الأخبار نقرأها في الصحف الأخبار المحلية والعربية والعالمية المنسوبة لوكالات الأنباء المحلية والعربية والعالمية، وكذلك نسمعها في الراديو (المذياع) ونشاهدها في التلفزيون . فالجمهور يعلم ما يجري محليًا وعربيًا ودوليًا في القرية العالمية. وما يجدر الإشارة إليه أن القرآن الكريم صور هذه القرية العالمية بقوله تعالى “وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم…” (الأعراف/46)، وقوله: “وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين” (الأعراف/47)، ولعل أهم حوار يدور بين الفريقين يتلخص في قوله تعالى “ونادى أصحاب الأعراف رجالًا يعرفونهم بسيماهم…” (الأعراف/48-50).
لقد سبق القرآن التلفاز بهذه الآيات، فسبحان الله رب العالمين! والآن ما نقرأه في الصحف ونشاهده في التلفاز من تطور في النشر وتصميم الاستوديوهات بشاشات العرض وطاولات الجلوس ومنابر مدير الحوار، لا يرقى في التأثير إلى مستوى ما جاء في كتاب الله، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فالمصداقية لا تتبع من بهرجة الديكور – إذا جاز التعبير – ولكنها في الصدق لا في التزييف والكذب.
تابع الإعلام كلمة “الأخبار” في السنوات الأخيرة، ولأكثر من قرنين من الزمان، كان للتقرير الإخباري فضل على البلاغة العربية وتجديدها من قوالبها التقليدية مثل السجع والجناس والطباق وغيرها. فانتقل التقرير من الجمود في الصياغة بأن يبدأ الخبر بذكر الشخصية الرئيسة وزمان ومكان المناسبة. وأضيف إلى ذلك لب التقرير وهو المقابلة مع ضيف أو ضيفين بوجهتي نظر مختلفتين، إحداهما تبطل الأخرى.
وقد أسار القرآن الكريم إلى ذلك بقوله تعالى :”وخسر هنالك المبطلون”، ومن أبرز قضايا الإبطال في تاريخ الإسلام قول عبد الله عبدالله بن سلول:(ليخرجن الأعز منها الأذلّ)وذلك حينما عاد النبي صلى الله عليه وسلم من تبوك دون غزوها، فامتشق عمربن الخطاب رضي الله عنه سيفه ليقتله فنهاه النبي صلى صلى الله عليه وسلم قائلا له:” علينا بحسن الصحبة”.
تصحيح لغوي:
هذا الموقف النبوي نابع من حسن الحوار الذي حثّه الله عزّ وجلّ عليه في قوله تعالى: “وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين، لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون. يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم” (سبأ/24-26). ويسمى هذا الأسلوب في الحوار “التنزل لمستوى الخصم” ونلاحظه في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية المعتدلة، فلا ضرر ولا إضرار.
والنبأ سُميت سورة بهذا الاسم، وجاء الجمع في قوله تعالى: “فعميت عليهم الأنباء”. أما ارتباط الخبر بالبيئة والمال والتعتيم الإخباري فورد في قوله تعالى: “فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا” (الكهف/19). فالورق هو الفضة، أي الاقتصاد، والطعام الزاكي هو الخالي من التلوث، أي البيئة، والتلطف هو التربية، والتكتم على مكانهم وعددهم هو التعتيم الإخباري.
ونحن أحرار من اتباع هذا المنهج في الأخبار المكتوبة والمقروءة. ومن هذا المنهج الرباني نستفيد ليكون لنشر الأخبار موضوعية ومصداقية، لا زيف فيها ولا تضليل. والله ولي التوفيق.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: فی قوله تعالى
إقرأ أيضاً:
في ذكرى تحرير سيناء .. «أرض الفيروز» تجلى فيها نور المولى وعبر منها الأنبياء
تحل اليوم، الجمعة، الذكرى الـ43 على تحرير سيناء، ولأرض الفيروز مكانة خاصة تاريخية ودينية، فهي أرض ذكرت فى القرآن الكريم، وترابها يحمل آثار أقدام أنبياء الله ورسله، وبين كثبانها أماكن مقدسة تحمل لنا حكايات مباركة.
هنأ الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، ورجال القوات المسلحة البواسل، قيادةً وضباطًا وجنودًا، وكافة أبناء الشعب المصري، بمناسبة الذكرى السنوية لتحرير سيناء.
