الإمارات تحاكي المستقبل بالذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
إعداد: محمد إبراهيم
توالت الثورات الصناعية على العالم منذ منتصف القرن الثامن عشر، فأحدثت تغييرات جذرية غير مسبوقة في تاريخ البشرية، طالت آليات عمل الحكومات، وطرق تواصلها مع مجتمعاتها، واتجاهات تجويد الخدمات وتقديمها.
يعد الذكاء الاصطناعي أبرز مخرجات الثورة الصناعية الرابعة، والذي استنهض الحكومات وحدد اتجاهات المستقبل، لا سيما أنه شهد تطوراً كبيراً أخيراً، وبلغت استخداماته مختلف المجالات، بدءاً بالتعليم والصحة، مروراً بالفضاء والطيران وعلوم البيانات، ووصولاً إلى الهندسة والبيئة والمناخ، فأصبح التوجه العالمي الذي تعوّل عليه الحكومات لمواكبة المتغيرات المستقبلية.
الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، لا تعرف المستحيل، وترى المستقبل بدقة وموضوعية، فكانت سبّاقة في مجال الذكاء الاصطناعي، وما يقتنيه من أدوات وتطبيقات وبرامج حديثة، إذ تشكل منظومة الذكاء الاصطناعي، أحد أهم إنجازات الإمارات التي حققت من خلالها أهداف الأجندة الوطنية ورؤيتها التنموية المستقبلية.
تطورات نوعية
مع الجهود التي لا تهدأ ولا تتوقف، ظهرت ابتكارات استثنائية عبر «الذكاء الاصطناعي» مؤخراً، أخذتنا لحزمة متغيرات وتطورات نوعية، عززت مكانة الإمارات بين حكومات العالم، لتكون أول دولة تضم وزارة للذكاء الاصطناعي ضمن حكوماتها على مستوى العالم، فضلاً عن الحوكمة والتشريعات التي تتمتع بالحداثة والموضوعية وتواكب المتغيرات وتوظف التطورات لخدمة الإنسان والبشرية.
الإنجازات التي حققتها الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي بهرت العالم، وأثارت اهتمام معظم الحكومات للاستفادة من تجربتها الثرية، وتطوراتها ومشاريعها الاستثنائية في رحلتها نحو المستقبل، لا سيما أن التحديات الراهنة تستدعي الحكومات والمنظمات إلى الانخراط بعمق في اتجاهات الذكاء الاصطناعي وتطوراته المتسارعة التي تتداخل مع المجالات كافة.
ونحن على أعتاب نسخة جديدة للقمة العالمية للحكومات 2024، تقف «الخليج» مع أبرز محطات الإمارات في ملف الذكاء الاصطناعي، أهم منجزاتها في هذا المجال وكيف استطاعت تحقيق هذا الكم من النجاحات والإنجازات في فترة وجيزة؟ مع تسليط الضوء على الاتجاهات المستقبلية التي تعزز مكانتها الكبيرة بين حكومات العالم في هذا المجال.
رحلة الإمارات
البداية كانت مع قراءة ل«الخليج» في رحلة الإمارات مع الذكاء الاصطناعي، إذ إنها أدركت الحراك العالمي نحو توظيف الذكاء الاصطناعي، الذي تخلفه العديد من الثورات العلمية التي تستحق الدراسة، فكانت وزارة الذكاء الاصطناعي، التي بدأت في دمج تقنياته وبرامجه في المجالات كافة، لتكون أولى دول العالم التي تُمكن التقنيات المتقدمة في القطاعات كافة بمنهجية واضحة ورؤى تحاكي المستقبل.
ورسمت الإمارات خطة واضحة المعالم، وأوجدت اتجاهات نوعية متعددة لتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتبنت السيناريوهات الأفضل والأمثل المرتبطة بحياة الإنسان، وجمعت أفضل العقول لحوكمة الذكاء الاصطناعي لمنفعة البشرية والتصدي للتحديات، بشكل تطبيقي فاعل ومؤثر.
