«صغير السن وكبير الحلم».. حكاية «يوسف رامي» ورحلته في عالم الرسم
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
على الرغم من صغر سنه، إلا أنه وقع في حب حلم طفولته ببراءة وكان مصممًا على ترك حلمه يحلق في السماء، ويطير في عالم الألوان والإيمان بها، نقش كل أحلامه بالألوان وجعل اسمه واقعًا يخلد في مصاف الفنانين الكبار، وبفرشاة إبداعه أبدع وحلم أن ينقش بالصبر اسمه بأحرف من نور ليحلق بجناحيه في عالم الإبداع رافعًا علم وطنه في كل مكان.
يوسف رامي، من أبناء محافظة دمياط، عمره ١١ سنة، في المرحلة الابتدائية، وعن رحلته يقول: «لقد وقعت في حب الرسم عندما كنت طفلًا، وكان حبي له يدفعني إلى الإبحار في الألوان وأحبها، أرسم الحروف ورسمي يساعدني على حفظها، فنجحت في ذلك ولاحظت تفوقي فيها وشجعتني أكثر، وعندما كنت في الروضة كنت أحب الألوان والرسم، مما جعلني أحبها أكثر».
وتابع يوسف قائلًا: «عمتي كانت تشجعني دائمًا بأن تحضر لي كراسة الرسم والألوان، وكانت اعتادت أن أرسم أمامي مما جعلني أقلدها، ومع مرور الوقت قلدت كل ما رأيته في الرسوم المتحركة، وكذلك رسم بعض الشخصيات التي أحببتها، ولاحظت أمي تعلقي بالألوان وحبي لها، وقلدت بعض الشخصيات الكرتونية، فدعمتني بتسجيلي في ورشة فنية تعلمت فيها الرسم، ومن هناك وصلت إلى المستوى الاحترافي وسجلت في دورات الرسم، وحصلت على الشهادة المهنية التي ساعدتني على تطوير نفسي».
واختتم يوسف حديثه، «دخلت منصات متخصصة في الفن وبحثت عن الفنانين وكيف تفوقوا في مجال الفن، وبهذا تفوقت على أصدقائي وزملائي، وبسبب تفوقي تم ترشيحي للعديد من المسابقات وشاركت في المعارض».
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: يوسف رامي محافظة دمياط المرحلة الابتدائية عالم الرسم فن الرسم
إقرأ أيضاً:
رسالة من قلب الخرطوم… حكاية الصامدين في زمن الحرب
قبل أيام، أرسلت رسالة لصديق قديم أعرف أنه ما زال في الخرطوم، لم يغادرها منذ اندلاع الحرب. كنت قلقًا عليه كأخ، وسألته عن حال الأمن، عن الماء والكهرباء، وعن “كيف الحياة ماشية؟”. جاءني رده مختصرًا، لكنه كان كفيلًا بأن يحرّكني من الداخل:
“الأمن ولله الحمد تمام شديد. الموية بنشتريها يوم بعد يوم. الكهرباء عندنا طاقة شمسية. ولو كللللللو مافي، بسط موش مافي جنجويد دي أكبر نعمة.”
توقفت طويلًا عند هذه الكلمات. لم تكن مجرد رد سريع على سؤال عابر، بل كانت شهادة حيّة من قلب الخرطوم. شهادة إنسان يعيش التفاصيل، ويختبر الصبر كل يوم، لكنه ما زال واقفًا.
“الأمن تمام شديد” — هكذا ببساطة. لكن خلف هذه الكلمات عالم كامل من المعاناة والانتصار. الخرطوم، التي يحسبها البعض قد أصبحت أطلالًا، ما زالت فيها أحياء تنام وتصحو، تُقيم الصلوات، وتوزع الابتسامات. في وقتٍ سادت فيه الشائعات واشتدت فيه الحملات النفسية، تأتي هذه العبارة كضوء في نفق مظلم، تؤكد أن هناك مناطق آمنة، وأن الحياة، على قسوتها، ما زالت آمنة وممكنة.
“المويه بنشتريها يوم بعد يوم” — يقوله دون تذمر. لا شكاية ولا تململ. فقط وصف واقعي. لكنها أيضًا تعني أن الناس هناك ما زالوا قادرين على تنظيم يومهم، والتعامل مع النقص بإصرار. أما “الكهرباء عندنا طاقة شمسية”، فهي دليل على أن العقل السوداني لا يستسلم، بل يبحث عن البدائل، ويصنع من الشدة فرصة. الطاقة الشمسية هنا ليست رفاهية، بل أداة للبقاء، ووسيلة لحفظ كرامة العيش.
ثم تأتي الجملة التي اختزلت كل شيء، كل الحرب، كل المعاناة، كل السياسة: “ولو كللللللو مافي، بسط موش مافي جنجويد دي أكبر نعمة.” كأن صديقي يقول لي: قد نفقد كل شيء… الماء، الكهرباء، الراحة… لكن طالما لا نسمع وقع أقدام الجنجويد في حينا، فنحن بخير. هذه ليست مجرد جملة، إنها ميزان يقيس الناس به حياتهم اليوم. لا يبحثون عن الكمال، بل عن الحد الأدنى من الأمان. وهذه، بحد ذاتها، درس في بسالة الإنسان السوداني.
تظل مثل هذه الرسائل البسيطة، الصادقة، هي البوصلة. هي التي تخبرنا أن الناس بخير… ليس لأن حياتهم مريحة، بل لأنهم لم يفقدوا شجاعتهم ولا إحساسهم بما هو “أهم”. وهل هناك أصدق من إنسان يقول: “ما دام مافي جنجويد… فدي أكبر نعمة”؟ نعم، ما زالت الخرطوم بخير، لأن فيها من يشبه صديقي هذا. وهل هناك أصدق من شهادة من لم يترك أرضه؟
عميد شرطة (م)
عمر محمد عثمان
٢٩ أبريل ٢٠٢٥م