«الإسراء والمعراج» تُذكر العرب
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
قال تعالى «سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ».
ما لا شك فيه أن معجزة الإسراء والمعراج تختلف عن بقية المعجزات، فكل معجزة منحها الله لنبى أو رسول شاهدها الناس إلا معجزة الإسراء والمعراج شاهدها النبى محمد (صلى الله عليه وسلم) بنفسه.
وهو درس لشبابنا أنه بالعمل الدؤوب سيكون هو الطريق الوحيد لرفعته ولسموه فلا ينظر إلى أى عقبة أو تعطيل، فلا مجال للكسل أو النوم أو الإحباط فلكل مجتهد نصيب من التوفيق والعطاء، كقوله تعالى «وأن ليس للإنسان إلا ما سعى»، ففى الإسراء والمعراج وجد النبى صعوبات كثيرة لكنه علمنا أن النصر مع الصبر.
ومن الدروس بيان واضح للأفضلية، فأمة الحبيب المصطفى هى أفضل الأمم ومن المستحقين لهذا التكريم فلابد أن أمته لا يضيع المعروف بينهم، «كنتم خير أمة أخرجت للناس».
ووقع فى الإسراء والمعراج أهم حدثين للمسلمين من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ومنه إلى المسجد الحرام، وهما فرض الصلاة وتحويل القبلة وكأن الإسراء والمعراج ربط لقلب الأمة بين السابق واللاحق والماضى والحاضر والمستقبل.
و«إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون» وما دامت أمتنا واحدة بل إنسانيتنا واحدة، فيحتم علينا الوقوف ضد أى مغتصب أو معتد أو مدعى الأفضلية الزائفة لتتطهر الأراضى المقدسة فى فلسطين بل هى أرض الميعاد، فهذا المكان المغتصب اليوم من الصهاينة، تقف الدول العربية تشاهد وقائع اغتصابه دون أن يتحرك لها ساكن، ففى ذكرى الإسراء والمعراج، نأمل أن يتذكر العرب قيمة هذا المكان وقدسيته ويتكاتفون يدًا بيد حتى يتمكنوا من تحرير الأراضى المقدسة من هؤلاء الصهاينة المحتلين. فلا بد من التماسك بين أفراد المسلمين فى شتى بقاع الأرض، فإذا كان هناك شعب مغتصب لا يرقبون فى مؤمن إلاً ولا ذمة مدعى الأفضلية، فالحبيب سيدنا محمد يعلمنا أن أمتنا فيها الأفضلية ولها الأسبقية.
فنحن المسلمين الأخوة فينا متأصلة بالدين، فالمسلم أخو المسلم ونصرته واجبة لقول النبى صلى الله عليه وسلم: انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إطلالة العرب الإسراء والمعراج الإسراء والمعراج
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: تعدد أسماء النبي في القرآن دليل على عظمة مكانته
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء، إن تعدد أسماء النبي محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم، حيث سُمي "محمداً" و"أحمد"، جاء لمخاطبة العرب بحسب لغتهم وما يفهمونه من معاني التعظيم والحب والمهابة.
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الجمهورية الأسبق، خلال تصريح اليوم الأحد، أن الصحابة الكرام كانوا يهابون النظر مباشرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم من شدة مهابته، مشيراً إلى أن أم معبد، وهي من القلائل الذين وصفوه وصفاً دقيقاً، استطاعت أن تدقق النظر فيه لأنها لم تكن تعرفه مسبقاً.
وأضاف أن تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم ليس بدعة، بل هو أمر أكدته نصوص الشرع، فقد عظّمه الله تعالى حين قرن اسمه باسمه على قوائم العرش، كما توسل به آدم عليه السلام إلى الله بعدما أُخرج من الجنة، عندما قال: "رأيت اسم محمد مقروناً باسمك".
وأشار إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، قبل البعثة، عُرف بين قومه بلقب "الصادق الأمين"، وهو ما يدل على كمال خلقه. ومع نزول الوحي، انتقل النبي إلى مقام الربانية، حيث شُق صدره الشريف ثلاث مرات وطُهر قلبه وملئ بالحكمة ونُزع منه حظ الشيطان، في إشارة إلى إزالة أي ميل رحيم قد يمتد حتى للشيطان، إذ أُرسل النبي صلى الله عليه وسلم "رحمة للعالمين".
وأكد أن فهم هذه المعاني العظيمة حول شخصية النبي ومكانته واجبٌ على المسلمين، لأنه يمثل جوهر الإيمان ومحور التعظيم الذي أمر به الشرع.