عربي21:
2025-02-23@12:30:45 GMT

حرب على الأطفال وأحلامهم في غزة

تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT

حرب على الأطفال وأحلامهم في غزة

كانت أسماء الأطفال الذين استشهدوا في قطاع غزة تمر على شاشة كبيرة وكأنها نحيب وعويل وموسيقى حزينة تئن من وجع اللحن.

فما يمر فيديو قصير لطفل فلسطيني فقد قدميه وسط شارع رئيسي في عاصمة أوروبية، وكأنه صرخة لإيقاظ الناس من سباتهم لما يجرى في غزة من إبادة وجرائم حرب تثير الغضب على السياسيين الذين يرقصون على دقات وطبول مصالحهم، من خلال معاناة غزة.



ليسوا أرقاما، وليسوا بيانات في سجلات الإحصاءات، أو تقارير جوفاء وصماء في خزائن وأرفف المنظمات الأممية والدولية والمجتمع المدني.

ليسوا موضوع ندوة أو جلسة عصف ذهني تقام في قاعة فندق خمس نجوم يحضرها رجال يرتدون السموكنج وربطات العنق وسيدات متأنقات بتكلف.

ليسوا إضرارا جانبية، أو نتيجة من نتائج الحرب، أو ضحايا سقطوا بنيران مجهولة.

أجساد غضة طرية وناعمة تفوح منها رائحة الجنة تواجه تحديا ثلاثيا، القصف الإسرائيلي وما ينتج عنه من موت وتشويه ودمار، والجوع بسبب الحصار ومنع المساعدات الإنسانية، والأمراض التي انتشرت بسبب تدمير البنية التحتية واستهداف المستشفيات التي خرجت في غالبتيها من الخدمة.


نحو 12 ألف من الأطفال قضوا شهداء من بين 35 ألف شهيد ومفقود إما في الأسر أو تحت الركام، على امتداد مساحة قطاع غزة البالغة 365 كيلو مترا مربعا.

عدد فاق عدد الأطفال الذين قتلوا في حروب أخرى بعشرات المرات، وحتى نتخيل الرقم فقد نشرت مجموعة نشطاء في بريطانيا، آلاف القطع من ملابس الأطفال على شاطئ بورنموث الإنجليزي، تضامنا مع الشهداء الأطفال في القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وكان الآلاف من ملابس الأطفال، مصفوفة إلى جانب بعضها البعض، على الشاطئ بطول 5 كيلومترات.

لو وقف هؤلاء الأطفال الشهداء إلى جانب بعضهم البعض فسيكون أخرهم على بعد أكثر من 5 آلاف متر عن مكان وقوف الشهيد الأول.

إلى جانبهم أطفال شهدوا وفاة أحبائهم، وآباء دفنوا أطفالهم، وأجساد أطفال ممزقة أخرجت من بين الأنقاض والدخان ورائحة الموت والفسفور الأبيض.

وأكثر من 10 أطفال في المتوسط يفقدون إحدى ساقيهم أو كلتيهما كل يوم في غزة منذ نحو 120 يوما، في حين تتم العديد من عمليات البتر دون تخدير لعدم توفره في المستشفيات نتيجة للحصار ومنع دخول المساعدات.

آلاف الأطفال المعاقين، وعشرات الآلاف في حالة صدمة إلى الأبد نتيجة ما رأوه من مصائب تشيب حتى رؤوس الرجال الأشداء.

أطفال استشهدوا ولم يمضي على ميلادهم أياما، وبعضهم لم يحتفل حتى بعيد ميلاده الأول.

يقول جيسون لي، المدير الإقليمي لـ "أنقذوا الأطفال في الأراضي الفلسطينية”: "إن معاناة الأطفال في هذا الصراع لا يمكن تصورها، بل أنها غير ضرورية ويمكن تجنبها بالكامل. كما أن قتل الأطفال وتشويههم أمر مدان باعتباره جريمة خطيرة، ويجب محاسبة مرتكبيها".

وتكتظ المستشفيات ومراكز الإيواء والطرقات بالأطفال وآبائهم الذين يحملون جروح وعلامات هذه الحرب المتوحشة غير المسبوقة التي يشنها جيش الاحتلال.


12 ألف طفل شهيد، 12 ألف حياة وأمل بمستقبل مضيء أطفئ إلى الأبد، 12 ألف حلم بدد وتلاشى تحت أصوات الطائرات والدبابات والقصف ورؤية بنيامين نتنياهو التوراتية.

ليسوا أرقاما، وليسوا مشاريع شهادة، هم أطفال يفتحون أذرعهم لألعابهم ولكتبهم ولمدارسهم ولزملائهم في الغرفة الصفية.

ينتظرون احتضان آبائهم وأمهاتهم، وقبلات الصباح والمساء، من حقهم ذلك رغم أنهم يعيشون حاليا في "أخطر مكان للأطفال في العالم" بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف).

حياة كلها خوف ودماء تقتل الشعور بالطفولة، حيث لا مكان آمن، المستشفى والمسجد والكنيسة ليس مكانا آمنا، الاختباء تحت الطاولة ليس آمنا. لا توجد مخابئ قد توفر قدرا من الأمان المفقود.