مرحلة جديدة
وتشكل استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي2031، ركيزة أساسية لمرحلة جديدة بعد الحكومة الذكية، التي تعتمد عليها الخدمات، والقطاعات، والبنية التحتية المستقبلية في الدولة، بما ينسجم ومئوية الإمارات 2071، حيث تركز على زيادة التنافسية العالمية في القطاعات ذات الأولوية، فضلاً عن تطوير منظومة خصبة للذكاء الاصطناعي، واعتماده في مجال خدمات المتعاملين لتحسين مستوى المعيشة وأداء الحكومة.
وتعد الاستراتيجية الأولى من نوعها عالمياً، وبنيت على خمسة محاور تضم «بناء فريق عمل الذكاء الاصطناعي، وتشكيل مجلس الذكاء الاصطناعي للدولة، وإنشاء فرق عمل مع الرؤساء التنفيذيين للابتكار في الجهات الحكومية، وصياغة الخطط الاستراتيجية ونشرها، وتفعيل البرامج والمبادرات وورش العمل في جميع الجهات الحكومية حول الآليات التطبيقية للذكاء الاصطناعي، وتنظيم قمة عالمية سنوية، وإطلاق المسرعات الحكومية للذكاء الاصطناعي».
قيادات حكومية
وتركز الاستراتيجية على تنمية قدرات القيادات الحكومية العليا في مجال الذكاء الاصطناعي، ورفع مهارات جميع الوظائف المتصلة بالتكنولوجيا، وتنظيم دورات تدريبية للموظفين الحكوميين، وتوفير 100% من خدمات الخط الأول للجمهور من خلال الذكاء الاصطناعي، ودمج الذكاء الاصطناعي بنسبة 100% في الخدمات، وزيادة الاعتماد عليه في الوظائف الروتينية، وإصدار قانون حكومي بشأن الاستخدام الآمن له، وتطوير أول وثيقة عالمية لتحديد الضوابط الضامنة للاستخدام الآمن والسليم للذكاء الاصطناعي.
وركزت أهداف الاستراتيجية، على تحقيق أهداف مئوية الإمارات 2071، وتعجيل تنفيذ البرامج والمشروعات التنموية لبلوغ المستقبل، والاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الخدمات وتحليل البيانات بمعدل 100% بحلول عام 2031، والارتقاء بالأداء الحكومي وتسريع الإنجاز وخلق بيئات عمل مبتكرة، لتكون حكومة الإمارات الأولى بالعالم، في استثمار الذكاء الاصطناعي بمختلف قطاعاتها الحيوية، وخلق سوق جديدة واعدة في المنطقة ذات قيمة اقتصادية عالية، ودعم مبادرات القطاع الخاص وزيادة الإنتاجية، إضافة إلى بناء قاعدة قوية في مجال البحث والتطوير، واستثمار كل الطاقات على النحو الأمثل، واستغلال الموارد والإمكانات البشرية والمادية المتوافرة بطريقة خلاقة.
استراتيجية و9 قطاعات
واستهدفت الاستراتيجية 9 قطاعات، تضم «النقل؛ لتقليل الحوادث والكلف التشغيلية، والصحة؛ لتقليل نسبة الأمراض المزمنة والخطيرة، والفضاء؛ بإجراء التجارب الدقيقة وتقليل نسب الأخطاء المكلفة، والطاقة المتجددة، وقطاع المياه، والتكنولوجيا؛ لرفع نسبة الإنتاج والمساعدة في الصرف العام، والتعليم؛ لتقليل الكلف وزيادة الرغبة في التعلم، والبيئة؛ لزيادة نسبة التشجير وزراعة النباتات المناسبة، والمرور؛ لتطوير آليات وقائية كالتنبؤ بالحوادث والازدحام المروري، ووضع سياسات مرورية أكثر فاعلية».
