مجلة أمريكية: جبهة إسلامية جديدة عابرة للطائفية هي التحدي الأكبر الذي يواجه واشنطن
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
الجديد برس:
أكدت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية، أن جبهة إسلامية عالمية جديدة قد تمثل التحدي الأكبر لأمريكا نتيجة العدوان الإسرائيلي على غزة.
وقال الباحث في جامعة “بريستول” البريطانية والمختص بالإسلام العالمي، توبي ماثيسون، إن “استمرار العدوان على قطاع غزة أدى إلى طمس الانقسامات الطائفية التي غالباً ما شكلت المنطقة”، موضحةً أن العدوان على غزة، أدى إلى تغييب البعد الطائفي في التعاطف مع غزة.
كما أشارت المجلة إلى أن “احتلال فلسطين يحمل مكانةً خاصة، فالمسلمون متحدون تقريباً من أجل تحريرها ويعدونها بمنزلة نقطة التقاء مشتركة في مختلف أنحاء العالم الإسلامي”، وأن “العدوان على غزة حول مشاعر المسلمين إلى قوة موحدة، إذ حصلت حماس على مستوياتٍ مُماثلة من الدعم العابر للطوائف”.
وذكرت المجلة بأنه “منذ ما يقرب من قرن من الزمان، كان دعم الفلسطينيين شيئاً اتفق عليه المسلمون السنة والشيعة في جميع أنحاء العالم”، مشيرةً إلى إمامة الشيخ العراقي محمد حسين آل كاشف الغطاء عام 1931 صلاة الجمعة في المسجد الأقصى في القدس، في مؤتمر عقد لتسليط الضوء على تضامن المسلمين ضد الصهيونية”.
وأضافت أن “تراجع البعد الطائفي في السياق الفلسطيني، يأتي إلى جانب تطورات أخرى مثل التقارب السعودي- الإيراني في مارس 2023 والمحادثات الجارية بين السعودية وحكومة صنعاء في اليمن، وكذلك الديناميات الجديدة في كلٍ من العراق ولبنان، جعلت من العامل الطائفي أقل أهمية”.
لذلك، فإن “جبهة إسلامية موحدة تضم السنة والشيعة في محور المقاومة، تشكل تحدياً يذهب أبعد من مواجهة إيران ودول المحور في العراق واليمن ولبنان وسوريا، ومن خلال سد الفجوة الطائفية في الشرق الأوسط”، وهو بحسب المجلة “يهدد بتراجع التأثير الأمريكي ويعقد على المدى البعيد أي تدخل عسكري مستقبلي” في المنطقة.
كما أشارت إلى أن “أي وحدة جديدة بين المسلمين تمثل عقبات مهمة أمام جهود الولايات المتحدة لفرض سلام من القمة إلى القاع تستثني فيه القوى الإسلامية الفلسطينية”.
“حرب غزة رفعت مستوى حضور محور المقاومة في المنطقة”كذلك، لفتت “فورين أفيرز” إلى أن دعم إيران ومحور المقاومة لحماس أدى إلى تزايد حضور المحور في أنحاء الشرق الأوسط، ولذلك فإيران وحلفاؤها من المرجح أن يتمتعوا بقدر أعظم من النفوذ، نتيجة أخطاء الماضي والحاضر التي ارتكبها خصومهم في “إسرائيل” والغرب.
أما بالنسبة إلى الدول العربية المؤيدة للغرب، فسوف يكون لزاماً عليها أن تسعى إلى سد الفجوة المتزايدة الاتساع بين سياساتها وتعاطف مواطنيها خشية أن يجدوا أنفسهم في مواجهة موجة جديدة من الانتفاضات العربية، تحذر المجلة.
وتلفت”فورين أفيرز” إلى أنه “بات من الواضح على نحو متزايد بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية أنه سيكون من المستحيل أن توقف التصعيد الإقليمي ما لم تتمكن من تأمين وقف إطلاق النار في غزة، وإنهاء الاحتلال، وأخيراً إنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة”.
وتابعت بأنه “من الصعب أن نتصور قيام دولة فلسطينية، إذا لم تكن مدعومة من جميع الفصائل الفلسطينية وجميع القوى الإقليمية الكبرى، بما في ذلك السعودية والدول العربية الأخرى، وأيضاً تركيا وإيران وقوى المحور”.
