إعداد: محمد إبراهيم

أسرار النهضة والتقدم والازدهار في الدول العظمى تلخصها كلمة واحدة من سبعة حروف، هي «التعليم»، إذ منحته تلك الدول جلّ اهتمامها، واستطاعت من خلاله بناء أجيال قادرة على الإبداع وصناعة المعرفة، فكان محور نهضتها، لأنها آمنت بأن التعليم أشبه بالعصا السحرية.

ونحن على أعتاب نسخة جديدة من «القمة العالمية للحكومات 2024»، ترصد «الخليج» أبرز التصورات التي تصف التعليم في المستقبل، وأهمية دوره في تقدم الأمم، وبناء المجتمعات وازدهار الشعوب، وتسلط الضوء على ما حققته الإمارات في هذا الملف، وتقدم قراءات عن شريحة من البلدان والحكومات التي كان التعليم وراء مكانتها العالمية.

يُعد التعليم القائد الحقيقي لركب التقدم والازدهار والتنمية في البلدان، وركيزة أساسية لتمكين الحكومات ونهضة المجتمعات، تعتبره الدول المتقدمة المقياس الحقيقي لنهضة الأمم والشعوب، فكم من الدول التي تطورت وارتقت استناداً إلى قوة نظامها التعليمي، كما يكمن حجم تقدم الدول وتطورها في اتجاهات نظامها التعليمي وجودة مخرجاته.

ويرى الخبراء أن قوة الدول تقاس بقوة نظامها التعليمي، فاليابان والصين وفنلندا والمملكة المتحدة وإستونيا، وغيرها من البلدان، ارتكزت في نهضتها على قوة التعليم، لتنافس حكوماتها وتبني مجداً وتقدماً وازدهاراً بفضل التعليم، وأعدت لمخرجاته وظائف الواقع والمستقبل، لتواكب المتغيرات والمستجدات، وتدعم الاتجاهات الجديدة في سوق العمل، مؤكدين أن التعليم في المستقبل عوالم واقعية وافتراضية تبني قدرات الأجيال.

الإمارات أيضاً من الدول التي ارتكزت على التعليم وتطويره في مسيرة النهضة والتقدم والازدهار وبناء الأجيال، إذ جعلته في صدارة أولوياتها، وامتطت ركب النهضة التعليمية، لتحتل مكانتها بين الأمم المتقدمة، والمجتمعات المزدهرة، وتدخل سباق التنافسية العالمية، بتاريخ حافل من التطوير بفضل قوة العلم.

نظرة عابرة

في نظرة عابرة على بعض الدول التي تقدمت وتطورت وازدهرت، وباتت من عظماء العالم بفضل التعليم، نجد أن إستونيا الدولة غير الآسيوية الوحيدة التي حققت نجاحاً كبيراً في المجالات كافة، بفضل تطور نظام التعليم فيها، وحقق طلابها مراكز متقدمة جداً تفوق التوقعات، لتلبّي احتياجات سوق العمل العالمي والوظائف، الراهنة والمستقبلية.

أما الصين، فهي صاحبة التصنيف الأعلى في التعليم العالمي، إذ ركزت على تحقيق الاستدامة في تطويره وجودة مخرجاته، وفق تخصصات ممنهجة ومدروسة، تلبي احتياجات المراحل المستقبلية كافة، فبات الاقتصاد الصيني ثاني أقوى اقتصاد في العالم الذي يتنافس بقوة، وينهض عاماً تلو الآخر بفضل التعليم ومخرجاته.

إنتاج المعرفة

تمتلك فنلندا، الدولة الاسكندنافية الصغيرة، الأداء الأفضل في التعليم على مستوى العالم، إذ راهنت عليه لتحقيق قفزات نوعية في المجالات كافة، واستندت إليه في مسيرة تقدمها ونجاحاتها في المستقبل، أما رأسمالها الحقيقي فيتمثل في المعرفة ومنتجاتها، في ما يحظى التعليم في المملكة المتحدة وجامعاتها بمميزات استثنائية، فضلاً عن الامتيازات وفرص العمل التي يحصل عليها الطلبة عقب التخرج، إذ ركزت على تحقيق نظرية التطوير المستدام لنظام التعليم، ويعد هذا سر نهضتها وتقدمها، إذ تعتبر أكثر الدول وجهة لطلاب العلم.

