مقدمة تلفزيون "أل بي سي"
من لبنان إلى العالم رسائل بالجملة أطلقها حسين أمير عبد اللهيان:
- ايران ولبنان يؤكدان أنّ الحرب ليست الحل.
- نتياهو يرى الحل في الحرب.
- ومفتاح الحل يعرفه الاميركيون وعنوانه وقف الإبادة الجماعية في غزة.
ما أعلنه عبد اللهيان قاله في غرف المحادثات البيروتية المغلقة، حيث تحدث عن وضع المنطقة التي لا تحتمل حربًا وقال: يبدو أنّ منطقتنا ذاهبة نحو تسوية.
هذه المعلومات تتزامن واستمرار التفاوض الاميركيّ الايرانيّ في عمان وتؤكد ان طهران تريد ان تحجز دورًا سياسيًا لها على مستوى التسوية الكبرى أن تمت. وفيما كانت الرسائل الايرانية توجه من بيروت، كان للعرب رسالة اخرى من الدوحة، فكأس آسيا جمع قطر والاردن وكل العرب.
لعب "اللدّعَمَ" أي العنابيّ، اللون الذي تنفرد به قطر وتعتبره رمز الهيبة والوقار، ضد "النشاما" اللقب الذي يطلق على الاردنيّ الشامخ الصلب والغني باخلاقه وفازت قطر ومعها فاز كل العرب ومستقبلهم الرياضيّ.
مقدمة تلفزيون "أن بي أن"
الوحش الإسرائيلي الكاسر فالتٌ في كل اتجاه مطلقاً العنان لعدوانيته من فلسطين إلى لبنان.
في لبنان نام العديد من القرى الجنوبية كما استفاق على غارات استهدفت العديد من المنازل. لكن الأمر سَجّل بعد الظهر تطوراً تمثل بغارة على سيارة في وسط بلدة جدرا بإقليم الخروب خارج الجنوب. الغارة التي شكلت تجاوزاً فظّاً لقواعد الإشتباك كانت تستهدف شخصية فلسطينية على ما تردد لكنها نجت بينما سقط ثلاثة شهداء وعدد من الجرحى وجميعهم مدنيون.
هذا الإعتداء سبقته غارات على منازل في عدد من البلدات الحدودية وقصفٌ لبلدة الخيام أدى إلى سقوط ثلاثة جرحى.
على إيقاع الإعتداءات الإسرائيلية جال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان على المسؤولين اللبنانيين.
وقد وصف الإجتماع مع رئيس مجلس النواب نبيه بري بأنه كان جيداً فيما أفادت مصادر السراي بأن الوزير الإيراني تحدث خلال اجتماعه مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن ترتيبات وحلول في المنطقة مؤكداً أن الحرب ليست هي الحل.
وفي هذا السياق نقل بيان للخارجية الإيرانية عن الوزير الإيراني قولَه بعد لقائه رئيس الحكومة إن التطورات في غزة تتجه نحو حل سياسي لكن بنيامين نتنياهو لا يزال يرى الحل في الحرب لإنقاذ نفسه. وشدد عبد اللهيان على أنه يتعين على الجميع محاولة إيجاد حل سياسي لإنهاء الهجمات الإسرائيلية وجرائم الحرب ضد الفلسطينيين في اسرع وقت ممكن.
على المستوى الداخلي كل شيء كان هادئاً اليوم سواء داخل مجلس الوزراء أو خارج السرايا الحكومية بخلاف ما كان عليه المشهد من صخبٍ الخميسَ الماضي ربطاً باحتجاجات العسكريين المتقاعدين. فالوزراء وصلوا صباحاً بسيارتهم على نحوٍ سلس وليس على متن آليات عسكرية ومن غير اعتماد طرق عسكرية أو إلتفافية. ذلك أن فتائل التوتر تم سحبها ليلاً عبر اتصالات سياسية دفعت العسكريين المتقاعدين إلى العدول عن تحركهم الإحتجاجي الذي كان مقرراً اليوم في محيط السرايا. وبحسب ما علمت الـNBN فإن الرئيس ميقاتي تشاور مساء أمس مع قائد الجيش العماد جوزف عون الذي تَواَصَلَ بدوره مع العسكريين المتقاعدين فكانت تهدئة للأمور. وفي هذا الشأن اشار ميقاتي في مستهل جلسة مجلس الوزراء إلى أنه طلب التريث في استكمال درس ملف العاملين في القطاع العام والعسكريين إلى حين مراجعة الأرقام كلها.