أماكن الإيواء مكتظة بالأطفال الذين بعضهم جاء لوحده بعد استشهاد جميع عائلاته،  ومع تعطل أنظمة الصرف الصحي والنظافة وشح الماء والوقود والغذاء يصبح البقاء على الحياة مقامرة قد تنجح بنسبة 50 بالمائة.

 كل طفل في غزة قصة تحتاج لمن يرويها لمن يحكي للعالم ما يحدث لأطفال غزة الذين يعانون من الموت والبرد والجوع والحروق والإصابات واليتم والنزوح من مكان إلى أخر دون توقف.

ورغم مئات القصص التي سمعنا عنها أو شهدناها أو سمعناها، تبقى قصة الطفلة هند ذات الستة أعوام قصة متواصلة لم تكتب لها خاتمة رغم مرور أكثر من 10 أيام عليها والتي قتلت عائلتها في السيارة وحين ذهب رجال الإسعاف لنجدتها بناء على مكالمة قصيرة، اختفى أثر هند والمسعفين، ولم تتوفر حتى اليوم أية معلومات عن مصيرها ومصير المسعفين.

قصص وحكايات فظيعة ومؤلمة جعلت من إعلان حقوق الطفل الذي أقرته الأمم المتحدة، الذي يقر بحق جميع الأطفال في المأوى والرعاية الصحية والتعليم والغذاء الجيد والحماية من العنف، حبر على ورق، وترف زائد لا لزوم له.

وعلى ما يبدو أن هذا الإعلان الحقوقي خاص بأطفال العالم دون أطفال فلسطين الذين سلب الاحتلال أبسط حقوقهم لعقود.

أنهم يتحملون عبء الصراع بشكل أساسي فنحو 40% من الضحايا في غزة هم من الأطفال، هذه حرب على الأطفال، على المستقبل، على الأحلام وعلى البراءة.

الطفل الفلسطيني في غزة لا يرى حاليا سوى الموت والدمار ولا يسمع سوى أصوات القصف، أصبحت حياته طابور، طابور على الماء، طابور على الطعام، طابور على الحمامات، طابور لتلقي العلاج، طابور في انتظار بارقة أمل توقف حرب نتنياهو الشخصية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي عالم الفن كاريكاتير بورتريه بورتريه غزة فلسطيني الأحلام فلسطين غزة أحلام الاطفال الشهداء بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه عالم الفن سياسة سياسة عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأطفال فی أطفال فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

"يوروبول" يحذر: تصاعد المجتمعات الإلكترونية العنيفة التي تستهدف الأطفال

تقرير يوروبول يحذر من تصاعد مجتمعات إلكترونية عنيفة تستهدف الأطفال، تنشر أيديولوجيات تطرفية وتحرض على العنف والجريمة. ويدعو إلى اليقظة الدولية لحماية القُصَّر من هذه التهديدات.

اعلان

أصدر جهاز الشرطة الأوروبية "يوروبول" اليوم إشعارًا استخباراتيًا محذرًا من تنامي مجتمعات إلكترونية عنيفة مكرسة لإلحاق الأذى الجسيم بالأطفال. يكشف هذا التقرير الاستراتيجي عن ظهور طوائف رقمية تتبنى العنف وتستهدف القُصَّر عبر الإنترنت، ساعيةً إلى تطبيع الجريمة والفوضى والتحريض على الإرهاب.

ووفقًا للإشعار، تعمل هذه المجتمعات كمنظمات سرية ذات هيكل هرمي يعتمد على مدى مشاركة المحتوى العنيف، حيث يكافأ الأعضاء الأكثر نشاطًا بمكانة أعلى. تشمل المواد المتداولة مقاطع عنف شديد، واستغلال جنسي للأطفال، ومشاهد قتل، بل وحتى تحريضًا على إطلاق النار الجماعي والتفجيرات.

كاثرين دي بول، المديرة التنفيذية ليوروبول، قالت إن "الجماعات المتطرفة تستغل الإمكانات الهائلة للمنصات الرقمية لنشر أفكارها الهدامة، مستهدفةً عقول الشباب وتحريضهم على ارتكاب أعمال عنف في الواقع. الوعي هو خط الدفاع الأول. ويتعين على الأسر والمعلمين والمجتمعات أن يبقوا في حالة يقظة دائمة، وأن يعززوا لدى الشباب مهارات التفكير النقدي لمواجهة التلاعب عبر الإنترنت. كما أن التعاون الدولي بات ضرورة ملحة لمواجهة هذه التهديدات الخطيرة".

Relatedقناة لبنانية تثير استياء واسعا بعد عرضها برنامجا يناقش السياسة مع أطفال واتهامات بالاستغلال الإعلاميجرائم الإنترنت في تصاعد.. طفل من بين كل 12 طفلاً يتعرض للاستغلال أو الاعتداء الجنسي لمكافحة استغلال الأطفال عبر الإنترنت.. السويد تدرس فرض حدود عمرية على وسائل التواصل الاجتماعي!

