قمة الحكومات.. 10 أعوام من صناعة المستقبل
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
إعداد: محمد ياسين
أصبحت القمة العالمية للحكومات، ركيزة قوية لدولة الإمارات، حيث تضفي مزيداً من الاحترام والثقة بتجربتها الفريدة، وتسعى عبرها إلى تعزيز التنمية البشرية، وعقدت حتى الآن 10 دورات، حيث انطلقت أول دورة للقمة في عام 2013، ورغم التحديات، فإنها استطاعت أن تحقق تقدماً كبيراً، بفضل التفاني في خدمة الإنسانية، وتعزيز السلام والاستقرار.
وأسهمت خطط القمة المتنوعة على مدار الأعوام الماضية في فتح أفق المستقبل، بتحليل التوجهات المستقبلية، ومناقشة التحديات والفرص التي تواجه البشرية، وتعمل على عرض أحدث الابتكارات وأفضل الممارسات والحلول الذكية، لتعزز الإبداع والابتكار في مواجهة تحديات المستقبل.
في كل عام تضع القمة جدول أعمال يركز بشكل أساسي على الجيل القادم من الحكومات وتوقعات المستقبل، وتعكس هذه الخطط التركيز البارز على استثمار الابتكار والتكنولوجيا، لتطوير حل فاعل للتحديات العالمية، ويبرز هذا النهج دور الإمارات مركزاً رائداً للتواصل بين صناع القرار والخبراء، حيث تتألق قوةً عالميةً تسعى بكل جهد لتعزيز تأثيرها، وتقديم إسهامات فعالة في ميادين الحكومة والتنبّؤ والتكنولوجيا والابتكار، ما يعزز من مكانتها بين دول العالم.
الدورة الأولى
انطلقت الدورة الأولى من القمة عام 2013، بحضور 150 خبيراً دولياً على مدى 30 جلسة حوارية وورشة، وشارك فيها نحو 300 شخص من دولة الإمارات، ومن الدول العربية المجاورة، إلى جانب جمع كبير من المسؤولين والخبراء الدوليين.
ونجحت القمة الأولى محلياً، بإنجاز أهدافها المرتبطة بمنظومة تطوير العمل الحكومي، وتأكيد الجهود الوطنية، لتحقيق رؤية الإمارات 2031، وتعزيز التعاون والتنسيق بين الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية في الدولة، فيما تمكنت إقليمياً من ترسيخ القمة نموذجاً جديداً للشفافية الحكومية.
وإقليمياً، أضحت القمة نموذجاً للشفافية الحكومية، حيث استطاعت بنجاح ترسيخ هذا المفهوم بطريقة فريدة، بفضل اجتماعاتها المثمرة وتبادل الخبرات، وقدمت رؤى جديدة تعزز من فهم المشاركين فيها، لكيفية تحقيق الشفافية في سياق الحكومات الإقليمية، التي عكست التزام القمة بالتفوق والابتكار من أجل تحقيق التقدم وتطوير الأنظمة الحكومية.
الدورة الثانية
في الدورة الثانية من القمة عام 2014، التي جمعت 60 متحدثاً من كبار الشخصيات تحت عنوان «الريادة في الخدمات الحكومية»، شكلت هذه التظاهرة الرائدة محفلاً لاستكشاف الرؤى المستقبلية، كما سعت إلى توفير وسيلة ناجحة للانتقال إلى حكومات المستقبل الذكية، ورفع مستوى الخدمات الحكومية لتلبية تطلعات المجتمع.
خلال فعاليات القمة أطلقت استراتيجية الحكومة الذكية لدولة الإمارات، حيث حدّدت 100 خدمة لتحويلها ذكية عبر الهاتف المتحرك، وفقاً لجدول زمني محدد، وليس هذا فحسب، بل حرصت القمة كذلك، على تعزيز مفاهيم الشفافية الحكومية إقليمياً ودولياً.
