حرق المنازل.. إضرام إسرائيلي ممنهج يلفح قلوب الغزيين
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
«لم نتخيل للحظة أن يحرق الاحتلال منزلنا بهذا الشكل، إنّ إحراقه أصعب علينا من قصفه وتدميره»، هكذا وصف الفلسطيني عبد الرحمن أبو حميدان شعوره بعد أن أضرم الجيش الإسرائيلي النار بمنزله بمخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وفي 27 أكتوبر2023، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية برية توغل خلالها في عدة مناطق وأحياء بمحافظتي غزة وشمال القطاع، دمر خلالها البنية التحتية بالكامل.
وإثر الفظائع المرتكبة بالقطاع، تواجه إسرائيل اتهامات بارتكاب إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية، لأول مرة بتاريخها، ما قوبل بترحيب إقليمي وعالمي، ومعارضة أمريكية.
بنبرة حزينة يقول أبو حميدان وهو يقف داخل منزله المحترق: «هذا المنزل (كنت) أسكن فيه أنا وعائلتي وإخواني، أطفال ونساء ورجال، وهو منزل متعدد الطبقات».
ويضيف الرجل لمراسل الأناضول: «تفاجأنا من حجم الدمار والخراب الموجود في المنزل، ثم تفاجأنا أكثر عندما وجدنا أن القوات الإسرائيلية كانت متواجدة داخله وحوّلته إلى نقطة عسكرية». ويستكمل أبو حميدان حديثه بحرقة: «بعد أن انتهى الجيش من (استخدام) المنزل قام بحرقه وتحويله إلى دمار كبير».
ويبين أنه وعائلته كانوا قد غادروا المنزل بفعل القصف الإسرائيلي العنيف وإطلاق القذائف بشكل كثيف على الحي والمناطق المجاورة خلال التوغل البري شمال قطاع غزة.
ويوضح أن المنزل أصبح غير صالح للسكن وآيلا للسقوط، حسب إفادة بعض المهندسين الذين أحضرهم لتقييم أساسات المنزل، مبينًا أنه يتوجب عليهم هدم المنزل وإعادة بنائه من جديد.
ويقول أبو حميدان: «هذا أصعب علينا من قيام الاحتلال بقصفه وتدميره لأنك ستقوم بهدم منزلك بنفسك ولن تستصلح منه شيئاً».
وبينما كان أبو حميدان يتفقد آثار الدمار في فناء منزله، قال شقيقه الحاج إسماعيل أبو حميدان: «استهدف الجيش المنزل بصواريخ وقصفه بالمدفعية واقتحمه بالدبابات، حرقه ثم دمر سور المنزل والحديقة». ويضيف: «نحن ثلاث عائلات نسكن هذا المنزل، أنا وشقيقي وابني المتزوج، وقمت ببناء شقق سكنية لابنيّ الاثنين الآخرين غير المتزوجين، حيث كنت أنوي أن أُزَوِّجَهما وأفرح بهما».
ويستكمل حديثه بنبرة غضب: «بعد ما كنا أصحاب معارض سيارات، ونمتلك سيارات وعقارات أصبح أولادي يبيعون حلوى الأطفال على قارعة الطرقات حتى نؤمن لقمة العيش».
وينظر أبو حمدان إلى المبنى المحترق وعيناه مغرورقتان بالدموع، ويقول: «حرقوا كل أملاكنا وأموالنا وأصبحنا مستأجرين لدى الناس وخرجنا من منازلنا دون شيء، لا نمتلك ملابس ولا أغطية ولا فراشا». وفي 1 فبراير الجاري كشفت صحيفة «هآرتس» العبرية النقاب عن إصدار قادة الجيش الإسرائيلي أوامر لجنودهم بإحراق منازل في غزة «دون موافقة قانونية».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطاع غزة مخيم جباليا الجيش الإسرائيلي
إقرأ أيضاً:
الاحتلال الإسرائيلي يفجر 20 منزلًا في جنين وسط عمليات نزوح وقصف متواصل
أفادت ولاء السلامين، مراسلة قناة "القاهرة الإخبارية" من رام الله، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل عمليات النزوح والتدمير في الضفة الغربية، حيث استولت على منازل في بلدة طمون وحولتها إلى ثكنات عسكرية، بعدما أجبرت سكانها على المغادرة، وأبلغتهم بإمكانية العودة بعد فترة غير محددة قد تمتد لساعات أو حتى أشهر.
الاحتلال يعرقل خروج المرضى.. صحة غزة: انهيار القطاع لنقص الأدوية والمستلزماتالاحتلال ينفذ عمليات تجريف واسعة في البنية التحتية بمدينة طولكرموأشارت "السلامين"، خلال رسالتها على الهواء، أنه في مدينة جنين ومخيمها، صعّدت قوات الاحتلال هجماتها بتفجير حي سكني كامل مكون من 20 منزلًا، حيث استخدمت شاحنة محملة بالمتفجرات لتفخيخ وتفجير المنازل دفعة واحدة، ما أسفر عن دمار واسع وانتشار كثيف لأعمدة الدخان، ووفقًا لشهود عيان، فقد تطايرت شظايا المنازل المدمرة حتى وصلت إلى مستشفى جنين الحكومي، ما يعكس ضخامة الانفجارات.
وأوضحت أن العملية العسكرية لاتزال مستمرة وسط حصار خانق تفرضه قوات الاحتلال على المدينة ومخيمها، كما توسعت الهجمات لتشمل مدينة طولكرم ومخيمها، ومخيم نور شمس، إضافةً إلى مدينة طوباس ومخيم الفارعة، حيث أغلقت قوات الاحتلال مداخل ومخارج المخيم بالسواتر الترابية، وشددت الحصار على بلدة طمون، مما أدى إلى تهجير أعداد كبيرة من الفلسطينيين.
ولفتت إلى أن قوات الاحتلال بررت عمليات التدمير بأنها تستهدف "البنية التحتية للمقاومة"، إلا أن الوقائع على الأرض تثبت أن المنازل الفلسطينية تُفجر بالكامل تحت مزاعم واهية، في سيناريو مشابه لما حدث في جباليا وشمال قطاع غزة.