إعداد: بنيمين زرزور

تستخدم حكومات الولايات على جميع المستويات الذكاء الاصطناعي وأنظمة صنع القرار الرقمية لتوسيع مهمات دوائر إنفاذ القانون أو تبديلها، والمساعدة على تطوير قرارات المنفعة العامة، واستقبال الشكاوى والتعليقات العامة. لكن استخدام هذه الأنظمة من حكومات الولايات لا يزال يعاني الارتباك والغموض إلى حد كبير.

على الرغم من تزايد اعتماد الحكومة الفيدرالية للذكاء الاصطناعي – فقد كشف تقرير صدر في فبراير 2020 أن نحو نصف الوكالات الحكومية الفيدرالية البالغ عددها 142 وكالة، وجرت دراستها جربت الذكاء الاصطناعي وأدوات التعلم الآلي ذات الصلة، لكن الكثير من أدوات الذكاء الاصطناعي التي اشترتها الوكالات الحكومية، أثبتت أن هناك عيوباً في فاعليتها.

ينطبق الشيء نفسه على اعتماد أدوات اتخاذ القرار الآلي في الولاية ومحلياً التي تستخدم في تطبيق القانون والدورة القانونية الجنائية الأوسع، وفي إدارات المنفعة العامة، وفي عمليات الإسكان، وغيرها كثير. وتبين أن لدى بعض الولايات تشريعات معلقة تحسّن الشفافية والمساءلة بشأن هذه الأدوات، ولكن لم يقرّ أي منها حتى الآن.

الذكاء الاصطناعي والدورة القانونية الجنائية

في نظام العدالة الجنائية، تسبب نشر الذكاء الاصطناعي وغيره من أدوات صنع القرار الخوارزمية، في تفاقم أنماط الشرطة التمييزية التي تضر الأقليات بالفعل. وكشفت دراسة أجراها المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا عام 2022 عن أدوات التعرف إلى الوجوه - التي عادةً ما تعتمد على الذكاء الاصطناعي أن الأنظمة كانت أكثر عرضة لبثّ نتائج إيجابية كاذبة بما يصل إلى 100 مرة لشخص غير أبيض، زيادة على عدد مرات شخص أبيض. ووجدت الدراسة على وجه التحديد، أنه بالنسبة لمطابقة واحد إلى متعدد، رأى الفريق معدلات أعلى من النتائج الإيجابية الكاذبة للإناث الأمريكيات من أصل إفريقي، وهو اكتشاف مهم بشكل خاص، لأن العواقب يمكن أن تشمل اتهامات كاذبة.

كما كشفت دراسة منفصلة أجرتها «جامعة ستانفورد» و«معهد ماساتشوستس» للتكنولوجيا، وتضمنت اختبارات على ثلاث برمجيات تجارية للتعرف إلى الوجه منتشرة على نطاق واسع، أن معدل الخطأ يبلغ 34.7% للنساء ذوات البشرة الداكنة، مقارنة بمعدل خطأ قدره 0.8% للرجال ذوي البشرة الفاتحة.

كما كشفت مراجعة لنظام «ريكوغنشين»، وهو نظام للتعرف إلى الوجه تملكه شركة «أمازون» وسوّقته لأجهزة إنفاذ القانون الأمريكية - عن مؤشرات على التحيز العنصري، ووجدت أن النظام أخطأ في تعريف 28 عضواً في الكونغرس الأمريكي مجرمين مدانين. وبالمثل، فإن الذكاء الاصطناعي وأدوات اتخاذ القرار الخوارزمية المستخدمة في الترتيبات السابقة للمحاكمة، وإصدار الأحكام، وإعدادات السجون غالباً ما تسفر عن نتائج غير دقيقة أو متحيزة تعمل على إدامة أوجه عدم المساواة القائمة.

مساعدة الإنفاذ التنظيمي

تستخدم الكثير من الوكالات الأمريكية، مثل هيئة الأوراق المالية، ودائرة الإيرادات الداخلية، ووزارة الخزانة، «الخوارزميات» للمساعدة في توجيه موارد الإنفاذ لحالات الاحتيال المحتملة. ونتيجة للمتابعة والتطوير المستمر والتراكمي الذي تسارع خلال العام الماضي بشكل خاص، استخلصت ست طرائق لتفعيل دور الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي طوّرته شركة «أوبن إيه آي» ومنافساتها، في تطوير عمل الحكومة خلال عام 2024.

وتتصدر الولايات المتحدة، دول العالم في تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي بدعمها لشركات القطاع الخاص المتنافسة على هذا الصعيد وعلى رأسها شركة «أوبن إيه آي» و«مايكروسوفت».

وقد شهد عام 2023 ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي وتقدمه السريع، ولديه القدرة على تغيير طرائق عمل الحكومة وتفاعلها مع المواطنين بشكل كبير.

