جاء سيدنا محمد الرسول صلى الله عليه وسلم خاتم للرسالة التي شملت على كل ما اتفق عليه الأنبياء السابقين، إذ تزوج محمد صلى الله عليه وسلم بـ «11 سيدة» وسمين بأمهات المؤمنين، وذلك تكريمًا وإجلالًا بشأنهن وإعلاء شرفهن وقدرهن، وقول الله عز وجل في سورة الأحزاب الآية 6: «النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ»، وكان للرسول صلي الله عليه وسلم 7 أبناء و8 أحفاد، لكن توجد زوجة واحدة لم بنجب منها الرسول الكريم، وفقًا لدار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي، فمن هي؟.

تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، من السيدة عائشة رضي الله عنها، بعدما رأى في منامه ملكًا جاء له بقطعة من حرير قائلًا: «هذه امرأتك»، وعندما كشف عن وجهها كانت «أمنا عائشة» فقال: «إن يك هذا من عند الله يمضه» ورؤيا الأنبياء حق من عند الله فتزوجها رسول الله صلي الله عليه وسلم، لكن لم تنجب عائشة من الرسول الكريم، ورغم ذلك سميت بأم عبد الله.

لم يخل قلب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من الحزن لأنها لم تنجب من الرسول الكريم، لكنها عندما صرحت بحزنها الشديد للنبي صلي الله عليه وسلم واجه الرسول الأمر بفكرة «الأم البديلة» وقامت أم المومنين عائشة بتربية «ابن شقيقتها أسماء» وتولت أمر «شقيقها الأصغر عبدالله» ولقبها الرسول «بأم عبدالله».

معلومات عن السيدة عائشة أم المؤمنين

اشتهرت عائشة أم المؤمنين بين الناس «بأم عبدالله» حتى لا يشعرها بنقص، كما وجهها الرسول صلي الله عليه وسلم للعلم والتعلم ليفرغ جزءًا من طاقتها فأصبحت أفقه النساء، وروت 2500 حديث، وصارت عائشة أمًا للمؤمنين أجمعين وتعلمهم وتفقههم، ووجهة الجميع للتعلم، وقالوا عنها، «إذا استصعب علينا أمر من أمور الإسلام رجعنا للسيدة عائشة رضي الله عنها، فوجدنا عندها منه علما».

أعطى الرسول محمد صلي الله عليه وسلم لـ «عائشة رضي الله عنها»، مساحة كبيرة للحضور الاجتماعي مع نساء المسلمين، حتى لا يشعرها بأي نقيصة لأنها لم تنجب، ووضع الرسول الكريم الفكرة من أساسها، حتى لا يكون عدم الإنجاب بشكل عام سبب فى هدم بيوت المسلمين.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أم المؤمنين السيدة عائشة زوجات الرسول عائشة رضی الله عنها صلی الله علیه وسلم الرسول الکریم

إقرأ أيضاً:

