«الرئيس» وبايدن ورفح وأمن مصر القومى
كنت عازمًا أن أكتب بإسهاب عن ارتفاع الأسعار الجنونى، ورفع الحكومة الراية البيضاء أمام المحتكرين والكبار الذين يشعلون الأسواق، بعد أن تراخت قبضة الحكومة عليهم، دون مبرر! كنت عازمًا، ولكننى فضلت أن أكتب سطورًا قليلة، تمثل لى ولكم هدفًا ساميًا نسعى إليه جميعًا، وهو استقرار الوطن، بعد تخاريف بايدن التى أطلقها منذ ساعات حول معبر رفح، رغم أن العالم كله شاهد على فتح معبر رفح منذ اللحظات الأولى لحرب العدو الصهيونى ضد اهلنا فى غزة، وأن الغطرسة الصهيونية وضربها لمعبر رفح من الجانب الصهيونى، هى التى أوقفت دخول المساعدات أكثر من مرة، رغم قيام مصر بتأهيل الطرق التى دمرتها إسرائيل اكثر من اربع مرات، لا أستغرب تصريحات بايدن والتى تتوافق مع خطة اسرائيل المعدة سلفًا لتهجير اهل غزة قصريًا، ولكن أثق فى القيادة المصرية التى تحارب على كل الجبهات من اجل ايقاف الحرب، وبشهادة المقاومة الفلسطينية، وكل العالم، فى البداية دعونا نتفق على شىء واحد، وهو أن الأمن القومى لمصر هو الهدف الاسمى فى هذه المرحلة الخطيرة التى تواجه مصر، نعم مصر التى تحيط شرقًا، وغربًا، وجنوبًا، بتحديات جسيمة لأول مرة فى تاريخها لدول جوار اخترقها ربيعهم العربى، ودمر دولهم، وجعل حدودهم، وسماءهم مستباحة لطوب الأرض، دعونا نتفق أن الحفاظ على أمن مصر القومى، وحدودها، فى ظل هذه الظروف العصيبة، لم يأتى من فراغ، بل بعمل وجهد خارق أشبه بالمعجزة، نفذتها قيادة سياسية واعية بكل احترافية وإقتدار، فى وقت كنا رقم واحد فى التقسيم لضرب كل الأمة العربية، تطوير وتحديث القوات المسلحة كان بمثابة معجزة، البناء والتنمية ومشروعات التنمية المستدامة التى كان مدة تنفيذها يستغرق ٢٠ عامًا، تمت بإعجاز خلال ٨ سنوات وتتواصل، صورتنا أمام العالم رغم حروب أصحاب الأجندات اليومية أصبحت صورة لدولة قوية، تضع خطوطًا حمراء لأمنها القومى، بتأييد عالمى شامل لم يحدث من قبل، اتفقوا معى أن هدفنا الأول هو أمن مصر القومى، وأن أمن مصر القومى هو هدفنا جميعًا فى هذه المرحلة الخطيرة التى تواجهها مصر، مع العدو الأزلى والمخططات الغربية التى تريد كسر مصر لصالح اسرائيل، اجعلوا أمن مصر القومى واستقرارها هو هدفكم الأول، حتى لا تتركوا الفرصة لأحد أن ينال منها ومن استقرارها، الحكاية كبيرة وأكبر من أن يتصورها عقل، والإدارة المصرية تحارب من أجل أن تكون مصر القوية، وسط عالم لا يعترف سوى بالدولة القوية، اسرائيل تريد فتح الجبهات لمصلحتها القوية فى عدم استقرار المنطقة، اسرائيل تترنح رغم حرب الإبادة التى تقودها ضد الشعب الأعزل وقتلها الأطفال والنساء أمام العالم، مصر تحارب من اجل عدم انفراط العقد والقضاء على القضية الفلسطينية، خطط مخابراتية عالمية تحاول كسر مصر، ولكننا فهمنا الدرس جيدا منذ سنوات ونحاربهم بأساليبهم، كل