البيت الأبيض يفشل في إعادة بناء الجسور مع عرب ميشيغان
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
واشنطن – بعد أسبوع من زيارة الرئيس جو بايدن لولاية ميشيغان، التي تجنب خلالها لقاء أي من قادة عرب ومسلمي الولاية، فشل وفد من كبار مساعدي الرئيس الأميركي في ردم هوة الخلافات بين إدارة بايدن والجالية العربية والمسلمة بالولاية التي يخشى البيت الأبيض خسارتها في الانتخابات الرئاسية المقبلة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وترأس جون فينر، نائب مستشار الأمن القومي، وفد البيت الأبيض إلى الولاية، الذي ضم كذلك مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا باور، وستيف بنجامين، مدير مكتب المشاركة العامة في البيت الأبيض.
وجاء الاجتماع الذي استغرق قرابة ساعتين كجزء من جهود البيت الأبيض لإصلاح العلاقات مع الأميركيين العرب والمسلمين الذين يشعرون بالغضب من تعامل الرئيس جو بايدن مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتعهدهم بعدم التصويت لبايدن في الانتخابات المقبلة.
وجاء هذا الاجتماع بعد رفض ممثلي عرب ميشيغان اللقاء من قبل مع مديرة حملة بايدن جولي شافيز رودريغيز، لما اعتبروه اهتمام إدارة بايدن فقط بتأمين وضمان الحصول على أصواتهم بدلا من الاستماع إلى مخاوفهم.
وقال عبد الله حمود، عمدة مدينة ديربورن، في تغريدة على موقع إكس "في الساعة الـ10 صباحا، مثلت أصوات ديربورن في مناقشة سياسية استمرت ساعتين مع كبار المستشارين -وليس موظفي الحملة- من إدارة بايدن".
بايدن حصل على أصوات ولاية ميشيغان المتأرجحة في انتخابات 2020 التي هزم فيها ترامب (الجزيرة) موقف بايدنوخلال الاجتماع برر فينر موقف البيت الأبيض من العدوان، الذي اقترب عدد ضحاياه من 30 ألف شهيد، وأقر أن البيت الأبيض ارتكب أخطاء كبيرة، بما في ذلك عدم الاعتراف بضخامة عدد وفيات الفلسطينيين في وقت مبكر.
وركز وفد البيت الأبيض على شرح جهود بايدن للتوصل لاتفاق يمكن أن يوقف القتال مؤقتا، وفصلوا جهود الإدارة لتحقيق التوازن بين دعم الهجوم الإسرائيلي ضد حماس والمخاوف الإنسانية في غزة. وطبقا لصحيفة نيويورك تايمز، لم يقدم الوفد أي اعتذار عن الطريقة التي أدار بها بايدن الأزمة، ولم يتمكنوا من الوعد بالشيء الوحيد الذي يرى قادة العرب والمسلمين الأميركيين أنه سيحدث فرقا في موقفهم، وهو وقف دائم لإطلاق النار.
ويرفض البيت الأبيض منذ أشهر وقفا شاملا لإطلاق النار. لكن اجتماعات ميشيغان عكست إدراك إدارة بايدن أن موقفها قد كلفها خسارة دعم كبير بين الناخبين العرب والمسلمين الذين يمكنهم تغير نمطهم التصويتي، مقارنة بما جرى في انتخابات 2020، وأن يفقد بايدن أصوات الولاية، وهو ما تتضاءل معه فرص فوزه بفترة حكم ثانية.
يهود ميشيغان
من ناحية أخرى، أثار الاجتماع غضبا واسعا بين يهود ميشيغان ومنظمات داعمة لإسرائيل، خوفا من استجابة إدارة بايدن لضغوط الناخبين العرب، كما انتقدت هذه الأصوات مشاركة شخصيات تدعم وتمتدح منظمات تصنفها الولايات المتحدة إرهابية.
وخصت مواقع يهودية أسامة سيبلاني، وهو ناشط سياسي محلي، وناشر صحيفة في ديربورن، بعدد من الاتهامات، ومنها إشادته في الماضي بحماس وحزب الله، وادعاؤه أن الحكومة الأميركية "تم شراؤها" من قبل "اللوبي الصهيوني".
كما ألقى سيبلاني اللوم على رئيس الوزراء الإسرائيلي وحكومته اليمينية في أحداث 7 أكتوبر، وقال طبقا لمواقع إخبارية يهودية إن "حماس ليست منظمة إرهابية، وعلينا أن نقول لهم إن الإرهابي هو بنيامين نتنياهو وحكومته".
