اغتالت إسرائيل مدينة رفح منذ الخميس الماضى عندما شنت الغارات المكثفة على رفح الحدودية المكتظة بالنازحين فى جنوب القطاع مما أسفر عن وقوع خسائر فى الممتلكات وسقوط العديد من القتلى والإصابات. وضع مأساوى غرق فيه قطاع غزة من جراء جرائم إسرائيل الآثمة، فلقد جلس الفلسطينيون وسط جثامين ضحايا الهجوم الإسرائيلى فى رفح، وشاهدوا الأضرار الناجمة عن القصف الصهيونى الوحشى، والذى حولت إسرائيل من خلاله مدينة رفح إلى أنقاض.
كانت الولايات المتحدة الأمريكية الداعمة لإسرائيل قد حذرت يوم الجمعة الماضى من كارثة تلوح فى الأفق، وأنها تعتبر سلوك إسرائيل فى حربها ضد حركة حماس مبالغاً فيه. بيد أن نتنياهو صرح بأنه أمر القوات الإسرائيلية بالاستعداد للعمل فى رفح، والتى تعد آخر مدينة كبيرة فى القطاع لم تكن القوات البرية الإسرائيلية قد دخلتها بعد. وفى الوقت نفسه حذر أمين عام الأمم المتحدة من الأنباء المثارة حول التقدم الإسرائيلى داخل رفح، وقال إن ذلك سيؤدى إلى تفاقم كابوس إنسانى، كما حث «أنتونى بلينكن» وزير خارجية أمريكا إسرائيل على حماية المدنيين فى حال شنها هجوماً برياً على رفح، وهى المدينة التى تؤوى أكثر من مليون نازح. وجاء هذا خلال جولته الخامسة فى المنطقة، والتى اختتمها فى الثامن من فبراير الجارى، وقد سعى خلالها للدفع نحو التوصل إلى هدنة طويلة بين إسرائيل وحماس.
مضت إسرائيل فى غيها وارتكبت جرائم حرب ضد الفلسطينيين، بحيث أصبح معها الوضع فى غاية السوء، ولهذا حذرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من أن حياة مئات الآلاف من الأشخاص باتت عرضة للخطر فى شمال ووسط قطاع غزة بسبب نقص الغذاء. وقال المفوض العام للأونروا «فيليب لازارينى»: (إن آخر مرة سمح فيها للوكالة بتسليم إمدادات إلى المنطقة كانت فى 23 يناير الماضى، غير أن إسرائيل رفضت طلبات الوكالة لإرسال مساعدات إلى شمال غزة منذ بداية العام، رغم أن الأمم المتحدة حددت جيوباً عميقة تعانى المجاعة والجوع فى شمال القطاع،إذ يعتمد ما لا يقل عن ثلاثمائة ألف شخص يعيشون فى المنطقة على مساعداتنا من أجل بقائهم على قيد الحياة).
يأتى هذا فى وقت نزحت فيه أعداد كبيرة من الفلسطينيين من شمال ووسط القطاع إلى جنوبه بحثاً عن أماكن أكثر أمناً فى ظل الحرب الدائرة فى قطاع غزة الذى يعيش اليوم أكثر من نصف سكانه، يقدر عددهم بمليونين ونصف المليون نسمة، فى مدينة رفح فى الجنوب، بيد أن العديد منهم يعيشون فى وادى غزة فى الوسط والشمال. هذا وقد نفذت إسرائيل فى الوقت نفسه حملة من الاعتقالات والمداهمات فى عدة مدن بالضفة الغربية المحتلة أسفرت عن اندلاع اشتباكات فى بعض المناطق واصابة العديد من الأشخاص، كما أصيب ستة أشخاص بالرصاص الحى يوم الجمعة الماضى خلال مواجهات اندلعت مع القوات الإسرائيلية فى بلدة « بيت فوريك» فى مدينة نابلس. وإمعاناً فى تحدى القانون والشرائع الإنسانية منعت القوات الإسرائيلية سيارات الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطينى من دخول البلدة لإسعاف المصابين. وليس هذا بالغريب على الكيان الذى يسعى إلى إبادة الفلسطينيين إبادة جماعية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سناء السعيد كارثة المكتظة بالنازحين قطاع غزة غزة مدینة رفح
إقرأ أيضاً:
حوله لـ مدينة أشباح.. صحيفة عبرية: الاحتلال دمر 70% من مباني مخيم جباليا
كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الأحد، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي دمرت بالكامل نحو 70% من المنازل والمباني في مخيم جباليا للاجئين شمالي قطاع غزة، مشبهة إياه بـ"مدينة الأشباح"، بعد أن كان قبل حرب الإبادة "أحد أكثر الأماكن ازدحاما في العالم".
وقالت الصحيفة، في تقرير لها، إن "الجيش الإسرائيلي دمر نحو 70% من المباني في مخيم جباليا بالكامل، خلال هجومه منذ 5 أكتوبر 2024".
وتلك هي المرة الثالثة التي تجتاح فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم جباليا، حيث كانت الأولى في ديسمبر 2023، والثانية في مايو الماضي.
ولفتت الصحيفة إلى أن المباني القليلة المتبقية في المخيم لحقت بها أضرار ملحوظة.
وذكرت "هآرتس" أن ما يحدث في مخيم جباليا، يأتي على خلفية "خطة الجنرالات"، والتي تهدف إلى تهجير المواطنين الفلسطينيين من شمال القطاع وجنوبه حتى مفترق الشهداء (نتساريم) في مدينة غزة.
ووفق الخطة، فإن كامل المنطقة الواقعة شمال "حاجز نتساريم"، الذي أقامه جيش الاحتلال وسط قطاع غزة لفصل شماله عن جنوبه، أي مدينة غزة وجميع أحيائها، ستصبح منطقة عسكرية مغلقة، وبالتالي تهجير جميع المواطنين في المنطقة.