رسخت القمة العالمية للحكومات، مكانتها كمنصة شاملة لصنع المستقبل وتحسين حياة المجتمعات، ويلعب الشركاء دوراً في إنجاح القمة بمشاركاتهم الفعالة، حيث أكدوا على أهمية هذا الحدث العالمي كفرصة لتطوير الخدمات الحكومية وتعزيز التعاون الدولي، لبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

وخلال حوار القمة العالمية للحكومات، الذي أقيم 23 يناير في متحف المستقبل بدبي، أشاروا إلى أن القمة أصبحت تجمعاً عالمياً لنخبة من قادة الحكومات والوزراء وكبار المسؤولين، وصناع القرار ورواد الفكر، والمختصين في الشؤون المالية والاقتصادية والاجتماعية، لاستعراض المستجدات وإبراز دورها في تطوير حلول مبتكرة للتحديات العالمية وتعزيز جودة حياة المجتمعات.

تنطلق القمة العالمية للحكومات 2024، في نسختها الحادية عشرة في دبي، خلال الفترة بين 12- 14 فبراير، وتتنوع جلساتها التي تزيد على 110 جلسات رئيسية وتفاعلية وحوارية، تشمل مناقشة التحديات العالمية الحالية والمستقبلية، وتركز على تحسين أداء الحكومات وتعزيز قدرتها على استباق ومواجهة التغيرات السريعة، وذلك من خلال تسخير التكنولوجيا والابتكار لمواجهة التحديات التي تواجه البشرية

شركاء متميزون

تتميز قمة الحكومات العالمية لعام 2024 بشركاء متميزين، يلعبون دوراً حيوياً في تحقيق الهدف الرئيسي لها والذي يتمثل في خلق المستقبل، وتبرز هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية كشريك رائد، بينما تأتي هيئة الطرق والمواصلات في دبي كشريك للتنقل الذكي، فيما تلعب هيئة كهرباء ومياه دبي دوراً مهماً كشريك للطاقة المستدامة.

أما صندوق أبوظبي للتنمية فهو شريك استراتيجي وبلدية دبي شريك للمدينة الذكية، مما يؤكد التزام القمة برؤيتها. في مجال التكنولوجيا، تبرز «اتصالات من إي آند» كشريك تكنولوجي، ومجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة كشريك للبحث والابتكار.

وتعكس هذه الشراكات التناغم والتفاعل الديناميكي بين مختلف القطاعات، وتجسد التزام القمة بتعزيز التقدم ودفع عجلة الابتكار في مختلف الميادين، بهدف تحقيق تأثير فعّال وشامل.

نموذج عالمي

من أجل مواجهة التحديات والمتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم، برزت الحاجة إلى تطوير نموذج عالمي تتشارك فيه الحكومات وتتعاون من أجل دعم الجهود التنموية وابتكار الحلول التي تسهم في التغلب على التحديات وازدهار المجتمعات.

وأكد مطر الطاير، المفوض العام لمسار البنية التحتية والتخطيط العمراني وجودة الحياة، المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات، على أهمية هذا التحول العالمي، وشدد على أن القمة العالمية للحكومات أصبحت منبراً عالمياً يجمع قادة الفكر والخبراء وصناع القرار من مختلف دول العالم، لطرح أفكارهم حول مستقبل الحكومات.

وتؤكد هيئة الطرق والمواصلات، من خلال شراكتها مع القمة، التزامها المستمر بالمشاركة في الجهود العالمية لابتكار الحلول لإحداث الأثر الإيجابي في حياة البشر، كما تضع في رصيدها مبادرات نوعية وتطبيقات ناجحة، مستفيدة من أفضل الممارسات والتجارب.

وفي إطار التطور العالمي نحو التنقل ذاتي القيادة، قادت الهيئة استراتيجية دبي لتحويل 25% من إجمالي رحلات التنقل في المدينة إلى رحلات ذاتية القيادة بحلول عام 2030، كما أنها نجحت في تنفيذ تجربة ناجحة للمركبات الكهربائية ذاتية القيادة، جعلتها المدينة الرائدة عالمياً في هذا المجال.