وطبقا لموقع جويش إنسايدر الذي يركز على أخبار يهود أميركا، قال آشر لوباتين، المدير التنفيذي لمجلس علاقات الجالية اليهودية في ديترويت، إنه "في حين أن إدارة بايدن يحق لها بالطبع الاجتماع مع من تختاره، يجب أن تكون على دراية بسجل أسامة سيبلاني الطويل من الدعم المفتوح للجماعات التي صنفتها الولايات المتحدة على أنها إرهابية وشيطنته لإسرائيل".
وأضاف لوباتين "نحث على توخي الحذر الشديد في توفير الشرعية أو المصداقية لمثل هذه الشخصية المثيرة للانقسام".
وانتقد الرئيس التنفيذي لرابطة مكافحة التشهير جوناثان غرينبلات البيت الأبيض لمشاركة سيبلاني في الاجتماع، وقال "نحن منزعجون للغاية من إدراج أسامة سبلاني في اجتماع مع كبار مسؤولي إدارة بايدن، لكل من السيبلاني وصحيفته، عرب أمريكان نيوز، تاريخ طويل في التعبير عن التعاطف، وأحيانا الدعم الصريح للجماعات الإرهابية حزب الله وحماس".
ناخبون يدلون بأصواتهم في انتخابات أميركية سابقة (الفرنسية) نتائج محبطةوغرد عابد أيوب، المدير التنفيذي لمنظمة اللجنة العربية لمكافحة التمييز، معقبا على لقاءات مسؤولي البيت الأبيض بقادة العرب والمسلمين بولاية ميشيغان، وقال "يمكن تلخيص الآراء حول اجتماعات ديربورن على النحو التالي: لا أحد يتوقع أي تغييرات في سياسة بايدن تجاه غزة. يشعر الكثيرون أن الاجتماعات لم يكن يجب أن تنعقد. ثمة أسئلة جدية حول عدم فهم البيت الأبيض للجالية العربية والمسلمة".
وأضاف أيول أن "بعض من شاركوا في الاجتماعات ندموا على حضورها خاصة بعد رصدهم الردود التي سمعوها من مسؤولي البيت الأبيض. في حين تبخر حجم الدعم القليل الباقي لبايدن في المنطقة في الغالب بنهاية اليوم بعد أن تأكد سوء تعامل البيت الأبيض مع الرحلة برمتها".
Spent most of the evening on calls with community members from the Dearborn area, and across SE MI.
Biggest takeaways from todays meetings in Dearborn:
– No one is expecting any changes in policy by Biden towards Gaza.
– Many feel the meetings should not have happened, nor…
— Abed A. Ayoub (@aayoub) February 9, 2024
من ناحية أخرى، أطلق نشطاء عرب ومسلمون في ميشيغان قبل أيام حملة لرفض بايدن من خلال التصويت بكلمة "غير ملتزم بالتصويت" في الانتخابات التمهيدية لولاية ميشيغان في 27 فبراير/شباط، كبداية لإظهار قوة كتلتهم التصويتية في الولاية.
في الوقت ذاته، يراهن عدد من قيادات الحزب الديمقراطي على فرضية أن أغلبية الناخبين العرب والمسلمين سينتهي بهم المطاف للتصويت لصالح بايدن مرة أخرى، وذلك لإدراكهم أن التصويت للمرشح الجمهوري المحتمل دونالد ترامب سيكون بمنزلة خدمة كبيرة لإسرائيل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: العرب والمسلمین البیت الأبیض إدارة بایدن
إقرأ أيضاً:
قرار ترامب الجديد.. "يوتيوبرز وبودكاسترز" في البيت الأبيض
في خطوة غير تقليدية قد تغير ديناميكيات الإعلام في البيت الأبيض، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن قراره بمنح اعتمادات صحفية لعدد من "البودكاسترز" و"اليوتيوبرز" وصناع المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي، ليكونوا جزءًا من غرفة الإيجاز الصحفي في البيت الأبيض هذه الخطوة تأتي في وقت يشهد فيه الإعلام الأمريكي تحولًا كبيرًا في أساليب التواصل ونقل الأخبار.
غرفة جيمس برايدي للإيجاز الصحفي في البيت الأبيض، التي لطالما كانت موطنًا للصحفيين المعتمدين من وسائل الإعلام التقليدية، ستشهد تغييرات جذرية في المستقبل القريب. عادةً ما كانت هذه الغرفة مكانًا يجتمع فيه الصحفيون مع المتحدثين الرسميين للرئيس، حيث يتم طرح الأسئلة من قبل الصحفيين المعتمدين، الذين يمثلون معظم وسائل الإعلام الرئيسية. لكن الرئيس ترامب، الذي لطالما كان منتقدًا لوسائل الإعلام التقليدية، قرر تغيير هذا الواقع.
