“فورين بوليسي”: تدمير نظام الرعاية الصحية في غزة هو جريمة حرب
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
الجديد برس:
أشارت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، إلى أن “الركيزة الأقل شهرة في القضية ضد إسرائيل، في محكمة العدل الدولية، هي هجومها المنهجي على البنية التحتية الطبية في غزة”.
وفي مقال نشر على موقعها الإلكتروني، تحت عنوان ” تدمير نظام الرعاية الصحية في غزة هو جريمة حرب”، اعتبرت الصحيفة أن هناك “منطق دائري قاسٍ” في غزة، حيث “إن القوات الإسرائيلية، أثناء قيامها بقصف غزة ومحاصرتها، تخلق حاجة ملحة للرعاية الطبية بين المدنيين، بينما تحرمهم في الوقت نفسه من الوصول إليها”.
وقالت المجلة “إن تدمير إسرائيل لنظام الرعاية الصحية في غزة، لا يشكل فقط جزءاً مهماً من تهم الإبادة الجماعية، بل هو أيضاً جريمة حرب صارخة يجب أن تحاكم عليها المحكمة الجنائية الدولية”.
وحددت المجلة في مقالها، المحطات الأساسية في عملية تدمير نظام الرعاية الصحية في قطاع غزة.
وأكدت على أن الهجمات الإسرائيلية “على مرافق الرعاية الصحية، بدأت في أعقاب هجوم 7 أكتوبر مباشرة”. وخلال الـ 36 ساعة الأولى، تضيف الـ”فورين بوليسي”، هاجمت القوات الإسرائيلية المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا، ومستشفى ناصر في خان يونس، ومستشفى القدس في مدينة غزة، من بين عدة منشآت أخرى.
و”بحلول 24 نوفمبر، كان 30 من أصل 36 مستشفى في غزة قد تعرض للقصف”، و”حتى 30 يناير، أبلغت منظمة الصحة العالمية، عن وقوع 342 هجمة متعلقة بالرعاية الصحية في غزة”، وقد “تم إضعاف تلك المستشفيات وسيارات الإسعاف والعيادات، التي نجت من القصف بسبب الحصار وعرقلة قوافل المساعدات الإنسانية”.
وأشارت الصحيفة في مقالها، إلى أن “المستشفيات الوحيدة في غزة، التي تقدم العلاج للبالغين والأطفال المصابين بالسرطان، هي مستشفى الصداقة التركية الفلسطينية، ومستشفى الرنتيسي التخصصي للأطفال، وقد تعرضت للقصف، والحصار والإجبار على الإغلاق”.
وما يزيد الطين بلة، تضيف مجلة “فورين بوليسي”، أن “الجمع بين النزوح الجماعي القسري، والظروف غير الصحية الناجمة عن انقطاع خدمات الصرف الصحي، ومعالجة مياه الصرف الصحي، وانقطاع التطعيم، سيؤدي حتماً إلى تفشي الأمراض في المستقبل، مما يؤدي وظيفياً إلى شكل من أشكال الحرب البيولوجية غير المباشرة”.
وفي سياق العمل الإسرائيلي على تدمير النظام الصحي في قطاع غزة، تعرض مجمع ناصر الطبي لعدة اعتداءات إسرائيلية، إثر قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي باستهدافه ومحيطه بشكلٍ مباشر.
كما أشار الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، إلى “أن الاحتلال اقتحم مستشفى الأمل، والذي يقع في خان يونس أيضاً في منطقة قريبة من مجمع ناصر الطبي، بهدف إخراجها عن الخدمة، مُشيراً إلى أن ذلك يتصاعد ضمن مساعي الاحتلال لإخراج كل مستشفيات القطاع عن العمل”.
وأصدر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، تصريح صحافي، حمل فيه الولايات المتحدة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي، “المسؤولية الكاملة عن تداعيات المجاعة المتصاعدة شمالي غزة”.
