عربي21:
2024-11-17@07:30:42 GMT

حرب على الأطفال وأحلامهم في غزة

تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT

حرب على الأطفال وأحلامهم في غزة

كانت أسماء الأطفال الذين استشهدوا في قطاع غزة تمر على شاشة كبيرة وكأنها نحيب وعويل وموسيقى حزينة تئن من وجع اللحن.

فما يمر فيديو قصير لطفل فلسطيني فقد قدميه وسط شارع رئيسي في عاصمة أوروبية، وكأنه صرخة لإيقاظ الناس من سباتهم لما يجرى في غزة من إبادة وجرائم حرب تثير الغضب على السياسيين الذين يرقصون على دقات وطبول مصالحهم، من خلال معاناة غزة.



ليسوا أرقاما، وليسوا بيانات في سجلات الإحصاءات، أو تقارير جوفاء وصماء في خزائن وأرفف المنظمات الأممية والدولية والمجتمع المدني.

ليسوا موضوع ندوة أو جلسة عصف ذهني تقام في قاعة فندق خمس نجوم يحضرها رجال يرتدون السموكنج وربطات العنق وسيدات متأنقات بتكلف.

ليسوا إضرارا جانبية، أو نتيجة من نتائج الحرب، أو ضحايا سقطوا بنيران مجهولة.

أجساد غضة طرية وناعمة تفوح منها رائحة الجنة تواجه تحديا ثلاثيا، القصف الإسرائيلي وما ينتج عنه من موت وتشويه ودمار، والجوع بسبب الحصار ومنع المساعدات الإنسانية، والأمراض التي انتشرت بسبب تدمير البنية التحتية واستهداف المستشفيات التي خرجت في غالبتيها من الخدمة.


نحو 12 ألف من الأطفال قضوا شهداء من بين 35 ألف شهيد ومفقود إما في الأسر أو تحت الركام، على امتداد مساحة قطاع غزة البالغة 365 كيلو مترا مربعا.

عدد فاق عدد الأطفال الذين قتلوا في حروب أخرى بعشرات المرات، وحتى نتخيل الرقم فقد نشرت مجموعة نشطاء في بريطانيا، آلاف القطع من ملابس الأطفال على شاطئ بورنموث الإنجليزي، تضامنا مع الشهداء الأطفال في القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

وكان الآلاف من ملابس الأطفال، مصفوفة إلى جانب بعضها البعض، على الشاطئ بطول 5 كيلومترات.

لو وقف هؤلاء الأطفال الشهداء إلى جانب بعضهم البعض فسيكون أخرهم على بعد أكثر من 5 آلاف متر عن مكان وقوف الشهيد الأول.

إلى جانبهم أطفال شهدوا وفاة أحبائهم، وآباء دفنوا أطفالهم، وأجساد أطفال ممزقة أخرجت من بين الأنقاض والدخان ورائحة الموت والفسفور الأبيض.

وأكثر من 10 أطفال في المتوسط يفقدون إحدى ساقيهم أو كلتيهما كل يوم في غزة منذ نحو 120 يوما، في حين تتم العديد من عمليات البتر دون تخدير لعدم توفره في المستشفيات نتيجة للحصار ومنع دخول المساعدات.

آلاف الأطفال المعاقين، وعشرات الآلاف في حالة صدمة إلى الأبد نتيجة ما رأوه من مصائب تشيب حتى رؤوس الرجال الأشداء.

أطفال استشهدوا ولم يمضي على ميلادهم أياما، وبعضهم لم يحتفل حتى بعيد ميلاده الأول.

يقول جيسون لي، المدير الإقليمي لـ "أنقذوا الأطفال في الأراضي الفلسطينية”: "إن معاناة الأطفال في هذا الصراع لا يمكن تصورها، بل أنها غير ضرورية ويمكن تجنبها بالكامل. كما أن قتل الأطفال وتشويههم أمر مدان باعتباره جريمة خطيرة، ويجب محاسبة مرتكبيها".

وتكتظ المستشفيات ومراكز الإيواء والطرقات بالأطفال وآبائهم الذين يحملون جروح وعلامات هذه الحرب المتوحشة غير المسبوقة التي يشنها جيش الاحتلال.