وفي اليابان، يُعد نظام التعليم أحد أهم الأنظمة التي أحدثت ثورة لا مثيل لها عالمياً، إذ تعاملت مع التعليم على أنه أبرز ركائز بناء الحضارة، وتنظر إليه على أنه ركيزة معرفية تسهم في بناء الإنسان، ليستقيم فكره ويثري معارفه، ويفيد وطنه، والبشرية كلها، بخير ما تعلمه.

طرائق علمية

في وقفة مع ما حققته الإمارات في مجال التعليم، أكد الدكتور عيسى البستكي، رئيس جامعة دبي، أنها استطاعت بناء الإنسان وفق طرائق علمية صحيحة قائمة على أسس الحداثة والتطور المستمر، وأخذت في الاعتبار التطورات الكبيرة في مجال العلوم التكنولوجية، وأهمية نقل هذه التجارب وطرق التعليم إلى أبناء المجتمع الإماراتي.

ولفت إلى أن هناك محطات تطويرية كثيرة نستطيع من خلالها أن نلامس طفرات التقدم والازدهار التي وصلت إليها في مختلف المجالات، وبنسق واحد، ومن دون تفاوت بين جوانب الحياة، فباتت تجربتها مثالاً يحتذى به.

وأفاد بأن الإمارات جعلت التعليم على قائمة أولوياتها، وانطلقت في تطويره والارتقاء بمخرجاته من دون توقف، لتلحق بالأمم المتقدمة، والمجتمعات المزدهرة، وتبنت خططاً للنهوض به، ووضعت نصب أعينها وصوله إلى مستويات معيارية تتماشى مع معطيات التكنولوجيا والعلوم، وركزت على بناء أجيال تكنولوجيا المعلومات، وتعزيز قيم المجتمع ومبادئه، ومواكبة المتغيرات العالمية في المجالات كافة.

ارتباط وثيق

قال د.عيسى البستكي، إن الإمارات تخطو نحو مجتمع المعرفة بثقة، لتصنع بأيادي أبنائها منتجات معرفية تنتفع منها البشرية، حاضراً ومستقبلا، وتصدرت الدولة المراكز الأولى في المجالات كافة، بفضل ما يشهده قطاع التعليم من تطوير وجودة في المخرجات، وارتبطت مخرجاته ارتباطاً وثيقاً باحتياجات الوظائف في الوقت الراهن والمستقبل، ما انعكس على عمل الحكومة وتطور أعمالها، وسياساتها، واستراتيجياتها.

وأضاف أن الإمارات ركزت على رؤى متنوعة تحاكي عام 2071، من خلال برامج عملية يتم تنفيذها في مجالات مختلفة في آن واحد، بتناسق وتكامل، منها «التعليم والبحث العلمي والثقافة والاتصال والاقتصاد والتكنولوجيا والإعلام، وغيرها من المجالات»، لتنجح في الوصول بمساراته إلى اتجاهات متقدمة، باستخدام أساليب التكنولوجيا الحديثة، والذكاء الاصطناعي، والمتيافرس.

منظومة متكاملة

يرى الدكتور عطا عبد الرحيم، مدير مركز التعليم المستمر والتطوير في الجامعة القاسمية، أن الإمارات تمتلك منظومة تعليمية شاملة ومتكاملة، تنسجم فيها مخرجات التعليم العام، مع التعليم العالي وسوق العمل، مع التركيز على التخصصات العلمية المستقبلية والمهمة، مثل علوم الفضاء والطاقة المتجددة وتعزيز منظومة التعلم الذكي، بما يتناغم مع أهداف مئوية الإمارات 2071، من حيث الرؤى والمستهدفات المستقبلية للدولة.

واكد أن الإمارات حققت قفزات نوعية في تطوير التعليم، من مجرد مجالس للعلم، إلى منظومة ممنهجة للمعارف والعلوم تصل للمتعلمين أينما كانوا، وفي أي وقت، كما أصبح الذكاء الاصطناعي والمتيافرس والتكنولوجيا المتقدمة، أبرز مكونات المنظومة التعليمية في الدولة لتحاكي بثقة النظم التعليمية المطورة في الدول المتقدمة.

تطوير مستدام

أفاد د.عطا عبد الرحيم، بأن التعليم في الإمارات يرتكز على التطوير المستدام، بدءاً من البينة التحتية مروراً بالمرافق والمختبرات والمكتبات ومراكز مصادر التعلم، وصولا إلى المناهج والمقررات الدراسية، وتطوير أداء أعضاء الهيئات الإدارية والتدريسية والفنية وأساليب التدريس الحديثة، في مراحل التعليم كافة من الرياض إلى الجامعة، بأنماط متنوعة تجمع «الواقعي والافتراضي والهجين».