واعتبر أن كل دول العالم أمام “مسؤولية أخلاقية، وإنسانية تجاه هذه الجريمة القذرة التي يمارسها الاحتلال بدعمٍ أمريكي كامل”، مطالباً إياها بالتنديد وإدانة هذه الجريمة التي “قد تودي بحياة نصف مليون إنسان في منطقة شمالي القطاع وأطرافها”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الرعایة الصحیة فی غزة فورین بولیسی
إقرأ أيضاً:
“الدموية في نظام بشار الأسد: قراءة في ضوء علم النفس السياسي”
“الدموية في #نظام_بشار_الأسد: قراءة في ضوء #علم_النفس_السياسي”
بقلم الكاتبة #هبة_عمران
لطالما كان علم النفس السياسي أداة لفهم السلوكيات القمعية للأنظمة الدكتاتورية، ولا يمكن تجاوز شخصية بشار الأسد دون تحليلها ضمن هذا الإطار. فمنذ وصوله إلى السلطة، طبع الأسد نظامه بالدموية والعنف الممنهج، ما يثير تساؤلات حول العوامل النفسية والسياسية التي تغذي هذا السلوك.
الأسد: الشخصية السلطوية وآليات الدفاع النفسي
مقالات ذات صلةيظهر بشار الأسد كحاكم سلطوي، تتجذر في شخصيته ميول نرجسية واضحة. يحرص دائمًا على تصدير صورة الحاكم القوي الذي لا يتزعزع أمام الضغوط. لكن خلف هذه القشرة، يمكن رصد انعدام أمان داخلي مرتبط بعقدة الخوف من فقدان السيطرة، وهي سمة تتكرر في الشخصيات التي تصل إلى السلطة دون شرعية شعبية حقيقية.
وفقًا لعلم النفس السياسي، يميل القادة الذين يعانون من انعدام الثقة بالنفس إلى التعويض عن ذلك بالعنف المفرط لإخضاع الخصوم وبناء ولاء قائم على الخوف.
الدموية كوسيلة للبقاء في السلطة
يتجلى السلوك الدموي للأسد في السياسات التي تبناها خلال الثورة السورية، حيث اعتمد على القتل والتدمير كوسائل لإسكات المعارضة. هذا السلوك ليس مجرد استراتيجية سياسية باردة؛ بل هو انعكاس لتراكمات نفسية تتسم بالبارانويا والخوف المستمر من المؤامرات.
علم النفس السياسي يفسر هذا السلوك باعتباره وسيلة لحماية الذات من تهديدات حقيقية أو متخيلة، حيث يصبح العنف هو الحل الوحيد للتخلص من أي مقاومة محتملة.
الإرث الأسري وتأثير البيئة المحيطة
لا يمكن فهم شخصية الأسد دون الرجوع إلى إرث والده، حافظ الأسد، الذي أسس نظامًا قائمًا على الرعب والولاء الأعمى. بشار، الذي نشأ في هذا المناخ، تشرب أساليب الحكم القائمة على القوة المطلقة. هذه التنشئة انعكست في سلوكه، حيث يرى في القمع المفرط وسيلة “طبيعية” لضمان الاستقرار.
النتائج النفسية على المجتمع السوري
علم النفس السياسي لا يكتفي بتحليل شخصية الحاكم، بل يمتد إلى دراسة تأثير سلوكياته على شعبه. النظام الدموي للأسد خلق مجتمعًا مثقلًا بآثار الصدمة الجماعية، حيث يعيش السوريون في حالة من القلق المستمر، تفكك النسيج الاجتماعي، وتراكم الكراهية بين الطوائف.
خاتمة
من خلال قراءة دموية بشار الأسد في ضوء علم النفس السياسي، يتضح أن العنف الذي ينتهجه ليس مجرد أداة حكم، بل هو انعكاس لأزمة نفسية عميقة. سلوك الأسد يوضح كيف يمكن للجوانب النفسية لشخصية القائد أن تشكل مصير أمة بأكملها، محولة السلطة إلى مصدر رعب وعنف بدلًا من أن تكون أداة لخدمة الشعب.