أمم أفريقيا 2023| كوت ديفوار VS نيجيريا.. ذكريات حزينة لرجال بيسيرو
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
يترقب عشاق الساحرة المستديرة، صافرة انطلاق مباراة كوت ديفوار ونيجيريا، التي تجمع بينهما، مساء اليوم الأحد، في نهائي بطولة كأس أمم أفريقيا 2023، التي تستضيفها الأراضي الإيفوارية.
بالرغم أن منتخب نيجيريا، استهل مشواره في أمم أفريقيا 2023، بالتعثر أمام غينيا الاستوائية بالتعادل 1-1، إلا أنه نهض من كبوته واستعاد توازنه بالفوز في باقي المباريات حتى بلوغه النهائي، إذ فاز على كوت ديفوار بهدف للا شيء، وبنفس النتيجة على غينيا بيساو ليعبر دور المجموعات في وصافة المجموعة الأولى، ثم واجه الكاميرون في دور الستة عشر وأسقط الأسود بثنائية دون رد، وفي ربع النهائي تخطى أنجولا بهدف أيضًا.
وفي دور نصف نهائي الكان، اصطدم بمنتخب جنوب أفريقيا العنيد، الذي رفض الاستسلام حتى الرمق الأخير من المباراة، حيث فرض عليه التعادل بهدف لمثله في الوقت الأصلي من اللقاء، وفي الشوطين الإضافيين أكمل الدقائق المتبقية منقوص العدد، لتحسم ركلات الترجيح هوية المتأهل إلى المباراة النهائية، حينها استطاع رجال المدرب البرتغالي جوزيه بيسيرو التغلب على البافانا بافانا بنتيجة 4-2.
مشوار المنتخب النيجيري في البطولة التي تنتهي اليوم، يتشابه كثيرًا مع نسخة 1984، حيث تأهل في وصافة مجموعته للدور الثاني، قبل الفوز في نصف النهائي بركلات الترجيح أمام مصر بنتيجة 8-7، ولكن في هذه النسخة خسر اللقب أمام الكاميرون بهزيمة بثلاثية مقابل هدف، في بطولة استضافتها ساحل العاج، وهي الوحيدة قبل نسخة 2023 التي احتضنتها الملاعب الإيفوارية، لذا يخشى رجال بيسيرو من تكرار لعنة أراضي كوت ديفوار.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أمم أفريقيا 2023 كوت ديفوار ونيجيريا كأس أمم أفريقيا منتخب نيجيريا بيسيرو کوت دیفوار
إقرأ أيضاً:
نازحو الفاشر برمضان بين ذكريات الماضي وظروف المعيشة بالمخيمات
الفاشرـ في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، اضطر إلياس حامد وعائلته إلى الفرار من حي "أبو شوك" بمدينة الفاشر غرب السودان إلى مدينة "طويلة" بولاية شمال دارفور غربي السودان، بعد أن دُمّر منزلهم بقذيفة هاون خلال قصف نفّذته قوات الدعم السريع على المدينة.
لم يكن أمام إلياس خيار سوى الهرب، حاملا معه حقيبة صغيرة تحتوي على مستندات شخصية ووصفة طبية لابنته المصابة بالسكري، بالإضافة إلى مفتاح المنزل الذي أصبح رمزا لذكريات الحياة السابقة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل تكثر المشاكل العائلية في رمضان؟ وكيف نتجنبها بذكاء؟list 2 of 2باسم ياخور وتيم حسن وبسام كوسا.. نجوم يتصدرون الدراما السورية في رمضان 2025end of listاستغرقت رحلتهم إلى مدينة طويلة التي تقع على بُعد 68 كيلومترا غرب الفاشر، يوما كاملا وكانت مرعبة، حيث تعرضوا خلالها للسرقة على الطريق من قبل مجموعات متحالفة مع قوات الدعم السريع.
الآن، يعيش إلياس وعائلته في خيمة مصنوعة من القش والمشمع في مدينة طويلة، التي لا توفر لهم الحماية من حرارة النهار أو برودة الليل.
يقول إلياس، للجزيرة نت: "لم نكن نتخيل أن نعيش بهذه الطريقة، لكن الحرب لا تترك لنا خيارا"، مضيفا أن شهر رمضان هذا العام مختلف تماما عما "اعتدنا عليه؛ كنا نستعد له بشراء التمر واللحوم وتجهيزات المنزل، لكن اليوم، كل ما نفكر فيه هو كيفية توفير الطعام لأطفالنا، نحاول أن نحافظ على إيماننا".
إعلانوتسعى مئات العائلات في مدينة الفاشر هذه الأيام للعثور على الأمان بمدينة طويلة التي تعاني أيضا من نقص حاد في الغذاء وتكاد تكون معزولة عن جميع سبل الحصول على المساعدات الإنسانية.