وقال إن الدولة تنافس بقوة أنظمة التعليم العالمية الكبرى، إذ تحتل الصدارة عربياً في مؤشرات جودة التعليم، وتمكن القطاع من الاستحواذ على مكانة كبيرة في المؤشرات العالمية، لا سيما بعد أن تم منحها 4 مرجعيات دولية متخصصة في رصد التنافسية الأممية، عضوية نادي العشرين الكبار في قطاع التربية والتعليم، وفقاً لأحدث إصدارات تقارير التنافسية العالمية، وتمكنت مؤسسات التعليم من أن تتفوق على مؤسسات التعليم في مختلف دول العالم.

استشراف المستقبل

على الرغم من التطور المشهود في قطاع التعليم في الدولة، يبقى سؤال استشراف مستقبل التعليم يجوب في الأذهان، وكيف سيكون في الغد القريب؟ إذ يرى الخبير الدكتور محمد عبد الظاهر، رائد الذكاء الاصطناعي والميتافيرس، أن هناك تصورات للتعليم في المستقبل، أبرزها التعلم الشخصي الذي يركز على الاحتياجات الفردية للمتعلمين، إذ سيتمكن الطلاب من التعلم في وقتهم الخاص وبوتيرة مناسبة لهم، مستخدمين مجموعة متنوعة من الموارد والأدوات والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي المتقدم.

وأوضح أن التصور الثاني يحاكي التعلم القائم على المشاريع، وفيه يركز التعليم المستقبلي على المشاريع العملية التي تسمح للمتعلمين بتطبيق ما تعلموه، ويعمل الطلاب معاً لحل المشكلات وإنشاء منتجات وخدمات جديدة، فيما يركز التصور الثالث على التعليم التعاوني الذي يسمح للطلاب بالتعلم في مجموعات صغيرة لمناقشة الأفكار والتعاون في المشاريع، ويخاطب التصور الرابع التعلم الافتراضي الذي يسمح للطلاب بالتعلم من أي مكان وفي أي وقت، ويستند من خلاله الطلبة إلى مجموعة متنوعة من الأدوات والتقنيات للتعلم عبر الإنترنت.

مدى الحياة

يخيم على التعليم المستقبلي مبدأ التعلم مدى الحياة الذي يمثل التصور الأخير، حيث إن الطلاب يعيشون في حاجة مستمر إلى تعلم مهارات جديدة لتلبية متطلبات سوق العمل المتغير، إذ يوفر التعليم المستقبلي فرصاً للتعلم المستمر للطلاب من جميع الأعمار والمستويات التعليمية، موضحاً أن أبرز مهارات التعليم المستقبلي تكمن في التفكير النقدي وحل المشكلات، المهارات الإبداعية، والتعاونية، المهارات الرقمية. وأكد عبدالظاهر أن التغييرات في التعليم تتطلب تحولاً في دور المعلمين، ليكونوا قادرين على تصميم وتقديم تعليم يلبي احتياجات الطلاب الفردية، فضلاً عن استخدام التكنولوجيا بكفاءة لدعم عملية التعلم.

محتوى تعليمي

في وقفته مع دور الذكاء الاصطناعي في التعليم المستقبلي، أكد الدكتور محمد المصلح، الأستاذ المساعد في كلية الهندسة والعلوم الفيزيائية بجامعة هيريوت وات دبي، أهمية الذكاء الاصطناعي لإنشاء محتوى تعليمي، وتوظيفه في التقييم الآلي لتقدير وتقييم أعمال الطلبة من مقالات واختبارات وواجبات أخرى، ما يوفر وقت المعلمين وجهدهم، موضحا أن التعليم العالمي يشهد تحولات جذرية بسبب تطورات التكنولوجي وتغيرات سوق العمل. وأفاد بأن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تسجل حضوراً لافتاً في التعليم.

وقال إن التوقعات تؤكد أن الذكاء الاصطناعي سيكون جزءاً أصيلاً من النظم التعليمية.

المشروع الاستراتيجي الأول

يرى خبراء ومتخصصون أن الفجوة التعليمية بين الدول المتقدمة والدول النامية ليست كبيرة،كما يعتقد البعض، إذ إن هناك دولاً عربية أخذت منحى متطوراً وحديثاً في نقل العلوم والمعرفة إلى أبنائها، مع التركيز على العلوم والتكنولوجيا الحديثة، ومن بين هذه الدول الإمارات التي وضعت، ومنذ تأسيسها، خططاً استراتيجية لتطوير التعليم، واستهدفت بناء الإنسان في مسيرة نموها وتقدمها وتطورها، فكان الإنسان مشروعها الاستراتيجي الأول.