وكشف الطاير عن أن الهيئة ستقدم خلال مشاركتها في القمة مستجدات مشروع التاكسي الجوي من خلال توقيع اتفاقيتين، الأولى مع شركة «سكاي بورتس» البريطانية لبناء محطات التاكسي الجوي، والثانية مع شركة «جوبي» الأمريكية لتشغيل خدمة التاكسي الجوي المتوقع تدشينها في عام 2026. ويتمحور تركيز القمة حول دور التخطيط الحضري في تعزيز الاقتصاد المستدام وضرورة تكامل الجوانب المختلفة لتحقيق مستقبل مزدهر للمدن والمناطق الحضرية.

الحياد الكربوني

أصبحت الحاجة إلى الطاقة المتجددة والنظيفة أكثر أهمية من أي وقت مضى، وتستعرض هيئة كهرباء ومياه دبي تجربة الإمارة الرائدة في التحول إلى الطاقة المتجددة والنظيفة لتحقيق الحياد الكربوني من خلال مشاريع رائدة في مجال الطاقة المتجددة.

وقال سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، خلال حوار القمة: «يسعدنا أن تكون هيئة كهرباء ومياه دبي شريك الطاقة المستدامة للقمة التي تعقد هذا العام تحت شعار (استشراف حكومات المستقبل)، حيث نسعى من خلال مشاركتنا إلى استعراض التحولات العالمية في قطاع الطاقة وتقديم تجربتنا الريادية على المستوى العالمي في التحول إلى الطاقة المتجددة والنظيفة لتحقيق الحياد الكربوني من خلال مشاريع رائدة في الطاقة المتجددة والنظيفة.

وتتناول الهيئة خلال مشاركتها التركيز المتزايد على إزالة الكربون وتعزيز العمل المناخي، حيث تضع العديد من البلدان أهدافاً طموحة للحد من انبعاثات غازات الدفيئة وزيادة حصة الطاقة المتجددة والنظيفة والاستثمار في مشاريعها، ويعد تخزين الطاقة أيضاً اتجاهاً رئيسياً في تحول الطاقة.

وتتطرق الهيئة خلال مشاركتها في أنشطة القمة إلى أهمية العوامل الجيوسياسية، والحرب الروسية الأوكرانية التي لها تأثير عميق في أسواق الطاقة، حيث أدت إلى وقف معظم إمدادات الطاقة الروسية إلى أوروبا، وإعادة تشغيل المحطات القديمة للطاقة النووية، والفحم الحجري.

كما تتناول موضوع الاندماج النووي، الذي يعتبر مصدراً واعداً للطاقة النظيفة وغير المحدودة، على الرغم من التحديات التكنولوجية الكبيرة.

صياغة سياسات

تعكس هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية في الإمارات، أهميتها ودورها من خلال مشاركتها المستمرة في القمة العالمية للحكومات، ويلفت المهندس ماجد سلطان المسمار، مدير عام الهيئة، إلى نجاح القمة في الحفاظ على مكانتها كمنصة عالمية لصياغة السياسات الحكومية المستقبلية، حيث يجتمع كبار الخبراء والمسؤولين سنوياً، يتبادلون الحوارات والمعرفة، ويشاركون في تطوير رؤى مشتركة لصنع المستقبل بشكل فعّال ومستدام.

وتضطلع الحكومة الرقمية بدور حيوي في تسهيل حياة البشر وتحسين جودة الخدمات التي تقدم للمواطنين. من خلال استخدام التكنولوجيا الرقمية، حيث تسعى الحكومة الرقمية في دولة الإمارات إلى تيسير الوصول إلى الخدمات الحكومية بشكل أسرع وأكثر فاعلية.

وتشمل جهود الحكومة الرقمية؛ تقديم خدمات عبر توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي من أجل تحسين الشفافية في التعاملات الحكومية، وتعزيز التفاعل بين الحكومة والمواطنين؛ وذلك من خلال تبني أساليب تعتمد على التحول الرقمي.

ملامح المستقبل

تُعد القمة العالمية للحكومات منصة ملهمة تجمع خبراء وصناع القرار، وتعد بلدية دبي شريكاً فعّالًا في هذا الحدث حيث تستعرض خبراتها.

