أكدت د. غادة مجدى، إخصائى سياحى بهيئة تنشيط السياحة بوزارة الآثار، أن سياحة اليخوت تُعرف بـ«سياحة الصفوة والأثرياء»، وأن إجراءات الدولة لتعظيمها تسهم بلا شك فى التحرّر من قيود الروتين والبيروقراطية والجمود. وأضافت فى حوارها لـ«الوطن» أن قوة سياحة اليخوت فى الدولة تتأثر بشكل كبير بقدرة وجودة تصنيع اليخوت، خاصة أنها أصبحت من الأصول المهمة للدول التى تعتبر السياحة وسيلة لتنمية الوعى البيئى.

. وإلى نص الحوار:

فى البداية، ما هى سياحة اليخوت؟

- تعرف سياحة اليخوت بأنها الأنشطة السياحية المتنوعة، التى تتم ممارستها من قِبل السائحين منذ لحظة وصولهم إلى اليخت وحتى مغادرتهم له، وتتضمّن هذه الأنشطة الاستجمام، والترفيه، وممارسة بعض الرياضات المائية مثل الغوص، واليخوت إما تكون مملوكة للشركات السياحية أو مستأجرة، وتُعد من أرقى وأغنى أنواع السياحة على مستوى العالم، ويطلق عليها سياحة الصفوة والأثرياء.

كيف ترين إجراءات الدولة لتعظيم سياحة اليخوت فى مصر؟

- اتخذت الدولة إجراءات فعلية من أجل تنشيط وتعظيم سياحة اليخوت، كتفعيل النافذة الرقمية الموحّدة من أجل توحيد الإجراءات، واستثمار الوقت، وإنشاء «مارينا مراسى» فى الساحل الشمالى، وجارٍ استكمالها، وسوف تصبح أول مارينا دولى فى البحر المتوسط، وغيرها من الإجراءات التى تسهم فى التحرّر من قيود الروتين والبيروقراطية والجمود بالنسبة لمالكى اليخوت السياحية.

كما أنها ستؤثر فى خلق صورة إيجابية بين مالكى اليخوت السياحية ومنظمى الرحلات عن مصر، كمقصد سياحى بدأ أولى الخطوات المهمة من أجل الظهور على خريطة المنافسة الدولية لذلك النمط، ولكن على الدولة المصرية أن تعى أيضاً ضرورة توفير متطلبات تصنيع اليخوت السياحية فى مصر، إلى جانب توافر قطع الغيار، حتى تصبح مصر دولة رائدة، ليس فقط فى جذب اليخوت السياحية الأجنبية، بل وتصنيعها.

وهو ما سوف يؤدى بدوره إلى زيادة العائد المادى الناتج عن هذه الصناعة زيادة هائلة، حيث أصبحت صناعة اليخوت صناعة مستقبلية واعدة تسعى معظم الدول لتعزيزها من خلال وضع خطط لاستضافة الأحداث الضخمة ودعوة صُناع ومنتجى اليخوت، بالإضافة إلى تدريب خبراء الإصلاح وتطوير المراسى كبنية تحتية لتلك الصناعة، إلى جانب اهتمام الدول بإنشاء أساس قانونى لتعزيز تأجير اليخوت السياحية وأعمال الصيانة، من أجل دعم هذه الصناعة ونموها مستقبلاً.

وما أهمية هذه الإجراءات؟

- إطلاق وتفعيل النافذة الرقمية الموحّدة سيؤدى حتماً إلى تسهيل وتوحيد الإجراءات وسرعة تنفيذها، فلا يجوز التعامل مع اليخوت السياحية إلا من خلال قطاع النقل البحرى فقط لا غير، متمثلاً فى النافذة الرقمية الموحّدة، وذلك تجنباً للآثار السلبية الناتجة عن تعدّد الجهات المسئولة وتضارب الآراء.

إلى جانب الاهتمام بزيادة الطاقة الاستيعابية للمراسى كأهمية قصوى، من خلال إنشاء أول مرسى لليخوت الخضراء يعمل بالطاقة المتجدّدة فى مدينة الإسماعيلية على قناة السويس على مساحة 25 ألف متر مربع من أجل استيعاب 65 يختاً سياحياً، وسوف يضم المرسى فندقاً ومنطقة تجارية، طبقاً للاستراتيجية الوطنية للمناخ 2050، التى أعلنتها الدولة من أجل توزيع الوقود النظيف على السفن، بناءً على مصادر الطاقة المتجدّدة وتقليل انبعاثات الكربون.

وما مقترحاتكم لتنشيط سياحة اليخوت؟

- حسب الدراسة العلمية المعدّة بمشاركة الدكتورة غادة على حمود عميد كلية السياحة والفنادق بجامعة بنى سويف، والتى دارت حول دراسة التنمية المستدامة لسياحة اليخوت فى مصر.

