قام الدكتور سامح العشماوي وكيل وزارة الصحة بالفيوم بالمرور على 8 وحدات تابعة لإدارة مركز الفيوم الصحية رافقه فى الجولة الدكتورة نشوى مصطفى- مدير إدارة الدعم الفني ومتولي سعد مدير الشئون الإدارية بالمديرية والدكتور مروان دياب عضو فريق الدعم الفنى، وذلك استكمالا للجولات الميدانية المفاجئة على وحدات الرعاية الأولية.

بدأت الجولة بالمرور المفاجئ على وحدة كفور النيل فأمر بفحص دفاتر الحضور والانصراف ولاحظ عدم إرتداء بعض التمريض للزى الرسمي وكارت التعريف وتفقد جميع عيادات الوحدة من استقبال وعلاج طبيعى وتنظيم أسرة والملفات والتطعيمات والاسنان .

ولاحظ العشماوي وجود مشاكل في الكهرباء والاضاءة و مستوى النظافة غير لائق وتغيب معظم أطباء الاسنان وإخصائيي العلاج الطبيعي فامر بإعادة توزيعهم خارج الوحدة كما لاحظ تعطل بعض الاجهزة فامر مدير أدارة المركز بإرسال لجنة من  الاشراف لاصلاح السلبيات في الحال، ولاحظ استخدام كشاكيل بدلا من السجلات المطبوعة فامر بتوفير السجلات المطبوعة وتلافى السلبيات خلال أسبوع من تاريخه.
 وتوجه العشماوي إلى وحدة البسيونية وامر بفحص دفاتر الحضور والانصراف ولم يجد طبيب بشري فى الوحدة والوضع بها غير مرضى فأمر بتحويل اشراف الرعاية الاساسية ومدير الرعاية الاساسية بالمديرية للتحقيق لضعف الاشراف وكذلك مدير الادارة الصحية واشراف الادارة .

وتفقد الصيدلية فوجدها مغلقة وعلم ان الصيدلي في اجتماع و باقي الصيادلة متغيبين فامر بإعادة توزيع الصيادلة المتغيبين خارج الوحدة وتفقد عيادة الاسنان وامر باعادة توزيع أطباء الأسنان المتغيبين خارج الوحدة، ولاحظ عدم التزام العاملين بخطوط السير وتوقعها كما اطلع على سجلات الزيارات الاشرافية فوجدها قديمة والتعليمات فيها غير مجدية.

فيما تفقد العشماوى جميع العيادات من استقبال وتنظيم اسرة و حجرة الملفات والمعمل وتنظيم الاسرة ثم غادر الوحدة ، بعد ذلك توجه الى وحدة الناصرية وامر بفحص دفاتر الحضور والانصراف ووجد خطوط سير غير معتمدة فامر بتحويلها الى التحقيق، وتفقد الصيدلية فامر باعادة توزيع المتغيبين، كما استمع لشكوى الاهالي ن عدم وجود طبيب بشري فامر بتوفير طبيب في نفس اليوم وتم التواصل مع مدير الادارة و التاكد من انهاء اجراءات استلام احد الاطباء على هذه الوحدة في نفس اليوم.

بعدها توجه الى وحدة الزهيرى و أمر بفحص الدفاتر و اعادة توزيع اطباء الاسنان والصيادلة المتغيبين خارج الوحدة وتفقد جميع عيادات الوحدة من استقبال و تطعيمات و معمل واسنان وتنظيم اسرة والصيدلية ثم انصرف، بعدها توجه الى وحدة الصالحية نتفقد سير العمل بها وامر بفحص دفاتر الحضور والانصراف و اعادة توزيع اطباء الاسنان المتغيبين دون اذن، وتفقد الاستقبال والملفات والتطعيمات وتنظيم الاسرة والمعمل والصيدليه ووجد صيدلي واحد .

ثم قام العشماوى بالمرور على وحدة ابو السعود وجد الطبيبة إسراء عاشور والممرضة اكرام مختار وشكرهما وأمر بفحص دفاتر الحضور والانصراف واعاده توزيع اطباء الاسنان المتغيبين كما لاحظ ان الصيدلية مغلقة فامر باعادة توزيع الصيادلة لتغيبهم وغلق الصيدلية، وتفقد الاستقبال والمعمل وحجرة الملفات والتطعيمات والاسنان والصيدليه وتنظيم الاسرة .