وفي السياسة كرر رئيس الحكومة الدعوة إلى انتخاب رئيس للجمهورية وأكد أن الحديث عن الإستئثار بإدارة البلد والدويكا وما إلى ذلك من كلام لا يَمُت إلى الحقيقة بصلة وقال: حينما يشعر أحد بأن هناك جنوحاً ما أو تجاوزاً ما (ف ل نلفت) النظر إلى ذلك على طاولة مجلس الوزراء بعيداً من المنطق الطائفي البغيض.
وفي حصاد مجلس الوزراء قرار برفع بدل النقل للعاملين بالقطاع الخاص إلى اربعمئة وخمسين الف ليرة عن كل يوم عمل فعلي.
مقدمة تلفزيون "المنار"
من خلف جدار الخوف مدت الصهيونية يدها الى “جدرا” شمال صيدا في اقليم الخروب اللبناني، موسعة دائرة النار، وان دارت في ميدان الخيبة عن تحقيق هدفها المزعوم. فاستشهد مواطنان احدهما مجاهد في المقاومة الاسلامية، ونازح سوري يقيمان في البلدة ، فيما ادت الاعتداءات الصهيونية التي طالت العديد من المناطق لا سيما بلدة حولا الجنوبية الى اصابة العديد من المدنيين ..
وبمنطق التأديب أكملت المقاومة الاسلامية عملياتها من برانيت الى جل العلام وحدب عيتا ومرابض ديشون ومستعمرة المنارة ، واستحوذت على مسيرة ”سكاي لارك” الصهيونية، على ان العملية التي حملت الف رسالة ورسالة، كانت العملية رقم الف التي اصابت العدو في عمق الجولان المحتل بثكنة (كيلع) بالامس ولا يزال العدو عند صدمتها المباشرة..
وان باشر الصهيوني بتوسيع الحرب، فان المقاومة ستوسعها وزيادة حتى ردع هذا العدو، كما أكد نائب الامين العام لحزب الل الشيخ نعيم قاسم، الذي عاهد بتطوير امكانات المقاومة الى ابعد وافضل مدى تستطيعها للدفاع عن اهلها ووطنها..
وفيما يستوطن الخوف قلب العدو الذي ما برح قادته يهدرون على منابر التهديد، رأى وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبد اللهيان من بيروت ان المنطقة تسير نحو الاستقرار والامن والحل السياسي، رغم محاولة بنيامين نتنياهو اخذ البيت الابيض كرهينة عسى ان يطيل بقاءه على رأس السلطة الصهيونية. الوزير عبد اللهيان الذي التقى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي ونظيره اللبناني عبد الل بو حبيب، تحدث عن رسائل اميركية وصلت الى الايرانيين تطلب منهم التوسط لدى حزب الله لعدم توسيع الحرب.. على ان فتيل الحرب هذه في ساحات غزة، فإن اطفأه الصهيوني بوقف عدوانه ازيحت غيمة التوتر عن كل المنطقة.
لكن منطقه الرخيص لحماية نفسه من السقوط المدوي قد يجر الامور الى ما هو أسوء، مع نيته الهجوم على رفح التي تضم نحو مليون ونصف مليون نازح فلسطيني، ما رفع الصوت عالميا تحذيرا من بحر الدم ان مدد الجيش العبري عملياته الى هناك.
اما الصوت المحذر له من داخل بيته فيسأله ماذا سيستطيع ان يحقق في رفح ان كانت كأخواتها – من بيت لاهيا الى خان يونس وما بينها؟ وهو السؤال الذي يصيب الصهاينة بمقتل: ماذا بعد؟ مقدمة تلفزيون "أو تي في"
لبنان في شباط 2024، بلادُ ما بين الجبهتين: جبهة الجنوب وجبهة الدستور.