إنجاز جديد
ويأتي مجلس الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدِّمة، والذي وجّه بإنشائه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بصفته حاكماً لإمارة أبوظبي، إنجازاً جديداً للدولة في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ يتولى مسؤولية تطوير وتنفيذ السياسات والاستراتيجيات المرتبطة بتقنيات واستثمارات وأبحاث الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدِّمة في أبوظبي.
وسيضع المجلس خططاً وبرامج تمويلية واستثمارية وبحثية مع شركاء محليين وعالميين، لتعزيز مكانة أبوظبي في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدِّمة.
تشريعات وقوانين
تشكل التشريعات والقوانين أداة فاعلة، لإدارة منظومة الذكاء الاصطناعي، وتعد خطوة مهمة اتخذتها الإمارات ضمن جهودها في ملف الذكاء الاصطناعي، لضبط إيقاع الاستفادة من تلك المنظومة، فضلاً عن ضرورة وضع آليات ممنهجة للتعاون العالمي، لتأسيس قاعدة بيانات مشتركة، من شأنها حماية الخصوصية في المجتمعات، واحترام سيادة الحكومات والدول.
تحديات وفرص
اختار أنطونيو غوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة، عمر سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، لعضوية المجلس الاستشاري لحوكمة الذكاء الاصطناعي المعني بالتحديات والفرص والحوكمة الدولية للذكاء الاصطناعي، والذي يمثل إطار عمل دولياً جديداً.
معجم المصطلحات
في مبادرة جديدة، أطلق مكتب الذكاء الاصطناعي «المعجم العربي للذكاء الاصطناعي»، مستهدفاً المهتمين بمصطلحات الذكاء الاصطناعي باللغة العربية. لتعزيز لغة الضاد في قطاعات الذكاء الاصطناعي، وتوضيح المصطلحات، وتقليل الأخطاء اللغوية، وسد الفجوة بين الذكاء الاصطناعي واللغة العربية.
بوابة الإمارات
جعلت الإمارات الذكاء الاصطناعي البوابة التي تنفذ منها نحو المستقبل، مرتكزة إلى التطور والتألق في شتى المجالات، لا سيما أنه يمكن توظيفه في مختلف العلوم، وحقق تطورات ملموسة في شتى مناحي الحياة، وذلك بتمازج اللغة الإنسانية مع الآلات.
بناء القدرات
تعد الإمارات نموذجاً يُحتذى به في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتطوير سيناريوهاتها في القطاعات الأكثر ارتباطاً بحياة الإنسان، من خلال تطبيق مناهج مبتكرة للاستشراف المستقبلي، وبناء القدرات، ومشاركة التجربة مع دول المنطقة والعالم، والسعي الدائم للإسهام في الجهود الدولية لإيجاد الحلول وتحويل التحديات المتوقعة إلى فرص.
جائزة الذكاء الاصطناعي
تهدف جائزة الإمارات للذكاء الاصطناعي إلى تكريم الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية وشبه الحكومية التي تتميز بأفضل حالات الاستخدام في تبسيط وتوسعة وتحسين الخدمات الحكومية، من خلال الحلول المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتضم 4 فئات: (تميز الخدمات، وصنع القرار، والكفاءة التشغيلية، والذكاء الاصطناعي الإماراتي).
أبرز الإنجازات
يعد مجلس الإمارات للذكاء الاصطناعي والتعاملات الرقمية، أبرز منجزات الدولة في ملف الذكاء الاصطناعي، إذ تم تشكيله عام 2018، وتحديث هيكله عام 2021 بعد ضمّ عدد من الأعضاء الجدد، ليتولى اقتراح السياسات التي توفر بيئة محفزة، لتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي، ودعم البحث والابتكار، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، بما في ذلك المؤسسات الدولية.