وتوجه وكيل الوزارة لمتابعة وحدة العدوة ولاحظ عدم وجود سجلات فامر بتوفير السجلات وسرعة متابعة صرف سجلات الاستقبال وفي حاله عدم وجودها بالمخازن يتم ذكر السبب، كما تفقد الاستقبال والصيدلية وتنظيم الاسرة و التطعيمات و الملفات والمعمل وجميع عيادات الوحدة .

في نهاية الجولة قام بالمرور على وحدة العامرية في فترة النوباتجية فوجد طبيبة اسنان وعاملة وممرضة و علم ان الاعمال محالة الى وحدة العدوة فاطلع على سجلات الاستقبال، وتفقد غرف التطعيمات والملفات وتنظيم الاسرة و الصيدلية والمعمل، كما قام بسؤال المواطنين المتواجدين عن رضائهم عن الخدمة، و أكدوا رضاهم وشدد على أستمرار الجولات المفاجئه من اجل الاطمئنان على تقديم خدمة آمنة للمواطنين.

3b39c1eb-92e7-4e94-a3cd-1cbae0ccbcec 53fcdcd5-f942-48ae-8a93-a38cf2c28f56 81d16d8d-563c-47d8-8ab0-08c77bc62007 b7134235-35cc-4b5e-8573-abc8dcf6c5ae c20b0c76-80f7-45fe-a115-9f63b2e93b09

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: وكيل وزارة الصحة بالفيوم وتنظیم الاسرة خارج الوحدة الى وحدة

إقرأ أيضاً:

نظام رعاية صحية في السودان يئن تحت الحرب

 

مع استمرار الحرب في السودان، يعيش القطاع الصحي أزمة غير مسبوقة، مع نقص الأدوية والعاملين الصحيين، والاستهداف للمؤسسات الصحية من قبل قوات الدعم السريع. 

التغيير ـــ وكالات

ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، حربا خلفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

واندلعت حرب السودان قبل انتهاء عملية سياسية بناء على “الاتفاق الإطاري” الذي وقعه في 5 ديسمبر 2022 المكون العسكري في السلطة الانتقالية آنذاك وقوى مدنية أبرزها “الحرية والتغيير-المجلس المركزي”، وفشلت فيها الأطراف بحل مسألة دمج الدعم السريع داخل المؤسسة العسكرية.

استهداف الدعم السريع للقطاع الصحي

تشير عدة تقارير إلى استهداف قوات الدعم السريع للمنشآت الصحية في السودان. على سبيل المثال في ديسمبر 2024 قالت منظمة أطباء بلا حدود، إن قوات الدعم السريع استهدفت مستشفى بشائر جنوبي العاصمة السودانية الخرطوم، بإطلاق جنودها الرصاص داخل المستشفى.
وأوضحت المنظمة الدولية، في بيان: “أطلق المهاجمون النار داخل قسم الطوارئ، وهددوا الطاقم الطبي بشكل مباشر، وعطلوا الرعاية المنقذة للحياة بشكل خطير”.

وأضافت: “ندين بشدة التوغل العنيف لقوات الدعم السريع في غرفة الطوارئ بمستشفى بشائر التعليمي في جنوب الخرطوم” الأربعاء.

ودعت المنظمة قوات الدعم السريع إلى احترام حياد المرافق الطبية وسلامة العاملين في مجال الرعاية الصحية.

وفي البيان، قال رئيس بعثة أطباء بلا حدود في السودان صامويل ديفيد ثيودور: “دخل العديد من جنود قوات الدعم السريع غرف الطوارئ وبدأ بعضهم في إطلاق النار على العاملين الطبيين، وهددوا المرضى وموظفي أطباء بلا حدود ووزارة الصحة”.

وفي أغسطس  2024 قالت وكالة الأنباء السودانية إن قوات الدعم السريع قصفت مستشفى الدايات في أم درمان والمناطق المجاورة له. وأوضحت الوكالة أن عددا كبيرا من القذائف سقطت في المنطقة وألحقت دمارا واسعا بالمباني.

