بغداد اليوم - بغداد

مع تمكن العراق من تحقيق تقدم واضح فيما يخص "الأمن الداخلي" بعد سنوات دامية، قادت الخروقات الأمنية التي تكون الدول الخارجية طرفا فيها مثل تركيا وإيران وأمريكا، إلى فتح النقاش عن مدى قدرات وجاهزية القوة العسكرية في العراق مقابل ما يتلقاه من ضربات وخروقات استخبارية وقصف صاروخي "لايجرؤ" العراق على الرد عليه، في الوقت الذي ترى لجنة الأمن النيابية ضرورة "رفع التخصيصات العسكرية" كوسيلة، تظهر الأرقام التي تستعرضها "بغداد اليوم" والمقارنات المالية والعسكرية العالمية، ان العراق "ليس فقيرًا" بالانفاق العسكري أساسًا بل يعد هذا القطاع من اكبر قطاعات الانفاق مقارنة بالقطاعات الاخرى، بل وتفوق انفاق دول لديها جيوش تنفق اقل من العراق لكنها أعلى قوة وتصنيفًا منه.

 


جيش العراق الـ 45 عالميًا.. ومناوئيه "الأول والثامن والـ14"!


ولعل الامر لايحتاج الى مؤشر "غلوبال فاير بور"، للمقارنة مع أهم الجيوش والبلدان التي تعد "مناوئة" او عدو محتمل للعراق، وهي ايران وتركيا وامريكا، للتوصل الى مدى الفارق  بين قدرات المؤسسة العسكرية والجيش العراقي مع جيوش هذه البلدان، فوفق اخر تحديث للمؤشر، جاء الجيش العراقي بالمرتبة 45 من اصل 145 دولة، بينما يحتل الجيش الأمريكي المرتبة الأولى عالميًا، وتركيا الثامن عالميًا، وإيران الـ14 عالميًا.


بالرغم من ان فارق القدرات ليس هو السبب الوحيد لعدم اتخاذ العراق قرار الحرب في الدفاع عن نفسه، بل ان فارق القدرات هو نتيجة وليس سببًا، نتيجة لطبيعة النظام الجديد الذي أصبح عليه العراق لتكون "ضريبة ما كان عليه في السابق كبلد محارب".






هل تحتاج القدرات العسكرية الى الاموال؟


وبالرغم من ذلك، تعتقد لجنة الامن والدفاع النيابية، أن القوة العسكرية العراقية تحتاج إلى "زيادة التخصيصات المالية"، ودعم مالي كبير لتطوير قدراتها.

وقال عضو اللجنة مهدي تقي امرلي اليوم السبت (10 شباط 2024)، لـ"بغداد اليوم"، ان "التخصيصات المالية للمؤسسة العسكرية والأمنية بمختلف صنوفها وتشكيلاتها غير كافية، وهذه المؤسسات بحاجة الى مزيد من الدعم المالي الكبير من أجل تطوير قدراتها على مختلف الأصعدة، وخاصة بما يتعلق بشراء الأسلحة المتطورة والحديثة".

وأضاف امرلي اننا "سنعمل على زيادة المخصصات المالية لكافة المؤسسات الأمنية والعسكرية من أجل تطوير قدراتها والسعي الحقيقي لشراء منظومات دفاع جوي متطورة تمكن العراق من حماية سماءه والدفاع عن السيادة، وهذا الامر سنعمل عليه خلال موازنة سنة 2024".

وختم عضو لجنة الامن والدفاع البرلمانية ان "الفساد خطر حقيقي على المؤسسة الأمنية والعسكرية، وسنعمل على متابعة أي ملف تعاقد داخل هذه المؤسسات لمنع أي هدر بالمال او سرقة او أي شبهات أخرى".



هل انفاق العراق قليل؟ 


لكن في الحقيقة، يعد العراق كواحد من بين اكبر البلدان في الانفاق العسكري من اجمالي ناتجه المحلي الاجمالي، او من موازنته السنوية ففي مراجعة لموازنة 2023 و2021، بلغت تخصيصات القطاع الامني والعسكري اكثر من 15% من اجمالي تخصيصات الموازنة لجميع الوزارات والمشاريع الاخرى.


اما على صعيد الانفاق من اجمالي الناتج المحلي الاجمالي، جاء العراق في المرتبة 54 عالميًا من اصل 166 دولة، بنسبة الانفاق العسكري من اجمالي الناتج المحلي الاجمالي، حيث بلغ انفاق العراق العسكري 2.1% من اجمالي الناتج المحلي الاجمالي، بينما جاءت الولايات المتحدة بالمرتبة 21 عالميا بانفاق 3.5% من اجمالي الناتج المحلي الاجمالي للاغراض العسكرية، اما ايران جاءت بالمرتبة 43 عالميًا بانفاق 2.5% من اجمالي الناتج المحلي الاجمالي، يعني برقم وفارق ليس كبير مع العراق.