على جبهة الجنوب، انقضاضٌ اسرائيلي على السيادة، وصل اليوم الى ساحل الشوف، وتحديداً الى جدرا، مستهدفاً مسؤولا في حماس، لا يَفهم اللبنانيون سبب تواجده او سواه على ارض وطنِهم، لا في قلب فلسطين حيث المقاومون الفلسطينيون يسطّرون البطولات. اما المقاومون اللبنانيون، الذين يؤمّنون قوة تضامن مع اخوتهم الفلسطينيين، فشكلوا قوةً رادعة ضد الافكار الاعتدائية الاسرائيلية على لبنان، وفق تعبير وزير الخارجية الايرانية من بيروت اليوم.
اما على جبهة الدستور، فانقضاضٌ من الدويكا الحاكمة على القانون الاول والميثاق والشراكة، وفق صرخة عيد مار مارون امس، واستهدافٌ لصلاحيات الرئاسة وللتوازن ولفكرة لبنان في جوهرها، وفق التنديد اليومي للتيار الوطني الحر منذ بدء الفراغ.
غير ان اللافت اليوم، وعلى مرأى ومسمع وزيرات ووزراء مسيحيين وغير مسيحيين، كان ردُّ رئيس حكومة تصريف الاعمال على رأس الكنيسة المارونية، ولو بشكلٍ غير مباشر ومن دون تسمية، حيث اعتبر كما يُفهم بوضوح، ان كلامَ البطريرك مار بشاره بطرس الراعي لا يمت الى الحقيقة بصلة، وهو موقفٌ استدعى سلسلة مواقف منددة، وصلت الى مطالبتِه بالاعتذار، وسط صمت مريبٍ وغريب من جهات سياسية يُفترض ان تكون في طليعة المستنكرين.
مقدمة تلفزيون "الجديد"
لا تعرف هند قواعد الحرب, ولا هي قرأت صفقات التهدئة, أقامت أسبوعين في حضن الأهل البارد، وعاينت جثثهم داخل سيارة إسعاف.. استغاثت بالصليب الأحمر، ومات هاتفها المحمول قبل أن تصل فرق النجاة/ وباثني عشر نهارا مع ليلها المتجمد, استسملت ابنة الست سنوات التي دوى صوتها في أصقاع العالم مناشدة المسعفة بعبارة "تعالي خذيني"/ واختار نتنياهو أن يأخذها الى حيث اصطحب ثلاثين ألف فلسطيني، ومليون ونصف مليون ينتظرون المصير نفسه في رفح التي بدأت بتلقي أولى جرعات الموت على طريق الإبادة/ ولم تكن هند رجب سوى عينة واحدة من الذين لا صوت لهم, يسمعهم العالم الخارجي، لكن لا أحد يضع الآليات الانقاذية, ويكتفى فقط بالتبليغ عن الحالة/.
فمع بدء الحرب على رفح يأمر نتيناهو باخلاء هذه المنطقة من دون ان يكون لهم أي بديل للجوء، ما يعني أنه قرر سحق سكان رفح حيثما استطاعت آلته الحربية، متجاوزا بهذا القرار اتفاقية كامب ديفيد مع جمهورية مصر العربية، والتي تنص بنودها على عدم دخول قوات مدرعة أو مدفعيات أو مجنزرات للمنطقة، ما سيعد اختراقا إسرائيليا واضحا لمعاهدة السلام واتفاقية المعابر/ غير أن المجتمع الدولي يقف عند معابر المصطلحات القلقة ولا يحرك آلياته لمنع اسرائيل من ارتكاب الابادة الثانية في رفح، وكبرى التصريحات جاءت من واشنطن عندما قال منسق الاتصالات الإستراتيجية لمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي: "أي عملية عسكرية كبيرة في رفح في هذا الوقت، وفي ظل هذه الظروف، ومع وجود مليون ونصف مليون فلسطيني يلتمسون اللجوء ويبحثون عن مأوى في رفح من دون إيلاء الاعتبار الواجب لسلامتهم.. ستكون كارثة، ولن نؤيدها"/.
