مسقط رأس يحي السنوار.. دمار لا يمكن تصوره في خان يونس
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
(CNN)— تتناثر حول حفرة ضخمة بقايا حياة قد انتهت. قطع عشوائية من الملابس وحقيبة مكياج حمراء ملقاة في الوحل. وفي مكان قريب، يوجد كتاب مدرسي للغة الإنجليزية وقطع من الأثاث المكسور ووسادة عليها تطريزات زهرية متناثرة معًا في كومة واحدة كبيرة.
تقع الحفرة في وسط حي سكني وسط خان يونس، المدينة المحاصرة في جنوب غزة والتي تعد المركز الحالي للحرب بين إسرائيل وحماس.
والمدينة هي مسقط رأس زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، ووفقا للجيش الإسرائيلي، فهي معقل رئيسي لحماس. وهي أيضًا منطقة حث الجيش الإسرائيلي أعدادًا كبيرة من المدنيين على الفرار إليها في الأيام الأولى من الحرب، عندما كان شمال غزة هو محور العمليات الإسرائيلية.
وبالنظر حولنا، من الواضح أن الجيش الإسرائيلي دخل خان يونس بكامل قوته.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، فإن الحفرة هي كل ما تبقى من مبنى مماثل لمباني أخرى في المنطقة. وقال الجيش إنه سُوّي بالأرض لأنه كان فوق مدخل مجمع أنفاق واسع تحت الأرض.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن السنوار ومسؤولين آخرين في حماس استخدموا المجمع للاختباء منذ بدء الحرب وأن بعض الرهائن الذين اختطفتهم حماس من إسرائيل في 7 أكتوبر كانوا محتجزين هناك. ليس من الواضح إلى متى.
وكانت CNN من بين مجموعة صغيرة من المراسلين الذين حصلوا على مرافقة عسكرية من قبل الجيش الإسرائيلي لرؤية الأنفاق. وكشرط لدخول غزة تحت حراسة الجيش الإسرائيلي، يجب على وسائل الإعلام تقديم الصور ولقطات الفيديو الأولية إلى الجيش الإسرائيلي لمراجعتها قبل نشرها. ولم يراجع الجيش الإسرائيلي هذا التقرير المكتوب.
إن وجودهم برفقة الجيش الإسرائيلي يعني أن الصحفيين لم يتمكنوا من رؤية سوى ما سمح لهم برؤيته.
ومع ذلك، فإن الدمار الذي شهدته CNN في غزة كان يفوق الخيال.
إن القيادة من السياج الحدودي إلى قلب خان يونس في مركبة عسكرية توفر نقطة مراقبة محدودة، ولكن يبدو أنه لا يوجد مبنى واحد لم تمسه الحرب.
وقد تم تدمير العديد من المباني بالكامل وجرفت الأنقاض بالجرافات. تبدو تلك التي تُركت واقفة تالفة بحيث لا توجد أي فرصة للإصلاح. يبدو بعضها مثل أنقاض قلاع العصور الوسطى - جدران وحيدة بها ثقوب في مكان وجود النوافذ.
حجم التجريف واضح عند القيادة عبره. في بعض المناطق، تصطف على الطرق أكوام من الركام مرتفعة جدًا، بحيث تكون المركبة العسكرية محاصرة بالكامل، وتسير تحت "مستوى الشارع".
ثمن باهظ
في وقت مبكر من الحرب، حدد الجيش الإسرائيلي خان يونس كمنطقة أكثر أمانًا وطلب من السكان من شمال غزة البحث عن مأوى هناك. ولكن مع تقدم الجيش الإسرائيلي نحو الجنوب، أصبحت المدينة محور تركيزه التالي. ويقول الجيش الإسرائيلي إن خان يونس هي معقل لحماس، مضيفا أن شبكة الأنفاق الموجودة أسفل المباني المدنية في المدينة هي على الأرجح المكان الذي خططت فيه حماس لهجمات 7 أكتوبر.
ونفت حماس الاختباء في المستشفيات وغيرها من المباني المدنية، ولم تتمكن CNN من التحقق بشكل مستقل من أي من الادعاءين.
