في حين يتأهب الجيش الإسرائيلي لاجتياع مدينة رفح في أقصى جنوبي قطاع غزة على الحدود مع مصر، بعثت القاهرة إلى تل أبيب رسالة تهديد مباشرة بتعليق معاهدة السلام لعام 1979 في حال دفعت إسرائيل الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء، بحسب فيفيان يي في تقرير بصحيفة "ذا نيويورك تايمز" الأمريكية (The New York Times).

وقالت "يي"، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن "أكثر من نصف سكان غزة محصورون في مدن خيام بائسة في رفح، ولم يُترك لهم أي مكان آخر يذهبون إليه بسبب الحملة العسكرية الإسرائيلية".

وأضافت أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هدد باجتياح المدينة، ووجه قواته أمس الجمعة بالتخطيط لإجلاء المدنيين من رفح تمهيدا لهجوم جديد ضد حركة حماس. لكن ليس من الواضح أين يمكن أن يذهب هؤلاء الأشخاص".

وتابعت أنه "بدلا من فتح حدودها لمنح الفلسطينيين ملاذا من الهجوم، كما فعلت مع الفارين من صراعات أخرى في المنطقة، عززت مصر حدودها مع غزة، وحذرت إسرائيل من أن أي تحرك من شأنه أن يؤدي إلى تدفق سكان القطاع (2.4 مليون) إلى أراضيها يمكن أن يعرض للخطر معاهدة السلام الإسرائيلية المصرية المستمرة منذ عقود، والتي تعتبر ركيزة لاستقرار الشرق الأوسط منذ عام 1979".

و"قد تؤدي خطوات إسرائيل التالية في الحرب إلى مثل هذه النقطة الانهيارية، بينما مصر مدفوعةً بمزيج من الانزعاج بشأن أمنها، والخوف من أن يصبح التهجير دائما ويقوض طموحات الفلسطينيين في إقامة دولة".

اقرأ أيضاً

تحذيرات من كارثة إنسانية ومجزرة في رفح حال اجتاحتها إسرائيل

معاهدة السلام

ووصف نتنياهو رفح بأنها واحدة من آخر معاقل حماس. ومهما كانت دقة هذا التصنيف، فإن رفح أصبحت الآن الملاذ الأخير لنحو 1.4 مليون جائع ويائس، وفقا للأمم المتحدة، وأغلبهم نزحوا من أماكن أخرى في غزة منذ بداية الحرب الإسرائيلية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كما أضافت "يي".

وقال دبلوماسي غربي كبير في القاهرة، لم تكشف الصحيفة عن هويته، إن "المسؤولين المصريين حثوا نظراءهم الغربيين على إبلاغ إسرائيل بأنهم يعتبرون أي تحرك لإجبار سكان غزة على العبور إلى سيناء بمثابة انتهاك من شأنه أن يعلق فعليا معاهدة السلام".

وقال مسؤول غربي كبير آخر ومسؤول أمريكي وثالث إسرائيلي إن "الرسالة كانت أكثر مباشرة، إذ هددت مصر بتعليق معاهدة السلام إذا دفع الجيش الإسرائيلي سكان غزة إلى مصر".

وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن "الحكومة المصرية كررت هذا التحذير لوزير الخارجية (الأمريكي) أنتوني بلينكن يوم الأربعاء (7 فبراير)، عندما كان في القاهرة للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي".

فيما قال المسؤول الأمريكي إن "مصر أوضحت أنها مستعدة لعسكرة حدودها، ربما بالدبابات، إذا بدأ دفع الفلسطينيين إلى سيناء".

اقرأ أيضاً

إسرائيل تستعد لإجراء مليون فلسطيني من رفح.. وتحذيرات دولية

ممر صلاح الدين

و"على الرغم من التوترات المتزايدة، لا يزال المسؤولون المصريون والإسرائيليون يتواصلون مع بعضهم البعض"، كما تابعت "يي".

وقال المسؤول الإسرائيلي إن "الضباط العسكريين من البلدين، الذين تربطهم علاقة ثقة طويلة الأمد نتجت عن التعاون الأمني حول الحدود، يتحدثون بشأن التوغل الإسرائيلي المحتمل في رفح، وقد طلب المصريون من إسرائيل الحد من نطاقه".

وفقا لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية فإن "البلدان، اللذان فرضا بشكل مشترك حصارا خانقا على غزة منذ سيطرة حماس علها في عام 2007، يناقشان إعطاء إسرائيل دورا أكبر في تأمين المنطقة العازلة الضيقة بين مصر وغزة".

و"في علامة أخرى على الضغوط المتزايدة على مصر، تريد إسرائيل السيطرة على هذه المنطقة التي تفصل بين غزة وسيناء المصرية"، كما زادت "يي".

وقال نتنياهو إن إسرائيل يجب أن تسيطر على تلك المنطقة، المعروفة باسم "ممر فيلادلفيا" (ممر صلاح الدين).

وفي حين يزعم مسؤولون إسرائيليون أن "حماس" تقوم بتهريب الأسلحة عبر المنطقة الحدودية بين غزة ومصر، يقول محللون إن القاهرة تشعر بالقلق من أن إسرائيل تريد الاستيلاء على المنطقة كوسيلة لدفع سكان غزة إلى سيناء.