وأسست القمة ممارسات مبتكرة في التواصل المباشر مع الجمهور، لمناقشة القضايا الوطنية والاجتماعية والتنموية، وحققت هذه المبادرة الفريدة صدى وطنياً وإقليمياً مميزاً، حيث أسهمت في تحقيق حوار وطني مفتوح بين قادة الصف الأول، وقيادات العمل الحكومي، ووفرت منصة لوضع توقعات المجتمع وطموحاته في إطار جديد لأداء الحكومة.الدورة الثالثة
وعقدت الدورة الثالثة من القمة تحت شعار «استشراف حكومات المستقبل» عام 2015، وقد كانت استثنائية في مختلف الجوانب، ومن أبرز ما تميزت به مشاركة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وكلمته التي أضاءت القمة بصدق لهجتها، وعمق أبعادها، وتفاعل معها المجتمع الإماراتي. وتمكنت القمة من تحقيق نجاح كبير ومشاركة من حكومات 93 دولة، وعدد كبير من المنظمات الدولية المعنية، فيما بلغ عدد المشاركين نحو 4 آلاف، و100 متحدث، واختتمت أعمالها بتوزيع جوائز محلية وإقليمية وعالمية للخدمات الحكومية الذكية والمبتكرة.
الدورة الرابعة
أقيمت أعمال القمة في دورتها الرابعة عام 2016، وشهدت حدثاً مميزاً وجذرياً، حيث تحولت مؤسسة عالمية تعمل طوال العام، وركزت بشكل أساسي على استشراف المستقبل في جميع القطاعات، وتوليدها للمعرفة المفيدة لحكومات المستقبل، وخلال فعاليتها أطلقت جائزة جديدة سنوية بعنوان «أفضل وزير في العالم»، لتكريم الإنجازات الملموسة وتشجيع التفوق في هذا المجال. وخلال فعاليات الدورة ألقى الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، كلمة عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، كما أجرى صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حواراً عبر مواقع التواصل، مع نحو 10 ملايين متابع بعنوان «حوار المستقبل».
الدورة الخامسة
شهدت الدورة الخامسة من القمة عام 2017، إضافة عشر محطات جديدة إلى خطتها المثيرة، وتميزت بتنوعها، حيث أضيف أول وأكبر تجمع دولي لخبراء ومختصين في مجال السعادة، إلى جانب منتدى التغير المناخي والأمن الغذائي، ومنتدى الشباب العربي أضيف إلى ماذا؟، وأصبحت القمة فرصة تاريخية لتحديد مسار مستقبل أفضل للإنسانية، حيث تحولت مصدر أمل يلهم الشعوب نحو آفاق أفضل.
الدورة السادسة
وتميزت فعاليات الدورة السادسة التي عقدت بين 11-13 فبراير 2018، بإطلاق دليل الحكومات نحو عام 2071، ويعد هذا الدليل أول مشروع من نوعه لتطوير العمل الحكومي، للسنوات الخمسين المقبلة، ويوفر نظرة شاملة للابتكارات والتوجهات الرئيسية المؤثرة في المجتمعات والاقتصادات، ورؤية مستقبلية للعمل الحكومي ومؤشرات أدائه الرئيسية، وتصوراً لشكل العلاقة والتفاعل بين الحكومة والمجتمع، وأنظمة التعليم والبيئة الاقتصادية.
الدورة السابعة
في الدورة السابعة التي عقدت عام 2019، كشف بعض واضعي السياسات والقادة العالميين عن مجموعة من المبادرات، لتؤرخ لبداية حقبة جديدة من التسامح وكان، أبرز لحظات هذا الحدث إعلان الخبير العالمي في القيادة ورائد الأعمال طوني روبنز، عن تعاونه مع قيادة دولة الإمارات، في مشروع إنساني لإطعام مليار شخص.
كما ألقى البابا فرنسيس، كلمة تلفزيونية أثناء القمة، مشيراً إلى أن دولة الإمارات، بدأت فصلاً تاريخياً جديداً في عالم معاصر يتّسم بالتسامح، فيما أكد سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، أهمية لقاء البابا وأحمد الطيب شيخ الأزهر، وتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، التي ستدرس في مدارس وجامعات الدولة من العام الأكاديمي المقبل.
