لانهاء "الهيمنة" الامريكية.. بوتين يرسم ملامح خارطة أقتصادية جديدة للعالم
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
الاقتصاد نيوز — متابعة
رسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ملامح لخارطة اقتصادية جديدة على مستوى العالم، وذلك في تصريحات غير مسبوقة أدلى بها عبر أول مقابلة مع صحافي غربي منذ حرب أوكرانيا التي بدأت في فبراير من العام 2022.
ويشهد العالم تحولات اقتصادية كبرى منذ بدأت حرب أوكرانيا والتي تلتها عقوبات اقتصادية غربية على موسكو سرعان ما أدت إلى ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات تجاوزت ال 100 دولار للبرميل، كما أدت إلى ارتفاع أسعار الغاز مع انتشار المخاوف منذ ذلك الحين من حدوث أزمة إمدادات قد تضرب القارة الأوروبية.
وفي المقابلة التي أجراها بوتين مقدم البرامج الأميركي المعروف تاكر كارلسون تطرق إلى العديد من الملفات السياسية والاقتصادية وأثار موجة من الجدل في الولايات المتحدة وفي وسائل الإعلام الغربية، فيما كانت المقابلة هي الأولى التي يتحدث فيها بوتين إلى صحافي غربي منذ الحرب على أوكرانيا.
وأجرى كارلسون المقابلة التي استغرقت 127 دقيقة مع بوتين يوم الثلاثاء السادس من فبراير الحالي لكنه بثها يوم الخميس الماضي الثامن الشهر الجاري، وسرعان ما أثارت جدلا واسعا وأبدى بعض الأميركيين والأوروبيين غضبهم من مضمونها.
وقال بوتين إن ظهور عالم متعدد الأقطاب، من أجل مزيد من التعاون والمسؤولية المشتركة أمر لا مفر منه، كما اتهم الولايات المتحدة بتفجير خط أنابيب "نورد ستريم" في بحر البلطيق، مشيرا إلى أن واشنطن هي التي لديها الدافع لتفجير الخط وليس روسيا.
ويكشف حديث بوتين بشكل واضح عن طموح بوتين لتشكيل عالم مختلف من الناحية الاقتصادية ينهي الهيمنة الأميركية على الاقتصاد العالمي، ويجعل روسيا شريكا في اللعبة الاقتصادية على المستوى الدولي.
وبعد يوم واحد من مقابلته مع كارلسون أعلن بوتين أن أكثر من نصف مليون روسي انضموا للعمل في صناعة الدفاع منذ عام 2022. وق ل خلال منتدى مخصص لدعم الحرب في أوكرانيا إنه "على مدى العام ونصف العام الماضيين، تم إحداث 520 ألف فرصة عمل جديدة في صناعة الدفاع".
ومنذ عام 2022 أعادت روسيا توجيه اقتصادها بالكامل نحو صناعة الأسلحة وزادت إنتاجها، رغم العقوبات التي فرضها الغرب والتي تهدف خصوصا إلى عرقلة تصنيع الذخائر والأسلحة.
وتمكنت موسكو من الالتفاف على بعض العقوبات، والحصول مثلا على الإلكترونيات الدقيقة التي تحتاج اليها، وخصوصا من آسيا.
وأقرت الحكومة الروسية زيادة هائلة تناهز 70 % في الميزانية الفدرالية المخصصة للدفاع في عام 2024، لكن التركيز على قطاع الدفاع الذي يوفر رواتب مرتفعة، بالإضافة إلى تعبئة مئات الآلاف من الرجال وفرار عدد كبير منهم إلى الخارج، أدى إلى نقص العمالة في قطاعات مثل البناء والزراعة.
وأوضح فلاديمير بوتين أن روسيا لديها "ستة آلاف شركة تابعة للمجمع الصناعي الدفاعي، توظف 3.5 ملايين شخص"، من دون احتساب "10 آلاف مقاول متعاقد".
وتطالب أوكرانيا الغرب ب "كبح" إنتاج الأسلحة في روسيا، مؤكدة أن 95 % من "المكونات الأجنبية الضرورية" المستخدمة في الأسلحة الروسية تنتجها شركات غربية.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار
إقرأ أيضاً:
بوتين يتوقع صعوبة تنفيذ أي اتفاق جديد لنقل الغاز عبر أوكرانيا
أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن توقعاته بصعوبة تنفيذ أي اتفاقية جديدة لنقل الغاز الطبيعي عبر أوكرانيا، مشيرًا إلى تأثير الحرب المستمرة منذ فبراير/شباط 2022 على إمكانية التوصل إلى تفاهمات جديدة.
وفي تصريحات نقلتها وكالة تاس الروسية مساء الخميس، قال بوتين إن شركة "غازبروم"، المسؤولة عن إنتاج وتصدير معظم الغاز الروسي، تواجه تحديات تتعلق بالعقود طويلة الأجل التي "يصعب تعديلها بسرعة لتلبية التغيرات المفاجئة".
نهاية اتفاقوأشار بوتين إلى أن الاتفاقية الطويلة الأمد لنقل الغاز عبر خط الأنابيب الأوكراني نحو أوروبا، والتي تعود لسنوات، تنتهي خلال الشهر الجاري.
الاتفاقية الطويلة الأمد لنقل الغاز عبر خط الأنابيب الأوكراني نحو أوروبا تنتهي خلال الشهر الجاري (الفرنسية)وأضاف "هناك بدائل محتملة تشمل نقل الغاز عبر دول مثل المجر، سلوفاكيا، تركيا، أو أذربيجان. ومع ذلك، فإن تنفيذ هذه البدائل يتطلب جهودًا كبيرة بسبب التعقيدات المرتبطة بالعقود الحالية".
وأكد بوتين أن روسيا تبحث عن طرق بديلة لنقل الغاز الطبيعي، بما في ذلك عبر بولندا، كجزء من إستراتيجيتها لتقليل الاعتماد على البنية التحتية الأوكرانية.
موقف أوكرانيامن جانبه، صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت سابق من أكتوبر/تشرين الأول الماضي أن بلاده لن تسمح بنقل الغاز الروسي عبر أراضيها دون ضمانات واضحة بعدم استفادة الكرملين ماليًا من ذلك. يأتي هذا الموقف في ظل استمرار التوترات بين البلدين.
و بحسب البيانات، أرسلت روسيا خلال عام 2023 نحو 15 مليار متر مكعب من الغاز عبر أوكرانيا، وهو ما يمثل 8% فقط من ذروة تدفقات الغاز الروسي إلى أوروبا قبل اندلاع الحرب.
روسيا تنقل حاليا حوالي 42.2 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي كل يومين عبر أوكرانيا (رويترز)حاليًا، تنقل روسيا حوالي 42.2 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي كل يومين عبر أوكرانيا، وفقًا لما أعلنت عنه شركة "غازبروم".
إعلان خلفية الأزمةومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجومًا عسكريًا على أوكرانيا، مشترطة إنهاء الهجوم بتخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره أوكرانيا تدخلًا مباشرًا في شؤونها الداخلية.
وتلقي هذه التوترات المستمرة بظلالها على العلاقات الاقتصادية بين البلدين، بما في ذلك قطاع الطاقة.