مع بداية العام الجديد، ظهرت مؤشرات واضحة على أن اعتماد الذكاء الاصطناعي التوليدي في الحكومة سوف يتسارع، ما يعود بالفوائد على خدمات المواطنين والأمن السيبراني والمشتريات والقطاعات والخدمات الأخرى:

أولاً: العقود الحكومية

سواء استخدم لتطوير التطبيقات أو تعزيز الأنظمة الحالية أو توفير خدمات جديدة، فإن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيساعد الحكومة على الاستفادة من الكميات الهائلة من البيانات التي تجمعها لخلق قيمة بطرق غير مسبوقة. وسنشهد اعتمادها بسرعة هائلة في جميع أنحاء العالم. ستتبع حكومات الولايات والحكومات المحلية الحكومة الفيدرالية لدمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في العقود.

ثانياً: تدريب الموظفين

يتطلب الذكاء الاصطناعي التوليدي إشرافاً بشرياً لضمان استخدامه بشكل أخلاقي وفعال؛ فهو ليس حلاً سحرياً لجميع المشكلات. ومن المرجح تنفيذ المزيد من البرامج التدريبية، المصممة خصيصاً لتلبية احتياجات الأقسام أو الموظفين المعنيين، لمساعدتهم على فهم كيفية الحصول على أقصى استفادة من التكنولوجيا الجديدة.

ثالثاً: تغلب الحكومات على النقص

غالباً ما يلاحظ القادة في القطاع الخاص أن إحدى الفوائد الرئيسية للذكاء الاصطناعي التوليدي هي قدرته على مساعدة المؤسسات على تحقيق المزيد بموارد أقل.

رابعاً: تعاون شركات التكنولوجيا

سوف تخرج شركات التكنولوجيا من سباق التسلح في الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي ساد عام 2023. ويعد التعاون والتنسيق أمرين بالغي الأهمية لضمان استمرارية الذكاء الاصطناعي التوليدي على المدى الطويل.

خامساً: الذكاء الاصطناعي التوليدي

تاريخياً، تعد المشتريات واحدة من أكثر العمليات تعقيداً وتحدياً بالنسبة للحكومة، حيث تتضمن خطوات متعددة وأطرافاً متعددة ومتطلبات متعددة، إلى جانب عدد لا يحصى من القيود القانونية والتنظيمية. لقد كانت المشتريات الحكومية تقليدياً تستغرق وقتاً طويلاً. يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي أن يساعد الحكومة على تسهيل عمليات الشراء وأتمتتها، بتقديم توصيات ذكية وتسهيل المفاوضات والعقود والمدفوعات - وفي النهاية، تقليل وقت المراجعة المكلف.

سادساً: نقل الخدمات إلى المنصات الرقمية

سيكون هناك تأييد أكبر من صنّاع القرار لتحويل خدمات المواطنين، بحيث تكون لا ورقية، ونقل وثائق القبول المكتوبة إلى الوسائل الرقمية وإلغاء الحاجة إلى مشاركة المعلومات المكررة.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات القمة العالمية للحكومات الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