وأشارت إلى أن لجنة الطوارئ الصحية لولاية الخرطوم دانت القصف واعتبرته دليلا آخر على استهداف قوات الدعم المرافق الصحية وتعطيل جهود تقديم الخدمات العلاجية للمواطنين.

وقال محمد إبراهيم رئيس اللجنة الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة بولاية الخرطوم إن قوات الدعم قامت -في وقت سابق- بنهب واسع لأجهزة ومعدات مستشفى الدايات الذي يعد أكبر مستشفى تخصصي بالبلاد.

فظائع و إنتهاكات

وقبل أيام، نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أدلة مدعومة بمقاطع فيديو، جمعها فريق التحقيقات المرئية التابع لها، توثق فظائع قالت إن قوات الدعم السريع ارتكبتها في السودان خلال عام ونيف منذ اندلاع الحرب بينها وبين الجيش السوداني في 15 أبريل 2023.

وتكشف الأدلة المرئية التي جمعتها الصحيفة الأميركية وحللتها على مدى أشهر، هويات قادة قوات الدعم السريع الذين كان جنودهم يرتكبون “فظائع” تحت أنظارهم في جميع أنحاء السودان.
وقالت إن هذا التحقيق الاستقصائي الموثق بلقطات مصورة، أتاح لها تحديد 10 من قادة قوات الدعم السريع أثناء إشرافهم على جرائم حرب محتملة وتحديد مواقع العديد من مسارح عملياتهم الأخرى، منوهة إلى أن قائدهم الأعلى الفريق محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي، هو الذي قد يتحمل المسؤولية الكاملة.
انعدام الأمن

وتقول منظمة الصحة العالمية إن انعدام الأمن يجعل تقديم الرعاية الصحية أكثر صعوبة. فأكثر من ثلثي المستشفيات الرئيسية في المناطق المتضررة أصبحت خارج الخدمة، والمستشفيات التي لا تزال تعمل معرضة لخطر الإغلاق بسبب نقص الموظفين الطبيين والإمدادات والمياه النظيفة والكهرباء. كما أن الهجمات المتكررة على مرافق الرعاية الصحية تمنع المرضى والعاملين الصحيين من الوصول إلى المستشفيات والحصول على العلاج، حيث يتم استهداف المرافق الصحية والمستودعات الطبية ونقل الإمدادات والعاملين الصحيين. كما تعطل نظام مراقبة الأمراض، مما يشكل تحديا خطيرا للكشف عن تفشي الأمراض المعدية وتأكيدها..

وتضيف المنظمة -في منشور على موقعها تم تحديثه آخر مرة في 16 ديسمبر 2024- أن ملايين الأشخاص قد نزحوا منذ بداية الصراع، داخل السودان ولكن أيضا في البلدان المجاورة، حيث فر الناس بحثا عن الأمان، في تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان.

وتعمل منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع شركائها في مجال الصحة، بشكل مكثف على تنسيق الاستجابة الصحية، وتعزيز الرعاية.

الصليب الأحمر

من جهتها، تقول اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن الهجمات المتكررة على المرافق الصحية والعاملين فيها لها عواقب وخيمة في ظل تفاقم أزمة الغذاء. وتعتبر مراكز الرعاية الصحية بالغة الأهمية للوقاية من سوء التغذية واكتشافه وعلاجه. كما أن قدرتها على العمل أمر حيوي بالنسبة للفئات الأكثر ضعفا، بما في ذلك الأمهات الحوامل والمرضعات والأطفال دون سن الخامسة.
وتقول أميلي شباط، التي تشرف على البرامج الصحية للجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان: “إن الوضع في العيادات الصحية لا يمكن وصفه بالكلمات. فالمصابون يفتقرون إلى الأدوية والغذاء والمياه، وكبار السن والنساء والأطفال محرومون من العلاجات الأساسية مثل غسيل الكلى أو أدوية مرض السكري. والوضع يتدهور”.

