الجزيرة:
2024-12-28@13:35:16 GMT

زيارة بوتين المنتظرة لتركيا وإشكالية الموعد

تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT

زيارة بوتين المنتظرة لتركيا وإشكالية الموعد

كانت تركيا تتوقع أن يُجري الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارته المنتظرة إليها في 12 فبراير/ شباط، لكنّ مسؤولين أتراكًا أبلغوا وكالة "تاس" الروسية مؤخرًا أن الزيارة أُجّلت إلى موعد آخر.

وبسبب أن المواعيد السابقة الأخرى، التي حدّدتها أنقرة للزيارة، كان مصيرها مشابهًا لمصير موعد 12 فبراير/ شباط، فإن التأجيل المتكرر أصبح معتادًا في المشهد المحيط بالزيارة، لكنّه يُثير نقاشًا حول إشكالية الموعد بقدر موازٍ للزيارة نفسها.

في أبريل/ نيسان الماضي، توقع الرئيس رجب طيب أردوغان أن يقوم بوتين بزيارة تركيا للمشاركة في حفل افتتاح محطة "أكويو" النووية في نهاية الشهر نفسه، لكنّ الأخير شارك في الحفل عبر الفيديو.

مع بداية فبراير/ شباط الجاري، ذكرت وسائل إعلام روسية أن البنوك التركية بدأت في إغلاق حسابات للشركات الروسية بعد فرض الولايات المتحدة عقوبات إضافية على البنوك الأجنبية التي تزعم واشنطن أنها تُشارك في معاملات التوريد الصناعي العسكري الروسي

وفي أغسطس/ آب الماضي، توقع أردوغان مرة أخرى أن تُجرى الزيارة في الشهر نفسه، لكنها لم تُجر أيضًا. ولم يسبق في تاريخ العلاقات التركية – الروسية، منذ أن بدأت تتنامى بشكل وثيق خلال السنوات الأخيرة، أن يستغرق الغموض بشأن تحديد موعد زيارات الرئيسين لبعضهما بعضًا هذا الوقت الطويل.

بادئ ذي بدء، هناك إشكاليتان غير مفهومتين بشأن موعد الزيارة؛ الأولى: أن تركيا كانت المبادرة دائمًا إلى تحديد المواعيد من دون أن يكون هناك تأكيد روسي لها. والثانية: أن روسيا لم تنفِ في كل مرة نية بوتين القيام بالزيارة، وكانت تتحدث باستمرار عن القضايا التي سيتم تناولها دون تحديد الموعد. وهاتان الإشكاليتان يصعب تفسيرهما بوضوح في علاقات بين بلدين تشهد منذ سنوات زخمًا قويًا.

في حين أن عدم حصول الزيارة في أبريل/ نيسان الماضي يُمكن إرجاعه وقتها إلى تريث بوتين لنتائج الانتخابات الرئاسية التركية التي جرت في مايو/ أيار الماضي؛ لمعرفة ما إذا كان أردوغان سيبقى في السلطة، إلا أن عدم إجرائها أيضًا في الموعد الثاني بعد الانتخابات، وهو أغسطس/ آب الماضي، وأيضًا في الموعد الأخير في 12 فبراير/ شباط، يُثير تساؤلات حول ما إذا كانت هناك خلافات بين البلدين تحول دون الاتفاق على موعد للزيارة.

وما عزز مشروعية هذه التساؤلات أنه في الموعد الأخير المُلغى للزيارة، لم يقتصر تحديده من جانب أنقرة فحسب، بل أشار إليه بوتين أيضًا عندما تحدث في مؤتمره الصحفي السنوي بمناسبة نهاية العام الماضي بأنه سيزور تركيا بداية العام الجديد. وفُهم من حديثه وقتها على أن الزيارة ستتم في الشهر الأول من العام الجديد، أو الشهر الثاني على أبعد تقدير.

مع أن أنقرة وموسكو لم تُظهرا صراحة وجود أي خلافات محتملة تحول حتى الآن دون الاتفاق على موعد للزيارة، إلا أن سرد بعض التطورات البارزة على صعيد العلاقات التركية – الروسية منذ أول موعد حدده أردوغان للزيارة، قد يُساعد في تفسير الغموض بشأن موعدها.

قبل شهر تقريبًا من الموعد الثاني المُلغى في أغسطس/ آب الماضي، أثار سماح تركيا لخمسة من قادة أزوف الأوكرانية بالعودة إلى بلدهم بصحبة الرئيس الأوكرانيّ فولوديمير زيلينسكي، الذي زار تركيا في يوليو/ تموز الماضي، احتجاجَ موسكو التي اتهمت أنقرة بعدم الالتزام بالاتفاق الذي سمح بمغادرة قادة أزوف الأراضي الأوكرانية إلى تركيا والبقاء فيها إلى حين انتهاء الحرب.

مع بداية فبراير/ شباط الجاري، ذكرت وسائل إعلام روسية أن البنوك التركية بدأت في إغلاق حسابات للشركات الروسية بعد فرض الولايات المتحدة عقوبات إضافية على البنوك الأجنبية التي تزعم واشنطن أنها تُشارك في معاملات التوريد الصناعي العسكري الروسي. ومع أن تركيا لم تؤكد صراحة هذه التقارير إلا أن متحدثًا باسم الكرملين قال؛ إن موسكو تبحث مع أنقرة، معالجةَ هذه القضية.