تقدم كبير

سجلت تصنيفات عالمية، تقدماً كبيراً للإمارات في مجال التعليم، إذ حصلت الدولة على المرتبة الأولى عالمياً في المؤشرات الخاصة، بمعدل الالتحاق بالتعليم الابتدائي، والإلمام بالقراءة والكتابة، كما أحرزت المرتبة الأولى في انتقال طلبة التعليم العالي إلى داخل الدولة، والمرتبة العالمية الأولى في معدل إتمام المرحلة الابتدائية، كما حصد نظام التعليم بالدولة، مراكز عدة متقدمة في مؤشرات أخرى عدة.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات القمة العالمية للحكومات فی المجالات کافة فی المستقبل أن الإمارات التعلیم فی أن التعلیم فی التعلیم سوق العمل فی الدول

إقرأ أيضاً:

ما هي منظمة حاباد اليهودية التي اختفى أحد حاخاماتها في الإمارات؟

أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، أن حاخاما يهوديا من منظمة "حاباد" اختفى في الإمارات منذ أربعة أيام في ظروف غامضة.

وتشتبه السلطات الإسرائيلية بأن الحاخام زفي كوغان، والذي ذكرت وسائل إعلام أنه ضابط في الجيش أيضا، تعرض للاختطاف أو القتل من قبل "جهة معادية" خلال وجوده في الإمارات.

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" فإن كوغان كان يقيم في الإمارات بشكل رسمي بصفته مساعدا للحاخام اليهودي الأكبر في أبو ظبي.

وينتمي كوغان إلى منظمة "حاباد" أو "شاباد" اليهودية، والتي برزت خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وفي تموز/ يوليو ظهر علم "حاباد" باللون الأصفر على إحدى دبابات الاحتلال، التي دمرها مقاتل من كتائب القسام، بواسطة عبوة ناسفة في تل السلطان برفح.

ويظهر على العلم الملون بالأصفر، تاج أزرق، وتحته بالعبرية عبارة "مشيح" أو مسيح، ويقصد بها المسيح المخلص وفقا للاعتقاد اليهودي الذي سيأتي في آخر الزمان ليقود اليهود.

وترفع هذا العلم منظمة حاباد أو "حاباد لوبافيتش"، وهي من أشهر المنظمات اليهودية الأرثوذكسية الحسيدية، حول العالم، والتي تمتلك علاقات واسعة على مستوى السياسيين، وتنفتح على العلمانيين لتحقيق أهدافها.

والحسيديون هم اليهود المتدينون الغربيون، القادمون من دول أوروبا الشرقية، ونسبة انفتاحهم أكبر من الحريديم، وهم اليهود الشرقيون والذين يبقون منغلقين على أنفسهم، وخاصة على الخدمة العسكرية في جيش الاحتلال، والتي حرموها مؤخرا.


تأسيس المنظمة

يعود تأسيس الحاباد إلى عام 1775 على يد الحاخام شنيور زلمان ليادي واشتق اسمها من اختصار الكلمات العبرية الثلاث "دآت، بيناه، حوكماه"، وتعني "الحكمة والفهم والمعرفة"، وفي الثلاثينيات نقل أحد حاخاماتها مركزها من مدينة لوبافيتش بروسيا إلى بولندا، ثم مع الحرب العالمية الثانية والعلاقة السيئة مع النازيين انتقلوا إلى الولايات المتحدة.

وخلال العقود التي تلت الخمسينيات، باتت منظمة حاباد، واحدة من أكثر المنظمات اليهودية انتشارا حول العالم، وتشعبت في العديد من القطاعات مستهدفة اليهود في العالم، وكان يتزعمها آنذاك، الحاخام، مناحيم مندل شنايرسون، والذي وصل تقديس أتباعه له إلى حد أن يطلقوا عليه لقب المسيح.

ويقدر عدد أتباع الحاباد، من الحسيديم بنحو 95 ألف شخص، أي ما يمثل قرابة 13 بالمئة من الحسيديم حول العالم، ولها نفوذ واسع في الولايات المتحدة.


التخلص من الفلسطينيين

تعد منظمة حاباد، من المنظمات المتطرفة، التي لا تؤمن بوجود الفلسطينيين، وتدعو للتخلص منهم وطردهم من فلسطين المحتلة، وتعارض أي اتفاق يمكن أن يمنحهم جزءا من أراضيهم.

