عربي21:
2025-01-19@05:03:07 GMT

حرب على الأطفال وأحلامهم في غزة

تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT

حرب على الأطفال وأحلامهم في غزة

كانت أسماء الأطفال الذين استشهدوا في قطاع غزة تمر على شاشة كبيرة وكأنها نحيب وعويل وموسيقى حزينة تئن من وجع اللحن.

فما يمر فيديو قصير لطفل فلسطيني فقد قدميه وسط شارع رئيسي في عاصمة أوروبية، وكأنه صرخة لإيقاظ الناس من سباتهم لما يجرى في غزة من إبادة وجرائم حرب تثير الغضب على السياسيين الذين يرقصون على دقات وطبول مصالحهم، من خلال معاناة غزة.



ليسوا أرقاما، وليسوا بيانات في سجلات الإحصاءات، أو تقارير جوفاء وصماء في خزائن وأرفف المنظمات الأممية والدولية والمجتمع المدني.

ليسوا موضوع ندوة أو جلسة عصف ذهني تقام في قاعة فندق خمس نجوم يحضرها رجال يرتدون السموكنج وربطات العنق وسيدات متأنقات بتكلف.

ليسوا إضرارا جانبية، أو نتيجة من نتائج الحرب، أو ضحايا سقطوا بنيران مجهولة.

أجساد غضة طرية وناعمة تفوح منها رائحة الجنة تواجه تحديا ثلاثيا، القصف الإسرائيلي وما ينتج عنه من موت وتشويه ودمار، والجوع بسبب الحصار ومنع المساعدات الإنسانية، والأمراض التي انتشرت بسبب تدمير البنية التحتية واستهداف المستشفيات التي خرجت في غالبتيها من الخدمة.


نحو 12 ألف من الأطفال قضوا شهداء من بين 35 ألف شهيد ومفقود إما في الأسر أو تحت الركام، على امتداد مساحة قطاع غزة البالغة 365 كيلو مترا مربعا.

عدد فاق عدد الأطفال الذين قتلوا في حروب أخرى بعشرات المرات، وحتى نتخيل الرقم فقد نشرت مجموعة نشطاء في بريطانيا، آلاف القطع من ملابس الأطفال على شاطئ بورنموث الإنجليزي، تضامنا مع الشهداء الأطفال في القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وكان الآلاف من ملابس الأطفال، مصفوفة إلى جانب بعضها البعض، على الشاطئ بطول 5 كيلومترات.

لو وقف هؤلاء الأطفال الشهداء إلى جانب بعضهم البعض فسيكون أخرهم على بعد أكثر من 5 آلاف متر عن مكان وقوف الشهيد الأول.

إلى جانبهم أطفال شهدوا وفاة أحبائهم، وآباء دفنوا أطفالهم، وأجساد أطفال ممزقة أخرجت من بين الأنقاض والدخان ورائحة الموت والفسفور الأبيض.

وأكثر من 10 أطفال في المتوسط يفقدون إحدى ساقيهم أو كلتيهما كل يوم في غزة منذ نحو 120 يوما، في حين تتم العديد من عمليات البتر دون تخدير لعدم توفره في المستشفيات نتيجة للحصار ومنع دخول المساعدات.

آلاف الأطفال المعاقين، وعشرات الآلاف في حالة صدمة إلى الأبد نتيجة ما رأوه من مصائب تشيب حتى رؤوس الرجال الأشداء.

أطفال استشهدوا ولم يمضي على ميلادهم أياما، وبعضهم لم يحتفل حتى بعيد ميلاده الأول.

يقول جيسون لي، المدير الإقليمي لـ "أنقذوا الأطفال في الأراضي الفلسطينية”: "إن معاناة الأطفال في هذا الصراع لا يمكن تصورها، بل أنها غير ضرورية ويمكن تجنبها بالكامل. كما أن قتل الأطفال وتشويههم أمر مدان باعتباره جريمة خطيرة، ويجب محاسبة مرتكبيها".

وتكتظ المستشفيات ومراكز الإيواء والطرقات بالأطفال وآبائهم الذين يحملون جروح وعلامات هذه الحرب المتوحشة غير المسبوقة التي يشنها جيش الاحتلال.


12 ألف طفل شهيد، 12 ألف حياة وأمل بمستقبل مضيء أطفئ إلى الأبد، 12 ألف حلم بدد وتلاشى تحت أصوات الطائرات والدبابات والقصف ورؤية بنيامين نتنياهو التوراتية.

ليسوا أرقاما، وليسوا مشاريع شهادة، هم أطفال يفتحون أذرعهم لألعابهم ولكتبهم ولمدارسهم ولزملائهم في الغرفة الصفية.

ينتظرون احتضان آبائهم وأمهاتهم، وقبلات الصباح والمساء، من حقهم ذلك رغم أنهم يعيشون حاليا في "أخطر مكان للأطفال في العالم" بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف).

حياة كلها خوف ودماء تقتل الشعور بالطفولة، حيث لا مكان آمن، المستشفى والمسجد والكنيسة ليس مكانا آمنا، الاختباء تحت الطاولة ليس آمنا. لا توجد مخابئ قد توفر قدرا من الأمان المفقود.

أماكن الإيواء مكتظة بالأطفال الذين بعضهم جاء لوحده بعد استشهاد جميع عائلاته،  ومع تعطل أنظمة الصرف الصحي والنظافة وشح الماء والوقود والغذاء يصبح البقاء على الحياة مقامرة قد تنجح بنسبة 50 بالمائة.