وفي هذا السياق، صرح داوود الهاجري، مدير عام بلدية دبي، بأن المشاركة في هذه القمة العالمية، الحدث الأبرز على مستوى العالم في مجال التعاون الحكومي العالمي، تأتي بهدف استغلال الفرص لفهم ملامح مستقبل الحكومات والتعرف إلى التوجهات العالمية.

وأكد على أن القمة تُعد منصة مهمة تمكن البلدية من الاطلاع على أفضل الممارسات وتعزيز الشراكات الاستراتيجية التي تسهم في تحقيق توجهاتها وتطلعاتها المستقبلية.

تحقيق الأهداف

تأكيداً على الالتزام بالتعاون بين المجتمعات وأهمية الاستدامة البيئية، قام صندوق أبوظبي للتنمية بشراكة فعّالة مع شركائه الدوليين، وفي إطار المشاركة في القمة العالمية للحكومات، تم تسليط الضوء على استشراف المستقبل وأهمية الحوارات التي تدور خلال القمة.

وقال محمد سيف السويدي، مدير عام الصندوق: «تتيح القمة العالمية للحكومات الفرص المناسبة لبحث واستشراف المستقبل حول أفضل الممارسات والحلول المبتكرة والوسائل التي تسهم في تسريع تحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة لبناء مستقبل أكثر ازدهاراً للمجتمعات».

وأكد على أهمية التعاون الفعّال بين الحكومات والمؤسسات الدولية والمنظمات العالمية في تنفيذ المشاريع المستدامة، الأمر الذي يسهم في تحويل التحديات إلى فرص، ويتماشى مع نهج دولة الإمارات في استدامة التنمية على الصعيدين المحلي والعالمي.

وأشار إلى أهمية مناقشة الاستدامة والتحولات العالمية الجديدة ضمن محاور القمة، وأن هذه التحديات تطرأ نتيجة للتغيرات الجذرية في الحوكمة والاقتصاد العالمي، مع التركيز على تعزيز الأمن الغذائي وأمن المياه والطاقة.

تكنولوجيا متطورة

في ضوء التطور السريع الذي يشهده الذكاء الاصطناعي والقفزة النوعية المتوقعة في هذا المجال خلال عام 2024، يستمر مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة في بذل جهوده لتعزيز البحث والتطوير في إمارة أبوظبي.

وفي هذا السياق، أكد فيصل البناي، الأمين العام للمجلس، الالتزام نحو تطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ويأتي ذلك في إطار إشراف المجلس على «فالكون»، النموذج اللغوي الأول من نوعه في دولة الإمارات، والذي يعد واحداً من أقوى النماذج أداء على مستوى العالم، كما تأتي هذه الجهود من خلال تعاون مع معهد الابتكار التكنولوجي وشركة (AI71).

بنية رقمية

أعلنت «اتصالات من إي آند» عن شراكتها البارزة في القمة العالمية للحكومات، حيث أكدت أهمية هذه القمة كمنصة عالمية لتبادل الخبرات والتشاور بين أفضل العقول وصناع القرار، بهدف خلق مستقبل أفضل للجميع. وأوضح مسعود شريف محمود، الرئيس التنفيذي للشركة، أنها تمتلك خبرة طويلة تمتد ل48 عاماً في قطاعي الاتصالات والتكنولوجيا.

وأضاف أن الشركة من خلال مشاركتها في القمة العالمية للحكومات، تلعب دوراً رائداً في تقديم حلول وتقنيات متقدمة، حيث تُعد من الشركات ذات الخبرة الطويلة في مجالي الاتصالات والتكنولوجيا، وتتفهم تماماً أهمية التقدم التكنولوجي في تحسين جودة الحياة ودفع عجلة التنمية.

