سرايا - على وقع تحذيرات عربية ودولية من كارثة إنسانية وشيكة في رفح بجنوب قطاع غزة؛ يواصل الاحتلال التهديد باجتياح المنطقة برياً وتنفيذ عملية عسكرية واسعة في المكان الأكثر اكتظاظاً بالسكان، بدون الالتفاف للانتقادات الداخلية والخارجية، وذلك غداة رفضه لرد المقاومة الفلسطينية على اتفاق "إطار باريس"، في محاولة منه للضغط عليها وتحسين شروط التفاوض.




ورغم التحذيرات الأممية بشأن الهجوم البري ضد المدينة التي تشكل ملاذا أخيرا للنازحين من أهوال العدوان؛ فقد أوعز رئيس حكومة الحرب، "بنيامين نتنياهو"، لجيش الاحتلال، بتجهيز خطة لإخلاء المدنيين من رفح لبدء عملية فيها، وهو ما شددت الرئاسة الفلسطينية على أنه يشكل تهديداً حقيقياً، ومقدمة خطيرة لتنفيذ سياسة الاحتلال المرفوضة التي تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.

وصادق جيش الاحتلال على الخطة المعدة لتنفيذ عملية عسكرية واسعة في منطقة رفح، وذلك بعد إخلاء واسع النطاق للسكان من رفح ومحيطها، لتجنب الضغوط الخارجية، بينما تدرس الأجهزة الأمنية الصهيونية التي صاغت خطة إخلاء السكان من رفح؛ خيارين: إجلاء السكان إلى خان يونس شمال رفح، أو السماح بعودة عشرات الآلاف من سكان غزة إلى مجمعات مخصصة لهم شمالي القطاع.

وحذر الفلسطينيون من مخطط الاحتلال للتهجير الجماعي للفلسطينيين من القطاع، خاصة وأن مدينة رفح تشهد نزوح أغلب سكان القطاع إليها، مؤكدين أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن أرضه ولن يقبل أن يهجر من وطنه.

وقالت الرئاسة الفلسطينية، أنها تحمل حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات ذلك، كما تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية خاصة، مشددة على خطورة مثل هذه السياسة التدميرية، داعية مجلس الأمن الدولي لتحمل مسؤولياته، لأن إقدام الاحتلال على هذه الخطوة يهدد الأمن والسلم في المنطقة والعالم، وإن ذلك تجاوز لكل الخطوط الحمراء.

بدوره، طالب رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن الدولي، وجميع دول العالم، بالتدخل العاجل لمنع توسع رقعة العدوان، وجرائم الإبادة الجماعية إلى رفح، التي تؤوي نحو مليون و400 ألف نازح يتواجدون في مساحة تبلغ 63 كيلو مترا مربعاً، لجأؤا إليها من مختلف مناطق القطاع، التي تتعرض لعمليات تدمير وتهجير وتجويع ممنهح منذ خمسة أشهر.

وحذر اشتية، في تصريح خاص، من تهجير قسري ووقوع مجازر مروعة يذهب ضحيتها الآلاف، بالنظر لازدحام محافظة رفح بالنازحين الذين يكابدون آلام الفقد لعائلاتهم، ويعانون الجوع والعطش، والبرد، وانتشار الأمراض والأوبئة.

وحمل اشتية حكومة الاحتلال، المسؤولية الكاملة عما قد يقع من مجازر وحمامات دم، داعياً محكمة العدل الدولية لاتخاذ قرار واضح بوقف إطلاق النار، يتم رفعه لمجلس الأمن لاتخاذ الإجراءات والتدابير العملية لتنفيذه على الأرض.

في حين يرتكب الاحتلال المزيد من المجازر الوحشية بقصف جوي كثيف ضد رفح، من أجل دفع الفلسطينيين لمغادرة أماكنهم، بالتزامن مع استهداف مختلف أنحاء جنوب القطاع، أسوة بتدمير مدرسة تؤوي نازحين شرق خان يونس، ما أدى لارتقاء عشرات الشهداء والجرحى.