وختمت المجلة بقولها إنه في “غياب الحل العادل، فإن الشرق الأوسط لن يتمكن أبداً من تحقيق السلام الدائم، لذلك، فإن البديل هو دورة لا تنتهي من العنف، وتراجع النفوذ الغربي”، محذرة من أن “المنطقة تصبح مع الأيام منطقة معادية بشكلٍ أساسي للغرب نفسه”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
23 ديسمبر .. يوم خلود بطولات بورسعيد وتضحيات شعبها
تحل اليوم 23 ديسمبر ذكرى عيد النصر، ذكرى انسحاب آخر جنود بريطانيا وفرنسا من مدينة بورسعيد الباسلة، بعد مقاومة بطولية عنيدة.
وفى ذكرى انتصار المقاومة الشعبية بمدينتى بورسعيد وبورفؤاد على دول العدوان الثلاثى “إنجلترا- فرنسا- إسرائيل”، فى 23 ديسمبر 1956، تحتفل محافظة بورسعيد بـ عيد النصر الـ68، الذى اختارته المحافظة ليكون عيدًا قوميًّا لها.
صمود المصريين وإرادتهم أجبرا قوى العدوان الثلاتي على الانسحاب، وكتب صفحة جديدة في تاريح المنطقة، وأعاد لمصر قناة السويس إلى أحضان شعبها.
صدت المقاومة الشعبية في بورسعيد الاحتلال بضراوة واستبسال حرّك العالم ضد القوات المعتدية، وساندت الدول العربية مصر، وفي 2 نوفمبر اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا بوقف القتال، وفي 3 نوفمبر وجه الاتحاد السوفيتي إنذارًا إلى بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، وأعلن عن تصميمه على محو العدوان، كما استهجنت الولايات المتحدة العدوان على مصر، فأدى الضغط الدولي إلى وقف التغلغل الإنجليزي الفرنسي وقبول وقف إطلاق النار ابتداءً من 7 نوفمبر، ودخلت قوات طوارئ دولية تابعة للأمم المتحدة، وفي 19 ديسمبر تم إنزال العلم البريطاني من مبنى هيئة قناة السويس ببورسعيد، ثم انسحاب القوات الفرنسية والإنجليزية من بورسعيد في 22 ديسمبر، وفي 23 ديسمبر تسلمت السلطات المصرية مدينة بورسعيد واستردت قناة السويس.
تحية إكبار وإجلال إلى بورسعيد وشعبها البطل، إلى الصيادين والبمبوطية والصنايعية والمواطنين البسطاء الذين احتضنوا المتطوعين المصريين والضباط الذين نظموا المقاومة الوطنية.. تحية إلى كل من حمل روحه على كفه من أجل استقلال هذا الوطن.
ذكرى العدوان الثلاثي على مصر تعتبر واحدة من أهم الأحداث العالمية التي ساهمت في تحديد مستقبل التوازن الدولي بعد الحرب العالمية الثانية، وساهمت في أفول نجم القوى الاستعمارية.
ظهرت أزمة السويس عقب توقيع اتفاقية الجلاء سنة 1954 بعد مفاوضات مصرية بريطانية رافقتها مقاومة شعبية شرسة للقوات الإنجليزية في القناة، وبدت علاقة الرئيس الراحل عبد الناصر مع الدول الغربية في تلك الفترة في صورة جيدة خاصة مع موافقة البنك الدولي بدعم أمريكي بريطاني على منح مصر قرضا لتمويل مشروع السد العالي، الذي تم إلغاؤه في وقت لاحق.
بورسعيد تحتفل بذكرى عيد النصروأعلن اللواء محب حبشي، محافظ بورسعيد عددا من الفعاليات لإحياء عيد المحافظة القومي، من خلال احتفالات البمبوطية وفرق الفلكلور الشعبي والزيارات الميدانية لعدد من طلاب المدارس للمتحف الحربي للاطلاع على تاريخ المقاومة في المدينة الباسلة، ويستقبل الفنار إضافة إلى بعض المناطق السياحية الرحلات، وتستقبل ساحة مصر سفن الرسو، التي أصبحت نافذة العالم على محافظة بورسعيد لتسجل ساحة مصر مشاركة متميزة في الاحتفال من خلال الوافدين من أصحاب الجنسيات المختلفة لمشاهدة الاحتفالات بور سعيد بالعيد القومي.