وقال صحفيون محليون لشبكة CNN إن هناك ما يصل إلى 100 ألف نازح في الملاجئ التي تديرها الأمم المتحدة وغيرها من المرافق في المنطقة قبل أن يصدر الجيش الإسرائيلي أوامر الإخلاء الشهر الماضي.
ولم يكن لدى العديد منهم مكان آخر يذهبون إليه وظلوا يحتمون في المراكز الطبية ومرافق الأمم المتحدة في خان يونس، بما في ذلك مجمع ناصر الطبي ومستشفى الأمل والمقر الرئيسي لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. وقالت الأمم المتحدة إن الآلاف ما زالوا هناك، وأن تلك المرافق تعرضت أيضًا للهجوم، وفقًا لمسؤولي الصحة الفلسطينية التي تديرها حماس.
وقد أكد الجيش الإسرائيلي مراراً وتكراراً أنه يسعى إلى تقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين إلى الحد الأدنى، لكنه يتعرض لضغوط من الولايات المتحدة وآخرين لفعل المزيد.
الجنرال دان غولدفوس هو قائد الفرقة 98 في الجيش الإسرائيلي، الوحدة التي تقود الهجوم في خان يونس. وقد رافق مجموعة صغيرة من المراسلين، بما في ذلك CNN، في جولة في مجمعين من أنفاق حماس في المنطقة.
واعترف غولدفوس، وهو واقف داخل الحفرة الهائلة في خان يونس يوم الأحد، أن الدمار كان كبيرا. لكنه ألقى باللوم على حماس.
وقال غولدفوس إن قيادة حماس استخدمت شبكة الأنفاق للتخطيط للهجمات التي قتلت فيها الحركة والجهاد الإسلامي أكثر من 1200 شخص واختطفت أكثر من 250 آخرين إلى غزة. وأضاف أن بعض الرهائن ما زالوا على الأرجح محتجزين داخل الأنفاق.
وقال غولدفوس: “لقد طرحت عليّ العديد من الأسئلة حول الثمن الذي تدفعه غزة وخان يونس والمنازل… نعم، بالتأكيد، هناك ثمن تم دفعه”.
وأضاف "لكن انظر حولك. نحن في حي عادي ويوجد ممر في كل مكان يمكنك أن تجده. هناك فتحة في روضة الأطفال، وهناك فتحة في المدرسة، وهناك فتحة في المساجد، وهناك فتحة في السوبر ماركت، في كل مكان تذهب إليه”.
ولا تستطيع CNN التحقق من ادعاءات غولدفوس لأن إسرائيل لا تسمح للصحفيين بالذهاب إلى غزة بشكل مستقل. ومع ذلك، فإن مجمع الأنفاق الذي زارته CNN يوم الأحد كان تحت منطقة سكنية.
وحتى هذه النظرة المحدودة لغزة توضح أن 4 أشهر من العمليات العسكرية الإسرائيلية، غيرت القطاع بالكامل.
من الأعلى، كانت غزة خضراء ورمادية: مساحات واسعة من الحقول تتداخل مع المدن المكتظة بالسكان. والآن، تُظهر صور الأقمار الصناعية أرضًا معظمها بني اللون، وقد تم قصفها وتسويتها بالجرافات.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي حركة حماس غزة الجیش الإسرائیلی فی خان یونس
إقرأ أيضاً:
لماذا قرر الجيش الإسرائيلي حظر وسائل التواصل الاجتماعي؟
علّقت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية على فرض الجيش حظراً على وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرة أنه جاء متأخراً للغاية، ومع أنها خطوة في الاتجاه الصحيح، لابد أن تكون جزءاً من تحول أوسع نطاقاً في كيفية تعامل إسرائيل مع الأمن القومي.
وذكرت جيروزاليم بوست في افتتاحيتها اليوم، أن سياسة وسائل التواصل الاجتماعي الجديدة التي تبناها الجيش الإسرائيلي تشكل خطوة في الاتجاه الصحيح، موضحة أن الجيش كان يدرك منذ فترة طويلة مخاطر هذه المواقع.
