تتزايد المخاوف بين صفوف النازحين الفلسطينيين بمدينة رفح، من تهديدات الاحتلال بشن هجوم عسكري بري على المدينة التي تؤوي ما يزيد عن مليون نازح، والواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة.

ونقلت وكالة "الأناضول" عن إحدى النازحات بقولها: "مدينة رفح التي ادعى جيش الاحتلال أنها منطقة آمنة، ليست إلا واحدة من مربعات الموت"، مشيرة إلى أن هناك قلق كبير من احتمالية أن يتم تهجير العائلات الافلسطينية من رفح إلى مدينة سيناء المصرية.



ولفتت إلى أن مخيمات النزوح باتت ملاصقة للمنطقة الحدودية الفلسطينية المصرية، بسبب الاكتظاظ الشديد في جميع مناطق مدينة رفح.

أوضاع متردية
يأتي ذلك في ظل أوضاع معيشية متردية للغاية يعيشها السكان والنازحون بمدينة رفح، في ظل انخفاض أعداد شاحنات المساعدات الإنسانية الواصلة إلى القطاع.

ويعتمد أهالي القطاع، منذ بدء الحرب، على المساعدات الإنسانية بشكل كامل حيث يفرض الاحتلال منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حظرا على دخول البضائع وإمدادات المياه والكهرباء والوقود.

وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، فإن عدد الشاحنات الإنسانية التي تدخل غزة انخفض 40 بالمئة منذ نهاية يناير/ كانون الثاني الماضي، ما تسبب في وصول أزمة الاحتياجات الأساسية والأدوية والمستلزمات الصحية إلى أعلى مستوياتها في القطاع.



الشابة ديانا صيام، النازحة من منطقة الكتيبة بمدينة غزة إلى رفح، قالت إنها تركت منزلها قسرا منذ الأسبوع الأول للحرب، تحت تهديدات الجيش الإسرائيلي التي وجهها عبر مناشير ورقية أو اتصالات هاتفية.

وأضافت للأناضول: "تم إجلاؤنا حينها إلى منطقة شمال وادي غزة، عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بسبب الهجمات الجوية في تلك الفترة".

ومن هناك، توجهت العائلة إلى مدينة رفح التي أعلنها الجيش "منطقة آمنة"، لكنها تحولت اليوم تحت الضربات الجوية العنيفة وأنباء العملية البرية إلى "مربع للموت"، وفق قولها.

واستكملت: "نحن نتنقل بذلك بين مربعات الموت، ورفح ليست منطقة آمنة، فهي تتعرض للاستهداف والقصف المتكرر".

وتساءلت صيام: "إلى أين سنذهب لو نفذوا عملية برية؟ كافة المحافظات عبارة عن مربعات للموت، لا توجد منطقة آمنة".

وعبرت عن رفضها للانتقال والنزوح لأي منطقة جديدة، قائلة: "نرفض أن يتكرر السيناريو الذي أرغمنا على النزوح من منازلنا ومدينة غزة".

وطالبت المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية الدولية بـ"العمل على إعادتنا لمنازلنا حتى وإن كانت مدمّرة ومهدمة".

مصير مجهول برفح
بدورها، أعربت الشابة الثلاثينية دعاء مصلح، والتي وصلت إلى رفح منذ 4 شهور، عن تخوفها من تنفيذ الجيش الإسرائيلي عملية برية في المدينة.

وقالت للأناضول: "نعيش حالة خوف وترقب بعد الحديث عن قرب العملية العسكرية البرية برفح"، موضحة أنه في حال نفذ الجيش تهديداته بشأن العملية البرية فإن "مصيرنا سيكون مجهولا".

وتساءلت: "ماذا سيحل بنا حينها؟ هل سنعود إلى منازلنا؟ سننزح إلى مناطق أخرى، أو إلى سيناء؟"، مشيرة إلى أن أكثر ما يثير تخوفاتها هو حديث مسؤولين إسرائيليين عن نية للسيطرة على منطقة "محور فيلادلفيا"، حيث تتواجد فيها خيام النزوح.