الدورة الثامنة
بدأت الدورة الثامنة التي عقدت في عام 2021 بإعلان، «21 أولوية للحكومات 2021»، حيث تلاقت توصيات القمة التي جمعت قادة ووزراء وممثلين من جميع أنحاء العالم.
وشهدت القمة مشاركة نحو 10 آلاف شخص من 156 دولة، وتناول تقريرها مجموعة شاملة من التحديات والتوجهات العالمية في مجالات حيوية مثل الاقتصاد، والصحة، والتعليم، والمجتمع، والابتكار التكنولوجي.
وركز تقرير القمة على التحديات الصحية العالمية، مع تأكيد ضرورة القضاء على بؤر انتشار الفيروسات، عبر توفير توزيع عادل للقاحات.
وشدد على دعم الدول النامية التي تواجه صعوبات في مواجهة الفيروس بسبب نقص القدرات، كما أبرزت الدراسات أن التكاليف الاقتصادية لعدم تلقيح السكان، تفوق تكلفة تصنيع وتوزيع اللقاحات على نطاق عالمي.
الدورة التاسعة
مثلت الدورة التاسعة حدثاً استثنائياً، حيث عقدت عام 2022 في موقع انعقاد «إكسبو 2020»، وجذبت انتباه العالم كونها أكبر تجمع بعد جائحة «كورونا»، وانعقدت القمة بالتزامن مع ختام فعاليات «إكسبو 2020 دبي»، حيث أعطت إشارات قوية بتوفيرها مختبراً عالمياً للأفكار والرؤى، لتشكيل مستقبل العالم في ظل التحديات الناجمة عن الجائحة.
وخلال القمة نظّم 15 منتدى عالمياً بالتعاون مع منظمات دولية، وشركات تكنولوجيا عالمية، ومؤسسات مجتمعية م، بهدف إيجاد حلول جديدة للتحديات التي تواجه المجتمعات الإنسانية، وجذبت القمة قادة عالميين بارزين، مثل، رئيس جمهورية سيشل، وسلطان بروناي، ونائب رئيس جمهورية تنزانيا، وغيرهم الكثير، وأضفت قيمة حقيقية بوصفها منصةً حيويةً للابتكار، وصياغة مستقبل مشرق للبشرية.
الدورة العاشرة
وعقدت الدورة العاشرة من القمة 2023 تحت عنوان «استشراف مستقبل الحكومات»، حيث جمعت قيادات حكومية ووزراء ومتخصصين من مختلف دول العالم، تبادلوا الخبرات والأفكار لتعزيز التنمية العالمية.
وشهدت 300 جلسة، و400 متحدث، وأسفرت عن إصدار 20 تقريراً و80 اتفاقاً ثنائياً، بمشاركة 80 منظمة دولية وحكومية، و280 وفداً حكومياً، كما عقدت 22 منتدى. وتميزت بإطلاق تقرير «الفرص المستقبلية، و50 فرصة عالمية لعام 2023»، الذي استعرض أهم الفرص في مختلف القطاعات الحيوية.
وركز البحث في كيفية التغلب على التحديات السريعة بتكنولوجيا حديثة، لتحقيق تطور نوعي في الجوانب العلمية والاقتصادية والحكومية والاجتماعية.