12 ألف طفل شهيد، 12 ألف حياة وأمل بمستقبل مضيء أطفئ إلى الأبد، 12 ألف حلم بدد وتلاشى تحت أصوات الطائرات والدبابات والقصف ورؤية بنيامين نتنياهو التوراتية.

ليسوا أرقاما، وليسوا مشاريع شهادة، هم أطفال يفتحون أذرعهم لألعابهم ولكتبهم ولمدارسهم ولزملائهم في الغرفة الصفية.

ينتظرون احتضان آبائهم وأمهاتهم، وقبلات الصباح والمساء، من حقهم ذلك رغم أنهم يعيشون حاليا في "أخطر مكان للأطفال في العالم" بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف).

حياة كلها خوف ودماء تقتل الشعور بالطفولة، حيث لا مكان آمن، المستشفى والمسجد والكنيسة ليس مكانا آمنا، الاختباء تحت الطاولة ليس آمنا. لا توجد مخابئ قد توفر قدرا من الأمان المفقود.

أماكن الإيواء مكتظة بالأطفال الذين بعضهم جاء لوحده بعد استشهاد جميع عائلاته،  ومع تعطل أنظمة الصرف الصحي والنظافة وشح الماء والوقود والغذاء يصبح البقاء على الحياة مقامرة قد تنجح بنسبة 50 بالمائة.

 كل طفل في غزة قصة تحتاج لمن يرويها لمن يحكي للعالم ما يحدث لأطفال غزة الذين يعانون من الموت والبرد والجوع والحروق والإصابات واليتم والنزوح من مكان إلى أخر دون توقف.

ورغم مئات القصص التي سمعنا عنها أو شهدناها أو سمعناها، تبقى قصة الطفلة هند ذات الستة أعوام قصة متواصلة لم تكتب لها خاتمة رغم مرور أكثر من 10 أيام عليها والتي قتلت عائلتها في السيارة وحين ذهب رجال الإسعاف لنجدتها بناء على مكالمة قصيرة، اختفى أثر هند والمسعفين، ولم تتوفر حتى اليوم أية معلومات عن مصيرها ومصير المسعفين.

قصص وحكايات فظيعة ومؤلمة جعلت من إعلان حقوق الطفل الذي أقرته الأمم المتحدة، الذي يقر بحق جميع الأطفال في المأوى والرعاية الصحية والتعليم والغذاء الجيد والحماية من العنف، حبر على ورق، وترف زائد لا لزوم له.

وعلى ما يبدو أن هذا الإعلان الحقوقي خاص بأطفال العالم دون أطفال فلسطين الذين سلب الاحتلال أبسط حقوقهم لعقود.

أنهم يتحملون عبء الصراع بشكل أساسي فنحو 40% من الضحايا في غزة هم من الأطفال، هذه حرب على الأطفال، على المستقبل، على الأحلام وعلى البراءة.

الطفل الفلسطيني في غزة لا يرى حاليا سوى الموت والدمار ولا يسمع سوى أصوات القصف، أصبحت حياته طابور، طابور على الماء، طابور على الطعام، طابور على الحمامات، طابور لتلقي العلاج، طابور في انتظار بارقة أمل توقف حرب نتنياهو الشخصية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي عالم الفن كاريكاتير بورتريه بورتريه غزة فلسطيني الأحلام فلسطين غزة أحلام الاطفال الشهداء بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه عالم الفن سياسة سياسة عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأطفال فی أطفال فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

مشاهد مؤلمة من وحي جريمة طابور البسكويت

غزة - «عُمان» - بهاء طباسي: بخطًى بريئة هرولت الطفلة زينة سعيد الغول، 10 أعوام، نحو استشهادها، داخل مدرسة لإيواء النازحين في مخيم الشاطئ، غربي مدينة غزة، حيث قتلتها قنبلة جيش الاحتلال العمياء في طابور البسكويت، غير مبالية بحداثة سنها، ولا جسدها الهزيل أو بطنها الخاوية.

هنا مدرسة أسماء مسرح جريمة الاحتلال بحق الإنسانية الطفلة.. الزمان: نهار يوم 27 أكتوبر 2024. المكان: فناء مدرسة أسماء في مخيم الشاطئ.