وزادت: "نحن بأمسّ الحاجة للعودة إلى منازلنا، أي مخطط للتهجير مرفوض، نموت على أرضنا ولا نخرج منها".

وبشأن الأوضاع الإنسانية برفح، قالت مصلح إنها "سيئة للغاية حيث ينعدم توفر أبسط الاحتياجات اليومية"، لافتة إلى أن الحياة داخل الخيام التي تم تأسيسها بمكونات بسيطة كالأقمشة والنايلون، "صعبة جدا حيث لا تقي من برودة الأجواء أو مياه الأمطار".



ونهاية يناير الماضي، قال رئيس هيئة الاستعلامات المصرية الرسمية ضياء رشوان، في بيان، إن "أي تحرك إسرائيلي في اتجاه احتلال ممر فيلادلفيا أو صلاح الدين في قطاع غزة سيؤدي إلى تهديد خطير وجدي للعلاقات المصرية الإسرائيلية، وإمعان إسرائيل في تسويق هذه الأكاذيب محاولة منها لخلق شرعية لسعيها لاحتلال ممر فيلادلفيا أو ممر صلاح الدين".

وذكرت هيئة البث العبرية الرسمية، أن مسؤولين إسرائيليين أبلغوا مصر، أنهم يخططون لتنفيذ عملية عسكرية في منطقة محور فيلادلفيا، وهي المنطقة الحدودية بين قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية.

سيناريو النزوح الجديد وارد
من جانبها، قالت العشرينية مها عصفور، إنها عاشت تجربة النزوح مرتين فيما عاشها فلسطينيون آخرون لأكثر من ذلك وصلت في بعض الأحيان إلى 8 تجارب أو أكثر.

وأضافت في حديث للأناضول: "نزحنا من خانيونس إلى المنطقة التي قال الجيش الإسرائيلي إنها آمنة حيث مدينة رفح، والآن ربما سنعيش نفس سيناريو النزوح في حال نفذوا العملية البرية".

وأعربت عن تخوفها من تكرار هذا السيناريو، في ظل عدم وجود مناطق آمنة في القطاع، مضيفة أن "هذه الحرب ورحلات النزوح أرهقتنا ولم يعد بوسعنا تحمل المزيد".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المخاوف النازحين رفح الاحتلال الحرب الاحتلال رفح الحرب مخاوف النازحين المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة منطقة آمنة مدینة رفح إلى أن

إقرأ أيضاً:

بسببه قطع مودي زيارته للسعودية فورا بعد لقاء محمد بن سلمان.. ماذا نعلم عن هجوم جامو وكشمير؟

(CNN)-- قُتل ما لا يقل عن 26 شخصًا وأُصيب عشرات آخرون في هجوم يُشتبه بأنه إرهابي في منطقة جامو وكشمير المتنازع عليها في جبال الهيمالايا، الثلاثاء، وهو هجوم نادر استهدف السياح في منطقة تشهد عقودًا من التمرد والمعارضة للحكم الهندي.

وفي أعقاب الهجوم، قطع رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي زيارته التي كانت من المفترض أن تستمر ليومين إلى المملكة العربية السعودية، وذلك بعد لقائه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

ووقع الهجوم في وجهة سياحية شهيرة في باهالغام، بمقاطعة أنانتناغ الجبلية، ويُعد أسوأ هجوم على المدنيين في المنطقة منذ سنوات.

وكان من بين الضحايا مواطن نيبالي، وشخص آخر من أصل هندي يعمل في الشرق الأوسط، وفقًا لما ذكره ف. ك. بيردي، المفتش العام للشرطة في كشمير، لشبكة CNN.

وأضاف أن الهجوم "لم يقع في مكان عادي"، بل وقع في جزء من وادي بيساران - الذي لا يمكن الوصول إليه إلا سيرًا على الأقدام أو على ظهور الخيل. وقال إن الهجوم المميت وقع في مرج، بالقرب من تلال جبلية، تمتد لعدة أميال دون أي طرق للسيارات.