كتب كلمات هذه الاغنية الأميركي ولحنها الاوروبي جوزيب بوريل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، والذي ذرف الدموع على المليون ونصف المليون ممن سيواجهون المجاعة في رفح حيث لا مكان آمنا يذهبون اليه/ وزادت رئيسة لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة آن سكيلتون, على المشهد بضعا من دراما التصريحات المبكية عندما قالت إن اسرائيل تنتهك حقوق الأطفال في قطاع غزة بشكل خطير وعلى مستوى نادر لم يشاهد مثله في التاريخ الحديث/ لكن وبكل ما تقدم، فإن الاميركي لا يزال يقدم الدعم لاسرائيل ويده جاهزة لرفع الفيتو في مجلس الامن بأي لحظة،
ما الاوروبي فلم يهدد تل ابيب بخطوة واحدة تعزله عن محيطه، فيما تلتزم اللجان الاممية وجميعاتها مستوى الحذر في التعامل مع اسرائيل التي لقنت العالم درسا في عقاب الاونروا/ ومع انسحاب العالم من مسؤولياته تجاه غزة، لن تجد رفح سوى مقاومتها، فيما قررت مصر نشر نحو أربعين دبابة وناقلة جند مدرعة شمال شرق سيناء قبل توسيع الإحتلال عملياته العسكرية لتشمل مدينة رفح تخوفا من احتمال إرغام الفلسطينيين على النزوح جماعيا من القطاع/ والقرار المصري هذا يبرر نفسه بنفسه من أنه يخشى النزوح وليس ابادة مليون ونصف مليون فلسطيني/ واذ تتقدم اسرائيل الى رفح فإنها على الجبهة الجنوبية تقدمت الى مشارف بيروت مع وصول صواريخها نحو جدرا التي تربط صيدا بالعاصمة، اي على بعد خمسة وستين كيلومترا من الحدود الجنوبية/
وقالت المعلومات إن المسؤول المستهدف في حماس باسل صالح نجا بأعجوبة بعدما تمكن من القفز من السيارة عند اول غارة/ وصالح القيادي في كتائب القسام هو مسؤول عن تجنيد مقاتلين للقسام في الضفة الغربية قبل الحرب وعمل تحت إشراف عزام الأقرع الذي تم اغتياله مع الشيخ صالح العاروري/ وتوسع القصف هذا المساء ليستهدف مواطنين خرجوا من المسجد بعد الصلاة في بلدة حولا حيث سقط شهداء وجرحى بينهم اطفال/./ وعلى كل هذا التصعيد أبلغ الايراني الطرف اللبناني ضرورة التهدئة وعدم الانجرار وراء حماقات نتنياهو او منحه فرصة النصر.
وقالت معلومات الجديد إن الوقت الأطول الذي قضاه وزير الخارجية حسين امير عبد اللهيان في عين التينة مع الرئيس نبيه بري تخلله تشاور في المقترحات والحلول والمبادرات لا سيما تلك التي تطرح على لبنان في سبيل تخفيض منسوب الحرب والوصول الى ضفة التهدئة سواء عبر الموفدين الغربيين او الوسيط الاميركي. ولاحظت المصادر ان طرفي ايران واميركا يتحدثان بمقاربة مشتركة. مقدمة تلفزيون "ام تي في" تصعيد إسرائيليٌ خطيرٌ على جبهة لبنان. فللمرة الأولى منذ السابع من تشرين الأول الفائت يصل الإستهدافُ الإسرائيلي إلى العمق اللبناني، وتحديداً إلى إقليم الخروب. ومع أنَّ الإستهداف لم يحقق هدفَه، باعتبار أنَّ القياديَّ في حماس نجا منه، لكنّه يطرح مع ذلك أسئلةً كثيرة، ولا سيما أنه تزامن مع الزيارة الدورية التي يقوم بها وزيرُ خارجيةِ إيران إلى لبنان. فحسين أمير عبد اللهيان لم يحصُر زيارتَه بالمسؤولين اللبنانيّين، بل اجتمع أيضاً بممثلين عن الفصائل الفلسطينيّة. فهل أراد الإسرائيليون توجيهَ رسالةِ تحذيرٍ إلى الفلسطينيّين، أم إلى الإيرانيين، أو إلى الطرفين معاً؟ وعلى وقع التصعيدِ العسكريّ الإسرائيليّ، كان الرئيس ميقاتي يتولى التصعيدَ السياسيّ عبر ردِّه في بداية جلسةِ مجلس الوزراء على البطريرك الماروني. فرئيسُ مجلس الوزراء ردَّ على ما قاله البطريرك الراعي حول الإستئثارِ بإدارة البلد والدويكا معتبراً أنَّ الفراغ واللومَ يجب أن يُوجَّها إلى من يتسبب بالفراغ الرئاسي، لا إلى من يسعى لإدارة البلد. لكنَّ ميقاتي نسي أن يقول إنَّ القوى السياسيّة الأساسيّة التي تجلس حولَه إلى طاولة مجلس الوزراء اليوم هي التي تعطّل انتخابَ رئيسٍ بانسحابها وتسلِّلها من جلسات الإنتخابِ عند بدءِ الدورةِ الثانية. كما نسي ميقاتي أن يقول إنَّ إدارة البلد لا تعني أبداً انتهاكَ الدستورِ والقوانينِ عبر تعيين رئيسٍ للأركان من دون موافقةِ الوزيرِ المعني.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: ملیون ونصف ملیون وزیر الخارجیة مقدمة تلفزیون مجلس الوزراء عبد اللهیان العدید من لا سیما ة التی من دون فی رفح
إقرأ أيضاً:
كيف سيؤثر سقوط الأسد وهدنة لبنان على حرب غزة؟
بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان بين حزب الله وإسرائيل في سياق تطورات كبيرة ومتسارعة تشهدها المنطقة تُطرح تساؤلات عن مصير الحرب الإسرائيلية على غزة والتأثيرات المحتملة على "محور المقاومة"، بما في ذلك المقاومة في فلسطين ولبنان وغيرهما.
ووفقا لآراء خبراء ومحللين سياسيين تحدثت إليهم الجزيرة نت، قد تسهم هذه التغيرات في تشكيل تحالفات إستراتيجية جديدة في المنطقة، مع تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على القضية الفلسطينية، سواء في غزة أو الضفة الغربية.
حرب غزةوبشأن تأثيرات هذه التغيرات في المنطقة على مسار الحرب بغزة، يستبعد الكاتب المصري والباحث في العلوم السياسية الدكتور خليل العناني أن تنتهي هذه الحرب، لأن الاحتلال يصر على البقاء هناك بشكل أو بآخر.
وأضاف العناني للجزيرة نت "قد نشهد توقفا مؤقتا نتيجة لضغوط داخلية وخارجية على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولكن ما دام هناك احتلال هناك مقاومة"، وفق رأيه.
ويتابع "صحيح أن الظرف الإقليمي لا يبدو في صالح المقاومة، ولكن هذه أوضاع مؤقتة ومتغيرة ولن تحسم المعركة في المدى المنظور".
ويتفق الكاتب والخبير في الشأن الإسرائيلي سليمان بشارات مع العناني في توقعه باستمرار الحرب على غزة، مؤكدا للجزيرة نت أن ظلال هذه الحرب ستبقى موجودة إلى فترة تقدر بعام أو أكثر.
إعلانويوضح بشارات أن استمرار الحرب لا يعني بالضرورة شراسة القتال وضراوته بقدر أن تبقى تفاعلاتها، قائلا "حتى وإن وصلنا في مرحلة معينة لوقف تام للحرب على القطاع لكن ارتداداتها ستبقى حاضرة، والوجود الإسرائيلي في قطاع غزة سيبقى إلى حد ما حتى وإن كان ضمن تموضع في محاور معينة".
ويشير الخبير في الشأن الإسرائيلي إلى أن الوضع الإنساني الحالي في غزة وجرائم الإبادة والانتهاكات التي تمارسها إسرائيل ربما تفتح المجال أمام ضغوط كبيرة قد تمارس على مستوى قانوني وحقوقي، سواء على الولايات المتحدة أو حتى على بعض من الدول الإقليمية أو حتى على إسرائيل، وربما تفضي إلى تسوية سياسية على حساب الخيار العسكري.