اما تركيا الذي يعد جيشها ثامن اقوى جيش في العالم، جاءت بالمرتبة 104 عالميًا بنسبة انفاق تبلغ 1.3% من اجمالي الناتج المحلي الاجمالي، اي انفاقها اقل من العراق وتأتي بعده بـ50 مرتبة عالميًا بالانفاق العسكري، لكن جيشها بتصنيف القوة متقدم على الجيش العراقي بـ37 مرتبة.

يتضح مما تقدم ان "انفاق العراق العسكري" ليس بالقليل، وهناك دول اقل منه لكنها متقدمة عليه بالقوة، لحسابات ومعايير اخرى.



المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: الانفاق العسکری عالمی ا

إقرأ أيضاً:

قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل الانتهاكات في الضفة الغربية.. أبرزها منع إسعاف المصابين

تشهد الضفة الغربية المحتلة تصعيدًا إسرائيليًا متواصلًا، لا سيما في محافظتي جنين وطولكرم، وقد اقتحمت قوات إسرائيلية البلدة القديمة في نابلس اليوم الأحد، حسبما ذكرت شبكة «سكاي نيوز» البريطانية.

قوات الاحتلال تقتحم الضفة الغربية

وشهدت البلدة القديمة في نابلس بالضفة الغربية اقتحامًا واسع النطاق نفذته قوة عسكرية إسرائيلية كبيرة، وحاصرت القوات الإسرائيلية البلدة، فيما تمركز جنود وقناصة على أسطح المنازل.

وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بإصابة بالرصاص الحي، إثر اقتحام إسرائيلي واسع النطاق للبلدة القديمة في نابلس بالضفة الغربية، وقد استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي منزلًا محاصرًا بقذائف «الانيرجا»، ومنع وصول الطواقم الطبية إلى المصابين.

واستمر العدوان الإسرائيلي على جنين ومخيمها لليوم السابع والعشرين، مخلفًا 25 شهيدًا ودمارًا واسع النطاق في الممتلكات والبنية التحتية.

وشهد سماء مدينة جنين ومخيمها نشاطًا مكثفًا للطيران الحربي والمسير الإسرائيلي، فيما يحوّل الجيش الإسرائيلي منازل المدنيين إلى ثكنات عسكرية، وينشر قوات مشاة قرب جامع الأسير في المخيم، ويواصل دفع تعزيزات عسكرية كبيرة إلى عمق المخيم.

حملة اقتحامات ودهم واسعة بالضفة الغربية

وفجر اليوم تمركز قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من محطة النمر للمحروقات في مدينة جنين، حيث أطلقت الرصاص الحي بشكل مكثف في محيطها.

ونفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اقتحامات ودهم واسعة، فاعتقلت شابًا في عرابة جنوب جنين، ودمرت محتويات منازل في بلدة اليامون.

وأما في طولكرم تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الحادي والعشرين على التوالي، عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها، ولليوم الثامن على مخيم نور شمس، ويترافق هذا العدوان مع تصعيد عسكري، وتعزيزات عسكرية، وحصار شامل، وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».

مقالات مشابهة

  • مصر.. جدل جديد في البرلمان بسبب منع المحكوم عليه غيابيًا من التصرف في أمواله
  • خبير استراتيجي: مصر قوة عظمى وشريك أساسي في القضية الفلسطينية
  • محلل سياسي: الأردن مع القضية الفلسطينية وضد الانتهاكات بالضفة الغربية وغزة
  • فرنسا تعلن عن أرقام قياسية للتبادل التجاري مع المغرب تجاوزت مثيلاتها مع دول عظمى
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل الانتهاكات في الضفة الغربية.. أبرزها منع إسعاف المصابين
  • البرلمان العراقي يستأنف أعماله بعد توقف طويل ويتناول مشاريع قوانين مهمة
  • منار العبيدي: اقتصاد الظل في العراق يفوق حجم الاقتصاد الرسمي
  • أستاذ اقتصاد: طاقات بشرية هائلة غير مستغلة في زيادة الناتج المحلي
  • تعاون بين العراق واسبانيا في مجال التصنيع العسكري
  • زيادة الإنفاق العسكري.. أوروبا تتحدى قيودها المالية من أجل الأمن