ظاهرة مقلقة على الحدود الإسرائيلية: أسلحة مقابل مخدراتhttps://t.co/3Tl6mCnWpc
— 24.ae (@20fourMedia) February 28, 2025 قيود شاملةوأعلن الجيش، أمس الثلاثاء، فرض قيود شاملة على استخدام الجنود وسائل التواصل الاجتماعي، في أعقاب نتائج تحقيق كشف عن فشل أمني خطير، حيث ذكر أن حماس استخدمت منشورات متاحة للجمهور لرسم خريطة لكل وحدة فرعية ومبنى تقريباً داخل قاعدة "ناحال عوز" قبل الهجوم.
وأشارت الصحيفة إلى أن حماس لم تكن بحاجة إلى جواسيس أو قدرات سيبرانية متطورة، فقد قدم الجنود، دون علمهم، جميع المعلومات اللازمة لهجوم دقيق ومدمر.
وتوصل التحقيق إلى أن "حماس كانت على علم بموقع مولدات القاعدة، وكاميرات الفيديو، والغرف الآمنة، وغرفة تنسيق العمليات، وكيف ومتى تحركت الدوريات، وأين ينام قائد القاعدة وقادة السرايا". وأوضحت الصحيفة أن حماس كان لديها معلومات مفصلة إلى الحد الذي جعلها قادرة على بناء نموذج دقيق لأجزاء من القاعدة في غزة، والتي استخدمتها بعد ذلك للتدرب على هجومها.
وقال التحقيق إن "الصور التي التقطها جنود الجيش الإسرائيلي في أيامهم الأولى أو الأخيرة في مناصبهم منحت حماس معرفة كبيرة بالقاعدة، مما مكنها من بناء نموذج لأجزاء من القاعدة للتدرب على غزوها".
تدابير أمنية صارمة
وبعد هذا الاخفاق الاستخباراتي، أعلن الجيش الإسرائيلي فرض حظر صارم على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من الجنود، إلى جانب تدابير أمنية أخرى، ومن بين السياسات الجديدة، سيتم فرض "حظر التصوير داخل منشآت الجيش الإسرائيلي وزيادة الوعي بهذه القضية" بشكل صارم، مع "عقوبات صارمة لمن ينتهكون الأمر".
إلى ذلك، لن يُسمح للجنود في الأدوار الحساسة "بفتح حسابات على فيسبوك، أو وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، لمنع العدو من إنشاء ملفات تعريف استخباراتية عنهم، وعلاوة على ذلك، سيتم حظر توثيق الاحتفالات العسكرية والأحداث التي يحضرها المدنيون أيضاً.
ما خطط نتانياهو للمرحلة الثانية من اتفاق غزة؟https://t.co/ut6jxOSPDx pic.twitter.com/HwcXd0pztw
— 24.ae (@20fourMedia) February 24, 2025الحظر وحدة غير كافي
وفي عام 2017، حظر الجيش الإسرائيلي على الجنود تحميل تطبيقات المراسلة مثل Tinder و Telegram على الهواتف العسكرية، بسبب مخاوف من الاختراق. وعام 2021، حذرت وكالات الاستخبارات من أن تنظيم "حزب الله" اللبناني يستغل الجنود لاستخراج معلومات حساسة، لافتة إلى أنه على الرغم من هذه التحذيرات، ظل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي داخل الجيش الإسرائيلي منتشراً على نطاق واسع.
وعلقت الصحيفة بأن "حظر وسائل التواصل الاجتماعي من الجيش الإسرائيلي هو خطوة أولى متأخرة ولكنها حاسمة، ولكن الحظر وحده لن يكون كافياً. يجب تدريب الجنود على فهم المخاطر الحقيقية للتعرض الرقمي، ويجب أن تكون بروتوكولات التشفير وممارسات تبادل المعلومات الخاضعة للرقابة الإلكترونية معيارية في جميع الوحدات، يجب على القادة فرض هذه السياسات بشكل متسق، دون استثناء".