حراك عالمي
على مدى 10 أعوام نجحت القمة في التحول إلى ملتقى نوعي، يستقطب نخبة النخبة من قادة العالم ورؤساء الحكومات، فضلاً عن العلماء والمبتكرين والمؤثرين عالمياً، حيث يتضح ذلك في عدد المسؤولين الحكوميين، الذين يحرصون على المشاركة في القمة، لتطوير العمل الحكومي والتعرف إلى التجارب المختلفة، وسبل الاستفادة منها أو تطويرها، ما يؤكد أن القمة تمكنت من خلق حراك فكري واستراتيجي دولي، وغيرت الكثير من طرائق التفكير التقليدية في العمل الحكومي.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات القمة العالمية للحكومات الإمارات دولة الإمارات العمل الحکومی من القمة
إقرأ أيضاً:
الخديعة الكبرى التي اجتاحت العالم .. شحوم المواشي علاج للبشر ام كارثة على البشرية
ثمة «ثورة» تجتاح العالم الآن بعد نشر أبحاث تقول بأن الأمراض التي ضربت البشرية خلال سبعة عقود كانت نتاج كذبة كبيرة سوّقت لها شركات الغذاء الكبرى والتي اعتمدت على الانتاج الصناعي ومنها «الزيوت المهدرجة والسكر الصناعي» واعتمدت على أبحاث طبية مزيفة للتخويف من الأغذية الطبيعية، والترويج لأخرى صناعية، والهدف اقتصادي؟
الأطباء الذين بدأوا يرفعون الصوت عالياً أن الدهون الطبيعية خطر على الحياة وأنها سبب رئيس للكوليسترول، كذبة كبيرة، فالدهون أساس طبيعي للبقاء في الحياة، وأن ما يمنعونك عنه يتوازع في كل جسمك بما فيه المخ، وأن ما قيل عن خطر الدهون المشبّعة كانت نتاج نقل عن بحث لبرفيسور أمريكي كتبه في نهاية الخمسينيات، حيث عملت الشركات الغذائية الكبرى على سدّ الحاجات البشرية من الغذاء بعد أنّ حصل نقص كبير في الثروة الحيوانية بعد الحرب العالمية الثانية، ولهذا تمّ تلفيق هذه الكذبة الكبيرة، وقد مُنع الصوت الآخر، بل وصل الأمر كما يقول الأطباء المخدوعون: إنهم كانوا يدرسون ذلك كحقيقة علمية، بل إنّهم لا يتوارون عن تحذير مرضاهم من الدهون الطبيعية، في حين أنّ الأمراض التي ضربت البشرية خلال العقود السابقة كانت نتيجة الزيوت المهدرجة، والسكر الصناعي، والوجبات السريعة..
والحل الطبيعي بإيقاف تلك الأطعمة الصناعية، ومنتجات تلك الشركات، والعودة للغذاء الطبيعي، وتناول الدهون الطبيعية بكل أنواعها والإقلال من الخبز والنشويات، ويضيف المختصون : أنّ جسد الإنسان مصمم لعلاج أي خلل يصيبه ذاتيًا، ولكنّ جشع الإنسان في البحث عن الأرباح الهائلة دفع البشرية إلى حافة الهاوية، فكانت متلازمة المال «الغذاء والدواء» والاحتكار لهما، وهكذا مضى العالم إلى أن القوى العظمى من تحوز على احتكار وتجارة ثلاثة أمور وجعل بقية العالم مستهلكاً أو نصف مستهلك أو سوقاً رخيصة للإنتاج، وهي الدواء والغذاء والسلاح، فضلاً عن مصادر الطاقة، ولعل ذلك بات ممثلاً بالشركات عابرة القومية بديلاً عن السيطرة المباشرة من الدول العظمى!
ثمة تخويف للعالم من الكوليسترول، وما يسببه من جلطات وسكر، تخويف ساهم الإعلام فيه، حيث استخدم الإعلام « السلاح الخفي للشركات العملاقة» لتكريس الكذبة بوصفها حقيقة، وهناك من استخدم الإعلام للترويج للزيوت المهدرجة والمشروبات الغازية، على أنّها فتح للبشرية، دون أن يعلم خطورتها، فقد ارتبط بقاء الإعلام بالدعاية للشركات الكبرى حتى يستطيع القائمون عليه تمويله، وبدل أن يقوم الإعلام بكشف تلك الكذبة باتت الشركات الكبرى تفرض عقوبات على كل من لا يغني على هواها بأن تحرم تلك الوسيلة وغيرها من مدخول الإعلان الهائل فيؤدي ذلك لإفلاسها وإغلاقها!