اقرأ أيضاً

رويترز: مصر تعزز تواجدها الأمني على الحدود الفلسطينية مع التلويح بهجوم رفح

المصدر | فيفيان يي/ ذا نيويورك تايمز- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حرب غزة رفح مصر إسرائيل سيناء معاهدة السلام معاهدة السلام سکان غزة

إقرأ أيضاً:

مؤتمر فرساي .. قصة معاهدة سلام أشعلت الحرب العالمية الثانية

في 18 يناير 1919، افتُتحت أعمال مؤتمر باريس للسلام في قصر فرساي بفرنسا، بحضور ممثلي 32 دولة من القوى المنتصرة في الحرب العالمية الأولى.

 جاء المؤتمر بعد توقف القتال في 11 نوفمبر 1918، بهدف صياغة اتفاقيات سلام تُعيد الاستقرار إلى أوروبا والعالم، بعد أربع سنوات من الصراع المدمر الذي أودى بحياة أكثر من 16 مليون شخص.

 افتتاح المؤتمر وأهدافه
 

افتتح المؤتمر بحضور أبرز قادة الحلفاء، وعلى رأسهم رئيس الوزراء الفرنسي جورج كليمنصو، والرئيس الأمريكي وودرو ويلسون، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد لويد جورج، ورئيس الوزراء الإيطالي فيتوريو أورلاندو. كان الهدف الرئيسي للمؤتمر إعادة تشكيل خريطة العالم، وتعويض الخسائر، ووضع نظام عالمي يضمن منع تكرار حرب مماثلة.

ركزت المفاوضات على عدد من القضايا الجوهرية، منها تحديد مسؤولية الدول المهزومة عن الحرب، إعادة توزيع المستعمرات، ورسم حدود جديدة للدول بناءً على التوازنات السياسية والإثنية.

أبرز القضايا على طاولة النقاش

تحميل المسؤولية لألمانيا: ناقش المؤتمر فرض عقوبات قاسية على ألمانيا، باعتبارها الطرف الرئيسي في إشعال الحرب.

إعادة ترسيم الحدود: تناول المؤتمر قضايا إعادة الألزاس واللورين إلى فرنسا، وتأسيس دول جديدة مثل بولندا وتشيكوسلوفاكيا، مع تقسيم الإمبراطورية النمساوية-المجرية.

تعويضات الحرب: طالب الحلفاء بتعويضات ضخمة من ألمانيا لتعويض خسائرهم الاقتصادية والبشرية.

إنشاء منظمة دولية: اقترح الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون إنشاء “عصبة الأمم” لتعزيز السلم الدولي وحل النزاعات بالطرق السلمية.


 

الدول المهزومة خارج المفاوضات

لم يُسمح للدول المهزومة، وعلى رأسها ألمانيا والنمسا والمجر، بالمشاركة في المفاوضات. وُجهت الدعوات فقط للتوقيع على المعاهدات النهائية، مما أدى إلى استياء كبير لدى هذه الدول.

أجواء المؤتمر وتوقعات الحلفاء

ساد المؤتمر توتر كبير بسبب تباين مصالح القوى الكبرى. بينما ركزت فرنسا على فرض شروط قاسية على ألمانيا لضمان أمنها، سعت بريطانيا إلى تحقيق توازن يحافظ على استقرار أوروبا. في المقابل، دعا الرئيس ويلسون إلى تحقيق سلام عادل يستند إلى “النقاط الأربع عشرة” التي أعلنها سابقًا، وأبرزها حق الشعوب في تقرير مصيرها.

وقد نصّت على التجريد العسكرى للجيش الألماني، والإبقاء على 100000 جندى فقط وإلغاء نظام التجنيد الإلزامي، وعدم السماح بإنشاء قوة جوية، السماح بحفنة من السفن الحربية لكن بدون غواصات حربية، ولا يحق للضباط الألمان التقاعد العمرى من الجيش، حيث نصت الاتفاقية على بقائهم فيه كمدة أقصاها 25 عاماً.. فى استراتيجية لجعل الجيش الألمانى خالياً من الكفاءات العسكرية المدرّبة ذات الخبرة، وفيما يتعلق بالناحية الاقتصادية.. تتحمّل ألمانيا مسؤولية تقديم التعويضات للأطراف المتضرّرة وحددت التعويضات بـ 269 مليار مارك ألمانى كدين على الاقتصاد الألماني! وقد سببت بنود الاتفاقية درجة عالية من الامتعاض والرغبة فى الانتقام لدى الشعب الألماني.

مقالات مشابهة

  • هكذا مهدّت السلطة الفلسطينية الطريق أمام جيش الاحتلال لاجتياح مخيم جنين
  • الجيش الإسرائيلي يضع شرطا لعودة سكان غزة إلى الشمال
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يطالب سكان غزة بعدم الصيد والغوص على امتداد القطاع
  • الجيش الإسرائيلي يُصدر بيانا بشأن عودة سكان غزة لشمال القطاع
  • WSJ: إسرائيل لم تحقق هدفها الرئيس من الحرب.. لا تهديد لمكانة حماس في غزة
  • مؤتمر فرساي .. قصة معاهدة سلام أشعلت الحرب العالمية الثانية
  • «غزة تعود للحياة».. وخبير: متفاءل باستقرار المنطقة وانتعاش الاقتصاد المصري
  • إدارة ترمب تدرس خطة جريئة: نقل سكان غزة إلى هذه الدولة
  • عاجل| وزير الخارجية الإسرائيلي: تحرير المحتجزين كلف إسرائيل ثمنا باهظا
  • قبل وقف إطلاق النار..تحذير سكان غزة من العودة إلى مناطق التماس مع الجيش الإسرائيلي