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فإن الحصار المفروض على مدينة الفاشر والأعمال العدائية أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 782 مدنيا وإصابة أكثر من 1143 آخرين.
وتقدر الأمم المتحدة عدد سكان الفاشر بحوالي 2.8 مليون نسمة، نزح منهم نحو مليون شخص إلى مناطق أخرى أكثر أمانًا، فيما يعاني الباقون من القصف المدفعي وانعدام الأمن الغذائي بشكل متزايد.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، وصف المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الوضع قائلا: "إن الحصار الحالي على الفاشر والقتال المتواصل يزهق الأرواح على نطاق واسع ولا يمكن أن يستمر، ويجب على قوات الدعم السريع إنهاءه".
ويرى النازحون الناجون في مدينة طويلة أنهم يواجهون ظروفا صعبة في شهر رمضان المبارك، خاصة أنهم بعيدون عن مدنهم ولا يحصلون على الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية لأطفالهم.
تقول ابتهال آدم، إحدى النازحات، للجزيرة نت: "نحن نعيش في ظروف صعبة مع حلول شهر رمضان، حيث ضاقت علينا الدنيا، مع ارتفاع الأسعار ما جعلنا غير قادرين على شراء حتى القليل من المواد الغذائية الأساسية، في ظل شح الموارد المالية".
وتابعت: "الأطفال هنا يشعرون بالجوع ويشتاقون للطعام الذي كانوا يتناولونه سابقًا"، مشيرة إلى أن رمضان كان دائمًا في السابق فرصة لتقوية الروابط الأسرية، لكن هذا العام نشعر بالعزلة في المخيمات التي تحرمنا من اللحظات الجميلة التي كنا نعيشها معا".
وتروي النازحة حواء يعقوب قصتها ومعاناة أطفالها في مدينة طويلة، حيث تتحدث بحزن عميق عن الوضع الصعب الذي يعيشه أبناؤها، موضحة أن "الأطفال يستيقظون قبل الفجر ليتوجهوا على ظهور الحمير إلى نبع الماء، ثم يبيعونها في السوق من أجل توفير لقمة العيش لنا".
إعلانوتضيف بحسرة: "أراهم يتعبون، وهم في الأصل أطفال، وليسوا عمالا، ففي السابق، كانوا يتعلمون في المدارس ويستمتعون باللعب في الحي، لكن الآن، تقع على عاتقهم مسؤوليات تفوق أعمارهم".
وتقول إنها كانت تتمنى أن ترى هؤلاء الأطفال في المدارس، يركضون في الشوارع كما كانوا يفعلون، ويحتفلون بشهر رمضان مع الأصدقاء والعائلة ولكن المعاناة التي نعيشها أثرت على طفولتهم وحياتهم في رمضان.
ويعتبر شهر رمضان في مخيمات النزوح تجربة مختلفة تماما عن تلك التي عاشها النازحون في منازلهم، ففي الوقت الذي كان فيه شهر رمضان فرصة للتجمع الأسري والاحتفالات، أصبحت الأجواء في المخيمات تكتنفها مشاعر فقدان الأحبة والحنين بسبب الحرب التي تشهدها البلاد.
يقول خالد جمعة، وهو ناشط في العمل الطوعي من مدينة طويلة، للجزيرة نت: "يعاني النازحون من الفقر المدقع، حيث لا يستطيعون تأمين احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والدواء".
وأشار إلى وجود أعداد كبيرة من مرضى السكري الذين لا يتوفر لديهم أي حقن للإنسولين، مما يزيد من معاناتهم، موضحا أن المراكز الصحية التي تقدم المتابعة الدورية لهؤلاء المرضى تكاد تكون معدومة ما يتطلب تحركا عاجلا من المنظمات المحلية والدولية لإغاثة المحتاجين.
وتسبب النزوح في زيادة التحديات النفسية بين النازحين حيث تشير التقارير إلى ارتفاع حالات الاكتئاب والقلق بين هؤلاء الأفراد، مما ينعكس على جودة حياتهم اليومية وقدرتهم على التكيف مع الواقع الجديد.
يقول أستاذ علم الاجتماع بجامعة الفاشر الدكتور آدم حسين إن "الحرب والنزوح يؤديان إلى شعور دائم بالخوف، مما يؤثر سلبًا على الصحة النفسية للنازحين".
وأضاف حسين، في حديث للجزيرة نت، أن العوامل المرتبطة بالنزوح، مثل فقدان الأمل والعزلة الاجتماعية، تساهم في تفاقم هذه المشكلات، خاصة خلال شهر رمضان، حيث يشتد الشعور بالفقدان والوحدة، داعيا إلى ضرورة توفير الدعم النفسي والاجتماعي للمتضررين.
إعلانوأكد أستاذ علم الاجتماع بجامعة الفاشر أن هذه الخطوة تعتبر أساسية لمساعدتهم على تجاوز التحديات التي يواجهونها.