بين التصنيف والمقايضة.. ثابتون
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
استنفار وإعلان للنفير والجهوزية القتالية والاستعداد للمشاركة في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، عروض عسكرية شعبية، تخرُّج دفع مقاتلة من الدورات العسكرية المفتوحة، مسيرات مليونية، لقاءات قبلية، ووقفات احتجاجية، تؤيد إجراءات القوات المسلحة لردع تحركات أمريكا والكيان الصهيوني وبريطانيا، تسليم وتفويض كامل للقيادة في كل الخيارات والقرارات المناصرة والداعمة للشعب الفلسطيني.
يؤكد اليمنيون أنهم شعب حيّ طوى صفحة الإذعان والخنوع لهيمنة الغربي، وصار شوكة التغيير للنظام العالمي بما يُحدثه من ردعٍ صفع جبروت وغطرسة التفوق الغربي وأصابه في مقتل.
واليوم وأمريكا تحاول جمع أشلاء هيبتها التي تناثرت بفعل شجاعة اليمنيين وإصرارهم على موقفهم، تبدو الضربات التي تنفذها بمعية بريطانيا أشبه بقشّة اليأس التي ستقصم ظهر غطرستها، خصوصا وأنها تعيد مشاهد العدوان السعودي الأمريكي بقصف ما جرى قصفه سابقا، وبلا أثر يذكر له، بعكس الضربات اليمنية التي بدأ تأثيرها يصل إلى عقر دار الأمريكي والبريطاني والأوروبي عموما، وإذا ما استمر العدوان على اليمن فإن بركان اليمن الذي تحدث عنه محمد حسنين هيكل سينفجر، والتداعيات بكل تأكيد ستذيب ما تبقى للأمريكي من هيبة لدى من لا تزال مخدوعة بهذه الهيبة من الدول الاتكالية، كما ستشعر الدول السلبية، بألم الصمت والتزام الحياد في قضايا إنسانية حين تتمدد التأثيرات فتصيب كل دول المنطقة والعالم.
وإزاء ذلك كله – والتأكيد اليمني المستمر في الثبات على الموقف الديني والإنساني والأخلاقي ضد استباحة دم الشعب الفلسطيني – يبدو تحريك واشنطن لممثليها للترهيب بالعصا والإغراء بجزء من الجَزَرَة غير نِدّ للموقف اليمني، وليس بالكفؤ للارتقاء إلى هذا المستوى لاستناده على دعاوى باطلة تحاول من خلالها تثبيت الشر والظلم بين دول المنطقة، وترسل من خلال ذلك رسائلها للعالم بأن القطبية الأمريكية لا تزال سيدة الأحداث في العالم والموجهة مساراتها.
ويغيظ الكيان الأمريكي أن كل هذا الجهد والإجهاد لا يعني لليمن شيئاً، وأن التذكير بأن الوقت قد أزف لسريان قرار التصنيف ونعت الشعب اليمني بالإرهاب لا يغير من الأمر شيئاً، خصوصا مع ازدراء هذا الأسلوب الرخيص بالتلويح بورقة ابتدعتها واشنطن ثم تريد المقايضة بها في مقابل التوقف عن مساندة المظلومين، سياسة فجّة عبثية متحللة من أي قيم ولن تمر بطبيعة الحال، وجموع أمس الأول أعادت التأكيد من جديد على الوقوف مع غزة حتى النصر وليكن من إجراءات أمريكا ومن معها ما يكون، وليس في الأمر عنترة وفرد عضلات وإنما استنكار لهذا النوع من المقايضة غير الأخلاقية.
قد تتمادى أمريكا في الغيّ والضلال وستحتكم فقط إلى صوت غرائزها لسفك الدماء وصنع الأزمات، إنما ذلك بكل تأكيد لن يكون في صالحها وربما الحاصل الآن من استهداف لوجودها في غير مكان من المنطقة يشير إلى ذلك بوضوح.
من صالح أمريكا أن تغير من طريقة تفكيرها وتحديدها لطرائق الحفاظ على مصالحها بعيدا عن الأوراق المحروقة على شاكلة الكيان الصهيوني الباحث اليوم عن مخرج لنفسه من ورطة مواجهة المقاومة في فلسطين، عدا ذلك لا يمكن بأي حال إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.
كل شيء كما يبدو يسير على غير هوى أمريكا وبريطانيا ومن لف لفيفهما.
المخضرمون وكبار الاستخباراتيين والمحللون الدوليون – بما فيهم الأمريكان أنفسهم – يؤكدون أن واشنطن قد صنعت لنفسها مستنقعا من الفشل والخيبة والذل والمهانة حين قررت الدفاع عن الكيان الصهيوني، وحين قررت مواجهة الشعب اليمني الذي يأبى الضيم بطبعه، والذي خَبِرَ القتال في كل الظروف.
أمريكا ذات العمر الضئيل أمام اليمن، بلد العشرة آلاف عام، ومَن أشع بحضاراته على كل الأرض ونشر مقاتليه لنجدة المستضعفين في كل البسيطة – تحاول مجددا فرض واقع جديد على اليمنيين، واقع فرض الإرادة الأمريكية والغربية لتقبُّل كل ما يُملى عليهم من توجيهات، والواضح من ذلك أن السنوات العشر الماضية أثبتت أن أمريكا من الغباء ما يجعلها تقع في الخطأ مرات ومرات ولا تتعلم.