وأفاد المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، أشرف القدرة، بارتقاء عدد من الشهداء والجرحى قيام قوات الاحتلال بإطلاق النار المكثف داخل مجمع ناصر الطبي، مشيراً إلى أن الطواقم الطبية لا تستطيع الحركة بين مباني المجمع.

وأعرب عن الخشية على حياة 300 كادر صحي و 450 جريحاً ومريضاً و 10 آلاف نازح داخل "مجمع "ناصر الطبي"، مطالباً المؤسسات الأممية بالتواجد داخل المشفى لحمايته وحماية كل المتواجدين فيه.

وارتكب الاحتلال 13 مجزرة في القطاع راح ضحيتها 107 شهداء و 142 مصاباً، خلال 24 ساعة، لترتفع حصيلة عدوانه إلى 27947 شهيداً و 67495 جريحاً ومئات الآلاف من المفقودين.

واستشهد 22 فلسطينياً معظمهم من الأطفال في ثلاث غارات على رفح، فيما قصفت طائرات الاحتلال منزلا لعائلة فلسطينية كاملة ما ادى لاستشهاد ستة أطفال وإصابة أعداد أخرى، بينما يستمر القصف العنيف على مدينة خان يونس التي يحاصر فيها جيش الاحتلال مشفى ناصر ومشفى الأمل، بالتزامن مع تدمير عدد من المباني غرب مدينة غزة ضمن العملية البرية المستمرة منذ نحو عشرة أيام.
إقرأ أيضاً : الاحتلال يواصل عدوانه على غزة لليوم الـ128إقرأ أيضاً : 25 شهيدا وعشرات الجرحى بقصف شرقي رفحإقرأ أيضاً : مقتل 3 جنود إماراتيين وضابط بحريني بهجوم مسلح في الصومال


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الاحتلال المنطقة المدينة رئيس سياسة الاحتلال الشعب الاحتلال غزة الاحتلال مدينة القطاع الشعب الاحتلال مجلس الاحتلال المنطقة رئيس الوزراء محمد العاجل الاحتلال الصحة الاحتلال الاحتلال القطاع الاحتلال مدينة الاحتلال مدينة غزة العالم المنطقة الصومال المدينة مدينة مجلس سياسة الصحة غزة الاحتلال الشعب العاجل محمد رئيس الوزراء باريس القطاع

إقرأ أيضاً:

ممثل لبنان بمجلس الأمن: نواجهة أزمة إنسانية غير مسبوقة ونطالب بتطبيق القرار 1701

أكد ممثل لبنان بمجلس الأمن، أن شعب لبنان وحكومته يرفضان الحرب ويطالبان بتطبيق القرار 1701، وفق نبأ عاجل أفادت به قناة «القاهرة الإخبارية».

وأشار إلى أن لبنان يواجه أزمة إنسانية غير مسبوقة وتطالب بمساعدات عاجلة لأكثر من مليون نازح بسبب الهجمات الإسرائيلية، متابعًا: «مستعدون لإرسال الجيش إلى منطقة الليطاني فور وقف إطلاق النار».

مقالات مشابهة

  • توكل كرمان: حرب غزة كارثة إنسانية والنظام الدولي غارق في النفاق
  • باحث سياسي: الاحتلال الإسرائيلي عاجز عن دخول لبنان بريا
  • 17 شهيدا بغزة منذ فجر اليوم والاحتلال يواصل غاراته على القطاع
  • الأمم المتحدة تحذر: كارثة إنسانية في الشرق الأوسط قد تشعل موجة لجوء جديدة نحو أوروبا
  • 8 مجازر بغزة خلال يوم والاحتلال يكثف القصف على النصيرات
  • وزارة الصحة الفلسطينية :ارتفاع عدد ضحايا عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ363 على القطاع إلى 41788 شهيداً و96794 جريحاً
  • ممثل إيران بمجلس الأمن: إسرائيل تدفع المنطقة إلى كارثة غير مسبوقة
  • ممثل لبنان بمجلس الأمن: نواجهة أزمة إنسانية غير مسبوقة ونطالب بتطبيق القرار 1701
  • تحذيرات من مجاعة وشيكة في اليمن
  • إعلام حزب الله يتوعد الاحتلال بـالمفاجآت بعد توغله بريا في الجنوب