صحيفة البلاد:
2025-01-12@09:00:05 GMT

الأخبار

تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT

الأخبار

الأخبار نقرأها في الصحف الأخبار المحلية والعربية والعالمية المنسوبة لوكالات الأنباء المحلية والعربية والعالمية، وكذلك نسمعها في الراديو (المذياع) ونشاهدها في التلفزيون . فالجمهور يعلم ما يجري محليًا وعربيًا ودوليًا في القرية العالمية. وما يجدر الإشارة إليه أن القرآن الكريم صور هذه القرية العالمية بقوله تعالى “وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم…” (الأعراف/46)، وقوله: “وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين” (الأعراف/47)، ولعل أهم حوار يدور بين الفريقين يتلخص في قوله تعالى “ونادى أصحاب الأعراف رجالًا يعرفونهم بسيماهم…” (الأعراف/48-50).

لقد سبق القرآن التلفاز بهذه الآيات، فسبحان الله رب العالمين! والآن ما نقرأه في الصحف ونشاهده في التلفاز من تطور في النشر وتصميم الاستوديوهات بشاشات العرض وطاولات الجلوس ومنابر مدير الحوار، لا يرقى في التأثير إلى مستوى ما جاء في كتاب الله، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فالمصداقية لا تتبع من بهرجة الديكور – إذا جاز التعبير – ولكنها في الصدق لا في التزييف والكذب.

تابع الإعلام كلمة “الأخبار” في السنوات الأخيرة، ولأكثر من قرنين من الزمان، كان للتقرير الإخباري فضل على البلاغة العربية وتجديدها من قوالبها التقليدية مثل السجع والجناس والطباق وغيرها. فانتقل التقرير من الجمود في الصياغة بأن يبدأ الخبر بذكر الشخصية الرئيسة وزمان ومكان المناسبة. وأضيف إلى ذلك لب التقرير وهو المقابلة مع ضيف أو ضيفين بوجهتي نظر مختلفتين، إحداهما تبطل الأخرى.

وقد أسار القرآن الكريم إلى ذلك بقوله تعالى :”وخسر هنالك المبطلون”، ومن أبرز قضايا الإبطال في تاريخ الإسلام قول عبد الله عبدالله بن سلول:(ليخرجن الأعز منها الأذلّ)وذلك حينما عاد النبي صلى الله عليه وسلم من تبوك دون غزوها، فامتشق عمربن الخطاب رضي الله عنه سيفه ليقتله فنهاه النبي صلى صلى الله عليه وسلم قائلا له:” علينا بحسن الصحبة”.
تصحيح لغوي:
هذا الموقف النبوي نابع من حسن الحوار الذي حثّه الله عزّ وجلّ عليه في قوله تعالى: “وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين، لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون. يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم” (سبأ/24-26). ويسمى هذا الأسلوب في الحوار “التنزل لمستوى الخصم” ونلاحظه في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية المعتدلة، فلا ضرر ولا إضرار.

والنبأ سُميت سورة بهذا الاسم، وجاء الجمع في قوله تعالى: “فعميت عليهم الأنباء”. أما ارتباط الخبر بالبيئة والمال والتعتيم الإخباري فورد في قوله تعالى: “فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه وليتلطف ولا يشعرن بكم أحدا” (الكهف/19). فالورق هو الفضة، أي الاقتصاد، والطعام الزاكي هو الخالي من التلوث، أي البيئة، والتلطف هو التربية، والتكتم على مكانهم وعددهم هو التعتيم الإخباري.

ونحن أحرار من اتباع هذا المنهج في الأخبار المكتوبة والمقروءة. ومن هذا المنهج الرباني نستفيد ليكون لنشر الأخبار موضوعية ومصداقية، لا زيف فيها ولا تضليل. والله ولي التوفيق.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: فی قوله تعالى

إقرأ أيضاً:

الإفتاء: الزوج مسؤول عن حجاب زوجته

 أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الزوج كما هو مسؤول عن رعاية مصالح أهله الدنيوية، مسؤول كذلك عن رعاية مصالحهم الدينية؛ وذلك بأمرهم بطاعة الله تعالى ونهيهم عن معصيته، بالموعظة الحسنة والإرشاد وتوفير السبل لهم لتحقيق ذلك .

 

مسؤولية الزوج عن حجاب زوجته.. الإفتاء توضح


وقالت الإفتاء إن الحجاب حق من حقوق الله يجب على كل امرأة مسلمة القيام به، فإن لم تفعل وجب على زوجها أن يأمرها به ويتلطف معها بالنصح ويذكرها بفرضيته ويحثها عليه، ويداوم على ذلك، ولا يجوز إيذاؤها نفسيًّا ولا بدنيًّا لإجبارها على الحجاب؛ إذ لم يأمر الله أحدًا أن يجبر الناس على طاعته، بل أمر بالأمر بها على جهة التذكير والحث، فإن قام الزوج بذلك فلا إثم عليه في تركها الحجاب.