ووردت العديد من التقارير عن نهب وتخريب المرافق الصحية، والتهديدات والعنف الجسدي ضد الموظفين والمرضى، وحرمان المدنيين من خدمات الرعاية الصحية.
نظام صحي يعيش أزمة

نشرت المجلة الطبية البريطانية “بي إم جيه” (BMJ) تقريرا تحت عنوان “السودان.. من حرب منسية إلى نظام رعاية صحية مهجور” (Sudan: from a forgotten war to an abandoned healthcare system) في أكتوبر/تشرين الأول 2024.

وقال الباحثون أمل الأمين، سارة عبد الله، عبدة العبادي، المغيرة عبد الله، عبدة حكيم، نعيمة وقيع الله، جون باستورأنسا، إن السودان يواجه أسوأ أزمة إنسانية ناجمة عن الصراع في العالم، مع أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم.

وأدت الحرب إلى تدمير البنية التحتية للرعاية الصحية في السودان، مما أدى إلى إغلاقات وانقطاعات في الخدمات الطبية، وخاصة في المناطق المتضررة من الحرب.

وتدفع الحرب البلاد إلى أزمة صحية ناشئة، مع الانتقال من عبء مزدوج إلى رباعي من الأمراض، بما في ذلك الأمراض المعدية وغير المعدية والإصابات الجسدية والصدمات.

وقال الباحثون إنه اعتبارا من فبراير  2024، يوجد في السودان 6.8 ملايين نازح داخلي، ينحدرون من 12 ولاية من أصل 18 ولاية في البلاد، ويعيش 19% منهم في مستوطنات غير رسمية، مما يجعلها أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم، متجاوزة أزمة سوريا.

بالإضافة إلى ذلك، نزح 1.5 مليون شخص خارج البلاد، ويحتاج 24.8 مليون شخص، أي ما يقرب من نصف سكان البلاد، إلى مساعدات إنسانية وحماية. علاوة على ذلك، يواجه السودان جوعا حادا، حيث يعاني 18 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بما في ذلك 4 ملايين طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية.
التأثير على نظام الرعاية الصحية
واجه النظام الصحي في السودان قبل الحرب، والذي يشمل إطار “مكونات” النظام الصحي لمنظمة الصحة العالمية – تقديم الخدمات، والتمويل، والقوى العاملة الصحية، والإمدادات الطبية، وأنظمة المعلومات الصحية والحوكمة- العديد من التحديات.
وقال الباحثون إن نظام الرعاية الصحية كان يعاني -قبل الحرب- من نقص التمويل، ويتسم بنقص حاد في القوى العاملة الصحية، فضلا عن التفاوتات الكبيرة في الوصول إلى الرعاية وجودتها وبأسعار معقولة.

وكان على 95.94% من السكان أن يدفعوا من جيوبهم الخاصة مقابل خدمات الرعاية الصحية. بالإضافة إلى ذلك، واجهت البلاد نقصا حادا في القوى العاملة الصحية، في عام 2019، بلغت كثافة الأطباء والممرضات والقابلات وغيرهم من العاملين الصحيين 3.6 و14 و9.1 لكل 10 آلاف شخص على التوالي، وهو أقل بكثير من الحد الأدنى لكثافة منظمة الصحة العالمية البالغ 22.8 من المهنيين الصحيين.

ومع ذلك، كانت البلاد تتقدم ببطء نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وأدت الحرب الحالية إلى تدهور النظام الصحي بشكل أكبر وأدت إلى ظهور تحديات جديدة أبرزها في تقديم الخدمات والقوى العاملة الصحية. وتأثرت البنية التحتية الصحية بشكل كبير، حيث أفادت منظمة الصحة العالمية أن 70% من مرافق الرعاية الصحية العامة والخاصة في الولايات المتضررة من الحرب أجبرت على الإغلاق بحلول نهاية عام 2023.