وأهم النتائج والتوصيات التى توصّلت إليها الدراسة، كان من ضمن التوصيات والمقترحات استغلال شبكات الطرق الحديثة القريبة من المراين السياحية فى تنظيم رحلات لسائحى اليخوت بالمدن السياحية المصرية المختلفة، وضرورة امتلاك قوى عاملة مدرّبة ومؤهلة للتعامل مع سائحى اليخوت الأجنبية، ودعوة مالكى اليخوت السياحية لزيارة المدن العمرانية الجديدة وتقديم الحوافز من أجل تشجيعهم على الاستثمار فى تلك المدن، خاصة الملحقة بالمدن السياحية الرئيسية، مثل مدينتى الأقصر الجديدة وأسوان الجديدة.

عوائد سياحية

الآثار الاقتصادية لنمط سياحة اليخوت تضم أربعة جوانب أساسية، الأول يتمثل فى إدارة اليخوت، حيث يسهم هذا الجانب فى الاقتصاد من خلال تقديم الخدمات والتسهيلات لرواد اليخوت، ويتمثل الجانب الثانى فى رواد اليخوت السياحية أنفسهم، سواء كانوا ملاكاً أو مشاركين فى رحلات سياحة اليخوت للاستفادة من المنتجات والخدمات المقدّمة من جانب الشركات.

أما الجانب الثالث فهو صناعة اليخوت السياحية، حيث إن قوة نمط هذا النوع من السياحة تتأثر بقدرة وجودة تصنيع اليخوت، وأخيراً ينصب الجانب الرابع والأخير على وجود «موانئ ومراسى مجهّزة» لصيانة اليخوت السياحية، حيث إن مالكى اليخوت بحاجة دائماً إلى «موانئ ومراسى مجهزة»، وبها المعدات اللازمة لصيانة أى مشكلات من الممكن أن تطرأ على اليخت.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سياحة اليخوت النقل البحرى تعظيم سياحة اليخوت توفير فرص عمل الیخوت السیاحیة سیاحة الیخوت من خلال من أجل

إقرأ أيضاً:

الصيف الحار.. والسياحة

 

سهام بنت أحمد الحارثية

harthisa@icloud.com

 

 

تُواجه الدول ذات الحرارة المُرتفعة مثل السلطنة تحديات فريدة في جذب السياح خلال أشهر الصيف الحارقة. ومع ذلك، يمكن لهذه الدول، بفضل استراتيجيات مبتكرة وإدارة فعَّالة، تحويل هذه التحديات إلى فرص لجذب الزوار. يستعرض هنا كيفية تكييف السياحة في الدول الحارة للاستفادة من المناخ الجاف والحرارة الشديدة كعوامل جذب بدلاً من اعتبارها عقبات.

بعض استراتيجيات التكييف السياحي في الدول الحارة هي تعزيز الأنشطة والفعاليات الليلية بتطوير برامج سياحية ليلية مثل الجولات الليلية في المدينة، والأسواق الليلية، فسوق مطرح يمكن أن يكون أحدها غير الأسواق الشعبية الأخرى في المحافظات، والحفلات الموسيقية في الهواء الطلق، والأنشطة الرياضية الليلية مثل سباقات السيارات أو ركوب الدراجات وكرة القدم ويمكن كذلك إضاءة المعالم السياحية الرئيسية وجعلها متاحة للزيارة خلال الليل، مما يتيح للسياح استكشافها في درجات حرارة أكثر برودة.

تغيير توقيت المراكز التجارية الضخمة التي تحتوي على أنشطة متنوعة مثل التسوق، والترفيه، وتناول الطعام في بيئات مُكيفة لتستمر خلال الفترة المسائية لوقت أطول بحيث تستثمر بشكل أفضل ومثلها الحدائق المائية الداخلية والخارجية، التي توفر تجربة ممتعة وآمنة في درجات حرارة أقل ارتفاعاً خلال المساء، مما يجذب العائلات والأطفال.

أما بالنسبة للمواقع الطبيعية والمنتجعات الشاطئية فيمكن تطويرها بحيث توفر للسياح فرصة للاسترخاء والاستمتاع بالأنشطة المائية. والشواطئ توفر مكانًا مثاليًا للسباحة والغوص وركوب الأمواج. ويمكن كذلك الترويج لزيارة الواحات والينابيع الطبيعية في الأودية والكهوف المنتشرة في مختلف ولايات السلطنة ابتداء من مسقط إلى مسندم وظفار والتي تأتي تلقائيًا مع رياضة المغامرات حيث يمكن للسياح الاستمتاع بالسباحة في المياه العذبة والتمتع بالبيئة الطبيعية.

أما بالنسبة للسياحة الثقافية والتاريخية، فيمكن تنظيم زيارات إلى المواقع الثقافية والتاريخية مثل المتاحف، والقلاع، والمساجد، التي تكون مكيفة وتوفر استراحة من الحرارة الخارجية مع تنظيم فعاليات ثقافية في المساء داخل أماكن مغلقة أو مكيفة، مثل عروض الفنون، والمسرحيات، والعروض الموسيقية.