وعلى هذا، ربما بنى المحللون استنتاجاتهم بأن نجم أمريكا في مواجهة اليمن لم يعد مضيئا إلا بالطاقة الشمسية الصناعية، وربما قريبا يأفل هذا النجم ويصير الاتحاد الأمريكي مجرد ورقة في صفحات التاريخ تحكي كيف خذل الغرور يوما أصحابه، فساقهم إلى قعر حفرة وردم عليهم بالتراب.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
ثبات الموقف اليمني مع غزة سلاح المسلمين لمواجهة الإجرام الصهيوني
إن تدمير الأخلاق والقيم هي الحرب التي يتنافس فيها الغرب الأوروبي وأمريكا وإسرائيل للسيطرة على حكم العالم عامة، والسيطرة على العرب والمسلمين عامة، والتمسك بالأخلاق والقيم هو السلاح الذي يجعل كل شعوب ودول وأمم العالم توحد معركتها ضد الصهيونية العالمية والرأسمالية الأمريكية والغرب الحقير، وضد اللقطاء على التاريخ والجغرافيا، إن الصهيونية وأمريكا والغرب – في جوهرهم – شيطان إجرامي وحربي وقاس وعنيف، مع ذاته ومع غيره، أجلبوا تاريخهم منذ بداية الخليقة إلى يومنا هذا، وانظروا فيه حقبة وراء حقبة، لتروا أصول البربرية كما أنزلت، ولتروا أصول الهمجية الإجرامية كما يريدها الشيطان نفسه، حروبهم ضد الأنبياء والرسل والصالحين، حروبهم بين بعضهم، حروبهم ضد غيرهم، حروبهم بالوكالة، قذارة الكيد والحرب والثأر والغنيمة – قتلاً ودماراً وسلباً ونهباً وتزويراً وتضليلاً – هذه هي الموهبة والفطرة والغريزة الكامنة في أعماق الصهيونية والغرب وأمريكا، كانت هكذا، ومازالت هكذا، وسوف تبقى هكذا إلى إن يرث الله الأرض ومن عليها..
إذا تسألنا عن السبب الذي جعل الصهيونية الروح الأمريكية والغربية الإجرامية تختفي فجأة من ذهنية الشعوب والأمم ..؟!!، أو كيف جملت هذه الروح الشيطانية نفسها خلال قرن واحد من الزمان..؟!!، السبب بسيط جدا، وهو أن جوهر الروح الإجرامية بقيادة (أمريكا وبريطانيا) وبتخطيط شياطين (الصهيونية) عمل على إخفاء روح القيم والأخلاق عند المجتمعات والشعوب والأمم الأخرى عمدا، عندما حشدت الدول الغربية نفسها وجيشوها لتدمير وقتل واحتلال الشعوب والدول والأمم في أفريقيا وآسيا والأمريكيتين واستراليا بغزواتها الاستعمارية وصولا إلى الحرب العالمية الأولى، التي أبادت الشعوب الغربية نفسها، لهدف واحد ونتيجة واحدة هي إعلان وعد بلفور بولادة كيان العدو الصهيوني في فلسطين..
إن وعد بلفور ومنح اليهود دولة فلسطين العربية، يتجدد اليوم بوعد ترامب بتهجير أبناء غزة، هذه هي الصورة الأبرز لحقيقة الإجرام الغربي البريطاني الأمريكي الخادم للصهيونية، الذي احتاج لتغطية وجهه الشيطاني والإجرامي الذي زرعه في فلسطين، للقيام بحرب عالمية ثانية، قتلت واحتلت ونهبت وأهانت وجوعت وفككت وقسمت دول وشعوب العالم العربي والإسلامي كله، لتأتي أمريكا لتقود العالم، وهي الدولة اللقيطة على التاريخ والجغرافيا، وماذا يعمل اللقيط غير تدمير الأخلاق والقيم والأصالة، حتى يتساوى الجميع مع أخلاق اللقيط، منح الغرب اللقطاء الصهاينة والأمريكان دولا وجيوشا، ليغطي على جرائمه بقشرة رقيقة مما أبدعه شيطان الصهيونية من تضليل وزيف الديمقراطية والدساتير والعلوم والفلسفة والمزيكا والفنون والأدب والقانون، مجرد قشرة تضليلية تسقط في ثوانٍ عندما تستيقظ روح الإجرام والعدوان الكامنة من مرقدها الغربي والأمريكي، المطمئن بنومه العميق في حضن الصهيونية العالمية..
لكل هذا لا قوة السلاح والعتاد ولا قوة الاقتصاد ولا أي معيار آخر ممكن أن يبقي على أمة إذا تدمر دينها كما يفعل بن سلمان وتركي آل الشيخ في شعب الجزيرة العربية، أو انهارت أخلاق شعبها أو السواد الأعظم منهم، وقبل البقية الباقية بهذا الانهيار الديني والأخلاقي، أو وقفوا متفرجين على غزة، والعكس اننا بقيم الشعب اليمني والجيش اليمني والقائد اليمني التي وقفت مع فلسطين وأبناء غزة، فانتصرت غزة وانتصر محور المقاومة بثبات أخلاق وقيم مسيرة الشعب اليمني الإيمانية والقرآنية، وخلال عام وخمسة اشهر أكدت اليمن قيادة وشعبا وجيشا لكافة شعوب العالم ان هدى الله والأخلاق والقيم الأصيلة للإنسان السوي ليست المسئولة فقط عن بقاء الأمم والشعوب، بل انها في الأصل، أساس الرسالة المحمدية، التي قال فيها النبي الأكرم صلى الله عليه وعلى آله وسلم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، أكد الشعب اليمني للعالم ما كان الغرب يريد إخفاءه وهو أن الإسلام ليس مجرد سلوك يعتاده المسلم، وإنما هو قانون رسمي يؤكد على أن الأخلاق والقيم هي من تمنح العزة والكرامة والنجاح للأمم والشعوب، وهي من تعطيها حق الانتصار على الإجرام الإسرائيلي والأمريكي والغربي اليوم الذي يمارسونه علنا على أبناء غزة ..