الحدث: أطفال يصطفون في طابور لتوزيع البسكويت والكعك، وحولهم أشخاص كثيرون، من نازحين، وأولياء أمور، وصحفيون، ومصورون، وفي مقدمة الطابور نحو 3 مشرفين من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). الأبطال: الطفلة الشهيدة زينة سعيد الغول، والد الطفلة زينة، ووالدتها، وشقيقها.

المشهد الأول

تقف الطفلة زينة في منتصف طابور البسكويت، وعلى وجهها ابتسامة خفيفة مشرقة، تنكسر عبوسًا مع أشعة الشمس القاسية.

تخوض الطفلة حوارًا داخليًا مع ذاتها، لا يسمعه الناس، بل يقرأه أصحاب القلوب الرقيقة في عينيها.

علبة الكعك تلمع من بعيد، لا يفصلني عنها سوى هذا الطابور ويد الموزعة. آه نسيت.. مقاتلات جيش الاحتلال تحلق في سماء المكان، لكن لا يهم، أريد التهام قطعة كاملة من تلك العلبة أو ربما قطعتين.

يا سلام لو تمنحني المشرفة قطعتين أو ثلاث، سآكل كعكعة وأمنح أخي كعكعة، ونقتسم الثالثة سويًا! منذ زمن لم نر الكعك المحلى. نفتقد طعمه الحلو، ورائحته الزكية، وملمسه الناعم.

المشهد الثاني

تفتح الكاميرا عدستها لتظهر الواقفين في الطابور أمام زينة، التي تراقب بعينيها الطابور يتحرك ببطء، وهو سريع، قبل أن تغلق الكاميرا عدستها مجددًا على تنهيدة طويلة للطفلة، تعبر عن نفاد صبرها، فيما تقول في قرارة نفسها: هيا أسرعوا...

تركز الكاميرا على مقدمة الطابور، يتحرك الطفل الأول، فالذي يليه، وهكذا الثالث، بعد أن حصلوا على مبتغاهم.

تعود الكاميرا إلى وجه زينة يتهلل مستبشرًا: ها أنا أقترب، باقي ثلاثة أطفال، وأنا الرابعة. والآن قد حان دوري.

المشهد الثالث

تفتح المشرفة عبوة البسكويت، وتخرج منها كيسًا، وبينما تمد يدها لتناوله زينة، تهبط قنبلة من مقاتلة حربية إسرائيلية فوق مبنى المدرسة، ثم تتطاير منها شظية تطيح بزينة عن الصف.

المشهد الرابع

حالة من الهرج والمرج، أشخاص يحملون شهداءً ومصابين، وآخرون يفتشون بين الركام عن شهداء أو مصابين أو ناجين. ولكن أين الطفلة زينة؟!

المشهد الخامس

والد ووالدة الطفلة زينة يطوفون في الأرجاء بحثًا عنها، وعلى وجهيهما أمارات القلق الشديد، ينادي الأب سعيد الغول بصوت عالٍ وخلفه الأم: زينة.. زينة.. زينة... ولا يتلقيان إلا الصمت.

ثم يظهر شخص مغبر، يخبر الأبوين: هناك طفلة في هذا الركن، يبحث المنقذون عن ذويها.

المشهد السادس

يتحرك الأبوان باتجاه المكان، حيث يتجمع نحو 6 أشخاص حول الطفلة زينة، ويحملها أحدهم مضرجة في دمائها، ثم يخبر أبويها الفزعين: هذه ابنتكما.. الله يرحمها ويصبركم.

المشهد السابع

من هول الفاجعة يسقط الأبوان قاعدين على الأرض، قبل أن يتلقف الأب الطفلة، ويضمها بشدة إلى أحضانه، ويطلق النحيب في العنان صارخًا: «ابنتي»، وتتبعه الأم بصرخات مكتومة محيطة بذراعيها حول جثمان زينة: «يا وجعنا فيك يا حبيبتي».

المشهد الثامن

يظهر في الكادر طفل صغير، يبدو أنه يبلغ من العمر عامين، يمشي مترنحًا، ويقلب وجهه في الأرجاء، لا يفهم ما يحدث، لكنه يشعر به.

المشهد التاسع

أم تنوح وطفل يبكي: ماتت الأخت الكبرى وهي تحضر قطعتين من البسكويت، واحدة لها، والأخرى لأخيها.