 كل طفل في غزة قصة تحتاج لمن يرويها لمن يحكي للعالم ما يحدث لأطفال غزة الذين يعانون من الموت والبرد والجوع والحروق والإصابات واليتم والنزوح من مكان إلى أخر دون توقف.

ورغم مئات القصص التي سمعنا عنها أو شهدناها أو سمعناها، تبقى قصة الطفلة هند ذات الستة أعوام قصة متواصلة لم تكتب لها خاتمة رغم مرور أكثر من 10 أيام عليها والتي قتلت عائلتها في السيارة وحين ذهب رجال الإسعاف لنجدتها بناء على مكالمة قصيرة، اختفى أثر هند والمسعفين، ولم تتوفر حتى اليوم أية معلومات عن مصيرها ومصير المسعفين.

قصص وحكايات فظيعة ومؤلمة جعلت من إعلان حقوق الطفل الذي أقرته الأمم المتحدة، الذي يقر بحق جميع الأطفال في المأوى والرعاية الصحية والتعليم والغذاء الجيد والحماية من العنف، حبر على ورق، وترف زائد لا لزوم له.

وعلى ما يبدو أن هذا الإعلان الحقوقي خاص بأطفال العالم دون أطفال فلسطين الذين سلب الاحتلال أبسط حقوقهم لعقود.

أنهم يتحملون عبء الصراع بشكل أساسي فنحو 40% من الضحايا في غزة هم من الأطفال، هذه حرب على الأطفال، على المستقبل، على الأحلام وعلى البراءة.

الطفل الفلسطيني في غزة لا يرى حاليا سوى الموت والدمار ولا يسمع سوى أصوات القصف، أصبحت حياته طابور، طابور على الماء، طابور على الطعام، طابور على الحمامات، طابور لتلقي العلاج، طابور في انتظار بارقة أمل توقف حرب نتنياهو الشخصية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي عالم الفن كاريكاتير بورتريه بورتريه غزة فلسطيني الأحلام فلسطين غزة أحلام الاطفال الشهداء بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه عالم الفن سياسة سياسة عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأطفال فی أطفال فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

صور تذكارية تجمع بعض الصحفيين الفلسطينيين الذين تحدوا الإبادة الإسرائيلية (شاهد)

التقط العديد من المراسلين الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام داخل قطاع غزة، صورة تذكارية أخيرة قبل يوم من بدء تنفيذ صفقة التبادل ووقف إطلاق النار، ما ينهي 15 شهرا من الإبادة الإسرائيلية.

وجرى التقاط إحدى هذه الصور أمام مجمع ناصر الطبي في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، لتختتم 470 يوما من الحرب وظروف العمل غير المسبوقة للعمل الصحفي والإعلامي في ظل الاستهداف المباشر من قبل الاحتلال الإسرائيلي.



وجرى التقاط صورة أخرى من فناء مستشفى شهداء الأقصى في منطقة دير البلح وسط قطاع غزة، علما أن هذه المستشفيات تعرضت للقصف والاجتياح والتدمير الإسرائيلي.



ويواجه الصحفيون في شمال قطاع غزة ظروفا أسوأ وأكثر خطورة، وعلى ما يبدو أنه لا يمكن لهم التجمع بأعداد كبيرة لالتقاط مثل هذه الصور بسبب الاستهداف الإسرائيلي الأكثر خطورة هناك.

ويواجه الصحفيون في قطاع غزة تحديات لوجستية كبيرة أثرت على العمل والتغطية المتواصلة لجرائم الإبادة، وأبرزها الاستهداف المباشر ومنع دخول الوقود وغيرها من أبسط المقومات.


والأسبوع الماضي، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين الفلسطينيين إلى 205 صحفيين منذ بدء الإبادة الجماعية.

وقال المكتب في بيان: "ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 205 منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، بعد الإعلان عن استشهاد الزميل الصحفي أحمد الشياح، الذي عمل مراسلا ومحررا صحفيا ومنتجا مع العديد من وسائل الإعلام".

وأوضح أن "استشهد الشياح، في قصفٍ غادر نفذته طائرات الاحتلال لمنطقة المواصي، غرب محافظة خان يونس، جنوبي غزة".

وأدان المكتب الحكومي، مواصلة إسرائيل استهدافها وقتلها للصحفيين الفلسطينيين.
ودعا النقابات والمؤسسات الحقوقية العربية والدولية المعنية بالصحفيين للتنديد بهذه الجرائم الممنهجة ضد الإعلاميين بغزة.


وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 157 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل "إسرائيل" مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

مقالات مشابهة

  • مُحاطاً بهم.. صورة لنعيم قاسم مع أطفال شهداء حزب الله
  • صور تذكارية تجمع بعض الصحفيين الفلسطينيين الذين تحدوا الإبادة الإسرائيلية (شاهد)
  • الصبيحي يكتب: الذين ينتظرون الشكر من غزة
  • صفحات بيع الأطفال في مصر.. مفاجأة بعد القبض على متورطين
  • يونيسف تخصص 1.5 مليون دولار لتعليم أطفال النازحين السودانيين في ليبيا
  • أطفال غزة كشفوا الإفلاس الأخلاقي
  • طبيب أطفال بالرباط يثير إستياء الأسر بأضعف تقييم على محركات البحث
  • تحقيق للجزيرة يكشف مصير أبناء معتقلين في عهد نظام الأسد
  • نجاة عبد الرحمن تكتب: الملائكة ليسوا وصمة عار
  • 40% من عناصر المليشيا الذين قاتلوا مع المليشيا فى الجزيرة هم من جنوب السودان