وهناك نوع آخر من السياحة وهو السياحة الصحية والعلاجية والتي تعتمد بشكل أساسي على توفير المنتجعات الصحية التي توفر بيئات مكيفة وخدمات صحية مميزة، مثل العلاج بالطين والمياه المعدنية، والمياه الساخنة؛ حيث يمكن الترويج للمنتجعات الصحية والمراكز العلاجية باستغلال التسهيلات الصحية في الدول الحارة لتقديم برامج علاجية للسياح، تشمل العلاجات التجميلية والجراحات البسيطة.

أما بالنسبة لقطاع السياحة الرياضية وخاصة المغامرات، فتتميز السلطنة بتنظيم رحلات إلى الجبال والوديان تشمل أنشطة مثل تسلق الجبال بحبال الصعود أو الفيافراتا والتخييم في الليل، ومشاهده النجوم؛ حيث تكون درجات الحرارة أكثر اعتدالًا والجبل الأخضر وجبل شمس وغيرها من الجبال يمكن أن تعتبر مصايف حيَّة تزخر بالكثير من الفعاليات والأنشطة.

وعوضًا عن ذلك يُمكن استخدام التكنولوجيا لتحسين تجربة السياح بتطوير تطبيقات سياحية تقدم معلومات عن الطقس وأفضل الأوقات لزيارة المعالم السياحية، وخيارات الأنشطة المكيفة واستخدام تقنية الواقع الافتراضي لتوفير تجارب سياحية افتراضية في أماكن مغلقة ومكيفة، مما يتيح للسياح الاستمتاع بالمعالم السياحية دون التعرض للحرارة.

ولاستدامة الأنشطة السياحية خلال فتره الصيف، إضافة إلى الاستراتيجيات المذكورة، يُمكن اتخاذ المزيد من الإجراءات لجعل الدول ذات الحرارة المرتفعة وجهات سياحية مميزة ومرغوبة حتى في ظل الطقس الحار على مؤسسات الدولة التكامل في تنفيذها، وأن تؤخذ بعين الاعتبار؛ وهي التخطيط الحضري لتخفيف الحرارة؛ فإنشاء حدائق ومساحات خضراء في المدن يساعد في تقليل تأثير الحرارة وتوفير مناطق ترفيهية للسياح وتوفير مناطق مظللة وممرات مكيفة تربط بين المعالم السياحية والمرافق العامة، تحسين تجربة النقل والسفر بتوفير وسائل نقل عامة وخاصة مكيفة بالكامل، مثل الحافلات السياحية المكيفة وقطارات مريحة تربط بين المدن والمواقع السياحية وتعزيز الرحلات الجوية الداخلية لتقليل وقت السفر البري في الحرارة الشديدة، وتوفير خيارات طيران منخفضة التكلفة بين الوجهات السياحية.

كما إن الحوافز والتسهيلات للسياح تلعب دورا كبيرا في جلب السياح مثل تقديم عروض خاصة وجوائز  لجذب السياح خلال أشهر الصيف، مثل أيام اقامه إضافية مجانية أو تخفيضات على الإقامة والأنشطة السياحية، وتسهيل إجراءات الحصول على التأشيرات للسياح، وتقديم خيارات متعددة للدخول والخروج لتشجيع الزيارات المتكررة.

أيضًا تعزيز التعاون الإقليمي والدولي وإقامة شراكات مع دول أخرى لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات في إدارة السياحة في المناطق الحارة والتعاون مع الدول المجاورة لتنظيم جولات سياحية تشمل زيارات متعددة البلدان، مما يزيد من جاذبية المنطقة كوجهة سياحية شاملة.

وختامًا.. فإن تكييف السياحة في الدول ذات الحرارة المرتفعة يتطلب تخطيطًا دقيقًا وابتكارًا مستمرًا لتقديم تجارب سياحية مميزة ومريحة للسياح من خلال استغلال الفصول الباردة، وتطوير السياحة الليلية، وتعزيز البنية التحتية المُكيَّفة، يُمكِن لهذه الدول تحويل تحديات الحرارة إلى فرص جاذبة؛ مما يسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتطوير قطاع السياحة بشكل مستدام.

مقالات مشابهة

  • أبرزها تنشيط السياحة.. تعرف على أهداف قانون إنشاء الغرف السياحية بعد إقراره
  • حقيقة إلغاء مهرجان صيف عسير
  • بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة .. عمان الأهلية تستضيف وفداً رسمياً من مجلس التنمية بجمهورية رواندا
  • التطوع السياحي ضمن صيف عسير
  • تعرف على ثروة أغنى أغنياء العالم.. إيلون ماسك في المقدمة
  • توقفنا فيما هم يهرولون «الأخيرة»
  • التفاؤل يسيطر على القطاع السياحى
  • مسئول بهيئة تنشيط السياحة: مصر تشارك بمعرض مومباي 2024
  • الصيف الحار.. والسياحة
  • عضو سياحة النواب يقدم مقترحا للتصدي لتكرار أزمة الحجاج الأخيرة