«لم نتخيل للحظة أن يحرق الاحتلال منزلنا بهذا الشكل، إنّ إحراقه أصعب علينا من قصفه وتدميره»، هكذا وصف الفلسطيني عبد الرحمن أبو حميدان شعوره بعد أن أضرم الجيش الإسرائيلي النار بمنزله بمخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وفي 27 أكتوبر2023، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية برية توغل خلالها في عدة مناطق وأحياء بمحافظتي غزة وشمال القطاع، دمر خلالها البنية التحتية بالكامل.

ومنذ منتصف ديسمبر بدأ الجيش بانسحاب تدريجي من مناطق شمال القطاع، لتتبعه في بداية يناير انسحابات جزئية من أحياء ومناطق بمحافظة غزة. وكشف الانسحاب الإسرائيلي عن حجم الدمار الهائل في المباني والمنازل والبنية التحتية والمنشآت المدنية والخدماتية وجميع مناحي الحياة.
وإثر الفظائع المرتكبة بالقطاع، تواجه إسرائيل اتهامات بارتكاب إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية، لأول مرة بتاريخها، ما قوبل بترحيب إقليمي وعالمي، ومعارضة أمريكية.
بنبرة حزينة يقول أبو حميدان وهو يقف داخل منزله المحترق: «هذا المنزل (كنت) أسكن فيه أنا وعائلتي وإخواني، أطفال ونساء ورجال، وهو منزل متعدد الطبقات».
ويضيف الرجل لمراسل الأناضول: «تفاجأنا من حجم الدمار والخراب الموجود في المنزل، ثم تفاجأنا أكثر عندما وجدنا أن القوات الإسرائيلية كانت متواجدة داخله وحوّلته إلى نقطة عسكرية». ويستكمل أبو حميدان حديثه بحرقة: «بعد أن انتهى الجيش من (استخدام) المنزل قام بحرقه وتحويله إلى دمار كبير».
ويبين أنه وعائلته كانوا قد غادروا المنزل بفعل القصف الإسرائيلي العنيف وإطلاق القذائف بشكل كثيف على الحي والمناطق المجاورة خلال التوغل البري شمال قطاع غزة.
ويوضح أن المنزل أصبح غير صالح للسكن وآيلا للسقوط، حسب إفادة بعض المهندسين الذين أحضرهم لتقييم أساسات المنزل، مبينًا أنه يتوجب عليهم هدم المنزل وإعادة بنائه من جديد.
ويقول أبو حميدان: «هذا أصعب علينا من قيام الاحتلال بقصفه وتدميره لأنك ستقوم بهدم منزلك بنفسك ولن تستصلح منه شيئاً».
وبينما كان أبو حميدان يتفقد آثار الدمار في فناء منزله، قال شقيقه الحاج إسماعيل أبو حميدان: «استهدف الجيش المنزل بصواريخ وقصفه بالمدفعية واقتحمه بالدبابات، حرقه ثم دمر سور المنزل والحديقة». ويضيف: «نحن ثلاث عائلات نسكن هذا المنزل، أنا وشقيقي وابني المتزوج، وقمت ببناء شقق سكنية لابنيّ الاثنين الآخرين غير المتزوجين، حيث كنت أنوي أن أُزَوِّجَهما وأفرح بهما».
ويستكمل حديثه بنبرة غضب: «بعد ما كنا أصحاب معارض سيارات، ونمتلك سيارات وعقارات أصبح أولادي يبيعون حلوى الأطفال على قارعة الطرقات حتى نؤمن لقمة العيش».
وينظر أبو حمدان إلى المبنى المحترق وعيناه مغرورقتان بالدموع، ويقول: «حرقوا كل أملاكنا وأموالنا وأصبحنا مستأجرين لدى الناس وخرجنا من منازلنا دون شيء، لا نمتلك ملابس ولا أغطية ولا فراشا». وفي 1 فبراير الجاري كشفت صحيفة «هآرتس» العبرية النقاب عن إصدار قادة الجيش الإسرائيلي أوامر لجنودهم بإحراق منازل في غزة «دون موافقة قانونية».
 

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطاع غزة مخيم جباليا الجيش الإسرائيلي

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي: اعترضنا هدفا جويا أطلق من لبنان

#سواليف

أفاد المتحدث باسم #الجيش_الإسرائيلي باعتراضهم “هدفا جويا مشبوها أطلق من #لبنان قبل وصوله #إسرائيل”.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يعترض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
  • الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر بالإخلاء للمستوطنين في عدة مناطق شمال قطاع غزة
  • "القسام" تبث مشاهد من استهداف قوة إسرائيلية في جباليا
  • الجيش الإسرائيلي: اعترضنا هدفا جويا أطلق من لبنان
  • في طيرحرفا... العدوّ الإسرائيليّ فخخ وفجّر المنازل
  • وزير الأوقاف لأهالي قرية الروضة بشمال سيناء: أنتم في قلوب كل المصريين
  • الجيش الإسرائيلي يزعم اغتيال 5 من قيادات ونشطاء حماس شمال قطاع غزة
  • للمرة الثالثة اليوم.. الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء إلى سكان الجنوب
  • الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
  • الجيش الاسرائيلي يفجر المنازل والمباني السكنية اثناء توغله في الخيام