وفي شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، وقعت تركيا مذكرة مع رومانيا وبلغاريا للتعاون في مجال مكافحة الألغام البحرية في منطقة البحر الأسود، وهي خطوة وإن لم تُعلق موسكو عليها، إلا أنها تندرج في إطار مساعي تركيا للتعاون بشكل أوثق مع الدول المُطلة على حوض البحر الأسود، والتي تنظر إلى السياسات الروسية في البحر الأسود على أنها تُهدد التوازن الجيوسياسي في هذه المنطقة. وفي يناير/ كانون الثاني أيضًا، صادقت تركيا على عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي الناتو.

إنّ استمرار العلاقات التركية – الروسية في حقبة ما بعد الحرب الروسية على أوكرانيا، وتنامي التجارة بين البلدين منذ تلك الفترة، لم يُخفيا بطبيعة الحال حقيقة أن هذا الاستقرار يواجه تحديات إضافية؛ بسبب العلاقة الوثيقة لأنقرة مع أوكرانيا وإبداء دعمها لانضمام كييف إلى الناتو، والتعاون التركي المتزايد مع دول حوض البحر الأسود الأخرى، وشروع تركيا في تحسين علاقاتها مع الغرب.

لا يزال من غير الواضح ما إذا كان الموعد الجديد المحتمل لإتمام الزيارة وهو نهاية أبريل/ نيسان المقبل أو بداية مايو/ أيار المقبل، سيضع نهاية لهذا الغموض المحيط بالزيارة، لكن المؤكد أن الظروف لإجراء الزيارة لم تنضج بشكل كامل بعد، وأن هذه الظروف لا تتعلق باختيار الموعد المناسب، بقدر ما أنها تتعلق بتوفير بيئة مناسبة في العلاقات التركية – الروسية تُساعد في إتمامها.

لقد أضحى الاتفاق على موعد الزيارة مهمًا بنفس قدر أهمية الزيارة نفسها وربما يفوقها. وما يُمكن استخلاصه من الاندفاعة التركية المستمرة في تحديد مواعيد متكررة للزيارة، ومن التأكيد الروسي المستمر على أن الزيارة ستُجرى هو أن البلدين يهدفان إلى أن تُشكل الزيارة المنتظرة نقطة تحول جديدة في مسار العلاقات التركية – الروسية.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: العلاقات الترکیة البحر الأسود أنها ت إلا أن

إقرأ أيضاً:

تفاصيل الزيارة المفاجئة لمحافظ أسيوط لمستشفى الإيمان العام بحي غرب


تفقد اللواءهشام أبوالنصر محافظ أسيوط  مستشفي الايمان العام بحى غرب أسيوط ضمن سلسلة جولاته الميدانية المفاجئة على عدد من المستشفيات العامة، في إطار سعيه الدائم نحو تقديم خدمة طبية أفضل لأهالي المحافظة فضلا عن متابعة الانضباط والتأكد من تواجد القوى البشرية بكافة التخصصات بالأقسام الطبية والاطمئنان على توافر الأدوية والمستلزمات الطبية ومتطلبات العلاج وإجراءات الصرف والتأكد من الانضباط الإداري بالمستشفى، رافقه خلال الجولة الدكتور مينا عماد نائب المحافظ والدكتور محمد رفعت نائب إداري المستشفى، والدكتور محمد عثمان نائب إدارى المستشفى.

حيث تفقد محافظ أسيوط، انتظام العمل بأقسام الاستقبال العام، والملاحظة والعناية المركزة، والمسنين، والأطفال المبتسرين، للوقوف على مستوى الخدمات المقدمة للمترددين، ومعالجة أي معوقات تؤثر على مستوى تقديم الخدمة الطبية، وكذا الإطمئنان على مدى الإلتزام بضوابط تنظيم العمل، كما قام بالاطلاع على سجلات قيد الحالات المرضية المترددين واستفسر عن مواعيد دخول المرضى ومدة تأدية الخدمة الطبية اللازمة لهم كما أمر بتوقيع الكشف الطبي على عدد من الحالات.

وحرص المحافظ، خلال جولته على التحدث مع المرضى، والمرافقين للتأكد من رضاهم عن الخدمات الطبية المقدمة لهم والاستماع لمطالبهم واحتياجاتهم لتذليل أي معوقات تواجههم، مشددًا علي الأطباء بالتواجد أثناء مهام عملهم، وتقديم الدعم الطبي، والمعنوى للمرضي.

وقال اللواء هشام أبوالنصر، أن الدولة تولى اهتمامًا كبيرًا بالمنظومة الطبية ودعمها بكافة الإمكانات اللازمة، وذلك في ضوء توجيهات القيادة السياسية بالاهتمام بقطاع الصحة ووضعه على رأس أولويات منظومة العمل وتلبية مطالب واحتياجات المرضى للارتقاء وتحسين الخدمات والرعاية الصحية المقدمة لهم.

مقالات مشابهة

  • في شمال سوريا: تجدد المعارك بين الأكراد والموالين لتركيا
  • باباجان: لو كنت رئيسًا لتركيا لأنهيت الأزمة الاقتصادية بـ10 أشخاص
  • ما يخبئه المستقبل لتركيا في 2025
  • قراءة الفنجان ل20ما يخبئه المستقبل لتركيا
  • تركيا تكشف عن العدد المهول للطلاب السوريين الذين تخرجوا من الجامعات التركية
  • بيان عاجل من منبر منظمات المجتمع المدني السوري بشأن أذونات الزيارة إلى سوريا
  • تفاصيل الزيارة المفاجئة لمحافظ أسيوط لمستشفى الإيمان العام بحي غرب
  • إعلامى يكشف آخر تطورات صفقة الأهلى المنتظرة
  • قائد الجيش اللبناني في السعودية.. ما وراء الزيارة
  • تمكين الأفراد من الإبلاغ عن متغيبي تأشيرة الزيارة عبر «أبشر»