وبفضل استراتيجيتها المبتكرة والرؤية الطموحة، تسعى الشركة لتسريع وتيرة التحول الرقمي، مما يسهم في تعزيز البنية التحتية للتكنولوجيا، وتشارك في استشراف المستقبل وتوجيه الحوار حول كيفية تكامل التكنولوجيا في مختلف جوانب حياتنا.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات القمة العالمية للحكومات فی القمة العالمیة للحکومات هیئة کهرباء ومیاه دبی الحکومة الرقمیة خلال مشارکتها وصناع القرار من خلال فی هذا

إقرأ أيضاً:

القمة العالمية للحكومات توسع انتشارها في قارة آسيا

دبي: «الخليج»
أعلنت القمة العالمية للحكومات، إطلاق شراكتين معرفيتين جديدتين، مع شركتي «شاين وينغ» و«كيه 2 فينتشرز» العالميتين، ضمن جهودها المستمرة لتوسيع انتشارها وأثرها الإيجابي عبر تعزيز التعاون وتوسيع الشراكات المعرفية، واستقطاب العقول وأصحاب الرؤى والأفكار في مختلف قارات العالم.
وتجسد اتفاقيتا الشراكة مع «شاين وينغ» و«كيه 2 فينتشرز» الرؤية المستقبلية للقمة العالمية للحكومات ودورها الريادي في تعزيز الشراكات الدولية التي تسهم في تحفيز الابتكار وبناء مستقبل مستدام، بالاستفادة من خبرات الشركتين العميقة وشبكاتهما الواسعة في الصين وقارة آسيا وانتشارهما العالمي.وقع اتفاقيتي الشراكة المعرفية عمر سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، نائب رئيس القمة العالمية للحكومات، وكي بي تشينغ الشريك في «شاين وينغ»، وتشارلز كواي مدير «كيه 2 فينتشرز».
وأكد عمر سلطان العلماء أن نموذج عمل القمة العالمية للحكومات يرتكز على توسيع شبكة الشراكات في مختلف المجالات، خصوصاً المعرفية منها، لما تمثله القمة من منصة للمعرفة العالمية في مجالات ابتكار وتصميم حكومات المستقبل، واستشراف التحديات وبناء منظومة الفرص للقطاعات الحيوية الأكثر ارتباطاً بحياة المجتمعات ومستقبل الأجيال القادمة.
وقال إن الشراكتين الجديدتين ستسهمان في دعم إيصال رسالة القمة العالمية للحكومات، وتعزيز الوعي بدورها منصة جامعة للخبراء والعلماء ومستشرفي المستقبل والقيادات الحكومية والدولية ورواد الأعمال، هدفها توفير مساحة للحوار وتحفيز التعاون الدولي الهادف، لتشكيل مستقبل أفضل للمجتمعات، مشيراً إلى أن شراكات المعرفة تمثل ركيزة مهمة لتوسيع نطاق القمة ووصولها إلى العالم. وقال كي بي تشينغ إن شركة «شاين وينغ» حريصة على أن تسهم بنشاط في تحقيق رؤية القمة العالمية للحكومات، مشيراً إلى أن الشركات الصينية أدت دوراً مهماً في تشكيل العالم على مدار العقد الماضي، ولافتاً إلى أن الشركة ستستفيد بالتأكيد من عرض رؤاها المستقبلية عبر منصة عالمية مرموقة مثل منصة القمة.
وقال تشارلز كواي: «نحن محظوظون وسعداء بأن نصبح شريك المعرفة للقمة العالمية للحكومات، ونسعى إلى أداء دور محوري في القمة، في ربط وتسويق وتوسيع نطاق التقنيات المستقبلية، وخاصة الذكاء الاصطناعي التوليدي لجميع الدول والأسواق والصناعات».

مقالات مشابهة

  • رئيسة القمة العالمية لطاقة المستقبل: نسخة 2025 فاقت التوقعات
  • انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل 2025 في أبو ظبي
  • انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل 2025 في أبو ظبي (فيديو)
  • القمة العالمية للحكومات توسع انتشارها في قارة آسيا
  • بحضور 30 ألف مشارك.. «القمة العالمية لطاقة المستقبل» في أبو ظبي
  • القمة العالمية للحكومات تطلق شراكتين معرفيتين مع الصين
  • القمة العالمية للحكومات تطلق شراكتين معرفيتين مع شركتين صينيتين
  • بمشاركة 13 دولة و140 وزيراً ومسؤولاً.. انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل 2025 في أبوظبي
  • القمة العالمية لطاقة المستقبل 2025 تنطلق في أبوظبي بمشاركة دولية واسعة
  • مشاركة دولية واسعة في القمة العالمية لطاقة المستقبل بأبوظبي