وزارة الصحة الاتحادية السودانية

تشير بيانات وزارة الصحة الاتحادية السودانية إلى أن أكثر من 30% من المستشفيات العامة لم تعد في الخدمة في غضون عام من بدء الحرب. وعانت ولاية الخرطوم، مركز الصراع، من أكبر التأثيرات على نظامها الصحي. ومع اندلاع الصراع المسلح، لجأ الآلاف من السكان والمرضى من ولاية الخرطوم إلى ولاية الجزيرة، الواقعة على بعد نحو 200 كيلومتر جنوب شرق الخرطوم، وقد جذبتهم بنيتها التحتية الطبية المتاحة نسبيا وقربها. ومع ذلك، بحلول نهاية عام 2023، انتشر القتال إلى ولاية الجزيرة، مما عرض للخطر ليس فقط سكانها ولكن أيضا النازحين والمرضى الذين فروا إلى هناك بحثا عن الأمان. وعلى غرار ولاية الخرطوم، حيث أجبر 58.5% من المستشفيات العامة على الإغلاق، أدى توسع الصراع إلى ولاية الجزيرة إلى تكرار الهجمات ونهب المرافق الطبية. ونتيجة لذلك، أغلقت العديد من المستشفيات في ولاية الجزيرة (56.2% من المستشفيات العامة) أو أجبرت على تقليص خدماتها، مما أدى إلى تفاقم ظروف النازحين الحاليين.
وتقع مناطق أخرى متأثرة بالصراع في الأجزاء الجنوبية والغربية من البلاد، وخاصة في دارفور وكردفان. وفي هذه المناطق، تأثرت القدرات التشغيلية للمستشفيات في بعض الولايات بدرجات متفاوتة. تحملت ولاية وسط دارفور وطأة التأثير، حيث أجبر نحو 40% من مستشفياتها العامة على الإغلاق، وشهدت اضطرابات شديدة في تقديم الخدمات الطبية. وفي الوقت نفسه، واجهت شمال دارفور والنيل الأبيض وشمال كردفان تحديات معتدلة نسبيا، حيث أجبر 33% و26.8% و16.2% من مستشفياتها العامة على الإغلاق، على التوالي.

في هذه الولايات المتضررة من الصراع، تضطر المرافق الطبية إلى الإغلاق بسبب تضافر عوامل: انعدام الأمن المستمر، وتدمير ونهب المرافق الطبية، ونقص حاد في العاملين في مجال الرعاية الصحية، والتحديات في شراء الإمدادات الأساسية. على سبيل المثال، في المناطق المتضررة من الحرب حيث نهبت سيارات الإسعاف، لجأ السكان إلى استخدام عربات الحمير وعربات اليد كسيارات إسعاف مؤقتة لنقل المرضى.

وتعرضت أنظمة المعلومات الصحية في البلاد للخطر الشديد بسبب الاستهداف المتعمد لأنظمة الاتصالات والمعلومات الصحية، إلى جانب العنف ضد العاملين في مجال الرعاية الصحية. جعلت هذه الاضطرابات المستهدفة جمع البيانات والاتصالات أمرا صعبا للغاية، مما أعاق جمع بيانات أساسية حاسمة لنظام الصحة.
التحديات الجديدة

قبل الحرب، كان الوضع الصحي في البلاد يتميز بعبء من الأمراض المعدية والأمراض غير المعدية، ولم تؤد الحرب إلى تدهور الوضع الصحي المتدهور في السودان فحسب، بل جلبت أيضا تحديات صحية جديدة، مثل الإصابات الجسدية والصدمات المرتبطة بالصراع.

يشير هذا إلى انتقال خطير من عبء مزدوج من الأمراض إلى عبء رباعي – يشمل الأمراض المعدية والأمراض غير المعدية والإصابات الجسدية والصدمات – مما أدى إلى تفاقم الأزمة الصحية.
وقد أدى ارتفاع عدد النازحين داخليا وانهيار الصرف الصحي البيئي إلى تفاقم عبء الأمراض المعدية بشكل كبير. ويتجلى هذا الوضع المتدهور في تفشي الكوليرا والحصبة وحمى الضنك وحمى شيكونغونيا وحتى ارتفاع حالات داء الكلب في المناطق التي مزقتها الحرب.

من المتوقع أن تزيد الحرب من مشاكل الأفراد الذين يعيشون مع الأمراض غير المعدية وزيادة قابلية العديد من الآخرين للإصابة بها. وتشمل العوامل التي تؤدي إلى تفاقم هذا النزوح وعدم الاستقرار، مما يؤدي إلى محدودية الوصول إلى الخدمات الطبية للفحص والمتابعة، والتحديات في الحصول على أدوية الأمراض المزمنة، وانقطاع العلاج والصعوبات في تخزين الأدوية مثل الأنسولين بشكل مناسب بسبب انقطاع التيار الكهربائي.