ونشطت منذ بدء العدوان على غزة، عبر دعم جيش الاحتلال، بالتجهيزات اللوجستية للجنود، وجمع التبرعات لتوفير احتياجاته، والحضور بشكل واضح باسمها خلال العدوان.

ونظمت العديد من الفعاليات، ورفعت لافتات، تدعو فيها بصراحة إلى عودة الاستيطانية إلى قطاع غزة، فضلا عن توسيع التهام الأراضي في الضفة الغربية لصالح الاستيطان.

وقام عدد من جنود الاحتلال، في بداية العدوان، برفع لافتة على أحد منازل بيت حانون شمال غزة، وأطلقوا عليه اسم "أول بيت حاباد" في غزة، وأقاموا فيه احتفالا بعيد الحانوكاه اليهودي، قبل أن ينسحبوا على وقع ضربات المقاومة ويدمروا المنطقة.

وخلال المعارك في غزة، رفعت رايات ولافتات منظمة حاباد، وشعار المسيح كرايات وعلى الدبابات التي فجرتها المقاومة وظهر ذلك على الأقل في توثيقين مصورين لكتائب القسام.

كما قامت المنظمة بنصب شمعدان يهودي للاحتفال بعيد الحانوكاه في قطاع غزة، قبل أن ينسحبوا من المنطقة التي جرى فيها الاحتلال بدايات العدوان.

السيطرة على الجيش

كشفت تقارير عبرية، أن 80 بالمئة من الفعاليات التربوية الدينية، لجنود جيش الاحتلال، والتي يشارك فيها ضباط من قادة السرايا والرتب الأكبر، ويطلق عليها "أيام السبت التربوية"، تنفذها منظمات يمينية استيطانية، تخضع جميعها لحركة حاباد اليهودية.

وقالت صحيفة معاريف العبرية، إن الجيش تخلى عن المجال التربوي للجنود لصالح منظمات يهودية لها أجندة مثل حاباد، وهو ما يعتبره ضباط خطرا على خطاب الهوية الإسرائيلية.

وتمكنت حاباد من التسلل إلى القطاع التربوي في جيش الاحتلال، عبر بند التمويل، والذي يشترط فيه الجيش، أن تنظيم الفعاليات من أية جهة، يجب أن تموله المنظمة بنفسها عبر التبرعات، وحاباد من أقوى المنظمات التي يمكنها جمع التبرعات من اليهود المتطرفين، لإقامة فعاليات توراتية داخل الجيش.

مناطق التواجد

تسيطر منظمة حاباد على منطقة تدعى كفار حاباد، وهي الضاحية الملاصقة لمطار بن غوريون على أراضي يافا المحتلة، والتي يقدر عدد قاطنيها بأكثر من 7 آلاف نسمة، وهم من أتباعها، كما أن لهم وجودا في صفد، منذ تسلل اليهود من أوروبا الشرقية إلى فلسطين المحتلة، ما بين 1777- 1840، وقاموا بإنشاء مجتمع خاص بهم، ومعابد ومحاولات استيطانية مبكرة عبر الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين.

كما أن لهم تواجدا بعشرات الآلاف في كل من فرنسا وكندا، إضافة إلى الإمارات، والتي أنشأوا فيها المركز المجتمعي اليهودي والذي يحوي كنيسا ولفائف من التوراة، ويوفر الدواجن الحلال وفقا للشريعة اليهودية "الطعام الكوشير"، لأتباع المنظمة في الإمارات، ويترأس مركز الحاباد الحاخام ليفي دوشمان.

مقالات مشابهة

  • بيريز يكشف عن الدول التي لم تصوت لفينيسيوس
  • الإمارات الخامسة عالمياً والأولى «أوسطياً» في حيوية الذكاء الاصطناعي
  • ما هي منظمة حاباد اليهودية التي اختفى أحد حاخاماتها في الإمارات؟
  • تصنيف حيوية الذكاء الاصطناعي.. دولة عزبية ضمن الأوائل عالميا
  • أدوات جوجل الجديدة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لجعل حياتك أسهل
  • إنجاز جديد.. الإمارات الخامسة عالمياً في حيوية الذكاء الاصطناعي
  • الإمارات تُشارك في مؤتمر التصاميم الصناعية بالرياض
  • «منتدى سيدات أعمال الإمارات» يناقش مستقبل الذكاء الاصطناعي
  • مستقبل التعليم في عصر التكنولوجيا.. الذكاء الاصطناعي واستخدام البيانات الضخمة
  • الإمارات تُشارك في المؤتمر الدبلوماسي للتصاميم الصناعية بالرياض