تحرير سيناء ذكرى محفورة في وجدان المصريينوأكد شيخ الأزهر في تهنئته، أن هذه الذكرى ستظل محفورة في وجدان المصريين، باعتبارها واحدة من المحطات المضيئة في تاريخ الوطن، والتي تجسد أروع معاني البطولة والتضحية والإصرار على صون تراب مصر وعدم التفريط في شبر من أرضها، مشيدًا بما قدمه جنود مصر الأوفياء من تضحيات عظيمة في سبيل استعادة الأرض وتحقيق الأمن والاستقرار.
وشدد على أهمية أن تمثل هذه المناسبة العزيزة مصدر إلهام للمصريين جميعًا، ودافعًا للاستمرار في مسيرة البناء والتنمية، واستحضار روح النضال والعزيمة في كل ما يخص رفعة الوطن ومستقبله.
واختتم شيخ الأزهر كلمته بالدعاء بأن يحفظ الله مصر من كل شر وسوء، وأن يديم عليها نعم الأمن والأمان والسلام والاستقرار، وأن يكلل جهود أبنائها بالنجاح في كل ما فيه خير الوطن وعزته.
تحرير سيناء شاهدً خالد على عزيمة المصريينوجّه الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، التهنئة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة، بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لتحرير سيناء، مؤكدًا أن هذه المناسبة تظل شاهدًا خالدًا على عزيمة المصريين، وتضحيات أبطال القوات المسلحة الذين أعادوا للأرض كرامتها وللوطن مجده.
محطة مضيئة في الذاكرة الوطنيةوأشار وزير الأوقاف إلى أن يوم 25 أبريل سيبقى محطة مضيئة في الذاكرة الوطنية، نستدعي فيها مشاعر الفداء والانتماء، حين سطّر أبناء الوطن ملحمة لا تُنسى، جسّدت أن الحقوق لا تُستعاد إلا بالتضحيات، وأن قوة الإرادة قادرة على تجاوز كل التحديات.
ونوّه الدكتور أسامة الأزهري، بأن القوات المسلحة المصرية ستظل الحصن المنيع لهذا الوطن، بسواعد رجال أوفياء صدقوا عهدهم مع الله، وواصلوا الليل بالنهار دفاعًا عن تراب مصر وحدودها، مشيرًا إلى أن انتصارات أكتوبر وروح تحرير سيناء ما زالت حيّة في وجدان كل مصري، تلهمه بالإصرار في مواجهة التحديات.
واختتم وزير الأوقاف بالدعاء أن يحفظ الله مصر وشعبها وجيشها وقيادتها، مشيدًا بوعي الشعب المصري وتماسكه مع مؤسسات الدولة من أجل استكمال مسيرة البناء والتنمية، والوصول إلى مستقبل يليق بمصر وتاريخها.
منزلة سيناء الخاصة
قال الدكتور الراحل محمد وهدان، العالم الأزهري، إن أرض سيناء الوحيدة التي تجلى الله عليها، حينما نزل الله تعالى على جبل الطور، مستشهدًا بقوله تعالى: «وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ» الأعراف 143.
وأكد العالم الأزهري، في تصريح سابق له، أن لسيناء منزلة خاصة، فقد ذكرت بالقرآن في سورة التين حين قال تعالى: «وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ».
وأوضح «وهدان» أن الله تعالى يقسم في بداية السورة بالتين والزيتون وهما من منتجات سيناء، ثم يقسم بجبل الطور وبنسبه إلى سيناء "وطور سينين" ثم يقسم بمكة البلد الأمين، ونرى هنا أن سيناء جاءت في الترتيب قبل مكة - بالرغم من مكانة مكة العظيمة.
وأضاف أن أرض سيناء كانت مسرحًا لقصة موسى عليه السلام حين كلمه الله تعالى، مشيرًا إلى أنه توجد أربعة مشاهد في قصة موسى، كلها عند جبل الطور في سيناء وهى: الوحي الأول حين ناداه ربه لأول مرة، ثم تلقى الألواح، ومجىء موسى بسبعين رجلًا من قومه للتوبة عند الطور، فأخذتهم الرجفة، وأخيرًا أخذ الميثاق عليهم حين رفع جبل الطور فوقهم، مستشهدًا بقول الله تعالى: «وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا».
وألمح إلى أنه لا يعرف الكثيرون أن سيدنا محمدًا -صلى الله عليه وآله وسلم- حط قدميه الشريفتين على أرض مصر خلال رحلة الإسراء والمعراج، التي أسرى الله بها بحبيبه المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم-، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج به إلى السماء، نزل النبي -صلى الله عليه وسلم- في 5 أماكن، طلب منه جبريل أن يصلي فيها، ومنها طور سيناء.