تعرف على نماذج من صبر النبي صلى الله عليه وسلم على الأذى وأقوى مواقف صبره على البلاء، النبي محمد صلى الله عليه وسلم تعرض للعديد من المحن والمضايقات في سبيل نشر الإسلام وتأسيس العقيدة، وذلك منذ ولادته، وقد أظهر صبرًا عظيمًا وثباتًا لم يتزعزع رغم كل الصعاب التي واجهها.

لقد بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم دعوته للإسلام سرًا لمدة ثلاث سنوات وآمن به عدد قليل من المسلمين، إلا أن أمر الله سبحانه وتعالى الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يجهر بالدعوة السلامية ويدعو الجميع للدخول إلى الإسلام لكن الرسول صلى الله عليه لم يسلم من أذى المشركين وتعرض للكثير من الظلم من أهله الذين من واجبهم دعمه لكنهم خذلوا رسولنا الكريم.

 فلقد قام عمه أبو جهل بالاستهزاء به هو وامرأته التي كانت تتعرض للرسول بالكثير من الأذى وكانت ترمي القمامة والشوك في الطريق الذي كان يسلكه الرسول صلى الله عليه وسلم.

ولكن توعد الله لهم بأشد أنواع العذاب ونزلت سورة كاملة يتوعد فيها الله بالعذاب لأبي جهل وامرأته فقال الله تعالى: (تَبَّتۡ يَدَآ أَبِي لَهَبٖ وَتَبَّ) وكانت تخفيفًا من الله لرسوله الكريم، وفي يوم كان يصلي رسول الله وحاول عقدة بن معيط خنق الرسول حتى نجد أبو بكر الرسول من يد عقبة وفي ذلك الوقت نزل قول الله تعالى (أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّـهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ).

الصبر على أذى أبو جهل

فقد أمر أبو جهل أحد المشركين برمي أحشاء ناقة كانت تذبح بالقرب من الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء صلاته وأخذ الكفار يستهزءون بالرسول ورفضوا إزالة القمامة حتى جاءت السيدة فاطمة رضي الله عنها وأزالت تلك القمامة عن الرسول وهي تبكي بشدة على حال والدها والأذى الذي يتعرض له، وعن عائِشةَ رضِي اللهُ عنها زوجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، أنَّها قالت للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (هل أتى عليك يومٌ كان أشَدَّ مِن يومِ أحُدٍ؟ قال: لقد لَقِيتُ مِن قومِك ما لقيتُ، وكان أشَدُّ ما لقيتُ منهم يومَ العَقَبةِ؛ إذ عرضْتُ).

عندما يأس الكفار من استسلام الرسول لهم قرروا الضغط عليه من خلال تعذيب المسلمين وأصحابه، فلقد تعرض بلال بن رباح للكثير من التعذيب ولقد قام الحكم بن العاص بتعذيب سيدنا عثمان بن عفان عذابًا شديدًا وكان الحكم عمه ولكنه يأس من عودة سيدنا عثمان للكفر، ومن أكثر القبائل التي تعرضت للعذاب قبيلة آل ياسر فقد تعرض عمار ووالده ياسر وزوجته سمية إلى الكثير من الأذى من أبي جهل حتى ماتوا.

صبر الرسول على أذى أهل الطائف

عندما اشتد أذى المشركين على الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه وأصبحت الدعوة الإسلامية في العلن قرر الرسول أن ينشر الإسلام في البلاد الأخرى فذهب لمقابلة أهل الطائف، لكنهم رفضوا دعوته واستهزئوا بالرسول عليه حتى ضاق صدره بما يفعلوه وأجبروه على الخروج من مكة بلده الحبيبة البلد الذي نشأ فيها ولولا ذلك ما خرج منها أبدًا.

لقد اتهموا الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنون وأن القول الذي يقوله ليس وحي من الله إنما هو شعر يقوله الرسول، وأن الحالة التي تصيبه أثناء الوحي هي حالة من الصرع تصيب الرسول تتسبب في ارتفاع درجة الحرارة وتصيبه تشنجات فيقول هذا القول.

صبر الرسول على أذى المنافقين

لقد تعرض الرسول صلى الله عليه وسلم للكثير من الأذى من المنافقين فإن المنافقين أشد خطرًا من المشركين لأن المشركين معترفون بكفرهم أما المنافقون أمام المسلمين يقولوا أسلمنا أما إذا اجتمعوا مع المشركين يقولون إنهم يفعلون ذلك للاستهزاء بالرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين.

وكانوا يضعون أصابعهم في آذانهم حتى لا يسمعوا كلام الرسول أثناء حديثه في المجالس، وتخلوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم في موقعة التبوك، ولقد اتهموا السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها في حادثة الإفك بالباطل حتى برأها الله سبحانه وتعالى والذين افتعلوا تلك الإشاعة من أهل مكة أي أهل الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا من أكبر صور التخاذل الذي تعرض له.

صبر النبي على أذى اليهود

لقد تعرض الرسول صلى الله عليه وسلم للكثير من الأذى من اليهود وكان هذا الأذى نفسيًا بجانب الأذى الجسدي واتهموه بالجنو،ن وكانوا يحرضون الأعداء على رسول الله في العديد من الغزوات خاصة عندما حزبوا الأحزاب ضده وخانوا الميثاق.

