أولكسندر سيرسكي عسكري أوكراني ولد عام 1965، تدرج في المناصب العسكرية واكتسب خبرة وكفاءة جعلت منه اسما بارزا، وأصبح أحد رجالات الصفوف الأمامية في جيش بلاده، وانتزع صفة "بطل أوكرانيا".

تدرّج في مسالك الجيش من ضابط عسكري إلى جنرال، وصعد المراتب العسكرية إلى حد تعيينه يوم الخميس في الثامن من فبراير/شباط 2024 من قبل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، رئيسا للقوات المسلحة الأوكرانية خلفا لفاليري زالوجني.

والخبرة العسكرية التي راكمها جعلته يحظى بمكانة خاصة لدى رئيس الدولة، الذي يصفه بـ"الجنرال أكثر خبرة في أوكرانيا" ويشيد بقدراته، خصوصا بعد مشاركته في حرب بلاده ضد روسيا والدفاع عن العاصمة كييف إبان الهجوم عليها.

المولد والنشأة

ولد سيرسكي في 26 يوليو/تموز 1965 في قرية "نوفينكي" بمقاطعة "فلاديمير"، التي كانت ضمن الأراضي السوفياتية، وأصبحت تابعة لروسيا.

بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وحصول أوكرانيا (اسم مشتق من اللغة الروسية التي تعني البلاد الحدودية أو الأرض الحدودية) على الاستقلال، كان سنه لا يتجاوز 26 عاما، فقرر الاستقرار في بلده منذ عام 1991.

متزوج وأب لولدين، وتفيد بعض التقارير الإعلامية أنه يُطلق عليه الاسم الحركي "لونتيك".

تأثر بالفكر السوفياتي، وأصبح يوصف برجل المدرسة السوفياتية المتشبع بطريقتها ونهجها. وهو الأمر الذي جلب له متاعب كثيرة، ووضعه في زاوية الانتقادات كلما تقلد مسؤولية عسكرية إضافية.

تزامن تعيين أولكسندر سيرسكي في منصب قائد الجيش الأوكراني مع مرور حوالي سنتين على اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا.

أولكسندر سيرسكي في دونتسك بداية يوليو/تموز 2023 (غيتي) المسار التعليمي

راكم تجربة تعليمية في كبرى المدارس والأكاديميات العسكرية، ففي ثمانينيات القرن الـ20، التحق بالمدرسة العليا لقيادة الأسلحة المشتركة في موسكو، التي تعد مؤسسة متخصصة في التعليم العسكري، وكانت أكبر مدرسة عسكرية عليا في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، وتابع دراسته فيها إلى أن تخرج فيها عام 1986.

اكتسب سيرسكي خبرة علمية في سلاح المدفعية السوفياتي، وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، قرر البقاء في أوكرانيا، والتحق بجامعة الدفاع الوطني في العاصمة كييف.

وفي عام 1996، وبعد سنوات من التكوين في أكاديمية القوات المسلحة في أوكرانيا تخرج منها برتبة الشرف. كما تمكن من ولوج الأكاديمية الوطنية للقوات المسلحة، وتخرج فيها عام 2005.

ودراساته العسكرية المتنوعة مهدت له الطريق للالتحاق بصفوف الجيش الأوكراني والتدرج في هرمه وخوض عدة حروب تحت رايته.

المسار العسكري

بدأ أولكسندر سيرسكي حياته العسكرية في صفوف جيش الاتحاد السوفياتي، بعد أن تلقى التدريب في أحد المعاهد العسكرية بموسكو، وظل على ذلك الحال إلى أن حصلت بلاده أوكرانيا على الاستقلال إثر انهيار الاتحاد السوفياتي.

انضم إلى صفوف الجيش الأوكراني المستقل، وأصبح من الجيل الأول من جنوده، وأصبح يعرف بالعسكري الأوكراني المستعمل للأساليب السوفياتية.

وأشارت بعض الكتابات إلى أنه اشتغل منذ بداية مساره العسكري في وحدة مدفعية مجهزة بمدافع هاوتزر ذاتية الدفع عيار 152 مليمترا، وكذا في الوحدات المخصصة لإطلاق قذائف نووية.