من خلال منح الاعتمادات لعدد من البودكاسترز واليوتيوبرز، يسعى ترامب إلى دعم صوت الجيل الجديد من الإعلاميين الذين يحظون بشعبية كبيرة بين الشباب، والذين يشاركون في معركة "الثأر" التي خاضها ترامب خلال سعيه للعودة إلى البيت الأبيض. ترامب، الذي يعادي في الغالب وسائل الإعلام التقليدية مثل نيويورك تايمز وCNN، يرى في هذه الخطوة فرصة لتحدي ما يسميه "الدولة العميقة" التي تتواجد في مؤسسات الإعلام التقليدي.
سبق أن حاول ترامب، خلال فترته الرئاسية السابقة، فرض قيود على العديد من وسائل الإعلام الكبرى مثل "نيويورك تايمز" و"سي إن إن" و"بي بي سي"، حيث منع بعض وسائل الإعلام من حضور المؤتمرات الصحفية أو من المشاركة في المؤتمرات التي كانت لا تذاع على الهواء مباشرة. هذا الموقف يعكس تصميمه على تقويض نفوذ الإعلام التقليدي، وهو ما يعكسه قراره الأخير بإدخال صناع المحتوى الجدد إلى دائرة الضوء.
على الرغم من التغييرات التي قد يجلبها القرار، يواجه ترامب تحديات عدة، أبرزها موافقة جمعية مراسلي البيت الأبيض (WHCA) على ذلك. حيث تتحكم الجمعية في اختيار الصحفيين الذين يحصلون على مقاعد في غرفة الإيجاز الصحفي، وهي نفسها ليست على علاقة جيدة مع ترامب، مما قد يصعب تطبيق هذا القرار بشكل سلس. كما أن القرار قد يثير ردود فعل معارضة من قبل الصحفيين التقليديين الذين يعتبرون أن هذه الخطوة تهدد مصداقية الإعلام الرسمي في الولايات المتحدة.
إذا تم تنفيذ هذا القرار، فإنه يمثل تحولًا جذريًا في الطريقة التي يتم بها نقل الأخبار والتفاعل مع الرئاسة الأمريكية. فبينما يسعى ترامب إلى تحجيم نفوذ وسائل الإعلام التقليدية، يبدو أن الإعلام الجديد، الذي يعتمد على منصات التواصل الاجتماعي، سيكون له دور بارز في تسليط الضوء على الأحداث في البيت الأبيض خلال السنوات المقبلة.
الرئاسة الفلسطينية تدين استخدام واشنطن للفيتو ضد قرار وقف إطلاق النار في غزة
أدانت الرئاسة الفلسطينية بشدة استخدام الولايات المتحدة الأمريكية لحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار كان يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة. وأكدت الرئاسة أن هذا القرار يعكس استمرار الولايات المتحدة في دعم السياسات الإسرائيلية، مما يشجع الاحتلال على الاستمرار في ارتكاب جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
وأعربت الرئاسة الفلسطينية عن استنكارها للقرار الأمريكي، مشيرة إلى أن استخدام الفيتو يعكس دعمًا مباشرًا للعدوان الإسرائيلي الذي طالما أودى بحياة الآلاف من الفلسطينيين ودمر العديد من المناطق في غزة. وأضافت الرئاسة أن هذا الفيتو يعزز موقف الاحتلال ويزيد من معاناة الشعب الفلسطيني، خصوصًا في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يواجهها المدنيون في القطاع المحاصر.
وقالت الرئاسة الفلسطينية إن هذا الموقف الأمريكي لا يقتصر على مجرد منع القرار في مجلس الأمن، بل يُعتبر مشاركة مباشرة في العدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني. وأكدت أن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية كبيرة عن الحرب المستمرة ضد المدنيين الفلسطينيين، حيث أن دعمها غير المشروط لإسرائيل يعكس انحيازًا واضحًا ضد حقوق الفلسطينيين في العيش بسلام وأمان.
وشددت الرئاسة الفلسطينية على ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي موقفًا حازمًا في مواجهة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، مطالبة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بمواصلة الضغط على إسرائيل لوقف الانتهاكات المستمرة ضد الشعب الفلسطيني. وأضافت أن موقف الولايات المتحدة الأخير يجب أن يكون بمثابة دافع للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في حماية المدنيين الفلسطينيين وضمان حقوقهم الأساسية.
وفي الختام، أكدت الرئاسة الفلسطينية أن قرار استخدام الفيتو لن يثنيها عن متابعة نضالها في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أن الفلسطينيين سيواصلون المقاومة السلمية والشرعية ضد الاحتلال، ولن يسمحوا بأي محاولات لتصفية قضيتهم أو تجاهل حقوقهم.