إعلاميون وخبراء: قانون الإعلام الجديد ضروري لمواكبة التطورات.. وتعزيز حرية التعبير والتواصل مع المسؤولين على رأس الأولويات
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
◄ باقوير: نأمل أن يوفر المشروع الجديد مساحات واسعة من الحرية الإعلامية
◄ الشعيلي: من الضروري تسهيل إجراءات تأسيس المنصات الإعلامية وإتاحة الفرصة للمستثمر الأجنبي
◄ المحروقي: نتوقع أن يعزز القانون حرية الرأي والحصول على المعلومات
◄ الهادي: القانون الجديد سيشجع الأفراد والمؤسسات على التحول إلى الإعلام الرقمي
◄ القصابي: نحتاج إلى وضع شروط لتولي المناصب الإعلامية في مختلف التخصصات
◄ الرحبي: حرية التعبير تخضع لقيود قانونية لحماية الصالح العام
الرؤية- فيصل السعدي
يؤكد عدد من الإعلاميين والمختصين أهمية قانون الإعلام الجديد الذي يتم مناقشته حاليا في مجلس الشورى، في الوقت الذي يشهد فيه قطاع الإعلام حول العالم تطورات كبيرة بعد ظهور التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي، مطالبين بأهمية أن يتضمن القانون الجديد مساحات أكبر لحريات الرأي والتعبير وتذليل العقبات أمام المؤسسات الإعلامية والصحفية وتسهيل عملية التواصل بين الصحفيين والمصادر الرسمية في الدولة.
وقال مجلس الشورى- في بيان- إن لجنة الإعلام والسياحة والثقافة ناقشت مشروع قانون الإعلام المحال من قبل مجلس الوزراء؛ وعكفت على دراسة مشروع القانون وبحث تفاصيل مواده ومدى مواكبته للتطورات المستقبلية في المجال الإعلامي، مضيفًا أن اللجنة ارتأت مناقشة مشروع القانون مع عدد من جهات الاختصاص في الشأن الإعلامي وذلك للاستئناس بآرائهم وملاحظاتهم حول مشروع القانون.
ويرى الكاتب المكرم عوض بن سعيد باقوير عضو مجلس الدولة، أن مشروع قانون الإعلام يعد من أهم مشاريع القوانين في ظل ما يشهده العالم من متغيرات وتطورات تقنية وانتشار الإعلام الإلكتروني والرقمي، لافتاً إلى أن القانون الحالي أو ما يعرف بقانون المطبوعات والنشر هو قانون مضي عليه سنوات طويلة ولا يتماشي مع المتغيرات الجديدة.
ويأمل باقوير من القانون الجديد أن يعزز المنظومة الإعلامية ويعطي مساحة جيدة من الحرية الإعلامية للمساهمة في تجديد الرؤية الإعلامية بما يتماشي مع النهضة المتجددة التي يقودها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه، مضيفا: "شاركت جمعية الصحفيين العمانية في إعداد مشروع قانون الإعلام الجديد منذ سنوات، وبالتالي تطلعاتنا كبيرة ونأمل أن نمتلك إعلاما رقميا متطورا وأن يغطي مشروع القانون كل الجوانب ذات العلاقة بتطوير الصحافة والإعلام في عمان، لأن الإعلام يقوم بدور محوري في التعريف بسلطنة عمان خارجيا وإبراز المنجزات الوطنية، في الوقت الذي تقوم فيه عمان بدور محوري لحل القضايا الإقليمية والدولية".
من جهته، يقول عبدالله بن سالم الشعيلي رئيس تحرير جريدة عمان أوبزيرفر: "تكمن أهمية إصدار قانون الإعلام الجديد في المرحلة الراهنة في أن العالم يشهد تطورا كبيرا في مجال الإعلام الإلكتروني، ولذلك نحتاج إلى قانون إعلام شامل يركز على وضع التشريعات والقوانين المنظمة للعمل الصحفي في وسائل الإعلام التقليدية والحديثة، مع مراعاة الخصوصية الفردية". ويضيف: "نتمنى من القانون الجديد معالجة كل ما يعيق تطورات القطاع الإعلامي في عمان، وتخفيف القيود على تأسيس المنصات الإعلامية خصوصا الإذاعات والصحف الإلكترونية، وتخفيض الرسوم المقررة، ومنح الفرصة للمستثمر الأجنبي ليكون شريكا في المجال الإعلامي العماني".
