العثور على جثث الطفلة «هند» ومسعفين حاصرتهم نيران الاحتلال
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
غزة «رويترز»: عثر فلسطينيون اليوم السبت على جثة طفلة عمرها ست سنوات توسلت لرجال الإنقاذ في غزة لإرسال المساعدة بعد أن حاصرتها نيران الجيش الإسرائيلي، كما عثروا على جثث خمسة من أفراد أسرتها ومسعفين خرجا لإنقاذها.
واتهمت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إسرائيل بتعمد استهداف سيارة الإسعاف التي أرسلتها لإنقاذ هند رجب بعد أن أمضت ساعات على الهاتف مع المسعفين تطلب منهم نجدتها وسط دوي إطلاق النار الذي تردد في أرجاء المكان.
وقال الهلال الأحمر في بيان له إن «الاحتلال تعمد استهداف طاقم الهلال الأحمر رغم الحصول على تنسيق مسبق للسماح بوصول مركبة الإسعاف إلى المكان لإنقاذ الطفلة هند».
ولم يرد الجيش الإسرائيلي بعد على طلب رويترز للتعليق على بيان الهلال الأحمر.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أن أقارب هند عثروا على جثتها وجثث خالها بشار حمادة وزوجته وأطفالهما الثلاثة في سيارة بالقرب من منطقة تل الهوا جنوب غربي مدينة غزة. وقال خالها الآخر سميح حمادة إن السيارة كانت مليئة بالثقوب التي أحدثتها طلقات الرصاص.
ونشرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني صورة لسيارة الإسعاف وتظهر محترقة بالكامل تقريبا. وأظهرت لقطات الجزيرة من الموقع وجود سيارة الإسعاف على بعد خطوات فقط من السيارة التي قالوا إن الأسرة كانت تستقلها، وهي من طراز كيا بيكانتو سوداء اللون مدمرة ومليئة بثقوب خلفتها طلقات الرصاص.
الأهوال التي عانتها هند كشفت عنها مقاطع صوتية مروعة لمكالمتها الهاتفية مع المسعفين قبل 12 يوما، وسلطت الضوء على ظروف لا يمكن تصورها يعيشها المدنيون في مواجهة الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ أربعة أشهر على غزة.
ويواجه الجيش الإسرائيلي انتقادات دولية شديدة بسبب عدد القتلى والجرحى.
وجاء في المقاطع الصوتية التي نشرها الهلال الأحمر في وقت سابق من هذا الشهر نداء للمسعفين أطلقته في البداية ليان حمادة (15 عاما)، ابنة خال هند، قائلة إن دبابة إسرائيلية كانت تقترب قبل أن تنطلق الطلقات وتتعالى صرخات الفتاة.
ويُعتقد أن هند كانت الناجية الوحيدة بعد إطلاق النار إذ بقيت على الخط لثلاث ساعات مع المسعفين الذين حاولوا تهدئتها بينما كانوا يعملون على إرسال سيارة إسعاف.
وسُمع صوت هند وهي تبكي بشدة في تسجيل صوتي آخر وتتحدث إلى عاملة بالهلال الأحمر الفلسطيني «خذيني تعالي. أمانة خايفة تعالي. رني على حدا يجي يأخذني».
وذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أنه بعد التنسيق مع الجيش الإسرائيلي من خلال وسطاء والحصول على الضوء الأخضر، رأى أنه من الآمن إرسال سيارة الإسعاف مع طاقم من اثنين هما يوسف زينو وأحمد المدهون.
وقالت نبال فرسخ المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني «في آخر اتصال لنا مع الطاقم قال إن الجيش يوجه الليرز عليهم وسمعنا صوت إطلاق رصاص وبعد ذلك صوت انفجار».
