ختام «الشرق الأوسط للأفلام والقصص المصورة» اليوم
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
عاش جمهور العاصمة أبوظبي تجربة ترفيهية استثنائية، ورحلة في عوالم أفلام الأبطال الخارقين والقصص المصورة وألعاب الفيديو والأنيمي والمانجا، في معرض الشرق الأوسط للأفلام والقصص المصورة (MEFCC)، الذي يختتم فعالياته اليوم، بعد ثلاثة أيام من المتعة، بمركز أبوظبي الوطني للمعارض، وبشراكة استراتيجية مع دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي.
منصة إبداعية
وفّر المعرض منصة فنية إبداعية، وسط حضور جماهيري لافت من مختلف أنحاء الوطن العربي والعالم، ومن كل الأعمار، تضمن أنشطة ترفيهية جذابة، بدءاً من لقاء النجوم، حيث تمكن الزوار من مقابلة المشاهير في عالم القصص المصورة، ونادي مبدعي القصص المصورة، ونجح عشاق هذا النوع من الفن في توجيه طلبات لأعمال فنية خاصة بهم، إضافة إلى ممشى الفنانين الذي يضم فنانين محليين وإقليميين ناشئين ومعروفين، يعرضون ويبيعون أحدث أعمالهم، وساحة الألعاب، التي كانت بمثابة ساحة منافسة بين محبي الألعاب والتحديات.
مشاهير القصص المصورة
وشهد معرض الشرق الأوسط للأفلام والقصص المصورة (MEFCC)، استضافة 3 شخصيات من المشاهير وممثلي الأصوات ومبدعي القصص المصورة الذين شاركوا في المهرجان، واستعرضوا تجاربهم في عالم صناعة المحتوى عبر أفلام الأبطال الخارقين والقصص المصورة، حيث انضم في نسخة المهرجان هذا العام الممثل تاز سكايلر، الذي تمّ ترشيحه لجائزة أوليفيه، واشتهر بتأدية دور «سانجي» الملقّب بـ«الساق السوداء» في مسلسل (One Piece).
كما انضم النجم إيناكي جودوي الذي يلعب دور «مانكي دي لوفي» في فيلم واقعي مقتبس من الأنيمي، الذي تدور أحداثه حول قراصنة قبعة القش الذين يبحثون عن كنز (One Piece)، بالإضافة إلى الممثلة بوم كليمنتيف التي أدت دور «مانتيس» في فيلم (Guardians of the Galaxy)، وتروي بيكر، المؤدي الصوتي الأميركي الذي اشتهر بدور جويل في لعبة الفيديو (The Last of Us)، إلى جانب استضافة الممثل وفنان الأداء الصوتي والمغني الياباني «شو هايامي» الذي أدى خلال مسيرته التي امتدت لأكثر من 40 عاماً، العديد من الأدوار الطيّبة منها (الأب ريمينغتون، وماكسيميليان جينيوس، ونيكولاس د. وولفوود)، إلى جانب تجسيده الشخصيات المضطربة منها (سوسوكي آيزن، وموراكي كازوتاكا، وإنريكو ماكسويل، وجين، بطل League of Legends).
برازيلي أسطوري
وحظي زوار المعرض بفرصة مقابلة مبدع القصص المصوّرة البرازيلي الأسطوري «إيفان ريس»، الذي يُعرف بكونه أحد أعظم الفنانين والأكثر تقديراً في هذا المجال، وقد عمل حصرياً مع (DC Comics)، لما يناهز العقدين من الزمن، حيث صنع عدداً من أهمّ وأشهر القصص المصوّرة منها (Green Lantern، وAquaman، وSuperman، وBlackest Night وBrightest Day ، Justice League).
متاحف خارقة
وتحت عنوان «المتاحف الأميركية الخارقة»، نظّمت السفارة الأميركية في أبوظبي، تجربة ترفيهية تفاعلية «ثلاثية الأبعاد»، باستخدام أحدث النظارات التكنولوجية في هذا المجال، والتي أتاحت للزوار خوض رحلة في عوالم المتاحف الأميركية وأبرز معالمها، وحول هذه المشاركة عبّر جاي تريلور المتحدث الرسمي باسم السفارة الأميركية في أبوظبي، عن سعادته بالمشاركة في المعرض الفني الثقافي الأضخم «الشرق الأوسط للأفلام والقصص المصورة»، الذي يجمع في العاصمة أبوظبي نجوم العالم في مجال القصص المصورة والأبطال الخارقين، وعاشقي الكوسبلاي وألعاب الفيديو لخوض تجربة ترفيهية فريدة من نوعها، لافتاً إلى أن تجربة «المتاحف الخارقة»، تعاونت فيها السفارة الأميركية في أبوظبي مع شركات عالمية، لتنفيذها تقنياً وفنياً بطريقة عالمية لكي يستمتع بها زوار المعرض.
القرية اليابانية
استحدث معرض «الشرق الأوسط للأفلام والقصص المصورة» في نسخته لهذا العام، «القرية اليابانية» التي قدمت تجارب تقليدية يابانية، منها اليوكاتا والأوريغامي وفن الخط اليدوي والعروض الحية.