في نهاية مقالنا نكون قد تعرفنا على مدى الأذى الذي تعرض له رسول الله فلقد تعرض لأذى من قريش واليهود ولم يقتصر الأذى على الأذى الجسدي إنما كان هناك أذى نفسي أيضًا؛ تلقاه بإيمان واحتساب ليترك لنا قدوة نحتذي بها.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الصبر محمد صلى الله عليه وسلم ابو جهل البلاء سيدنا محمد الرسول صلى الله علیه وسلم للکثیر من من الأذى على أذى

إقرأ أيضاً:

الإفتاء: النبي حذرنا من الاستهانة بأصحاب القدوة الحسنة والضعفاء

قالت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن النبي ﷺ حذر كل من استهان بأصحاب القدوة الحسنة وبذوي القدر والمكانة، أو بالضعفاء من الناس وتوعدهم -إن فعلوا ذلك- بالخروج عن جماعة المسلمين؛ فقال ﷺ قال: «لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا، وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ» أخرجه أحمد، وقال ﷺ قَالَ: «ثَلَاثَةٌ لَا يَسْتَخِفُّ بِحَقِّهِمْ إِلَّا مُنَافِقٌ: ذُو الشَّيْبَةِ فِي الْإِسْلَامِ، وَذُو الْعِلْمِ، وَإِمَامٌ مُقْسِطٌ» أخرجه الطبراني في "الكبير".

لماذا أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بإكرام العلماء والصالحين وذوي الشرف؟

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الشرع الشريف أمرنا بإكرام أهل الفضل وذوي الشرف من العلماء والصالحين والآباء والشيوخ؛ فعن أبي سعيدٍ الخدري رضي الله عنه قال: نزل أهل قُريظة على حكم سعد بن مُعاذٍ رضي الله عنه، فأرسل النبي ﷺ إليه، فأتى، فلما دنَا من المسجدِ قال النبي ﷺ للأنصار: «قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ، أَوْ خَيْرِكُمْ» متفق عليه.

النبي ﷺ:

وقالت دار الإفتاء إنه يُسنُّ تقبيل يد العلماء والصالحين والوالدين وكبار السن والمشايخ والأجداد، جاءت بذلك السنة التقريرية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وبفعل الصحابة الكرام رضوان الله عليهم مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومع بعضهم البعض.

حكم توقير العلماء والصالحين كما أمرنا النبي ﷺ:

وجاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم بتمام مكارم الأخلاق وكمال محاسن الخصال، وقال: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ» أخرجه الإمام أحمد في "المسند"، والبخاري في "الأدب المفرد"، والحاكم في "المستدرك"، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وفي رواية البَزَّار في "المسند": «إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ».

وفي حديث آخر: «إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي بِتَمَامِ مكارمِ الْأَخْلَاقِ، وكَمَالِ مَحَاسِنِ الْأَفْعَالِ» أخرجه الطَّبَرَانِي في "الأوسط" و"مكارم الأخلاق"، والبَيْهَقِي في "شُعَب الإيمان" عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما مرفوعًا.

النبي ﷺ:

ومن جملة هذه المكارم أن يُوقر الإنسان مَن يَكْبُرُه سنًّا أو علمًا أو منزلةً توقيرًا يناسب قدره ومنزلته؛ فعن عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ» أخرجه الشاشي في "المسند" والطَّبَرَانِي في "مكارم الأخلاق"، وفي رواية عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا» رواه الترمذي، والبخاري في "الأدب المفرد" من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.

قال العلامة زين الدين المَنَاوي في "فيض القدير" (5/ 388، ط. المكتبة التجارية الكبرى): [الواو بمعنى أو؛ فالتحذير من كل منهما وحده؛ فيتعين أن يعامل كلًّا منهما بما يليق به؛ فيعطي الصغير حقه من الرفق به والرحمة والشفقة عليه، ويعطي الكبير حقه من الشرف والتوقير] اهـ.

من مظاهر توقير العلماء والصالحين كما أمرنا النبي ﷺ:

كان الصحابة يُقبِّلون يد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورجله ولم ينهَ أحدًا منهم عن ذلك، فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت وهي تتحدث عن السيدة فاطمة رضي الله تعالى عنها: «وَكَانَتْ هِيَ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَتْ إِلَيْهِ مُسْتَقْبِلَةً وَقَبَّلَتْ يَدَهُ» رواه الطَّبَرَانِي في "المعجم الأوسط"، والحاكم في "المستدرك"، وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه".

وعن زَارِعٍ العبدي رضي الله عنه وكان في وفد عبد القيس أنه قال: «لَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَجَعَلْنَا نَتَبَادَرُ مِنْ رَوَاحِلِنَا، فَنُقَبِّلُ يَدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرِجْلَهُ» رواه أبو داود والبَيْهَقِي.

وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: «قَبَّلْنَا يَدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» رواه ابن ماجه، وابن أبي شَيْبَة في "مصنفه".

 

مقالات مشابهة

  • لماذا نقرأ آية الكرسي بعد الصلاة؟.. الرسول أوصى بها لـ 10 أسباب
  • 7 أفعال قبل النوم حذر منها النبي.. انتبه ولا تفتح بها أبواب الجحيم
  • إحسان الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم اليوم الجمعة
  • حياة الرسول منهج لبناء جيل واعٍ ومجتمع راقٍٕ.. ندوة توعوية لوعظ الغربية بتجارة طنطا
  • علي جمعة: النبي دعا لكظم الغيظ حتى يتمكن الإنسان من العفو
  • حكم الصلاة على النبي ﷺ لتذكر شئ منسي
  • علي جمعة: ذكر النبي ﷺ أن العفو كان خلق إخوانه الأنبياء
  • علي جمعة: العفو كان خلق النبي والانبياء من قبله
  • المراد من حديث النبي: «إِذَا صَلَّيْتُمْ عَلَيَّ فَأَحْسِنُوا الصَّلَاةَ»
  • الإفتاء: النبي حذرنا من الاستهانة بأصحاب القدوة الحسنة والضعفاء