شارك سيرسكي في الحروب السوفياتية ضد أفغانستان وطاجيكستان وجمهورية التشيك إلى حين تفكك الاتحاد السوفياتي عام 1991.

كما شارك ضمن عناصر الجيش الأوكراني الذين حاربوا إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية في أفغانستان بعد عام 2001، وهناك اكتسب تجربة عسكرية من نوع خاص.

سيرسكي (يمين) يشرح للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خططه العسكرية (الفرنسية) المسؤوليات والرتب العسكرية

عديدة هي المسؤوليات العسكرية التي تقلدها والرتب التي تمكن أولكسندر سيرسكي من الوصول إليها، وأبرزها:

في عام 2009 ترقى إلى رتبة جنرال أثناء قيادته للواء الميكانيكي 72 في الجيش الأوكراني.

وفي عام 2013 شارك في التعاون مع حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وكان شاهدا على الإصلاحات التي أدخلت على الجيش الأوكراني وفق معايير هذا الحلف.

عُين نائبا أول لرئيس مركز القيادة الرئيسي للقوات المسلحة الأوكرانية، ومثل وزارة الدفاع الأوكرانية خلال نقاشات تحويل نمط جيش بلاده، في مقر الناتو، فكان لهذا الحضور وقع كبير على مساره.

وابتداء من 2013 أصبح النائب الأول لرئيس مركز القيادة الرئيسي للقوات المسلحة الأوكرانية.

وشكل عام 2014 محطة مفصلية في مساره المهني، وبتزامن مع بدء التصعيد العسكري شرق أوكرانيا، تم اختياره لمنصب قائد العمليات العسكرية ضد الانفصاليين الموالين لروسيا، وخاض مواجهات ومعارك عدة باسم القوات الأوكرانية التي قاتلت المتمردين المدعومين من قبل موسكو في إقليم دونيتسك شرق البلاد.

وكان مسؤولا عن مقاومة "العمليات الإرهابية"، وقاد عمليات في شرق أوكرانيا، واضطلع بدور حاسم في الحرب التي اندلعت بسبب ضم روسيا شبه جزيرة القرم. وحصل بعدها على وسام عسكري رفيع.

وفي عام 2015 سطع نجمه في إقليم دونباس في شرق البلاد، الذي كان في تلك الفترة فريسة للقتال ضد الانفصاليين الموالين لروسيا، وتم تعيينه نائبا لقائد العملية الدفاعية الأوكرانية.

وبفضل الدور الرئيسي الذي لعبه في عدة معارك، أسندت إليه مهمة رئاسة مقر العمليات المشتركة للقوات المسلحة الأوكرانية.

وما بين مايو/أيار وأغسطس/آب 2019 قاد عمليات القوات المشتركة، وترقى ليتولى منصب رئيس القوات البرية الأوكرانية، وهي المسؤولية التي استمر فيها لما يزيد على 5 أعوام وأوصلته إلى منصب رئيس الجيش الأوكراني في فبراير/شباط 2024.

وفي فبراير/شباط 2022، شغل منصب القائد الأعلى للقوات العسكرية في كييف عندما شن الرئيس الروسي هجماته.

وفي أبريل/نيسان من السنة نفسها نال لقب "بطل أوكرانيا" بعد أن تولى قيادة الدفاع عن كييف خلال الأسابيع الأولى من الحرب مع الجيش الروسي، وهو أعلى تكريم وأرقى وسام في البلاد.

عين في الثامن من فبراير/شباط 2024 رئيس القوات المسلحة خلفا للجنرال فاليري زالوجني الذي يصغره سنا بنحو 6 سنوات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: للقوات المسلحة الأوکرانیة الاتحاد السوفیاتی الجیش الأوکرانی فبرایر شباط سیرسکی فی فی عام

إقرأ أيضاً:

جنين - الجيش الإسرائيلي يواصل عمليته العسكرية

مال زال الجيش الإسرائيلي ، يواصل عمليته العسكرية في مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ33 على التوالي ، مخلفا نحو 27 شهيدا وعشرات الجرحى والاعتقالات ، إضافة لاجبار السكان على النزوح لخارج المدينة.