ويركز على تنفيذ أهداف استراتيجية الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء الإمارات، وفق ثلاث مراحل، إذ ركزت مرحلة التأسيس على بنية تحتية متقدّمة للذكاء الاصطناعي، فيما تحاكي مرحلة التفعيل اعتماد أنشطة ومبادرات الذكاء الاصطناعي. أما مرحلة القيادة، فتركز على قيادة القطاع على الصعيد العالمي.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات القمة العالمية للحكومات فی مجال الذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
وكيل الأزهر يدعو إلى وضع ميثاق أخلاقي لاستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم
أكد فضيلة الدكتور محمد الضويني، أن مؤتمر «ضمان جودة التعليم في عصرِ الذكاء الاصطناعي» الذي عقدته الهيئة القوميَّةِ لضمان جودة التعليم والاعتماد، اليوم الأحد بالقاهرة، يسهم في تحقيق التنمية المستدامة ورؤِية مصر2030، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، الذي يؤكد دومًا أنَّ جودة التعليم تعدُّ قضيةَ أمنٍ قوميٍّ؛ من أجل النهوض بمنظومة التعليم، ونشر ثقافة استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تطوير التعليم المصري وتحقيق جودته.
وأضاف فضيلته خلال كلمته في المؤتمر السابع للهيئة الذي عقد بعنوان «جودة التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي» بحضور وزراء التعليم العالي والأوقاف والتربية والتعليم والعمل، ومُمَثلين عن جميع مُستويات التعليم بمصر، ولفيف من الخُبراء والمسؤولين الدوليين، أضاف أن أهمية هذا المؤتمر تأتي في تعزيز وتشجيع المؤسسات التعليمية على استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم بشكل فعَّالٍ وآمن، وتحقيق جودة التعليمِ المرجوة من خلال تقديم مِنصةٍ للنقاش، والتفاعل بين الخبراء والمتخصصين في مجالات التعليم والذكاء الاصطناعي. كما تكمن أهمية المؤتمر في رسم السياسات، واتخاذ القرارات المناسبة تجاه منظومة التعليم.
وبيَّن وكيل الأزهر أنه لا أحد يستطيع أن ينكر مساهمة الذكاء الاصطناعي في ارتقاء وتطوير التعليم عبر تطبيقات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في التعليم من: المحتوى الرقمي، وأنظمةِ التعليم الذكي، والواقعِ الافتراضي، والواقعِ المعزز، وأنه مرشحٌ بقوةٍ للتطور بشكل كبير في السنوات القادمة. مشيرًا إلى أن تطويرَ منظومة التعليم وضمانَ جودته، يجب أن يواكبَ التطورات التكنولوجيَّة المعاصرة، وبما أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تعمل على تغيير شكل التعليم، فهذا يتطلبُ إحداثَ تغييرٍ في أهداف التعليم ومناهجه، وبيئاتِ التعلُّم، وبرامجِ تأهيل وإعداد المعلم، وبرامجِ الجودة والاعتماد.
وتابع فضيلته أن تطوير المنظومة يحتاج كذلك إلى تكييفَ أنظمة الذكاء الاصطناعي في التعليم؛ لتلبية احتياجاتِ الطلاب وتطلَّعاتهم المتنوعة، ولمواجهة التحديات المتعلقة بالتعليم والتعلم في العصر الرقمي. وبناء على ذلك، يجب على مؤسسات التعليم تحسينُ أدائِها، بوضع آليات ملائمة؛ للاستفادة من التقدم المستمر والمتسارع في تطبيقات الذكاء الاصطناعي؛ حتى تضمن هذه المؤسسات لنفسها البقاءَ والمنافسة. وإن التطوير المستمر للذكاء الاصطناعي سوف يدهشُ العالم بشكل كبير في المستقبل القريب في قطاعات عدة، يأتي على رأسهِا قطاعُ التعليم، الذي يُتوقَّعُ له أن يشهدَ تغييرًا جذريًّا في أدواته ووسائله ومناهجه وتأهيل معلِّميه.
