إبراهيم عثمان: تجار المواقف
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
▪️ عندما قام حميدتي بتوزيع الهدايا على رجال الإدارة الأهلية اشترك حلفاؤه الحاليين مع عامة الناس في الحكم على ذلك بأنه محاولة مدانة لشراء ولائهم، لكن بعد تمرده انقلب موقفهم إلى النقيض ، فقد سلم من انتقادهم رجال الإدارة الأهلية الذين نجحت الهدايا في شراء ولائهم، وأعلنوا وقوفهم مع التمرد، واشتراكهم فيه، أما الذين لم تفلح الهدايا في شراء ولائهم وقالوا ( لا للتمرد ) ودعموا الجيش فقد انتقدوهم واتهموهم بالعمل على تحويل الحرب إلى حرب قبلية !
▪️ كذلك سلِم د .
بلا تفتيش ضمائر وبلا محاكمة نوايا وبالاستناد على هذه المواقف الواضحة ودلالاتها يمكننا أن نستنتج :
▪️أن اعتراض حلفاء حميدتي على شراء الولاءات لا يرتبط بمبدأ وإنما بمصلحة، وعندما تلتقي مصلحتهم مع مصلحة الشاري لا يمانعون في بيع الولاء والمواقف بمقابل مادي أو مادي وسياسي .
▪️أنهم لا يستطيعون إقناع الناس بأن الدول والمنظمات الغربية ملائكة وأن إنفاقها على أنشطة الأحزاب بعيدة عن فكرة شراء الولاء .
▪️أنهم الآن ينظرون إلى رجال الإدارة الأهلية الذين لم تنجح الهدايا في شراء ولائهم ( كأعداء )، وإلى من نجحت في شراء ولائهم ( كزملاء ) !
▪️أن حميدتي قد تأخر، بسبب حسابات تخصه، في شراء ولائهم، وقام به في الشهور التي سبقت محاولته الانقلابية وتمرده، وأنه لو كان قد وزع عليهم هداياه المالية والسياسية في وقت متزامن مع توزيع هداياه للإدارة الأهلية لما اشتركوا مع بقية الناس في التشكيك في نواياه وفي ذمة متلقي الهدايا .
▪️ أنهم من حيث المبدأ لا يعترضون على اجتياح العاصمة وتفكيك الأجهزة النظامية وإعادة تشكيلها وفقاً لإرادة حركة متمردة تحتكر كل الدولة وأجهزتها بالتعاون مع من يقبلون مساعدتها في ذلك .
▪️أنهم لا يبالون بأي حركةٍ مسلحةٍ جاء الاجتياح والتفكيك وإعادة التشكيل ما دامت الحركة تعادي من يعادون، لكنهم يفضلون أن يحدث هذا بواسطة حركة لديهم تحالف قوي معها .
▪️أن ( الوطنيين الكتار غير الفاسدين) داخل الأجهزة النظامية الذين افترض د. محمد جلال أنهم يرحبون بأن تجتاح حركة متمردة العاصمة وتحل الأجهزة النظامية وتعيد تشكيلها من جيشها، ويقبلون التعاون معها في ذلك هم ذاتهم ( شرفاء الجيش ) الذين يتحدث عنهم الدعم السريع وحلفائه .
▪️وأنهم يرون في تراجع د. جلال عن فكرة الاجتياح والتفكيك والاحتكار ( ردةً ثوريةً ) حتى إذا ثبت لهم أن تراجعه يرتبط بالدعم السريع وليس تراجعاً نهائياً عن الفكرة نفسها .
إبراهيم عثمان
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: من جیشها
إقرأ أيضاً:
غزة في عيون العالم.. مأساة إنسانية وصراع المواقف الدولية
بين ركام المنازل المدمرة وأصوات الأطفال الباحثين عن أمان مفقود، تتحول غزة يومًا بعد يوم إلى عنوان للألم الإنساني الذي يتردد صداه في كل أرجاء العالم.
صراخ غزة يصل للعالمتتصاعد المأساة في غزة، حيث تزداد معاناة السكان مع استمرار الحصار والقصف، وسط نقص حاد في الإمدادات الطبية والغذائية.
دفعت المشاهد المروعة للمدنيين تحت الأنقاض العديد من الدول إلى إطلاق نداءات عاجلة لوقف التصعيد، ووصفت الأمم المتحدة الوضع بـ”الكارثة الإنسانية”، مطالبة الأطراف المتنازعة بضرورة احترام القانون الدولي الإنساني.
أرقام تعكس حجم الكارثةوفقًا لتقارير حديثة، تجاوز عدد القتلى في غزة 50،000 شخص منذ بدء الصراع في أكتوبر 2023.
كما تعرضت أكثر من 250،000 وحدة سكنية للتدمير الكلي أو الجزئي، مما أدى إلى تشريد مئات الآلاف من السكان.
بالإضافة إلى ذلك، تشير التقارير إلى أن أكثر من 80% من الطرق تعرضت للتدمير الكلي، مما يزيد من صعوبة وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.
ردود أفعال متباينةتحركت بعض الدول بقوة تجاه الأزمة، حيث استضافت مصر مؤتمرًا إنسانيًا لبحث سبل تقديم المساعدات، بينما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال ضد مسؤولين بارزين متهمين بارتكاب جرائم حرب.
في المقابل، كانت ردود أفعال بعض القوى الكبرى متحفظة أو حتى داعمة لاستمرار العمليات العسكرية، مما أثار استياء واسعًا في الشارع العربي والدولي.
أصوات تضامن ودعوات للسلامخرجت مظاهرات في عواصم العالم تضامنًا مع غزة، حيث رفع المتظاهرون شعارات تطالب بإنهاء الحصار ووقف العدوان.
في باريس ولندن، انضم الآلاف إلى مسيرات سلمية، بينما دعا نشطاء حقوق الإنسان إلى تحقيق دولي شامل لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات.
الجانب الإنساني المنسيرغم الجهود الدبلوماسية، يبقى الإنسان في غزة هو الضحية الأولى، تعيش عائلات بأكملها في العراء بعد أن فقدت منازلها، وأطفال يكبرون وسط الدمار وأصوات الأمهات تتردد في أروقة المستشفيات المزدحمة، بحثًا عن علاج غير متوفر.
ماذا بعد؟أزمة غزة ليست مجرد صراع سياسي، بل اختبار حقيقي لضمير العالم. هل سيبقى المجتمع الدولي مشاهدًا، أم سيتحرك لإنقاذ أرواح لا ذنب لها سوى أنها تعيش في غزة؟
غزة اليوم هي قصة شعب يبحث عن الأمل وسط الظلام، ورسالة للعالم بأن الإنسانية لا يجب أن تُنسى، حتى في أشد الأزمات.