 

الزوج مأمور برعاية مصالح أهله
وأضافت الإفتاء أن الله سبحانه وتعالى كلف الله تعالى الزوج برعاية مصالح أهله، وذلك بما يدفع عنهم الضرر في الأبدان والأديان.

فعن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا» متفق عليه.

وقد أناط الشرع الشريف بالرجل رعاية مصالح أهله بقدر وسعه ومستطاعه:

فأما في رعاية مصالح البدن: فقد أمره الله تعالى بالنفقة بما يسد حاجتهم من مسكن وملبس ومأكل وعلاج دون أن يكلفه في ذلك فوق طاقته؛ قال تعالى: ﴿لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللهُ لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا﴾ [الطلاق: 7].

وأما في رعاية مصالح الأديان: فقد كلفه الله تعالى أن يأمرهم بالطاعات وإقامة العبادات وينهاهم عن القبائح والمحرمات، بالنصح والتعليم لهم والصبر عليهم مع مداومة الإرشاد؛ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ [التحريم: 6].

فروى ابن وهب في "تفسير القرآن" من "الجامع" عن زيد بن أسلم: أن أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما أُنزِلَتْ هذه الآية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾ قالوا: يا رسول الله، لقد أوقينا أنفسنا، فكيف بأهلينا؟ قال: «تَأمُرُونَهُمْ بِطَاعَةِ الله، وَتَنْهوهُمْ عَنْ مَعَاصِي الله».

مسؤولية الزوج عن حجاب زوجته
وأكدت الإفتاء أن  الحجاب فريضة على كل امرأة مسلمة عاقلة، ويتحقق بأن تلبس ما يستر كلَّ جسمها ما عدا وجهَها وكفيها؛ أيًّا ما كانت هذه الملابس؛ بحيث لا تصف ولا تكشف ولا تشف؛ امتثالًا لقوله تعالى: ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ﴾ [النور: 31].

وعن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يَا أَسْمَاءُ، إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتِ الْمَحِيضَ لَمْ تَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا إِلَّا هَذَا وَهَذَا» وأشار إلى وجهه وَكَفَّيْهِ. أخرجه أبو داود في "سننه"، والطبراني في "مسند الشاميين"، وابن عدي في "الكامل"، والبيهقي في "السنن الكبرى" و"الآداب" و"شعب الإيمان".

فإن لم تكن الزوجة ترتدي الحجاب الشرعي فإن مسؤولية الأمر به والحث عليه داخلة في نطاق مسؤولية زوجها عنها في رعاية مصالحها الدينية، ويجب عليه حينئذ أمرُها به، أمرَ إرشادٍ وترغيب، لا أمرَ إجبارٍ وترهيب.

فعن دِحية الكلبي رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «وَأْمُرِ امْرَأَتَكَ أَنْ تَجْعَلَ تَحْتَهُ ثَوْبًا لَا يَصِفُهَا» أخرجه الإمام أحمد في "المسند"، وأبو داود في "السنن".

فإن قام الزوج بمسؤوليته في نصح زوجته وحثها على الحجاب، ولكنها مع ذلك لم تتحجب، فعليه أن يصبر عليها مع المداومة على النصح والترغيب؛ إذ نص الشرع على وجوب أمر الأهل بالصلاة والصبر عليهم في أدائها وإقامتها، مع كون الصلاة عماد الدين وأول ما يسأل عنه المرء يوم القيامة، فلأن يصبر الزوج على امرأته في الالتزام بفريضة الحجاب من باب أولى.

قال تعالى: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾ [طه: 132].
وقد جاء التعبير القرآني بالأمر بالاصطبار لا الصبر؛ لبيان أن الرجل مطالب بقدر زائد على معنى الصبر العادي؛ ليشمل كل حال يستدعي الضجر والشدة، فيكون مطالبًا حينئذٍ بتكلُّف الصبر وتَعَمُّده، دون ملل أو ضجر باعثين على النفور والإيذاء.


وقد نص الشرع الشريف على أن الأصل في الدعوة إلى الله تعالى أن تكون بالحكمة والموعظة الحسنة، فإذا كان ذلك لعموم الناس أو لأصحاب العداوات من المعارضين للحق؛ فلأن يكون بين الزوج وزوجته أولى.

قال تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [النحل: 125].

وقال تعالى: ﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [فصلت: 34].

مقالات مشابهة

  • عيشوا بساطة الحياة
  • فضل دعاء الأم
  • من بلاغة سورة الكهف
  • رمضان عبد المعز: الحكمة تعني وضع الشئ في موضعه الصحيح
  • أفضل آية للفرج .. رددها يفتح الله لك الأبواب المغلقة
  • كيفية التعامل في الأزمات وأهمية القضاء بالله وقدره
  • مكانة عقد الزواج وخطورته في الشريعة الإسلامية.. الإفتاء توضح
  • حكم قول زمزم بعد الوضوء.. الإفتاء توضح
  • خطبتا الجمعة بالحرمين: ما جهر قوم بالمحرمات إلا أحلوا بأنفسهم عذاب الله.. ومحبة الله مشروطة بمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم
  • الإفتاء: الزوج مسؤول عن حجاب زوجته