ضمن ظاهرة المستريح.. كيف تبرز قضية سلمى الغزاوي بين طرق النصب الأشهر على منصات السوشيال ميديا؟
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
تتسلل قضية سلمى الغزاوي إلى أمام الرأي العام كفصل جديد في سجل النصب والاحتيال، حيث تتخطى الحدود البليون جنيه مصري، مارِّجة وراءها سلسلة من الضحايا المكلومين. في ظل الوقت الذي تُعَد فيه الشبكات الاجتماعية ملاذًا للتعبير والإبداع، يسلط هذا الحادث الأخير الضوء على الجانب المظلم لهذه المنصات. يتم استغلال ثقة المتابعين وتحويلها إلى وسيلة للإثراء غير المشروع.
وفي هذا الإطار أثارت قضية النصب جدلًا واسعًا في الأوساط الإعلامية، وفي تصريحات صادمة أدلت بها إحدى ضحايا واقعة نصب كبيرة، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج “الحكاية” المذاع على قناة “إم بي سي مصر”، كشفت الضحية، ياسمين، عن تفاصيل العملية التي أدت إلى خسارة كبيرة للعديد من الأفراد، وفقًا لياسمين، المتهمة بالنصب لم تكن بلوجر كما زُعم، بل استغلت أسماء مشاهير لتنفيذ عمليات نصب بلغت قيمتها 200 مليون جنيه، وليس مليار جنيه كما أشيع سابقًا.
ياسمين أوضحت أن النصابة كانت تجمع الأموال مقابل كوبونات شراء أونلاين، ولكنها فشلت في تسليم هذه الكوبونات في الموعد المحدد، خلال فترة عمل قصيرة استمرت 40 يومًا فقط، تمكنت من جمع مبلغ يقدر بـ100 مليون جنيه، مع العلم أن 2000 فتاة فقط قد تقدمن ببلاغات، مما يشير إلى وجود عدد أكبر من الضحايا.
ومن المحزن أن القصص الفردية للضحايا تعكس حجم اليأس والخسارة، حيث ذكرت ياسمين حالات مؤثرة مثل امرأة باعت مجوهراتها لشراء الكوبون، وأخرى تعرضت للطلاق بسبب الديون المتراكمة، تُظهر هذه الشهادات الحاجة الماسة للضحايا لاستعادة أموالهم، مع تأكيدهم على أن العقاب القانوني للمتهمة ليس كافيًا بالنسبة لهم، بقدر حاجتهم إلى استرداد ما فقدوه.
وكشفت إحدى ضحايا عمليات النصب أن المتهمة سلمى، التي ادعت كونها صيدلانية ومسوقة لماركات عالمية، استغلت سمعتها المزعومة لجذب الضحايا بوعود الربح من استيراد ملابس ومستحضرات تجميل من الإمارات، السعودية، والكويت، بعد تحقيقهم خسائر، اكتشف الضحايا اختفاء كل طرق التواصل معها، مما دفعهم لتقديم بلاغات بالواقعة للشرطة.
وفي ضربة أمنية ناجحة، تمكنت أجهزة وزارة الداخلية بالتعاون مع قطاع الأمن العام ومديريتي أمن الجيزة والمنوفية من كشف غموض قضية نصب الكترونية كبرى، إثر تلقي مركز شرطة أشمون بمحافظة المنوفية بلاغات من مواطنين يعملون في مجال التسويق الإلكتروني عبر موقع “فيس بوك”، الضحايا أفادوا بتعرضهم للنصب من قبل خمسة أشخاص مقيمين بدائرة المركز، حيث تم الاحتيال عليهم والتحصل منهم على مبالغ مالية تجاوزت الـ99 مليون جنيه، مقابل وعود بشراء ملابس لتسويقها عبر الإنترنت لم تُف بها.
والتحريات المكثفة أثمرت عن تحديد هوية المتهمين وأماكن تواجدهم، وتم ضبطهم في عملية نوعية، عند مواجهتهم بالأدلة، اعترف المتهمون بارتكاب الجريمة، مقرين بجمعهم للمبالغ المالية المذكورة تحت زعم استيراد ملابس من الخارج لحساب التجار الإلكترونيين، وترويجهم لعملياتهم التجارية المزيفة عبر “فيس بوك”، إلا أنهم خالفوا الاتفاقيات المبرمة مع ضحاياهم وأقدموا على غلق حساباتهم الإلكترونية لطمس أي أثر يمكن أن يقود لهم.
وقد أحيل المتهمون إلى النيابة العامة، التي باشرت التحقيقات الفورية للوقوف على كافة جوانب القضية واتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة، وتأتي هذه العملية كتأكيد على يقظة الأجهزة الأمنية وحزمها في ملاحقة مرتكبي الجرائم الإلكترونية وحماية الأموال العامة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: قضايا النصب
إقرأ أيضاً:
ذنوب السوشيال ميديا.. احذر معصية منتشرة تلاحق مرتكبها ويحاسب عليها
حذرت الدكتورة هبة النجار، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، من أخطر ذنوب السوشيال ميديا المنتشرة بين الناس، لافتة إلى أنها أصبحت من العادات المنتشرة في الآونة الأخيرة ويرتكبها كثيرون في غفلة عن السيئات التي يتحملونها.
وأكدت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأحد، أن التنمر الإلكتروني عبر وسائل التواصل الاجتماعي لا يختلف في حكمه عن التنمر اللفظي أو الجسدي، بل قد يكون أشد ضررًا، نظرًا لانتشاره السريع وتأثيره العميق على الحالة النفسية للأفراد، خاصة الشباب والمراهقين.
وأوضحت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، أن البعض يظن أن التعبير عن الرأي على السوشيال ميديا بلا ضوابط، فيطلقون تعليقات مسيئة أو يسخرون من الآخرين ظنًا منهم أنها مجرد مزاح، لكن في الحقيقة، هذه الأفعال محرمة شرعًا وتعد من صور الأذى الذي حذر منه الإسلام، مستشهدة بقول النبي ﷺ: "المسلم ليس بطعّان، ولا لعّان، ولا فاحش، ولا بذيء".
أول تعليق من الأزهر عن التنمر بتقليد طريقة كلام الناس: مرفوض دينيًا وأخلاقيًا
أستاذ الحديث بجامعة الأزهر: التنمر محرم شرعًا ومظهر من مظاهر الجاهلية
وأضافت أن التنمر الإلكتروني قد يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس، والاكتئاب، بل وقد يصل الأمر إلى الانتحار في بعض الحالات، مؤكدة أن الإسلام شدد على احترام مشاعر الآخرين وعدم السخرية منهم، لقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ".
وشددت النجار على أهمية التصدي لهذه الظاهرة، موضحة أن من يشاهد التنمر ولا ينكره يكون شريكًا في الإثم، إلا إذا رفضه بقلبه أو تدخل لإنكاره باللسان أو الفعل، مستدلة بتصرف النبي ﷺ عندما نهى الصحابة عن الضحك على دقة ساقي الصحابي عبد الله بن مسعود، مؤكدًا أن لهما وزنًا أعظم من جبل أحد في الميزان عند الله.
ودعت إلى التحلي بأخلاق الإسلام، والتوقف عن نشر التعليقات المسيئة أو تداول الصور والمنشورات التي تسخر من الآخرين، مطالبة الأهل والمدارس بتوعية الشباب بمخاطر التنمر وآثاره السلبية على الأفراد والمجتمع.