ويؤكد سيف المحروقي رئيس تحرير جريدة عمان سابقا، أن صدور قانون الإعلام الجديد سيساهم في تنظيم العمل الإعلامي بمختلف أشكاله بالإضافة إلى تنظيم عمل وسائل التواصل الاجتماعي، مبيناً أن القانون سيعزز من مفاهيم جودة المعلومات وحرية الرأي وأخلاقيات العمل الإعلامي.
ويشير المحروقي إلى أن القانون الجديد يجب أن يكون مواكبًا للتطورات وأن يكون لديه رؤية مستقبلية في ظل ما نشهده من نقلة نوعية في مجال الذكاء الاصطناعي، وأن يتضمن تنظيم القطاع الإعلامي حتى لا يقع ضرر على الأفراد والمؤسسات والحكومات، وأن يتضمن عقوبات على مروجي الشائعات وتناقلها على منصات التواصل الاجتماعي.
ويتطلع المحروقي إلى أن يشمل قانون الإعلام الجديد كل أنواع وسائل الاتصال الجماهيري، وأن يعطي مساحة كبيرة للصحفي تمكنه من تغطية كل الفعاليات وإنتاج القصص الإخبارية، دون أي قيود أو معوقات.
ويبيّن نبيل بن محمد بن الهادي رئيس قسم التحرير العربي المنتدب بوكالة الأنباء العُمانية، أن إصدار قانون الإعلام الجديد في هذه المرحلة سيعمل على تطوير منظومة العمل الإعلامي في سلطنة عمان، وسيعزز دور الصحافة المحلية مع إيجاد مواءمة حقيقية بين تطلعات المستقبل وبيان الحاضر في شأن النهوض بالمهام الإعلامية الصحفية، موضحا: "القانون الجديد سيفتح المجال أمام الشباب للمضي قدمًا في مسيرة التحول إلى الإعلام الرقمي وتمكينهم بالأدوات الصحيحة التي تتوافق مع رؤية سلطنة عمان وتحقيق أهدافها الاستراتيجية الشاملة والمستقبلية منها".
ويتابع قائلا: "نأمل أن يتيح القانون الجديد مساحة أكبر من حرية التعبير المسؤولة في تناول القضايا التي تلامس المواطن في سلطنة عمان بشكل مباشر، وأيضا تنظيم قطاع الإعلام الإلكتروني وفتح المجال لمن أراد خوض التجربة الإعلامية بمحددات تتوافق مع المعايير الإعلامية ذات المهنية الحديثة، وتوفير الحماية اللازمة للصحفي وإتاحة التواصل مع المصادر والحصول على المعلومة بسهولة".
ويطالب الهادي بضرورة أن يتفادى القانون الجديد كل ما يتعلق بتحجيم دور النشر وما يقوم به الصحفي من جهود وأعمال، وأن لا يكون "مقص الرقيب" هو المتحكم فيما يتم طرحه أو تناوله، موضحًا حماية الصحفي ومصادره المختلفة أمر ضروري سيعكس مدى الوعي الإعلامي.
ويؤكد عيسى بن عبدالله القصابي مراسل صحفي بوكالة الأنباء العمانية، أن قانون الإعلام الجديد مهم جدًا في ظل المتغيرات والتي باتت تحديًا يستوجب علينا تجوازه بوجود قانون إعلام شامل ينظم عمل كافة وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة والإلكترونية، متمنيا أن يغطي القانون كافة المجالات الإعلامية وأن يراعي حرية التعبير والنقد الذي لا يتجاوز نطاق القانون، وأن يساند القانون الجديد الصحفي والإعلامي في أداء مهامه الإعلامية، وأن يحدد القانون المسميات المهنية والمؤهلات العلمية والخبرات التي يجب أن تتوافر لمن يتولى المناصب الإعلامية في مختلف التخصصات، وأن يتم عقد جلسات مع رؤساء التحرير وإطلاعهم على مواد القانون والاستماع إلى آرائهم. ومن الناحية القانونية، يقول المحامي خليفة بن مرهون الرحبي أمين سر جمعية المحامين العمانية: "تعد حُرية الصحافة هي المبدأ الذي يشير إلى وجوب مراعاة الحق في الممارسة الحرة للاتصال والتعبير عن الرأي من خلال كافة وسائل الإعلام المتاحة، وتتضمن هذه الحرية غياب التدخل المفرط للدول، وحمايتها بالدستور والقانون".
وأكد الرحبي أن حرية التعبير في سلطنة عمان مكفولة بموجب النظام الأساسي للدولة الصادر بموجب المرسوم السلطاني رقم: 62/2021 حيث تشير المادة (35) إلى أن: "حرية الرأي والتعبير عنه بالقول والكتابة وسائر وسائل التعبير مكفولة في حدود القانون"، وكذلك المادة رقم (37) التي تنص على أن "حرية الصحافة والطباعة والنشر مكفولة وفقًا للشروط والأوضاع التي يبينها القانون، ويحظر ما يؤدي إلى الفتنة أو الكراهية أو يمس بأمن الدولة أو يسيء إلى كرامة الإنسان وحقوقه".