بشارات: استمرار الحرب لا يعني بالضرورة شراسة القتال وضراوته بقدر أن تبقى تفاعلاتها (الجزيرة) إضعاف المقاومةومن ناحية أخرى، يقول أستاذ العلوم السياسية وحل النزاعات في الجامعة العربية الأميركية بجنين أيمن يوسف إن ما حدث في سوريا ولبنان مؤخرا ربما أضعف جبهة "المقاومة والممانعة" التي تقودها إيران.
ويتوقع يوسف في تصريحات للجزيرة نت أن تغيّر إيران سياساتها في المنطقة، ليس فقط تجاه لبنان وسوريا، بل وحتى تجاه غزة وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، خاصة أن فصائل المقاومة تتلقى مساعدات من إيران، وبالتالي فإن عدم وجود مسار عسكري قوي تدعمه إيران يعني وجود مسار تفاوضي سياسي.
العناني: المقاومة الفلسطينية تعول على الحق المشروع في مقاومة المحتل الغاصب (الجزيرة)وفي السياق نفسه، يؤكد العناني أن سقوط نظام الأسد في سوريا شكّل خسارة كبيرة لإيران وحزب الله، وهو ما قد يفرض ضغوطا على المقاومة الفلسطينية بسبب علاقة الحزب بإيران.
ويتوقع أن تسعى إسرائيل وأميركا إلى الاستفادة من الوضع الجديد للضغط على حماس لتقديم تنازلات فيما يخص وقف إطلاق النار وصفقة الرهائن، مؤكدا أن هذا كله مؤقت ومرتبط بتوجهات الإدارة الجديدة في سوريا، وهل ستكون مع أو ضد المقاومة، وهذا أمر متروك للزمن، وفق تعبيره.
إعلانوبحسب الباحث المصري، فإن المقاومة الفلسطينية تعول على أمرين هما "الحق المشروع في مقاومة المحتل العنصري الغاصب، وهذه مسألة مهمة للغاية وتمثل ركيزة في نضالات الشعب الفلسطيني بمختلف أطيافه".
أما الأمر الآخر فهو التعويل على شعبية المقاومة، خاصة بين الشباب الذين يرفضون الاستسلام للاحتلال "وهو ما نرى تجسيده في الضفة الغربية وفي قدرة حماس على تجنيد أعضاء جدد رغم الحرب الدموية على القطاع".
بدوره، يشير أيمن يوسف يشير إلى أن هناك تراجعا واضحا في قوة المقاومة الفلسطينية، خاصة بعد استهداف القيادات العليا في حركة حماس، وفي الضفة الغربية تسعى السلطة الفلسطينية إلى إظهار قدرتها على ضبط الأوضاع الأمنية، مما يعزز دورها في ترتيبات إعادة إعمار غزة، لكن الانقسام الفلسطيني الداخلي يعقّد المشهد، خاصة مع اختلاف ترتيبات غزة عن الضفة.
مستقبل الضفةوثمة مخاوف أيضا من خطط إسرائيلية بشأن الضفة الغربية استغلالا للأوضاع الحالية، وهو ما يشير إليه بشارات بقوله "الاحتلال يسعى لتحويل وجوده في الضفة الغربية إلى صوره مماثلة لوضعه غزة، مما يمكنه من التمركز وبناء المستوطنات وتنفيذ عملياته الأمنية والعسكرية من دون قيود، مما يعيد مفهوم الاحتلال العسكري المباشر".
وأضاف بشارات أن الاحتلال يربط بين غزة والضفة في إطار صفقات سياسية محتملة من الممكن أن تشمل التنازل عن السيطرة الكاملة على غزة مقابل ضوء أخضر لضم الضفة الغربية واعتبارها امتدادا للدولة اليهودية، وهذا سيؤدي إلى القضاء على مشروع الدولة الفلسطينية بشكل كامل.
أما خليل العناني فلا يستبعد سقوط السلطة الفلسطينية "نتيجة فقدانها الشرعية وبسبب قمعها كتائب وحركات المقاومة في الضفة الغربية، وهو ما سينقلب عليها وقد يؤدي إلى انهيارها"، وفق تحليله.