وتحدث وكيل الأزهر عن التعليم الأزهري بوصفه يمثل أحد أهم قطاعات التعليم في مصر والعالم الإسلامي، يَدرسُ فيه أكثر من مليونين ونصف المليون طالب، من بينهم ما يقرب من ستين ألف طالب وافد من أكثر من (مئة وأربعَ عشرةَ) دولةً حول العالم. مضيفًا أن الارتقاء بأي مجال من مجالات التنمية في مصر والعالم لا يمكن أن يتم إلا بالتعليم الجيد، والأزهر الشريف حريصٌ على تطوير العمليةِ التعليميةِ، انطلاقًا من المعلم، ومرورًا بالمناهج والوسائل التعليمية، وانتهاء بالبِنية التحتية؛ لتحقيق رؤية الدولة المصرية 2030؛ لتكون قادرة على مواكبة التقدم التكنولوجي، والتفاعل مع ما يحمله العصر من تحديات في المجالات كافة، وعدم توانيها في تقديم أفضل خدمة تعليميَّة لطلابها في المعاهد الأزهرية والجامعة، بما يجعلهم مشاركين وفاعلين في صياغة مستقبل أمتهم ووطنهم.
وأشار فضيلته إلى رؤية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الذي وجه بضرورة مواكبة التقدم التكنولوجي، وتحقيق أفضل المكتسبات منه؛ فقام الأزهرُ الشريف -في إطار هذه التوجيهات- بإنشاء ما يقرب من 60 مركزًا لنشر ثقافة الجودة والتنمية المهنية للمعلمين بالمعاهد المستهدفة ضمن خُطَّة الجودة، وذلك لتقديم الدعم الفني لها، ولدعم منظمة الجودة بالأزهر الشريف. كما عقد قطاعُ المعاهد الأزهريَّة العديد من الدورات التدريبة المتخصصة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، آخرَها كان في أواخر الشهر الماضي وكانت تحت عنوان: (تطبيقات الذكاء الاصطناعي وآليات الاستفادة منها في العملية التعليمية)، شارك فيها أكثر من 80 متدربًا من العاملين في الأزهر الشريف، وذلك استشرافًا للدور الذي ستقوم به تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب، في تحسين فاعلية تقييم المؤسسات والبرامج التعليمية والتدريبية، وبناء الثقة في المخرجات التعليميَّة على المستوى الوطني والإقليمي والدُوَلِي.
وطالب وكيل الأزهر خلال كلمته بأهمية أن يكون تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول، داعيًا إلى وضع ميثاق أخلاقي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي، يشمل: مجموعة المبادئ والقيم والاعتبارات الأخلاقية، التي توجه وترشد وتسهم في تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي واستخدامه بطريقة مسئولة وأخلاقية، تحمي حقوق الإنسان، وتعمل على تعظيم الفوائد، وتقليل الأضرار، وتساعد على الحد من التحيز، وتُسهم في تعزيز قِيَمِ المساواة والشفافية والإنصاف، وتحمي الخصوصيَّة لجميع أطراف العملية التعليمية؛ حتى تؤتى الثمرة المرجوة منها.
كما دعا وكيل الأزهر في ختام كلمته إلى تعزيز التعاون والشراكات بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، والأكاديميين؛ لتطوير وتطبيق أفضل الممارساتِ المتعلقة بجودة التعليم والذكاء الاصطناعي، وتعزيز الوعي والتدريب المستمر للمعلمين والمتعلمين؛ حتى نضمن مخرجاتٍ تعليميةً فاعلة. وأهمية تكاتف جميع الجهات المعنية من أجل وضع تصور عملي؛ لتعظيم الاستفادةِ من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تطوير العملية التعليمية والارتقاء بها، استفادةً تطبق العدالة والشفافية، وتحترم الخصوصية لكل المشاركين في العملية التعليمية.