر على الولايات المتحدة فقط، بل تمثل تهديدًا محتملًا على الديمقراطيات حول العالم.
فكلما توسعت قوة الشركات الكبرى وارتبطت بشكل وثيق بالحكومات، زادت المخاطر على حرية الشعوب والنظام الديمقراطي، حيث يصبح من الصعب محاسبة الأفراد ذوي النفوذ الكبير.
لذلك أكدت ميركل أنه لا بد من العمل على ضمان رقابة دقيقة على الأفراد والشركات الكبرى لضمان عدم تكدس السلطة والثروة في أيدٍ قليلة.