رغم تحذير جهات دولية وعربية من خطورة الهجوم على محافظة رفح جنوب قطاع غزة، يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجيشه الاستعداد لتنفيذ خطتهم العسكرية في آخر ملاذ للنازحين الفلسطينيين في قطاع غزة.

وحذر المكتب الإعلامي الحكومي بغزة -اليوم السبت- من كارثة ومجزرة عالمية إذا اجتاحت إسرائيل المحافظة التي تضم أكثر من مليون و400 ألف مواطن فلسطيني، بينهم مليون و300 ألف نازح من محافظات أخرى.

وبحسب الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، فقد طلب نتنياهو من رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي عمليتين منفصلتين، لأن الوضع في رفح يختلف عن باقي المناطق الفلسطينية.

وتحدث رئيس الأركان عن عملية الإجلاء التي ستكون قسرية وليست طوعية، وقال الدويري إن الوجهة -بحسب الإسرائيليين- ستكون عبر 3 خيارات: أن يتم إجلاء الفلسطينيين إلى الشمال التي يطالب الاحتلال بأن يكون منطقة عازلة.

والخيار الثاني أن يتم إجلاؤهم إلى منطقة المواصي الممتدة في غرب خان يونس وأطراف رفح. أما الخيار الثالث فيتمثل في ترحيلهم إلى سيناء المصرية، "ولكن، ألا تملك مصر السيادة على أرضها؟"، تساءل الدويري.

ويرغب الإسرائيليون -وفق الدويري- في تهجير الفلسطينيين من رفح إلى سيناء، وإذا فشلوا في ذلك سيحاولون السيطرة على ممر فيلادلفيا، لكن الخبير العسكري أوضح أن الموقف الإسرائيلي لا يزال ضبابيا حول الخطوة القادمة، خاصة في ظل وجود خلافات بين نتنياهو ورئيس الأركان حول آلية التنفيذ.

كما رجح الدويري أن يكون التلويح والتهديد الإسرائيلي مجرد ورقة ضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لتقديم تنازلات.

وكانت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية قالت إن العملية العسكرية في رفح ستبدأ بعد الانتهاء من إجلاء واسع النطاق للمدنيين من المدينة وضواحيها. وقبل ذلك أعلن مكتب رئيس الوزراء -أمس الجمعة- أنه طلب من الجيش وضع خطة "لإجلاء السكان وتدمير 4 كتائب تابعة لحركة حماس" قال إنها منتشرة في رفح.

وعلى صعيد التطورات الميدانية في خان يونس جنوب قطاع غزة، تحدث الدويري عن حصار قوات الاحتلال للمستشفيات وللشوارع عبر القناصة، وقال إن هناك شوارع في المنطقة أطلق عليها "شارع الموت"، مؤكدا أن الاشتباكات لا تزال مستمرة في تلك المنطقة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي.

وعن تراجع آليات الاحتلال وانسحابها من منطقة جنوب غرب غزة، قال الدويري -في تحليله العسكري اليومي على قناة الجزيرة- إن فيديوهات المقاومة التي عرضت أمس وأول أمس تؤكد أن قتالا ضاريا لا يزال بين المقاومة وقوات جيش الاحتلال.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: إسرائيل حققت أهدافا تكتيكية لكنها أخفقت في تدمير المقاومة

قال الخبير العسكري اللواء الركن محمد الصمادي إن جيش الاحتلال حقق أهدافا تكتيكية في قطاع غزة خلال شهور الحرب، لكنه أخفق في تحقيق الهدف الإستراتيجي المتمثل في القضاء على المقاومة.

وأشار الصمادي -في مقابلة مع الجزيرة- إلى أن إيقاع قوة إسرائيلية في كمين محكم أمس الثلاثاء وقتل 4 أفراد من الكتيبة 52 المدرعة وتدمير دبابة شرقي مدينة رفح، فضلا عن قصف مستوطنات غلاف غزة، يؤكد أن المقاومة لا تزال بخير وقادرة على إحداث تغيير.

وقال الصمادي إن القيام بهذه العمليات بعد نحو 350 يوما من الحرب المدمرة يعكس إعادة بناء المقاومة لقدراتها، كما قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية التي نقلت عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أن إسرائيل لن تتمكن من تحقيق الانتصار على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

حماس استعادت السيطرة

ونقلت الصحيفة عن قائد فرقة غزة السابق قوله إن حماس استعادت السيطرة على المدن بعد ربع ساعة من انسحاب قوات الاحتلال منها، وإن مسألة القضاء على الأنفاق مسألة معقدة وقد تستغرق سنوات، مؤكدا أن الجيش يحقق نتائج تكتيكية في حين أن حماس تنتصر في الحرب.

وأعرب الصمادي عن اعتقاده أن المقاومة ما زالت قادرة على إحداث تغيير، لكنه أشار -في الوقت نفسه- إلى أن مقاتليها لا يمكنهم الخروج من الأنفاق لمواجهة آليات الاحتلال عندما تتوغل في الوسط أو في مدينة غزة.

ومن هذا المنطلق، فإن منظومة الأنفاق لا تزال فاعلة وقادرة على إحداث تغييرات مؤثرة، كما يقول الخبير العسكري الذي أكد أن كل ما تقوله إسرائيل عن تدمير المقاومة غير صحيح.

وختم الصمادي بالقول إن الجيش يحاول تعويض هذه الخسارة الإستراتيجية بإدامة الزخم العسكري في غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان أيضا.

مقالات مشابهة

  • فصائل المقاومة الفلسطينية تدين العدوان الإسرائيلي على لبنان: كلنا ثقة بحزب الله
  • الدويري .. القائد الإسرائيلي السابق لفرقة غزة يعترف بصدق السنوار
  • خيارات إسرائيل للتعامل مع جبهة الشمال... أحلاها مرّ!
  • خبير عسكري: إسرائيل حققت أهدافا تكتيكية لكنها أخفقت في تدمير المقاومة
  • فصائل المقاومة الفلسطينية تدين العدوان الإسرائيلي الغادر على لبنان وتؤكد ثقتها بقدرة حزب الله على الرد
  • المقاومة الفلسطينية: نثق بقدرة حزب الله على لجم العدوان الإسرائيلي بعد التفجيرات الأخيرة في لبنان
  • اللواء نصر سالم يكشف لـ «الأسبوع» كيف فجرت إسرائيل أجهزة البيجر التي يستخدمها حزب الله؟
  • كيف أقر القائد الإسرائيلي السابق لفرقة غزة بصدق السنوار؟.. الدويري يجيب
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 41252
  • محللون: إسرائيل تتجه نحو مزيد من التطرف وواشنطن وضعت كل شيء بيد نتنياهو