وقالت مصادر فلسطينية محلية إن الجيش الإسرائيلي ما زال يدفع بتعزيزات عسكرية برفقة جرافات الى مدينة جنين ومداخل مخيمها، كذلك بصهاريج للمياه وغرف عسكرية محصنة تستخدم للاتصالات العسكرية الداخلية.

وخلفت جرافات الاحتلال دمارا واسعا داخل أحياء المخيم، وفي منازل المواطنين وممتلكاتهم، ما غيّر من معالمه وجغرافيته بشكل كبير، فيما انتشرت فرق المشاة في عدة مناطق داخله بالقرب من دوار شيرين أبو عاقلة، وطلعة الغبز، والمخيم الجديد.

ووفقا لسكان محليون فإن الاحتلال الإسرائيلي تسبب بنزوح نحو 3 آلاف عائلة من مخيم جنين، ودمر منازلها وممتلكاتها.

ويستمر الاحتلال بالاستيلاء على عدد من منازل المواطنين وتحويلها لثكنات عسكرية منذ بدء العدوان، خاصة في البنايات القريبة والمطلة على مخيم جنين، فيما يواجه المواطنون والمنازل والبنايات القريبة منها صعوبات في الدخول والخروج والحركة بسبب تواجد القناصة بشكل دائم، ما يعرض حياتهم للخطر.

وكانت قوات الاحتلال اعتقلت أمس مواطنا من داخل مركبته أثناء تواجده على شارع عرانة شرق مدينة جنين، واقتحمت بلدات: يعبد وعرابة وبير الباشا جنوبا، دون التبليغ عن اعتقالات.

وخلف العدوان المتواصل على مدينة جنين ومخيمها 27 شهيدا، آخرها الطفلة ريماس العموري (13 عاما)، التي استشهدت أمس بعد إطلاق جنود الاحتلال الإسرائيلي النار عليها بشكل مباشر أثناء تواجدها أمام منزلها في حي الجابريات بمحيط مخيم جنين، حيث أصيبت برصاصة في الظهر خرجت من البطن، نقلت على إثرها إلى المستشفى قبل أن يعلن الأطباء عن استشهادها، اضافة الى عشرات الإصابات والاعتقالات.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين بث مباشر: الجيش الإسرائيلي يعلن استلام محتجزيْن في غزة ويستعد لاستقبال 4 آخرين عناوين الصحف الفلسطينية السبت 22 فبراير 2025 قمة عربية مُصغرة بالرياض: تشاورنا حول تطورات الأوضاع في غزة الأكثر قراءة نتنياهو: إعادة الأسرى اليوم تم بفضل تصريحات ترامب الرئيس عباس: واهم من يعتقد أن بإمكانه فرض صفقة قرن جديدة أو تهجير شعبنا شاهد: إسرائيل تفرج عن الأسرى الفلسطينيين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار والدة جندي إسرائيلي بغزة: الصفقة هشة لأن حكومتنا تماطل عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • الرئيس الأوكراني يوضح مزايا انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي
  • الجيش الإسرائيلي يرفع الجاهزية العسكرية في غلاف غزة
  • الجيش السويسري منفتح على دور حفظ السلام على الحدود الأوكرانية الروسية
  • تحوّل في الموقف الأوكراني.. زيلينسكي: مستعد للتخلي عن منصبي من أجل السلام في أوكرانيا
  • ترامب: سأنهي الحرب الروسية الأوكرانية وسنستعيد أموالنا التي دفعناها لأوكرانيا
  • ما هي الدروس التي استخلصها الجيش الفرنسي بعد ثلاث سنوات من الحرب في أوكرانيا؟
  • جنين - الجيش الإسرائيلي يواصل عمليته العسكرية
  • ترامب يكشف عدد قتلى الجيش الأوكراني منذ بدء الحرب مع روسيا
  • الجيش الأوكراني: روسيا أطلقت 160 طائرة مسيرة وصاروخين بهجوم ليلي
  • الجيش الأوكراني :القوات الروسية أطلقت صاروخين و160 طائرة مسيرة علي أراضينا