وأوضح أمين سر جمعية المحامين العمانية: "مقابل حرية التعبير أجاز النظام تقييد حرية التعبير عن الرأي بمقتضى القانون، ويدلل على ذلك استخدامه لعبارة (في حدود القانون) وبما يحقق غايات هذه الحرية وبما لا يعطل مضمونها ولا يتناقض والأغراض المقصودة من إرسائها، وعلى هذا فإن حرية التعبير عن الرأي لا تتم بشكل مطلق وإنما تخضع لقيود قانونية تستهدف حماية وحرية الآخرين والصالح العام؛ ولذلك فإن النظام الأساسي أوجب على السلطات العامة في الدولة ضمان وكفالة ممارسة هذه الحرية في حدود القانون".
وبين الرحبي أن قانون المطبوعات والنشر المعمول به في السلطنة حاليًّا يعود إلى عام 1984م، ولم يجر عليه إلا تعديلات طفيفة منذ ذلك الوقت، ونتطلع إلى صدور قانون الإعلام المرتقب قريبا لينظم قطام الصحافة والإعلام بفروعه المختلفة بما يتواكب مع المرحلة القادمة من نهضة عمان المتجددة.
وقال الرحبي في حديثه: "أنا شخصيا لم أطلع على مسودة القانون المقترح ولكني أتمنى لا يشمل القانون المنتظر على أية عقوبات جنائية للصحفيين والاكتفاء بالنصوص العقابية التي وردت في قانون الجزاء العماني الصادر بموجب المرسم السلطاني رقم : ٧/٢٠١٨م وقانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات الصادر بموجب المرسوم السلطاني رقم ١٢/٢٠١١م. كما نأمل أن يتيح القانون المنتظر للصحفيين حرية تدفق المعلومات من كل المؤسسات والقطاعات الحكومية والخاصة، وأن لا يلزم الصحفيين اكراها بالإفصاح عن مصدر معلوماتهم".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
في "يوم العلم".. تعرف إلى قانون "علم الاتحاد"
يعد علم دولة الإمارات رمزاً للوحدة الوطنية ووسيلة للتعبير عن الانتماء والاعتزاز بالوطن والولاء للقيادة الرشيدة، ويمثل الدولة في المحافل الدولية ليدل على هوية الوطن.
وبمناسبة الاحتفاء بيوم العلم، يلقي 24 الضوء على القانون الاتحادي رقم 2 لسنة 1971 بشأن علم الاتحاد، الذي يعتبر إطاراً تشريعياً لضمان احترام العلم وتنظيم استخدامه.
وحول هذا القانون، أوضح المستشار القانوني إيهاب النجار، أن القانون الاتحادي رقم 2 لسنة 1971 بشأن علم الاتحاد يضع الإطار العام لتحديد المواصفات الرسمية لعلم الإمارات، وتنظيم كيفية استخدامه في الأماكن العامة والخاصة.
وبين أن المادة الأولى من القانون حددت مواصفات العلم، حيث نصت على أن "يكون علم دولة الإمارات العربية المتحدة على الشكل والمقاييس والألوان التالية: مستطيل طوله ضعف عرضه، ويقسم إلى أربعة أقسام مستطيلة الشكل القسم الأول منها لونه أحمر يشكل طرف العلم القريب من السارية طوله بعرض العلم وعرضه مساوٍ لربع طول العلم. أما الأقسام الثلاثة الأخرى فتشكل باقي العلم وهي أفقية متساوية متوازية، العليا منها خضراء والوسطى بيضاء والسفلى سوداء".
وأكد النجار أن القانون يؤكد على ضرورة احترام العلم وحمايته من أي إساءة، ويحدد ضرورة رفع العلم بشكل لائق وعلى أماكن محددة، ويمنع تنكيس العلم إلا في حالات الحداد الرسمية وفقاً لما تقرره القيادة، مبيناً أن القانون يضع عقوبات على من يسيء إلى العلم.
#الإمارات تحتفل بـ #يوم_العلم.. مسيرة وطن بدأ من الصحراء ووصل الفضاء#يوم_العلم_الإماراتيhttps://t.co/RYOewTdxdQ pic.twitter.com/E0HTYmpVCz
— 24.ae | الإمارات (@24emirates24) November 1, 2024