المشهد العاشر

تقترب عدسة الكاميرا بشكل عامودي من فتافيت بسكويت مختلطة بالدماء ملقاة على الأرض، تغطي صورة الفتافيت المخضبة بالدماء الكادر، ترتفع الكاميرا شيئًا فشيئًا، لتتلاشى معها الصورة تدريجيًا، إلى ما يشبه الضباب.

غيم يبتلع المدرسة والناس، غيم أسود، يغطي سماء العالم المزيف، يعمي أنظاره عن جراح غزة.

مناشدة ابنة العم

وعبرت ابنة عم الطفلة زينة عن حزنها الشديد على فراق الطفلة البريئة، مناشدة العالم المتحضر عما تعرضت له قريبتها، ويتعرض له كثير من أطفال قطاع غزة من عنف وإبادة جماعية على يد جيش الاحتلال، مناشدة إياه التدخل من أجل إيقاف نزيف الدماء وإنهاء احتلال القطاع، والانتصار للإنسانية.

الوقوف مع غزة من أجل الإنسانية

تقول: «اليوم، استشهدت ابنة عمي الصغيرة زينة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي بينما كانت تحاول ببساطة الحصول على الطعام من مدرسة أسماء في شمال غزة. لم تكن زينة سوى طفلة، مثل كثيرين آخرين، وقعت في رعب العنف والقمع. لقد تم قطع حياتها في هجوم وحشي يعد جزءًا من إبادة جماعية أكبر ومستمرة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة».

وتضيف: «يجب على العالم ألا يغض الطرف عن معاناة المدنيين الأبرياء. هذه ليست مجرد أرقام أو إحصائيات، بل هم أطفال وأسر وبشر لديهم أحلام وآمال ومستقبل. يجب علينا أن نقف ونتحدث علناً ونطالب بوضع حد لقتل أرواح الأبرياء».

وتؤكد أن «صمت المجتمع الدولي هو تواطؤ. إن سكان غزة بحاجة إلى أكثر من مجرد كلمات؛ إنهم بحاجة إلى العمل، وإلى الدعم، وإلى العدالة. ونحن نطلب منكم الوقوف معنا، ورفع أصواتكم، والدعوة إلى وضع حد فوري لهذا العنف والاحتلال».

طوابير الأطفال الجياع

ويعيش قطاع غزة مجاعة قاسية وسط الحرب الإسرائيلية والحصار المستمران على القطاع منذ 13 شهرًا، إذ بات أغلب سكان القطاع يتسولون المساعدات الإنسانية، فيما يعاني أطفالهم من سوء التغذية.

وثقت «عُمان» مشاهد تظهر معاناة الأطفال الفلسطينيين في مدينة دير البلح خانيونس، وسط وجنوب قطاع غزة، وهم مصطفون في طوابير إحدى التكيات الخيرية، من أجل الحصول على بعض الحساء لسد جوعهم.

ويحاول الغزاويون الحصول على وجبة طعام مجانية وسط المجاعة التي يعاني منها السكان النازحون في القطاع. وتظهر هذه الصور معاناة الأطفال في سعيهم للحصول على لقمة تسد رمق جوعهم.

مقالات مشابهة

  • رعب في قرية أم الساس.. كلب ضال يعقر 4 أطفال بشوارع المنيا
  • الحبس المنزلي سلاح إسرائيلي لقمع أطفال القدس وإرباك أسرهم
  • آلام وأحزان في الهند: عائلات الأطفال الرضع ضحايا الحريق يطالبون بإجابات واضحة
  • أمين عام الائتلاف المصري لحقوق الطفل: أطفال غزه محرومين من أبسط حقوقهم الإنسانية
  • فاجعة في الهند.. مصرع 10 أطفال حديثي الولادة في حريق مستشفى
  • مشاهد مؤلمة من وحي جريمة طابور البسكويت
  • منظمة "أنقذوا الأطفال": 295 ألف قاصر بإيطاليا يعيشون في فقر مدقع
  • الاحتلال يدمر مبنى قناة أطفال بقصف على ضاحية بيروت
  • إطلاق مسلسل أطفال أبطاله يعانون التوحد والحساسية المفرطة
  • كابوس لا نهاية له.. أطفال غزة بنك أهداف إسرائيل خلال عام