وقال شاهد عيان لوكالة أنباء برس ترست أوف إنديا إن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على السياح من مسافة قريبة، في حين قالت إحدى الناجيات: "أصيب زوجي برصاصة في رأسه بينما أصيب سبعة آخرون في الهجوم"، وفقًا للوكالة.

وقالت ناجية أخرى، تدعى أسافاري جاغديل، لوكالة برس ترست أوف إنديا إن المسلحين دخلوا الخيمة التي كانت عائلتها تختبئ فيها. اتهم المهاجمون العائلة - القادمة من مدينة بوني غرب الهند - بدعم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، قبل أن يطلقوا النار على أقارب جاغديل الذكور، بمن فيهم والدها، على حد قولها.

ووصف أحد السكان المحليين، غولزار أحمد، حالة الفوضى التي اندلعت بعد إطلاق النار، حيث "ساد الذعر في كل مكان" مئات الأشخاص، وفقًا لوكالة برس تراست أوف إنديا.

وأعلنت جماعة مسلحة غير معروفة تُدعى "جبهة المقاومة" مسؤوليتها عن الهجوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، معربةً عن استيائها من "الغرباء" الذين استقروا في المنطقة وأحدثوا "تغييرًا ديموغرافيًا". ولم تقدم الجماعة أي أدلة، ولا تستطيع CNN التحقق من ادعائها بشكل مستقل.

وتشهد منطقة الهيمالايا الخلابة، التي تُدار جزئيًا من قِبل كل من الهند وباكستان، رغم أنها لا تزال محل نزاع بين الجانبين، أعمال عنف متكررة، لكن الهجمات على السياح نادرة.

وفي بيان على منصة إكس (تويتر سابقا)، أدان مودي الهجوم وقدّم تعازيه، قائلا: "سيُقدّم من يقف وراء هذا العمل الشنيع إلى العدالة... لن ينجوا! لن تنجح أجندتهم الشريرة أبدًا".

وبحلول ليلة الثلاثاء، تجمع السكان الغاضبون في المنطقة للاحتجاج. وتُظهر مقاطع فيديو للاحتجاج حشدًا يردد شعارات، ويحمل شموعًا ولافتات كُتب عليها: "أوقفوا الإرهاب"، ودعت لافتات أخرى إلى استقالة وزير الداخلية الهندي أميت شاه.

وصرح فيلق الجيش الهندي المسؤول عن العمليات العسكرية في منطقة الهجوم بأن عملية بحث جارية لتقديم "المهاجمين للعدالة، في حين صرح مكتب وزير الداخلية شاه بأن شاه وصل إلى المنطقة، الثلاثاء، وترأس اجتماعًا أمنيًا رفيع المستوى. في غضون ذلك، أعلنت رابطة المدارس الخاصة في جامو وكشمير أن جميع المدارس الخاصة ستظل مغلقة، الأربعاء.

مقالات مشابهة

  • قتلى وجرحى في صفوف عناصر حركة "الشباب" إثر عملية عسكرية بوسط جنوب الصومال  
  • وسط تحديات اقتصادية متزايدة... انتهاكات ميليشيات الحوثي تقوض الأمن الغذائي وتفاقم معاناة اليمنيين
  • الصومال: مقتل عدد من عناصر ميليشيات الشباب الإرهابية وإصابة آخرين في منطقة أبوري
  • هجمات روسية بطائرات مسيّرة توقع قتلى وجرحى وتزيد الضغط وسط إشارات متبادلة للتفاوض
  • عشرات القتلى في هجوم مروع شمال الهند يهز «جامو وكشمير»
  • بسببه قطع مودي زيارته للسعودية فورا بعد لقاء محمد بن سلمان.. ماذا نعلم عن هجوم جامو وكشمير؟
  • مصرع 7 في هجوم طائرة مسيرة روسية على منطقة دنيبرو بيتروفسك بأوكرانيا
  • مقتل نحو 26 شخصا جراء إطلاق نار على سياح في منطقة جامو وكشمير
  • مقتل نحو 26 شخصا جراء إطلاق نار على سياح في منطقة باهالجام بالهند
  • الصومال بين مطرقة الإرهاب وسندان التحرير.. إحباط هجوم جديد لحركة الشباب وسط البلاد