النمو السريع في سوق الذكاء الاصطناعي يعقّد مهمة المستثمرين

يعقّد التقدّم المتسارع في مجال الذكاء الاصطناعي مهمة المستثمرين الذين يبحثون عن جانب جديد في نظام يشهد تطوّرا متواصلا.
يؤكد جاي داس، رئيس شركة الأسهم الخاصة "سافاير فانتشرز"، في مؤتمر أُقيم هذا الأسبوع في لاس فيغاس بالولايات المتحدة، أن الذكاء الاصطناعي "يُعدّ إحدى الفرص (الاستثمارية) التي لا نشهدها سوى مرة واحدة كل جيل".
ويوضح أنه، خلال السنوات الخمس الفائتة، تم استثمار مبالغ طائلة في ابتكار برامج ذكاء اصطناعي توليدي مثل "تشات جي بي تي"، وشراء الرقائق اللازمة لتصميمها.
تنتهي هذه المرحلة الأولى مع أعداد كبيرة من هذه النماذج القادرة على توليد محتوى حسب الطلب وباللغة اليومية، وغالبا ما تكون مجانية مع تكاليف ابتكار منخفضة.
وينبغي على رواد الأعمال ومحترفي تكنولوجيا المعلومات أن يتخيّلوا حاليا نظاما مبنيا على هذه الأسس، وهي التطبيقات وروبوتات الدردشة المتخصصة والبرامج المُساعِدَة.
تقول لورين كولودني، المشاركة في تأسيس شركة الأسهم الخاصة "أكرو كابيتال" إن "ثمة حاليا شركات ناشئة كثيرة" في سوق الذكاء الاصطناعي، مضيفة أنّ "الصعوبة تكمن في الاستشراف بشكل جيد".
وتضيف "أحد الأمور الأكثر تعقيدا عند الاستثمار مبكرا" في حياة شركة، "هو فهم من سينجح في الحصول على ميزة تنافسية في دورة الذكاء الاصطناعي هذه"، والتي تتغير معاييرها.
ويقول فين تشاو، رئيس قسم الأبحاث في شركة "ألفا إديسون" التي تدعم الشركات الناشئة "ما يهمّ هو جودة نموذج عملك، وليس التكنولوجيا التي تستخدمها".
وعلى المستثمرين بحسب توماش تونغوز، مؤسس شركة "ثيوري فنتشرز"، أن يكونوا على دراية بما هو أوسع من نطاق الشركة الناشئة.
ويقول هذا الموظف السابق في شركة "غوغل": "ندرس نظام القطاع المعني بأكمله، لا فقط النموذج الاقتصادي لهذه الشركة".
الحماية ضد المنافسة
بالنسبة إلى البعض، يشكل إبعاد المنافسين بصورة كافية تحديا عندما لا تكون المشهدية مستقرة بعد.
يقول جوش كونستين من شركة "سيغنال فاير" للخدمات الاستثمارية "لا يكفي أن تكون الأول، بل ينبغي أن تكون لديك البيانات الصحيحة والخبراء"، مضيفا "المهم حاليا هو البيانات".
ويشير إلى "إيفن آب"، وهي منصة دعم لمحامي المسؤولية المدنية، لتحسين إعداد طلبات التعويض الخاصة بعملائهم.
أنشأت الشركة، التي استثمرت فيها "سيغنال فاير"، قاعدة معلومات بشأن اتفاقيات ودية بين الضحايا وشركات التأمين، غالبا ما تكون سرية.
يقول جوش كونستين إنّ "ذلك يوفر صورة لكل محام، اعتمادا على الخصائص الطبية للملف واستنادا إلى البيانات التاريخية، عمّا يمكن للشخص المطالبة به".
ويتابع "لا تمتلك اوبن ايه آي ولا حتى أنثروبيك هذه البيانات"، مضيفا "مَن ينشئون قواعد بياناتهم الخاصة سيحققون أكبر قدر من النجاح".
بالإضافة إلى اللاعبين الصغار، لم تعد شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى تكتفي بتزويد رواد الأعمال والمطورين بالأدوات اللازمة للابتكار، ولكنها تريد راهنا تقديم منتجات متخصصة جاهزة للاستخدام.
في بداية فبراير الماضي، تسرّب عبر الانترنت عرض لبرنامج افتراضي جديد ابتكرته شركة "اوبن ايه آي".
يقول كونستين "إن ذلك يشبه إلى حدّ ما فيسبوك قبل عشر سنوات"، مضيفا "إذا اخترعت تطبيقا قريبا جدا من أعمالهم، فتكون قد خاطرت بأن يطلقوا شيئا مشابها ويسحقوك".
يرى جيمس كوريه، الشريك الإداري لشركة الأسهم الخاصة "ان اف اكس"، أنّ الحماية ضد المنافسة لا تتعلق بالبيانات.
ويقول "في 95% من الحالات، أستطيع توليدها بنفسي أو نسخها (...) من دون الحاجة إلى بياناتك".
ويقول فين تشاو "إذا لم تبتكروا شيئا يتمحور على الإنسان ويمكن أن يتناسب مع الروتين اليومي ليوم العمل، فلن ينجح الأمر".

أخبار ذات صلة الذكاء الاصطناعي يعزز الاستدامة ويسرع مكافحة التغير المناخي «تيك توك» يفرض قيودًا جديدة على وقت استخدام الأطفال المصدر: آ ف ب

مقالات مشابهة

  • استشاري: الذكاء الاصطناعي يفرض تحديات على بعض الوظائف التقليدية
  • بين الابتكار والسيطرة.. هيمنة الذكاء الاصطناعي الصيني
  • أوبن إي آي تطلق أدوات جديدة لتطوير وكلاء الذكاء الاصطناعي
  • أيام أقل لتدريب الموظفين الجدد بفضل الذكاء الاصطناعي
  • إيران.. إطلاق منصة وطنية لـ«الذكاء الاصطناعي»
  • النمو السريع في سوق الذكاء الاصطناعي يعقّد مهمة المستثمرين
  • الذكاء الاصطناعي والدخول إلى خصوصيات البشر
  • الجديد وصل .. جوجل تتحدى آبل في مجال الذكاء الاصطناعي الشخصي
  • هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يستبدل محرك بحث جوجل؟
  • الصين تدخل الذكاء الاصطناعي إلى مناهج الابتدائية