العالم شاهد مصر القوية التى ادارت حربها ضد الإرهاب بمفردها، وهى تبنى نفسها من جديد، مصر القوية ورجالها من خير أجناد الأرض داخل القوات المسلحة والشرطة، الذين خاضوا حربًا أخرى لا تقل عن شهامة وشجاعة الجنود فى ميدان الحرب، نعم كان الهدف الأسمى هو الأمن القومى لمصر، «مصر القوية» التى تخوض حرب إصلاح اقتصادى، لتوفر الحياة الكريمة رغم الأزمات العالمية من كورونا وغيرها، مصر التى وفرت الأمن والأمان بتضحيات أبطالها فى الحرب ضد الإرهاب، وحافظت على جيشها العظيم، وقضت على أطماع الغرب، حافظوا على أمن مصر القومى، والتفوا فى هذه اللحظات العصيبة حول مصر، وجيش مصر، ودعم استقرار مصر، وإلى مهاجمى مصر من اعدائها بالداخل والخارج أذكركم برسالة أستاذ جامعى عراقى كتبها بدموعه يقول فيها «أتعجب عندما أرى مصريين يتفوهون بسوء عن جيشهم، أفلا تنظرون إلى من فقد جيشه كيف أضحى، أنا عراقى فقدت زوجتى وفقدت اثنين من أبنائى، كنت أستاذًا جامعيًا والآن لا جامعة ولا أمان ولا بيت ولا زوجة ولا أموال.
> عجز موظف السكك الحديد والإهمال والطب الشرعي
إيه الحكاية؟ وماذا حدث من إهمال طبى ضد أحد موظفى السكك الحديد أدى إلى عجزه، وتقرير الطب الشرعى الذى قرر دون كشف عدم وجود إهمال أو مضاعفات! الحكاية وما فيها ان أحمد فتحى احمد عبدالعال حرفى أول بهيئة السكك الحديد، اصيب فى حادث سيارة منذ ٦ سنوات، وتم تحويله إلى مركز طبى تابع للهيئة، ونتيجة الإهمال الطبى الجسيم كما أكدت شكواه، تم إجراء خمس عمليات جراحة عظام، نتج عنها عجز والتهاب نكروز مزمن مستديم فى مفصل الكاحل، ومسامير تم تركيبها أدت إلى صديد بسبب تعرضها للصدأ، الرجل لم يترك بابًا حتى طرقه، للبحث عن حقه، وإثبات الإهمال الجسيم، بعد تقرير لجنة الطب الشرعى التى أكدت عدم وجود إهمال، ولا حتى مضاعفات، وحفظ جميع المحاضر، وأخيرًا الموظف قدم تظلم للنيابة العامة، وقرر المستشار المحامى العام بالقاهرة التحقيق، الموظف البسيط الذى أصيب بالعجز، وخرج للمعاش طبيًا يطلب بإحالته إلى لجنة طبية متخصصة علميا فى مفصل الكاحل من الطب الشرعى، للكشف عليه بدقة لبيان إصابته ومحاسبة كل من تسبب فى الإهمال الذى أدى إلى عجزه.. حقك علينا يا عم أحمد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قلم رصاص محمد صلاح رفع الحكومة خطة اسرائيل أمن مصر القومى مصر القویة
إقرأ أيضاً:
حسين خوجلي يكتب: حكاية من دفتر الأزهري
تظل المواقف الصغيرة والكلمات للزعماء واصحاب الرئاسات هي المفاتيح الأساسية للتوثيق لحياتهم وتجاربهم وللاستفادة من أيامهم في الحكم والسيادة، بما فيها من انجازات وأخطاء ومواقف بين بين.
وللأسف أن الذاكرة الصحفية في التأليف والنشر فشلت فشلا ذريعا في توثيق هذه المفاتيح المعرفية عن شخصياتنا العامة، فاختلطت الحقائق بالأكاذيب، وهوى النفس وشحها في تعريف القيادات وتسويقها.