مبادرات

يقول الباحثون إنه على الرغم من التحديات المستمرة، كانت العديد من المبادرات ضرورية في دعم خدمات الرعاية الصحية والتخفيف من حدة الأزمات الإنسانية. وقد اجتذبت الجهود التي تقودها المجتمعات المحلية، ولا سيما المطابخ الخيرية المحلية التي تقدم وجبات مجانية للأفراد المحاصرين في مناطق الصراع، دعما كبيرا من الشتات السوداني، مما يسلط الضوء على الدور الأساسي للمشاركة المجتمعية في تخفيف المعاناة.

وقد دعت مبادرات أخرى مثل “نداء إعادة بناء وتأهيل المستشفيات” و”نداء الوقاية من سوء التغذية لدى الأمهات والأطفال”، الذي أطلقته وزارة الصحة الاتحادية إلى الدعم من الجهات المانحة المحلية والإقليمية والدولية. وقد حظيت هذه المبادرات بمشاركة مجتمعية كبيرة، واستقطبت مساهمات كبيرة من منظمات المجتمع المدني والجمعيات المهنية مثل جمعية الأطباء السودانيين الأميركيين (SAPA)، وجمعية الأطباء السودانيين في قطر.

وعلى الرغم من الجهود الوطنية المبذولة، فلا يزال نظام الرعاية الصحية في السودان أثناء الحرب يواجه تحديات كبيرة. وتشمل هذه التحديات صعوبات في التنفيذ والتنسيق، وبنية تحتية هشة للمعلومات الصحية، والقيود الناجمة عن الموارد المحدودة وغير المستقرة والمجهدة، ونقص العاملين في مجال الرعاية الصحية. وعلاوة على ذلك، تعاني الأزمة الإنسانية في السودان من نقص حاد في التمويل، حيث تقل تعهدات المانحين بشكل مثير للقلق عما هو مطلوب. يتم تمويل 5% فقط من نداء الأمم المتحدة للمساعدات للسودان، مما يترك فجوة مذهلة تبلغ 2.56 مليار دولار.
ويقول الباحثون إن الصراع في السودان تسبب في أزمة إنسانية وصحية قاتمة. إن النزوح الجماعي والجوع الحاد والآثار النفسية والجسدية للحرب، إلى جانب تعطيل تقديم الخدمات الصحية بسبب إغلاق المستشفيات، كل ذلك يؤكد الحاجة الملحة إلى استجابة دولية قوية.

وعلى الرغم من هذه الظروف الخطيرة، فإن المرونة والإبداع اللذين أظهرهما العاملون الصحيون والمجتمعات السودانية جديران بالثناء.

ويختم الباحثون بالقول “لا ينبغي للمجتمع الصحي العالمي أن يسمح للسودان بأن يصبح “حربا منسية” – يجب تجنب هذا السيناريو، بدءا من استعادة نظامه الصحي”.

الوسومالجيش الدعم السريع النظام الصحي تدهور مستشفيات

مقالات مشابهة

  • بسبب وعكة صحية.. سميح ساويرس يعتذر عن حضور حفل توزيع جائزة ساويرس
  • الصحة: ميكنة وحدة طب المنية الجيد ببني سويف وندب طبيب أسرة بشكل عاجل
  • ميكنة وحدة المنية الجيد ببني سويف وندب طبيب أسرة بشكل عاجل
  • فريق طبي متميز بسوهاج الجامعي ينقذ حياة 25 مريضاً بعمليات زرع كلى ناجحة
  • وحدة أمراض وزراعة الكلى بسوهاج الجامعي تحقق إنجازات طبية بارزة في 2024
  • صحة المنوفية: حملات لمراقبة الأغذية وتحرير 48 محضر اشتراطات صحية
  • وكيل صحة سوهاج يتفقد أعمال مبني وحدة الحروق بالمستشفى العام
  • ننشر حصاد وحدات الغسيل الكلوي بالمستشفيات العامة بالفيوم خلال 2024
  • حصاد وحدات الغسيل الكلوى بالمستشفيات العامة بالفيوم خلال 2024
  • نظام رعاية صحية في السودان يئن تحت الحرب