استدراج القُصَّر عبر الألعاب ومجموعات الدعم الذاتي وأوضح التقرير أن الجناة يستغلون منصات الألعاب عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لاستهداف الأطفال والشباب بين 8 و17 عامًا، لا سيما الفئات الأكثر ضعفًا كالمراهقين من مجتمع الميم والأقليات العرقية وأولئك الذين يعانون من مشاكل نفسية. ويقوم الجناة بالتسلل إلى مجتمعات الدعم الذاتي عبر الإنترنت لاستدراج الضحايا تحت غطاء المساعدة والتعاطف.

تبدأ عمليات الاستدراج عادةً بما يُعرف بـ"قصف الحب" عبر إظهار اهتمام مبالغ فيه لاكتساب ثقة القُصَّر، ثم يُستغل هذا التقارب لاحقًا للابتزاز والإجبار على إنتاج محتوى مسيء أو ارتكاب أعمال عنف. يعتمد الجناة على التهديد بنشر هذا المحتوى للسيطرة على الضحايا وإخضاعهم لمزيد من الأفعال الضارة.

إشارات تحذيرية

وأورد التقرير إشارات تحذيرية يجب الانتباه لها في سلوك الأطفال عبر الإنترنت، كالآتي:

السرية المفرطة بشأن الأنشطة الإلكترونية.العزلة والانطواء الاجتماعي.تغيرات عاطفية ملحوظة.الاهتمام بمحتوى ضار أو عنيف.استخدام رموز أو لغة غير مألوفة.إخفاء علامات جسدية تدل على الأذى.علامات مقلقة في النشاط الرقمي للأطفال تشمل:تفاعل غير معتاد على المنصات الإلكترونية.التواصل مع جهات مجهولة الهوية.استخدام اتصالات مشفرة.التعرض لمحتوى صادم أو مقلق.

يأتي هذا التحذير من يوروبول كجرس إنذار للأسر والمجتمعات بضرورة توخي الحذر وتعزيز الرقابة على الأنشطة الإلكترونية، إلى جانب تكثيف التعاون الدولي لمكافحة هذه الظاهرة وحماية الأجيال القادمة من مخاطر التطرف الرقمي والعنف الموجه للأطفال.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مصائب واشنطن.. مكاسب لأنقرة: إنفلونزا الطيور تدرّ على تركيا 26 مليون دولار! يوروبول: إغلاق "أحد أضخم" الأسواق الإلكترونية للجريمة في العالم هل يستغل المجرمون منصة تشات جي بي تي؟ يوروبول تحذّر اليوروبولتجنيد الأطفالالشبكة الذكيةاعلاناخترنا لكيعرض الآنNext تصعيد دموي في السودان: أكثر من 200 قتيل في هجوم لقوات الدعم السريع خلال ثلاثة أيام يعرض الآنNext فانس: الهجرة غير الشرعية تهدد الغرب.. والسلام في أوكرانيا "على الطاولة" يعرض الآنNext ساحل العاج تستعيد السيطرة على آخر القواعد الفرنسية في البلاد يعرض الآنNext مدير منظمة الصحة العالمية في أوروبا: "نحن في مرحلة وقف النزيف" بعد انسحاب واشنطن يعرض الآنNext قلق أوروبي من المحادثات الأمريكية-الروسية في الرياض.. ما أسبابه؟ اعلانالاكثر قراءة تفجير 3 حافلات بواسطة عبوات ناسفة قرب تل أبيب وإسرائيل تقول إن مصدر العبوات جاء من الضفة الغربية عاجل. مقتل امرأتين بعملية طعن في جمهورية التشيك نتنياهو أمام اختبار آخر.. ماذا لو ثبت أن الرهائن قد قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي كما تقول حماس؟ حب وجنس في فيلم" لوف" شاهد.. دونالد ترامب يحاول مجددا الإمساك بيد زوجته ولكنها ترفض اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025دونالد ترامبحركة حماسإسرائيلغزةأسرىالاتحاد الأوروبيفرنساقطاع غزةواشنطنفن معاصرقتلالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • المغرب: مأساة تودي بحياة 5 أطفال.. احذر منها في منزلك
  • فيديو مأساوي.. شاحن يتسبب بوفاة 5 أطفال!
  • متحدث «اليونيسيف» الإقليمي لـ«الاتحاد»: أطفال غزة يعانون الأمراض ونقص الغذاء
  • حرفيو المستقبل.. أطفال القطيف يبدعون في ”حرفيون 4“
  • الإعلام الحكومي بغزة: 365 طفلاً يقبعون في سجون الاحتلال
  • أطفال وأهالي جازان يتألقون بالأزياء التراثية احتفاءً بيوم التأسيس
  • شرطة الرياض تلقي القبض على يمنيين لقيامهم بهذا الأمر مع 8 أطفال
  • هذا ما فعله رونالدو مع أطفال يرتدون الزي السعودي احتفالاً بيوم التأسيس
  • إنجاز طبي في بريطانيا.. علاج مبتكر يعيد البصر لـ4 أطفال
  • "يوروبول" يحذر: تصاعد المجتمعات الإلكترونية العنيفة التي تستهدف الأطفال