فمن في كل الاجيال التي تعاقبت يعرف السيرة الحقيقية للامام المهدي وللخليفة عبدالله ود تورشين، من منا يعرف السيرة الحقيقية للامام عبد الرحمن والسيد علي الميرغني والزعيم اسماعيل الأزهري والفريق عبود والمحجوب وعبدالله خليل وسر الختم الخليفة وجعفر نميري وسوار الدهب والصادق المهدي والفريق البشير وعبد الخالق محجوب وحسن الترابي وبابكر كرار والشريف حسين الهندي والشريف زين العابدين الهندي ومحمود محمد طه والرشيد الطاهر ومحمد ابراهيم نقد وكبيدة وبابكر النور وحسن حسين وبقية الأسماء التي حكمت أو حاولت أن تحكم السودان، عن سيرتهم الحقيقية أو الوجة الآخر.
إن كل الذي ورثناه عن هؤلاء مجرد تصريحات باردة كانت تردُ في الصحف اليومية والإذاعات ومجالس المديح الحزبي، تلك المجالس التي كان كل همها أن تكذب بصدق.
خطرت لي هذه الخاطرة وقد تركت ورائي كراسة قديمة سجلت فيها الكثير من الاقوال والاحداث الصغيرة والكبيرة للزعماء السودانيين من أفواه من عاصروا هؤلاء الكبار وجالسوهم، ونحن جيل محظوظ فقد شاهدنا أغلب هؤلاء واستمعنا لاصدقائهم واحبابهم ومنتقديهم وأعدائهم، نعم التقيناهم عيانا وكفاحا.
هذه الكراسة الثمينة ما زالت بعيدة، ولكن ما زال في الذاكرة شي من الحضور والالتماع النسبي الذي يضيئ كل ما ذكرنا عن تلك الشخصيات وتلك المواقف ويشحذ الذاكرة ببريقه.
ومن مئات الحكايات تذكرت هذه عن الزعيم الوطني الراحل اسماعيل الأزهري الذي جاء من زنزانته في كوبر إلى مقابر البكري وكانت مساحة الزمن ما بين السجن والمقابر عدة ساعات. وقد كرمني الله وأنا صبي أن اكون في قلب المظاهرة التي ودعت الشهيد الأزهري رافع علم الاستقلال وقد قادتها بجرأة وشجاعة الراحلة الدكتورة سعاد الفاتح متحدية مع الالاف سلطة مايو الماركسية انذاك، والتي فجعتنا في الرجل الكبير مرتين، الأولى بسجنه واغتياله والثانية ببيان محجوب عثمان وزير الاعلام يومها وعضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، فقد اذاعت ابواقه الخبر بالعبارة الوضيعة الشهيرة (توفي صباح اليوم اسماعيل سيد احمد الأزهري المعلم بالمعارف السودانية)
قال الشاهد إن مجموعة من الاتحاديين المساهمين في الحزب بأموالهم ودعمهم في الدوائر جاءوا يوما للزعيم الأزهري وكان يومها رئيسا لمجلس السيادة ملتمسين منه الغاء أمر عسكري بارسال ابنهم الضابط إلى جنوب السودان ليخوض مع رفاقه معارك الشرف ضد المتمردين. استمع لهم الأزهري في صبرٍ وجلد رغم ما كان يعتصر قلبه من حزن وغضب من الطلب الغريب.
فامسك بمسرة الهاتف واتصل بالسيد وزير الدفاع وهم ينظرون وقال بلهجة ساخرة: ( يا سعادته ما عندكم ياخي ضابط هامل اهله ما حريصين على حياته ومارقنو للربا والتلاف يمشي الجنوب مقاتلا بديلا لضابط من اولاد المصارين البيض؟ واغلق السماعة.
وحدق فيهم في غضب مُلهم دون أن يتفوه بكلمة واحدة. وطالت دقائق الصمت والتحديق بطيئة كأنها دهرٌ، وحينها أدرك الوفد الرسالة فانسحبوا في هدوءٍ ولم يعودوا.
اتمنى من كل قلبي عزيزي القارئ أن تكون هذه الحكاية محفزة لك ومحرضة لكي تجند نفسك من الآن لتجميع هذه الحكايات الصغيرة، فتلك الحكايات هي اللبنات الصلبة التي يمكن أن نبني بها ما تبقى من صرح دولة ٥٦.
حسين خوجلي
إنضم لقناة النيلين على واتساب