عروض «الكوسبلاي»
تحولت الشخصيات المفضلة من عالم الرسوم المتحركة والألعاب والقصص المصورة والأفلام إلى حقيقة على يد المعجبين الشغوفين بتحدي الشخصيات، خلال معرض الشرق الأوسط للأفلام والقصص المصورة، وتمكن الزوار من التقاط صور مميزة مع أبطالهم المميزين، إلى جانب تنفيذ ممشى لعروض الكوسبلاي لأبرز الأبطال الخارقين.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: القصص المصورة
إقرأ أيضاً:
الخلل القاتل في الشرق الأوسط الجديد
قالت مها يحيى، مديرة مركز مالكولم كير- كارنيغي للشرق الأوسط، إن الشرق الأوسط محاصر بحلقة مفرغة من العنف والدمار، دون مسار واضح للسلام الدائم أو الاستقرار.
أعادت الحرب في غزة المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة إلى مستويات عام 1955
وأضافت الكاتبة في مقالها بموقع مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، أنه على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية، دمرت الحروب في غزة ولبنان وليبيا والسودان وسوريا واليمن المنطقة، مما أسفر عن مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين وتدمير البنية الأساسية والتعليم وأنظمة الرعاية الصحية.
وعلى سبيل المثال، أعادت الحرب في غزة المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة إلى مستويات عام 1955. وستتطلب إعادة بناء المنطقة ما يقدر بنحو 350 إلى 650 مليار دولار، وتحتاج غزة وحدها من 40 إلى 50 مليار دولار.
تأجيج المزيد من العنفوتابعت الكاتبة أن المقترحات الحالية لحل الأزمات في الشرق الأوسط، تتجاهل الحقائق السياسية والديناميكيات المحلية، مما يجعل من غير المرجح أن تنجح. وبدلاً من ذلك، تخاطر بتأجيج المزيد من العنف.
وعقدت الكاتبة مقارنة بين الدمار الحالي في الشرق الأوسط وأوروبا ما بعد الحرب العالمية الثانية.
وفي عام 1945، كانت أوروبا في حالة خراب، لكن خطة مارشال بقيادة الولايات المتحدة ساعدت في إعادة بناء القارة من خلال ربط إعادة الإعمار بالتكامل السياسي والاقتصادي، وعزز هذا النهج السلام والازدهار.
وفي المقابل، يفتقر الشرق الأوسط إلى رؤية موحدة، إذ انقسمت القوى الإقليمية وتجاهلت مقترحاتها حل التحديات الأساسية مثل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والتدخلات الخارجية خاصة من إيران.
الجهات الفاعلة الرئيسةوانتقدت الكاتبة نهج الجهات الفاعلة الرئيسة، إذ تركز الولايات المتحدة على إضعاف إيران لكنها تتجاهل الحاجة إلى حل سياسي للفلسطينيين. وتفتقر رؤيتها لإعادة إعمار غزة إلى إطار سياسي واضح، مما يعرضها لمزيد من عدم الاستقرار.
وتسعى إسرائيل إلى "نزع التطرف" عن الفلسطينيين وفرض الحكم الفعال قبل إعادة بناء غزة، وهي رؤية خاطئة أخلاقياً وغير قابلة للتطبيق، وفق الكاتبة، حيث أدت سياسات إسرائيل العدوانية، بما في ذلك توسيع المستوطنات والقمع، إلى تفاقم التوترات.
وفيما تفشل إيران تفشل في معالجة سلوكها المزعزع للاستقرار، مثل دعم الميليشيات الطائفة في المنطقة.
وأضافت الكاتبة: في حين أن التدخل الخارجي قد يسهل السلام أحياناً، مثل تدخل الصين لإعادة العلاقات بين إيران والسعودية، يجب على القوى الإقليمية أولاً حل خصوماتها لتكون وسيطاً فعالاً.
وأكدت مها يحيى أهمية العدالة الانتقالية. فالعفو الشامل قد يؤدي إلى مظالم مستمرة واضطرابات دورية كما رأينا في الحرب الأهلية في لبنان. وتعد محاسبة المسؤولين الرئيسين عن الفظائع في سوريا أمراً ضرورياً لمنع عمليات القتل الانتقامية وضمان السلام الدائم. تحديات تواجه المنطقة وتتباين التحديات في جميع أنحاء المنطقة، حسب الكاتبة، إذ يحتاج لبنان إلى إعادة بناء نظامه السياسي ونزع سلاح حزب الله وتعزيز المؤسسات الوطنية. وتحتاج سوريا إلى تسوية سياسية جديدة تأخذ في الاعتبار الديناميكيات المحلية وتتجنب إعادة مركزية السلطة.
وتواجه غزة تحديات عميقة بسبب افتقارها إلى السيادة والموارد والحكم. وقد تكون السلطة الانتقالية التي تديرها الأمم المتحدة ضرورية في الأمد القريب، لكن الحلول طويلة الأجل تتطلب حكماً بقيادة فلسطينية.
وخلصت الكاتبة إلى أنه دون حلول سياسية فإن جهود إعادة الإعمار ستفشل في معالجة ما أفسدته الحرب، مشيرة إلى أن المساعدات الإنسانية ضرورية لمعالجة المعاناة الفورية، لكنها لا تستطيع حل اختلال التوازن في القوة، أو التوترات العرقية، أو المؤسسات المنهارة.