وسرعان ما انقطع الاتصال بكل من فريق الإسعاف وهند ما أصاب عائلاتهم وزملاءهم وكثيرين حول العالم بالقلق بشأن مصيرهم. وقال متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر لرويترز «بينما نواصل البحث في ما حدث بالضبط، نريد أن نؤكد مرة أخرى على ضرورة حماية المدنيين، يجب ألا يشعر أي طفل بالخوف على حياته وهو محاط بجثث أفراد أسرته. احتمال أن هذه كانت اللحظات الأخيرة في حياة هند هو أمر مروع ولا يمكن تحمله».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الهلال الأحمر الفلسطینی الجیش الإسرائیلی سیارة الإسعاف
إقرأ أيضاً:
نيران صديقة.. سقوط مقاتلة أمريكية تحمل طياريٍن فوق البحر الأحمر
أعلن الجيش الأمريكي سقوط طيارين من البحرية الأمريكية فوق البحر الأحمر في حادثة تبدو نتيجة نيران صديقة، قائلا: إنه أسقط عن طريق الخطأ إحدى طائراته المقاتلة فوق البحر الأحمر في ساعة مبكرة من صباح الأحد، مما أجبر الطيارين على القفز بالمظلة.
وأكدت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" في بيان لها أنه تم إنقاذ الطيارين بينما أصيب أحدهما بجروح طفيفة بعد "حالة إطلاق نيران صديقة على ما يبدو" والتي لا تزال قيد التحقيق.
وذكر البيان أن الطائرة المقاتلة من طراز "إف/إيه 18 هورنت" كانت تحلق فوق حاملة الطائرات "هاري إس. ترومان"، وأن إحدى السفن المرافقة لحاملة الطائرات، وهي الطراد الصاروخي "غيتيسبيرغ"، أطلقت النار عن طريق الخطأ على الطائرة وأصابتها.
وقبل ذلك أعلنت "سنتكوم" تنفيذها ضربات جوية ضد مواقع عسكرية لجماعة أنصار الله "الحوثي" في العاصمة اليمنية، صنعاء مساء السبت، قائلة: "نفذت قوات القيادة المركزية الأمريكية ضربات جوية دقيقة ضد منشأة لتخزين الصواريخ ومنشأة قيادة وسيطرة يديرها الحوثيون المدعومون من إيران داخل الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في صنعاء".
وأضاف البيان أن الضربات استهدفت "تعطيل وتقليص عمليات الحوثيين، مثل الهجمات ضد السفن الحربية والسفن التجارية التابعة للبحرية الأمريكية في جنوب البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن".
وقالت "أسقطت قوات القيادة المركزية الأمريكية العديد من الطائرات بدون طيار الهجومية التابعة للحوثيين وصاروخ كروز مضاد للسفن فوق البحر الأحمر".
وفي وقت سابق، أكد مسؤولون أمنيون إسرائيليون إن تل أبيب تستعد لشن هجوم آخر في اليمن، يتضمن مشاركة دول أخرى، لإيجاد "تعبئة كاملة" تزيد الهجوم على الحوثيين.
يأتي ذلك بعد أن كشف تحقيق لسلاح الجو الإسرائيلي عن إجراء عدة محاولات اعتراض فاشلة للصاروخ الباليستي الذي أُطلق السبت من اليمن، وسقط في ملعب بتل أبيب، مخلفا 30 مصابا وأضرارا بعشرات الشقق في المنطقة.
واعترفت وسائل إعلامية إسرائيلية بالفشل استخباريا وفنيا في مواجهة الهجمات التي تنطلق من اليمن، منذ بدء الحرب على غزة في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وقالت صحيفة "معاريف" العبرية، السبت، إن "إسرائيل فشلت منذ بداية الحرب على غزة في التصدي لتهديدات الحوثيين، الذين أطلقوا على أراضيها أكثر من 200 صاروخ باليستي و170 مسيّرة".
جاء ذلك في تقرير للصحيفة عقب إصابة 20 إسرائيليا جراء سقوط صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون على تل أبيب وسط دولة الاحتلال. دون أن يتمكن "الجيش" من اعتراضه.
وأضافت الصحيفة "يجب أن ننظر إلى الواقع ونعترف بصوت عال أن إسرائيل فشلت في مواجهة تحدي الحوثيين من اليمن، واستيقظت متأخرة جداً في مواجهة التهديد القادم من الشرق".
وأوضحت أن "الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبة في مواجهة التهديد من اليمن، في الدفاع والهجوم. ومنذ أكثر من عام، ألحق الحوثيون أضرارًا جسيمة في الاقتصاد الإقليمي بشكل عام، وفي الاقتصاد الإسرائيلي بشكل خاص".