قبل سنوات، وفي مؤتمر عالمي للقلب في الإحساء في المملكة العربية السعودية، قال البرفيسور بول روش إن الكوليسترول أكبر خدعة في القرن العشرين، أو كما يقول د. خالد عبد الله النمر في مقال له بجريدة الرياض في 31 ديسمبر 2014 :
(في مؤتمر عالمي للقلب بالأحساء بالسعودية نظمه مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز لأمراض القلب فجّر الدكتور الأمريكي بول روش رئيس المعهد الأمريكي لأبحاث التوتر العصبي بواشنطن مفاجأة حيث أعلن أن الكولسترول أكبر خدعة في القرن الماضي والحقيقة: أن الطعام الدسم بشحوم الأغنام وتناول دهون الأبقار (سمن البقر) هو الذي يقوم بإخراج السموم من الجسم وإعطاء الليونة والمرونة للشرايين والجلد وتغذية الكبد والأمعاء وكافة الأجهزة بالجسم والدفع بالطاقة لأعلى مستوياتها وهو بريء من كولسترول الدم أو الإصابة بالنوبات القلبية والمتهم الحقيقي هو الزيوت المهدرجة دوار الشمس والذرة وغيرهم والسمن الصناعي من: المارجرين وغيره)
فهل نحن أمام خديعة كبرى قتلت ومازالت ملايين البشر؟ ولصالح من؟ وهل كانت قيادة الإنسان الغربي للبشرية قيادة صالحة وإنسانية أم إن ما قاله العلامة الهندي أبو الحسن الندوي قبل خمسة وسبعين عاماً مازال القاعدة وليس الاستثناء. يقول الندوي: «إنّ الغرب جحد جميع نواحي الحياة البشرية غير الناحية الاقتصادية، ولم يعر غيرها شيئاً من العناية، وجعل كل شيء يحارب من أجله اقتصادياً!» وقد شهد شاهد من أهله إذا يذكر إدوارد بيرنيس أخطر المتلاعبين بالعقل البشري في عام 1928 في كتابه الشهير «بروبوغندا» ما يؤكد ما ذهب إليه الندوي. وكان بيرنيس المستشار الإعلامي للعديد من الرؤساء والمسؤولين الأمريكيين، وهو من أحد أقرباء عالم النفس الشهير سيغموند فرويد. ويتباهى بيرنيس في مقدمة كتابه الشهير ويعترف فيه بأن الحكومات الخفية تتحكم بكل تصرفات البشر بطريقة ذكية للغاية دون أن يدري أحد أنه مجرد رقم في قطيع كبير من الناس يفعلون كل ما تريده منهم الحكومة الخفية بكامل إرادتهم. ويذكر بيرنيس كيف نجح مثلاً في دفع الأمريكيين ومن بعدهم الأوربيين إلى تناول لحم الخنزير قبل حوالي قرن من الزمان. وهنا يقول إن تجارة الخنازير في أمريكا كانت ضعيفة جداً، وكان مربو الخنازير يشكون من قلة بيع اللحوم، فعرض عليهم بيرنيس خطة جهنمية لترويج لحوم الخنازير. ويذكر الكاتب أنه اتصل بمئات الأطباء والباحثين وأقنعهم بأن يكتبوا بحوثاً تثبت أن الفطور التقليدي للأمريكيين وهو الحبوب والحليب ليس صحياً ولا مغذياً، وبالتالي لا بد من استبداله بفطور جديد يقوم على تناول لحوم الخنزير بأشكالها كافة. وفعلاً نشر بيرنيس كل البحوث التي طلبها من الأطباء والباحثين في معظم الصحف الأمريكية في ذلك الوقت، وبعد فترة بدأ الناس يتهافتون على شراء لحم الخنزير ليصبح فيما بعد المادة الرئيسية في فطور الأمريكيين ومن بعدهم الأوربيين بشكل عام. وقد ازدهرت تجارة الخنازير فيما بعد في الغرب لتصبح في المقدمة بعد أن اكتسحت لحوم الخنازير المحلات التجارية وموائد الغربيين.
هل كانت نصيحة بيرنيس للأمريكيين بتناول لحم الخنزير من أجل تحسين صحة البشر فعلاً أم من أجل تسمين جيوب التجار والمزارعين وقتها؟ وإذا كان الغرب الرأسمالي يتلاعب بعقول وصحة الغربيين أنفسهم، فما بالك ببقية البشرية؟