تأملات قرآنية

#تأملات_قرآنية

د. #هاشم_غرايبه

يقول تعالى في الآية 101 من سورة المائدة:” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ”.
تتلمذ الصحابة على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذبهم بما أوحى إليه الله أرفع تهذيب، فتعلموا أن لا يسألوه أمرا حتى يحدث لهم منه ذكرا، ولا يطلبوا منه تفسيرا لآية أنزلها الله أو فعلاً فعله أو حديثاً تحدث به، إن لم يفعل، لم يكن ذلك من أدبهم معه فحسب، بل من فهم لمعنى هذه الآية وغيرها التي بينت أحوال الأمم التي نزلت عليها الرسالات السابقة وكانوا يسألون نبيهم أمورا لم يبينها لهم ويجادلونه في ما شرع لهم.
جاءت بعد الصحابة أجيال متعاقبة، وتطورت ظروف الحياة وتوسعت مدارك الناس، مما لزمه التوسع في الفقه والإجتهاد، ومع أن أصول العقيدة والعبادات ثابتة لا تتغير بتغير الزمان والمكان، وقد نبه النبي صلى الله عليه وسلم مسبقا الى هذا الأمر وحذر من الزيادة او الإنقاص فيهما (البدع)، إلا أن كثيرين توسعوا في التفسير والتأويل، وأسسوا مدارس وفرق متباينة في اجتهاداتها، ولما كان قد صاحب هذه الفترة خلافات على السلطة فقد استغل الفرقاء السياسيون هذه الإختلافات لتعزيز مواقفهم، فتحول الإختلاف الإجتهادي الى تخندق سياسي.
لم يتوقف الأمر عند افتراق بعض المذاهب عن المنهج القويم المستند الى الكتاب والسنة، بل تعداه الى الخلاف الذي جرى داخل المنهج ذاته، بسبب التشدد والمغالاة الذي برره متبعوه بالخوف على الثوابت من الضياع، فأكثروا من المحظورات وتوسعوا في المحرمات، ظنا منهم أن ذلك زيادة في التدين، متخذين شعارهم : “إن السلف الصالح كانوا يتركون تسعة أعشار الحلال خوفا من الحرام”.
طبعا هذا يناقض مراد الشرع، فإتيان ما أحل الله لا يقل أهمية ولا التزاما بطاعته عن اجتناب ما حرّمه: “قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ”.
المبدأ الشرعي: “إِنَّ الْحَلالَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ”، فاتقاء الشبهات يأتي من باب الحرص والحذر من الإقتراب من الحرام، ولا يمكن أن يكون بتحريم ما أحل الله، لأن ذلك مزاودة على الشارع الحكيم.
إن الله تعالى قد حرّم أمورا حددها بالإسم، لا يحق لأحد من البشر الزيادة عليها ولا إنقاصها، وكل ماعداها مباح أو حلال، كما سكت عن أمور كثيرة، ليس نسيانا أو غفلة عنها، وحاشاه ذلك، فهو جل وعلا لا يضل ولا ينسى، وإنما عن رحمة بالناس وحتى لا يُحمّلهم ما لا يطيقون.
مما سكت الله عنه، وتركه للناس حسب ظروفهم لكن ضمن الضوابط الشرعية العامة، اختيار النظام السياسي ونمط المعيشة واللباس والعمل.
وكان التطبيق الأول للحكم في الدولة الراشدية ليس وحيا إلهيا، بل ترك الله اختياره لحكمة رسوله الكريم التي حباه تعالى، ليكون ذلك قدوة للمسلمين في قادم الزمان من فهم ضرورات ذلك الزمان ومتطلباته، لذلك لم ينزله الله تشريعا ولا قالبا ملزما للمستقبل، فمصالح الناس ستتطور وتتعدد، وإدارة شؤون الدولة توسعت، لذلك لا يعقل أن يستنسخ ذلك لكل الأزمان القادمة، فلكل عصر فقهه وتطبيقاته.
وتنطبق هذه القاعدة على كل ما سكت الله عنه أيضا، فلم ينزل به قرآنا، مثل هيئة الناس ونمط المعيشة واللباس واتخاذ وسائل الكسب بالعمل المشروع..الخ.
هكذا يتضح لنا أن الفهم الصحيح لكتاب الله والإلتزام الدقيق بما جاء به بلا تفريط ولا إفراط، هو الذي يبعد عنا تفرقة الفرق والمذاهب، ويجنبنا شرور المتطرفين والمفرطين، وبذلك نرتقي الى ما أراده لنا الدين.
لعل ما سبق يجيب على معارضي قيام دولة إسلامية، المتسائلين: أي إسلام تريدونا أن نطبق.
فالإسلام ليس نماذج متعددة، بل هو كيان واحد، سياسي اقتصادي اجتماعي متكامل، جميعه مدون في كتاب الله، ولاستيعابه يستنار بالتطبيق الإداري النبوي في الدولة الإسلامية الأولى التي أنشأها النبي صلى الله عليه وسلم، وفق حكمته، لتكون نموذجا يحتذى به، وليست قالبا جامدا يستنسخ، بل متروكا لاجتهادات الأزمنة القادمة.

مقالات ذات صلة فضيلة التسامح 2025/02/26

مقالات مشابهة

  • تأملات قرآنية
  • لماذا لا تقتلنا الطماطم رغم أنها تنتمي لعائلة نباتية سامة؟
  • ماذا كان يفعل الرسول قبل النوم كل ليلة؟ 16 عملا لا تفوتهم
  • أمير المؤمنين يهيب بالمغاربة عدم إقامة شعيرة ذبح أضحية العيد هذه السنة
  • لينا الطهطاوي: مجال المراسلة كان يهيمن عليه الرجال.. فرضت نفسي بالاجتهاد
  • الشيخ كمال الخطيب يكتب .. وبشر المؤمنين
  • لماذا يجب عليك تناول التمر بعدد فردي؟: حقائق مذهلة ستصدمك
  • بعد غياب ١٥ سنة هل هتعود عائشة الكيلاني للفن؟
  • نصيحة من علي جمعة لكل شخص افترى عليه الناس بالكذب.. تعرف عليها
  • نسخة نادرة من القرآن الكريم تنال تفاعلاً واسعًا .. فيديو